حقائق جديدة تطفو على السطح، تضع الرئيس الجزائري هواري بومدين الراحل، في دائرة الاتهام، بأنه حاول اغتيال الملك المغربي الحسن الثاني، وهذاحسب شهادات لـ ‘كارلوس’ المعروف بالثعلب، أو باسمه الحقيق إلييتش راميريز سانشيز، ادعى خلالها، بأن الرياح هبت لاحقا بما لا تشتهيه السفن، بناء على لرواية الصحفي لازلو ليزكاي، Laszlo Liszkaï في كتابه ‘العالم حسب كارلوس’ « Le monde selon Carlos ».
الشهادات الواردة في الكتاب قالت بأن موت بومدين، وإقالة أحمد دراية (المدير العام للأمن الوطني الجزائري للفترة الممتدة بين جوان 1965 وأفريل 1977) حال دون ذلك.
كما جاء في الكتاب ‘ في 27 ديسمبر 1978 كارلوس خسر كارلوس مرة أخرى رجلا نافذا كان تحت حمايته بوفاة الرئيس الجزائري هواري بومدين ، كما أن مجيئ الرئيس شادلي بن جديد، وتنصيبه لرجال ثقته في المناصب الادارية، أزاخ شخصيات مثل أحمد دراية، المدير العام للأمن الوطني الجزائري، و صالح حجاب رئيس مركز الأمن في العاصمة.. كارلوس أكد بأنه وضع خطة لاغتيال الملك المغربي الحسن الثاني، حين أرسل فرقتين منفصلتين للمغرب، كل واحدة مكونة من أربع أشخاص، لكن لا تتعرفان.. لا أحد كان يعرف مخبرنا، كان هناك شخص واحد كان باستطاعته أن يعلمنا بأي طريق سيسلكها الملك للخروج من مدينة الرباط، وكلفت كل فرقة بالتتمركز على جوانب طريق من الطريقين الذان يمكن أن مر بهم الحسن 2، كان من المفروض أن يعلمنا المخبر، حين يحين الوقت عن أي مسار سيسلكه الملك، إما الطريق الأزرق أم الأحمر، أنا (كارلوس) وحجاب صالح كنا الوحيدين من كان يعرف اسم مخبرنا – الجنرال أحمد ديلمي(أحد رجال ثقة الملك المغرب وتوفي في حادث سير سنة 1988)’.
هذه الشهادات الحصرية، جمعها الكاتب لازلو ليزكاي كحصيلة لأكثر من عشرين حوار جمعه بكارلوس لما كان محتجزا في بواسي (Poissy) فرنسا .
___________________________________
الجنرال إسماعيل هو الذي "سلّم خيط " كارلوس للمخابرات الفرنسية
قال المدير السابق لجهاز الأمن الداخلي الفرنسي (المخابرات الفرنسية) ّ إيف بوني، " إن الجنرال إسماعيل لعماري، المدير السابق للأمن الداخلي الجزائري، هو الذي قدّم للمخابرات الفرنسية المعلومات التي سمحت بتوقيف المناضل العالمي كارلوس في العاصمة السودانية الخرطوم وتسليمه لفرنسا.
وقال إيف بوني، الذي كانت تربطه علاقات شخصية بعدد من كبار المسؤولين الجزائريين من بينهم العربي بلخير، والجنرال إسماعيل، والجنرال توفيق، إن الجنرال الذي كان على مسؤولا على مكافحة التجسس في المخابرات الجزائرية، هو من كان يعلم بمكان تواجد كارلوس في الخرطوم، وهو من سلّم معلومات دقيقة عنه للفرنسيين، سمحت لاحقا بتوقيفه وتسليمه لفرنسا، غير أنه لم يذكر المقابل الذي تحصلت عليه المخابرات الجزائرية من نظيرتها الفرنسية جرّاء هذه الخدمة الكبيرة.
وتم كشف هذه المعلومات في مذكرات " إيف بوني" التي ستصدر خلال أيام قليلة عن دار النشر الجزائرية " القصبة "، التي يملكها ويديرها إسماعيل مزيان.
وحسب " بوني"، علم إسماعيل بتواجد كارلوس في الخرطوم عند طريق الصدفة، عندما كان يطّلع على وثائق وصوّر أحد ضباط المخابرات الجزائريين في الخرطوم كان مكلفا بمتابعة الإسلاميين الجزائريين المتواجدين في السودان ومراقبة علاقاتهم بالتنظيمات الإرهابية، حيث وجد من بين الشخصيات التي التقطت لهم الصور وهم في مناسبة اجتماعية، المناضل العالمي كارلوس، وتعرّف عليه الجنرال إسماعيل بحكم معرفته السابقة به، عندما كانا يتعاملان مع بعض هنا في الجزائر حيث أقام كارلوس عدة سنوات.
وقال بوني أن الضابط الجزائري الذي تحصل على الصور، يسمى محمود وهو برتبة عقيد.
يذكر أن الجنرال إسماعيل شغل لسنوات طويلة منصب مدير الأمن الداخلي (أهم مديرية في جهاز المخابرات) وهذا حتى وفاته بأزمة قلبية، وكان مسؤولا على ملف الفيس والإسلاميين عموما والجماعات المسلحة بالخصوص، وكان أكثر قادة المخابرات قربا من الجنرال توفيق.
http://www.elhayatonline.net/article51431.html