عبده عمارة
أكد الكاتب التركي "سميح إديز" في مقال له على موقع "المونيتور" على اتفاق روسيا وأميركا لدعم قوات حماية الشعب الكردية في مواجهة تركيا، فيما تحاول تركيا انتهاج أساليب جديدة لكسب مزيد من النفوذ في تركيا ومواجهة هذه الضغوط.
وقال "إديز" إنه مع رفض القيام بدور في تحرير الموصل من تنظيم الدولة، تتزايد الدلالات على استبعاد تركيا أيضًا من عملية تحرير الرقة، فيما لم تتمكن عملية درع الفرات التركية من التقدم بعيدًا عن ضواحي الباب في شمال سوريا، بعد أن استولى الجيش التركي والجيش السوري الحر على تلك المدينة في فبراير من تنظيم الدولة.
ويرى الكاتب أن تصميم الرئيس رجب طيب أردوغان، على الانتقال شمال شرق البلاد إلى مدينة منبج، التي تسيطر عليها قوات سورية الديمقراطية المدعومة أميركيًا، ومن ثم إلى معقل التنظيم في الرقة، من أجل إقامة مساحة 5000 كيلومتر مربع (1،930 ميل مربع) "منطقة آمنة"، يبدو غير واقعي للغاية في هذه المرحلة.
من ناحية أخرى، عرقلت روسيا أي تقدم من جانب تركيا والجيش الحر شمال غرب "الباب" تجاه بلدة عفرين التى يسيطر عليها الأكراد، ويبدو أن واشنطن وموسكو قد طوقتا بشكل فعال الجيش التركي في منطقة على طول الحدود التركية، ومن غير المرجح أن يسمح لقواتها بالتحرك بسبب الشكوك حول النوايا التركية.
ويضيف الكاتب أن إشارة أنقرة إلى إنشاء منطقة آمنة أمر مقبول على نطاق واسع كتعبير عن المنطقة التي تريد أن يقوم بها وكلاءها السوريون لمنع الأكراد السوريين من كسب أي إقليم.
وعلى الرغم من أن أنقرة كانت تستعد لمعارضة الولايات المتحدة لتحركها إلى "منبج" -القريبة من الحدود التركية-، التي تعهدت بتحريرها من وحدات حماية الشعب الكردية، إلا أن الضربة جاءت بشكل غير متوقع من روسيا.
وتصنف أنقرة وحدات حماية الشعب الكردية وتنظيمها الأم، حزب الاتحاد الديمقراطي، كمنظمات إرهابية إلا أن ممثلي حزب الاتحاد الديمقراطي لا يزالون موضع ترحيب في واشنطن وموسكو، في حين تتعاون الولايات المتحدة وروسيا مع وحدات حماية الشعب في المعارك العسكرية.
وفي أعقاب السيطرة التركية على "الباب"، أعلنت موسكو أن القوات التي تدعمها تركيا وصلت إلى خط ترسيم الحدود جنوب المدينة -الذي تم الاتفاق عليه سابقا مع أنقرة- وذلك من أجل منع الاشتباكات بين الجيش السوري الحر وجيش بشار الأسد، ولم تعلن أنقرة عن أي اتفاق من هذا القبيل، لذلك فإن الأخبار التي جاءت موسكو وضعت بشكل فعال الحد الذي لن يسمح لتركيا بتجاوزه، وهو ما تفاجأ به الشعب التركي.
ويضيف الكاتب أن تركيا عرضت المشاركة في عملية الرقة إذا تم استبعاد وحدات حماية الشعب منها، وأثيرت آمال في تركيا عندما استضاف رئيس الأركان التركي الجنرال "خلوصي آكار" نظيره الأميركي والروسي الجنرال "جوزيف دونفورد" والجنرال "فاليري جيراسيموف" في منتجع أنطاليا في وقت سابق من هذا الشهر لتقديم خطته لهذا الغرض، ويبدو أنه تم تجاهل الطلب التركي.
ويقول "نعيم بابوروغلو" عميد الجيش المتقاعد: "لا تستطيع تركيا التحرك شمال شرق "الباب" باتجاه "منبج" حيث تمنعها الولايات المتحدة ولا يمكنها التحرك في بلدة "عفرين" الواقعة شمال غرب الباب بسبب الوجود الروسي هناك".
ويشير الكاتب إلى تقرير وكالة "رويترز" الذي أفاد بأن روسيا ستقيم قاعدة عسكرية لها في في "عفرين"، بموجب اتفاق مع وحدات حماية الشعب الكردي، وهو ما تسبب في موجات صدمة في تركيا، ونفت موسكو هذا الادعاء إلا أنها اعترفت بتواجدها فى المنطقة.
ويضيف "بابوروغلو" "موسكو ليست مستعدة لإنهاء العلاقة مع حزب الاتحاد الديمقراطي وانفراد الولايات المتحدة بالعلاقة معه، وبالتالي فهي تحاول جذب الأكراد السوريين أيضا"، واعترف وزير خارجيتها "سيرجي لافروف" بأن روسيا تتوسط بين النظام والأكراد السوريين، قائلًا: "نحن نعتقد أن الحوار بين السوريين مفيد".
ونظرًا لحاجة أنقرة إلى علاقات طيبة مع موسكو وبسبب علاقاتها المتدهورة بسرعة مع الغرب، فإن أنقرة تلتزم الصمت إلى حد كبير حيال هذه المبادرات الروسية؛ ومع ذلك، فمن الواضح أنها ليست سعيدة، كما أن تركيا تشارك مع إيران وروسيا فيما يسمى بـ"مؤتمر أستانة" الذي يهدف إلى تقديم تسوية في سوريا.
ونظرًا لموقفها الذي يزداد ضعفًا في سوريا، تتصاعد التكهنات حول محاولة أنقرة استخدام وسائل أخرى لكسب النفوذ المفقود، وزاد من هذه التكهنات سماحها لخمسين من رؤساء القبائل في سوريا بالاجتماع في مدينة "أورفا" التركية.
ووفقًا للمتحدث باسم القبائل، فإن توحدهم ليس فقط من أجل هزيمة نظام الأسد، وحزب العمال الكردستاني وحزب الله، بل أيضًا من أجل إنهاء التدخل الروسي والإيراني في سوريا، ويقول كاتب صحيفة "حرييت" المعروف "أرطغرل أوزكوك" أن الاجتماع سمح له بالانعقاد في نفس اللحظة التي شاركت فيها انقرة في رعاية اجتماع مع موسكو وطهران في "استانا" بكازاخستان.
ويختم الكاتب بالقول "خلاصة القول في كل هذا هو أن آمال أنقرة في تحقيق أهدافها في سوريا تبدو وكأنها تقل يوما بعد يوم، وهي حقيقة يتزايد اهتمام المحللين الأتراك بها".
http://www.al-monitor.com/pulse/ori...ra-unable-achieve-blocking-kurdish-gains.html
أكد الكاتب التركي "سميح إديز" في مقال له على موقع "المونيتور" على اتفاق روسيا وأميركا لدعم قوات حماية الشعب الكردية في مواجهة تركيا، فيما تحاول تركيا انتهاج أساليب جديدة لكسب مزيد من النفوذ في تركيا ومواجهة هذه الضغوط.
وقال "إديز" إنه مع رفض القيام بدور في تحرير الموصل من تنظيم الدولة، تتزايد الدلالات على استبعاد تركيا أيضًا من عملية تحرير الرقة، فيما لم تتمكن عملية درع الفرات التركية من التقدم بعيدًا عن ضواحي الباب في شمال سوريا، بعد أن استولى الجيش التركي والجيش السوري الحر على تلك المدينة في فبراير من تنظيم الدولة.
ويرى الكاتب أن تصميم الرئيس رجب طيب أردوغان، على الانتقال شمال شرق البلاد إلى مدينة منبج، التي تسيطر عليها قوات سورية الديمقراطية المدعومة أميركيًا، ومن ثم إلى معقل التنظيم في الرقة، من أجل إقامة مساحة 5000 كيلومتر مربع (1،930 ميل مربع) "منطقة آمنة"، يبدو غير واقعي للغاية في هذه المرحلة.
من ناحية أخرى، عرقلت روسيا أي تقدم من جانب تركيا والجيش الحر شمال غرب "الباب" تجاه بلدة عفرين التى يسيطر عليها الأكراد، ويبدو أن واشنطن وموسكو قد طوقتا بشكل فعال الجيش التركي في منطقة على طول الحدود التركية، ومن غير المرجح أن يسمح لقواتها بالتحرك بسبب الشكوك حول النوايا التركية.
ويضيف الكاتب أن إشارة أنقرة إلى إنشاء منطقة آمنة أمر مقبول على نطاق واسع كتعبير عن المنطقة التي تريد أن يقوم بها وكلاءها السوريون لمنع الأكراد السوريين من كسب أي إقليم.
وعلى الرغم من أن أنقرة كانت تستعد لمعارضة الولايات المتحدة لتحركها إلى "منبج" -القريبة من الحدود التركية-، التي تعهدت بتحريرها من وحدات حماية الشعب الكردية، إلا أن الضربة جاءت بشكل غير متوقع من روسيا.
وتصنف أنقرة وحدات حماية الشعب الكردية وتنظيمها الأم، حزب الاتحاد الديمقراطي، كمنظمات إرهابية إلا أن ممثلي حزب الاتحاد الديمقراطي لا يزالون موضع ترحيب في واشنطن وموسكو، في حين تتعاون الولايات المتحدة وروسيا مع وحدات حماية الشعب في المعارك العسكرية.
وفي أعقاب السيطرة التركية على "الباب"، أعلنت موسكو أن القوات التي تدعمها تركيا وصلت إلى خط ترسيم الحدود جنوب المدينة -الذي تم الاتفاق عليه سابقا مع أنقرة- وذلك من أجل منع الاشتباكات بين الجيش السوري الحر وجيش بشار الأسد، ولم تعلن أنقرة عن أي اتفاق من هذا القبيل، لذلك فإن الأخبار التي جاءت موسكو وضعت بشكل فعال الحد الذي لن يسمح لتركيا بتجاوزه، وهو ما تفاجأ به الشعب التركي.
ويضيف الكاتب أن تركيا عرضت المشاركة في عملية الرقة إذا تم استبعاد وحدات حماية الشعب منها، وأثيرت آمال في تركيا عندما استضاف رئيس الأركان التركي الجنرال "خلوصي آكار" نظيره الأميركي والروسي الجنرال "جوزيف دونفورد" والجنرال "فاليري جيراسيموف" في منتجع أنطاليا في وقت سابق من هذا الشهر لتقديم خطته لهذا الغرض، ويبدو أنه تم تجاهل الطلب التركي.
ويقول "نعيم بابوروغلو" عميد الجيش المتقاعد: "لا تستطيع تركيا التحرك شمال شرق "الباب" باتجاه "منبج" حيث تمنعها الولايات المتحدة ولا يمكنها التحرك في بلدة "عفرين" الواقعة شمال غرب الباب بسبب الوجود الروسي هناك".
ويشير الكاتب إلى تقرير وكالة "رويترز" الذي أفاد بأن روسيا ستقيم قاعدة عسكرية لها في في "عفرين"، بموجب اتفاق مع وحدات حماية الشعب الكردي، وهو ما تسبب في موجات صدمة في تركيا، ونفت موسكو هذا الادعاء إلا أنها اعترفت بتواجدها فى المنطقة.
ويضيف "بابوروغلو" "موسكو ليست مستعدة لإنهاء العلاقة مع حزب الاتحاد الديمقراطي وانفراد الولايات المتحدة بالعلاقة معه، وبالتالي فهي تحاول جذب الأكراد السوريين أيضا"، واعترف وزير خارجيتها "سيرجي لافروف" بأن روسيا تتوسط بين النظام والأكراد السوريين، قائلًا: "نحن نعتقد أن الحوار بين السوريين مفيد".
ونظرًا لحاجة أنقرة إلى علاقات طيبة مع موسكو وبسبب علاقاتها المتدهورة بسرعة مع الغرب، فإن أنقرة تلتزم الصمت إلى حد كبير حيال هذه المبادرات الروسية؛ ومع ذلك، فمن الواضح أنها ليست سعيدة، كما أن تركيا تشارك مع إيران وروسيا فيما يسمى بـ"مؤتمر أستانة" الذي يهدف إلى تقديم تسوية في سوريا.
ونظرًا لموقفها الذي يزداد ضعفًا في سوريا، تتصاعد التكهنات حول محاولة أنقرة استخدام وسائل أخرى لكسب النفوذ المفقود، وزاد من هذه التكهنات سماحها لخمسين من رؤساء القبائل في سوريا بالاجتماع في مدينة "أورفا" التركية.
ووفقًا للمتحدث باسم القبائل، فإن توحدهم ليس فقط من أجل هزيمة نظام الأسد، وحزب العمال الكردستاني وحزب الله، بل أيضًا من أجل إنهاء التدخل الروسي والإيراني في سوريا، ويقول كاتب صحيفة "حرييت" المعروف "أرطغرل أوزكوك" أن الاجتماع سمح له بالانعقاد في نفس اللحظة التي شاركت فيها انقرة في رعاية اجتماع مع موسكو وطهران في "استانا" بكازاخستان.
ويختم الكاتب بالقول "خلاصة القول في كل هذا هو أن آمال أنقرة في تحقيق أهدافها في سوريا تبدو وكأنها تقل يوما بعد يوم، وهي حقيقة يتزايد اهتمام المحللين الأتراك بها".
http://www.al-monitor.com/pulse/ori...ra-unable-achieve-blocking-kurdish-gains.html