عبّر جنرال أميركي رفيع المستوى، الخميس 23 مارس/آذار 2017، عن شكوكه في احتمال قيام روسيا بدعم حركة طالبان التي تحارب ضد قوات الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي في أفغانستان.
قائد القوات الأمريكية في أوروبا، الجنرال كورتيس سكاباروتي يتحدث خلال مؤتمر صحفي في تالين، استونيا، 14 مارس 2017
وإذا ما ثبتت هذه المعلومة، فإنها تعيدنا إلى الثمانينات من القرن الماضي، والهزيمة التي لحقت بالاتحاد السوفييتي نتيجة دعم أميركا للمقاتلين الأفغان.
نفوذ روسي بأفغانستان
وقال القائد الأعلى لقوات حلف شمال الأطلسي في أفغانستان الجنرال كيرتس سكاباروتي، خلال جلسة استماع بالكونغرس، إنه يرى أن النفوذ الروسي يزداد توسعاً في مناطق متعددة بما فيها أفغانستان.
وقال سكاباروتي أمام لجنة القوات المسلحة: “رأيت نفوذاً متزايداً لروسيا بالنسبة إلى التواصل وربما حتى بتقديم الإمدادات لطالبان”، من دون أن يقدم إيضاحات إضافية.
وتخوض قوات حلف شمال الأطلسي حرباً في أفغانستان منذ غزوها بقيادة الولايات المتحدة أواخر عام 2001 بعد هجمات 11 سبتمبر/أيلول.
ويوجد نحو 13 ألف جندي معظمهم من الأميركيين بأفغانستان، في إطار مهمة “الدعم الحازم” لتدريب القوات المسلحة الأفغانية.
طبيعة الدعم الروسي
ويأتي تعليق سكاباروتي متقدماً أكثر من ملاحظات أوردها الشهر الماضي القائد الأميركي لقوات حلف شمال الأطلسي في أفغانستان الجنرال جون نيكلسون.
وقال نيكلسون في شهادته إن روسيا تعطي طالبان التشجيع والغطاء الدبلوماسي؛ من أجل تقويض التأثير الأميركي وهزيمة حلف شمال الأطلسي، إلا أنه لم يذكر أن روسيا تقدم الدعم لمقاتلي طالبان.
درس روسيا في أفغانستان
وإذا ما ثبتت هذه المعلومة، فإن روسيا تقومبالدور الذي لعبته الولايات المتحدة في الثمانينات من القرن الماضي، عندما قدمت واشنطن الدعم للمسلحين الأفغان خلال مقاومتهم للاتحاد السوفييتي.
فبحلول أواسط الثمانينات، كبّدت حركة المقاومة الأفغانية -المدعومة من قِبل كل من الولايات الأميركية المتحدة، والمملكة المتحدة، والصين، والسعودية، وباكستان ودول أخرى- موسكو خسائر عسكرية كبيرة وعلاقات دولية متوترة.
تزويد الولايات المتحدة المقاتلين، أسهم في قيام مجموعات منهم بتشكيل حركة طالبان، وامتلاكها أسلحة متطورة خلال حربهم ضد الاتحاد السوفيبتي.
وكان المحاربون غير النظاميبن الأفغان يتم تسليحهم وتمويلهم وتدريبهم بشكل رئيسي من قِبل الولايات الأميركية المتحدة والسعودية وباكستان.
ويقول الضباط الأميركيون، بعد أكثر من 15 عاماً من خوضهم الحرب هناك، إن الأزمة الأفغانية في “مأزق”، بين استمرار طالبان في توسيع تأثيرها الإقليمي وكفاح القوات الأفغانية من أجل تحقيق تقدم.
واستولى مقاتلو طالبان، الخميس، على منطقة سانغين الاستراتيجية في محافظة هلمند، ما يعد نكسة إضافية للقوات الأفغانية قبل بدء فصل الربيع الذي يعِد بمزيد من القتال.
http://mobile.reuters.com/article/amp/idUSKBN16U234