من كان يعمل كضابط في زمن النظام السابق و اعتنق لاحقا الفكر التكفيري فهذا لا يمثل عقيدة الجيش العراقي السابق و لا مبادئ حزب البعث ... بل يمثل نفسه و ميوله الفكرية .. لان التوجه السلفي داخل القوات المسلحة العراقية كان يعرض صاحبه لعقوبات تصل حد الاعدام . .. و بالتأكيد .. لديه خبرات عسكرية و ميدانية كبيرة سيستخدمها لصالح داعش ..
حزب البعث العراقي في حالة عداء دائمة مع داعش .. و لديه جماعات مسلحة ترتبط معه بعلاقات تتراوح بين الولاء التام او العلاقة المصلحية .. و اغلبها ضعيفة و غير مؤثرة حاليا ..
بعد احتلال العراق ..و القرار الغبي بحل الجيش .. وجد مئات الضباط و مئات الاف المنتسبين انفسهم في وضع جديد .. وضع شبه مهين , بلا عمل , بعضهم مطارد .. مع توقف التوجيه المعنوي .. اعتزل بعضهم الحياة العسكرية تماما , عاد بعضهم الى الجيش الجديد , انتمى بعضهم لجماعات مسلحة متنوعة .. مثل القاعدة , الجيش الاسلامي , النقشبندية , و على الجانب الاخر فيلق بدر او جيش المهدي ... الخ
بعض الضباط تمت اعادتهم الى الخدمة في الجيش العراقي الجديد .. لكن الاعادة كانت على اسس الطائفية / المحسوبية و الولاء لكتل سياسية معينة .. بالاضافة الى الخطورة الامنية التي كانت تحيق بالضابط السني في منطقة سكنه لانه سيصبح معرضا للاغتيال هو و افراد عائلته من لدن داعش / القاعدة .. او عصابات ايران .. خصوصا بعد الفتاوى التي حرمت على السنة المشاركة في الجيش و الاجهزة الامنية و غيرها .. الفتوى التي اثبتت انها غير صائبة .. لان وجود السنة في المؤسسة الامنية و ان بنسبة قليلة .. افضل من غيابهم التام عنها .. و هذا ما اثبتته الاعوام التالية !
و بالمناسبة , اغتيال الضباط و البعثيين السابقين الكبار تشاطرته مليشيات ايران و القاعدة / داعش .. و لم يكن حصريا من لدن عصابات ايران
المتابع من بعيد للوضع العراقي لا يستطيع ان يفهم كل تعقيداته .. الحكومة فاشلة و طائفية .. ايران عاثت فسادا في البلاد .. لكن للسنة اخطاء كبيرة في مقاربة الوضع منذ اليوم الاول للاحتلال .. و هم الى الان يكررون ذات الاخطاء !
البعض يرى في بلاده داعش تنظيما ارهابيا يستهدف الاسلام .. لكنها في العراق حامية للسنة ... اي منطق هذا ؟
البعض يرى في الامريكان حلفاء و اصدقاء و يفتح بلاده لقواعدهم .. و يرى في تعامل العراق .. او السنة معهم كفرا بواحا !
يا اصدقائي .. الطائرات الامريكية اقلعت من بلادكم لقصف بلادي كل يوم منذ انتهاء تحرير الكويت و لغاية اليوم .. فلا ترموا غيركم بالحجارة !