نفذت القوات الجوية الإسرائيلية اختبارا لحمل الصاروخ الاعتراضي " المذهل Stunner " الخاص بمنظومة الدفاع الجوي الصاروخي " مقلاع داوود David's Sling " على متن مقاتلة " F-16I Sufa " تابعة للسرب الجوي " 601 Manat " المسؤول عن اعمال الاختبارات والدمج والتعديل للأنظمة القتالية والإلكترونية للطيران في قاعدة " تل نوف Tel Nof " الجوية بالأراضي المحتلة.
النسخة الجوية من الصاروخ ذات مرحلة دفع واحدة فقط بعكس نسخة مقلاع داوود ذات المرحلتين، حيث توفر الأولى عملية الدفع عند الإطلاق، الى ان تبدأ المرحلة الثانية عملها بمجرد تحديد مسار الاعتراض، موفرة قوة دفع اضافية تضاعف من سرعة الصاروخ لتعزيز قوة التصادم بالهدف لتدميره او تحييده عن مساره واسقاطه.
منظومة مقلاع داوود David's Sling ( بالعبرية Kelah Da'vid ) بدأ العمل على تصميمها بشكل مُشترك بين شركة " رفائيل للأنظمة الدفاعية المتقدمة Rafael Advanced Defense Systems " الإسرائيلية وشركة " رايثيون Raytheon " الأمريكية الرائدة للأنظمة الدفاعية، لتكون منظومة دفاع صاروخي " متوسطة-بعيدة المدى " بديلة لمنظومتي Hawk وPatriot، وتكون قادرة على التصدي بشكل رئيسي الى الصواريخ الباليستية التكتيكية قصيرة المدى Short Range Tactical Ballistic Missile والصواريخ بعيدة المدى المُطلقة من الراجمات ( المدفعية الصاروخية ) والصواريخ الجوالية والمُطلقة من مسافات " 40 - 300 كم "، بالإضافة الى قدرتها على التصدي للطائرات المقاتلة والطائرات بدون طيار، مُكوّنة لطبقة دفاع جوي تُعد الثالثة في الترتيب بعد منظومتي Arrow-3، وArrow-2 المُختصتين بالتعامل مع الصواريخ الباليستية بعيدة المدى ( المُطلقة من مسافات تتجاوز 2000 كم ) ويأتي بعدها في المستوى الرابع منظومة Iron Dome والتي تختص بالتعامل مع الصواريخ وقذائف المدفعية المطلقة من مسافة " 4 - 70 كم ".
تم تسمية المنظومة بهذا الاسم استنادا على قصة نبي الله داوود عليه السلام وقتله لجالوت بمقلاعه " David and Goliath " كما ورد في الهودية والإسلام.
الصاروخ نفسه يُمثل ثورة تكنولوجية هائلة ومستوى مختلف تماما من مفهوم صواريخ الاعتراض والقتال الجوي، حيث يملك تقنية البواحث المتعددة Multi-Seeker حيث يمتلك رأسها مشابها لرأس الدولفين يسمح بوجود باحثين يعملان في نفس الوقت دون أن يؤثر احدهما على الاخر، احدهما راداري ذات مصفوفة مسج إلكتروني نشط AESA، والاخر في مقدمة الانف حراري / كهروبصري مزدوج Dual Electro-Optical / Imaging Infrared مع قدرة المناورة الهائلة والتتبع والاشتباك مع الأهداف في زاوية 360° وبنمط التصادم المباشر للقتل Hit-to-Kill، بالإضافة غلى الحصانة القصوى ضد التشويش الراداري والحراري.
كما يمتلك الصاروخ وصلة بيانات ثلاثية المسارات Three-Way Data-Link مع قدرة متقدمة على إعادة التوجيه ضد هدف مختلف بشكل آني أوتوماتيكي او يدويا بتدخل بشري Real-Time Automatic/ Manual Retargeting.
يُمثل هذا الصاروخ -إلى جانب ماتملكه اسرائيل فعليا من صواريخ قتال جوي اخرى- طفرة نوعية غير مسبوقة نظرا، لما يملكه من بواحث متعددة تزيد من صعوبة التشويش عليه الى المستويات القصوى، بخلاف امكانيات اعادة توجيهه لأهداف مختلفة، وتصل خطورته إلى المستويات المميتة عند تنصيبه على منصة جوية تمثل قمة التقدم التكنولوجي في تقنيات التحفي والمستشعرات المتنوعة المدمجة كمقاتلة الجيل الخامس الشبحية F-35.
الجانب الاخر من الخطورة الشديدة لهذا الصاروخ، اذا ما نجح الجانب الاسرائيلي في ربط نسخة الدفاع الجوي بطائراته المقاتلة بحيث لا يكون الصاروخ مُرتبطا فقط بمدى الرصد للرادار الأرضي، بل يمكن ان يحصل على احداثيات الاهداف الجوية من الطائرات المقاتلة نفسها، ليجد الطرف المهاجم نفسه في مواجهة وابل من الصواريخ المطلقة عليه من الارض والجو بقدرة ربط وتوجيه متكاملة، فمالايراه الرادار الارضي ستراه المقاتلة والعكس صحيح، فيصبح الصاروخ قادرا على استلام احداثيات الاهداف بشكل مستدام من مختلف المنصات الأرضية والجوية وربما البحرية ايضا.
* تعقيب | الجانب الاسرائيلي لا يترك ابدا اية فرصة للصدفة او المفاجأة، بل يعمل على ضمان تفوقه النوعي وان يسبق الجميع بعدة خطوات، لتكون له اليد العليا في المعركة، طبقا للدروس المُستفادة من الحروب والمواجهات السابقة، وكذلك المناورات، والتهديدات الحالية.
الاعباء تزيد على الجانب المصري للتعامل مع هذه النوعيات من الاسلحة والقدرات القتالية المتطورة جدا، ولكن إيجاد الحلول لها هو فرض عين ولا مجال لأية بدائل اخرى، وهنا تظهر جدوى التعاقدات على الانظمة التسليحية الجديدة والحديثة وضرورة مواكبة التطور النوعي الهائل في منظومات التسليح، وخاصة في ظل وجود عدو بالغ التطور شديد النشاط عسكريا على الحدود الشمالية الشرقية اللصيقة للدولة المصرية، اتفاقية السلام معه لا تمثل الا مجرد ستار وردي لسباق تسلح هائل جارٍ بين طرفيها.
وجود هذا الصاروخ لا يعني ان هناك مناعة او حصانة كاملة للجانب الاخر، بل يعني ان مستويات اللعبة اصبحت اكثر صعوبة، وان ايجاد الحلول والثغرات اصبح يتطلب جهدا وتفكيرا وتخطيطا ذات أضعاف مضاعقة عما كان عليه الحال سابقاً، فلا وجود لما يُسمى بالمستحيل، وطالما توافرت العقول المفكرة، فدائما ستوجد الحلول المناسبة.
منقول من صفحة بوابة الدفاع المصرية