أعلن قائد القوة الجوية التابعة للحرس الثوري الإيراني العميد أمير علي حاجي زاده عن زيادة إنتاج الصواريخ الباليستية، في حين يرى مراقبون أن استمرار طهران بالتجارب الباليستية وتطوير ترسانة صواريخها، في انتهاك فاضح لقرار مجلس الأمن 2231 بات يشكل خطرا أكبر من البرنامج النووي المجمد الذي كانت تسعى طهران من ورائه لصناعة قنبلة نووية.
ووفقا للموقع الرسمي للحرس الثوري ( Sepah News)، قال العميد حاجي زاده في كلمة له في جامعة الإمام الحسين العسكرية الثلاثاء 6 ديسمبر، إن "إيران زادت من دقة الصواريخ وإنتاجها بناء على توصيات القائد العام للقوات المسلحة" أي المرشد الأعلى علي خامنئي.
وبينما ينص قرار 2231 الأممي على حظر إيران لإجراء التجارب الباليستية وتطويرها الصواريخ بعيدة المدى أو الصواريخ القادرة على حمل رؤوس نووية، أعلن رئيس هيئة الأركان الإيرانية في نوفمبر الماضي، عن إنشاء مصانع للصواريخ تابعة للحرس الثوري الإيراني في سوريا.
كما جربت إيران على الأقل 4 مرات تجارب على صواريخ حاملة رؤوس نووية.
الصاروخ الايراني الذي كتب عليه بالعبرية يجب محو اسرائيل من الوجود
وفي مارس الماضي، أطلق الحرس الثوري الإيراني صاروخا لمسافة 1400 كيلومتر، كُتب عليه بالعبرية والفارسية "يجب إزالة إسرائيل من الوجود"، وذلك في مناورات صاروخية حضرها القائد العام للحرس الثوري، محمد علي جعفري، وعدد من كبار المسؤولين العسكريين الإيرانيين، في رسالة تحمل تهديدا لكل دول المنطقة، لا سيما أن التهديدات الإيرانية بالهجمات الصاروخية ضد الدول العربية مستمرة من قبل المسؤولين في طهران.
ويواجه برنامج إيران لتطوير القدرات الصاروخية معارضة كل من الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي، اللذين يطالبان طهران بوقف التجارب الباليستية.
وكان وزراء خارجية الدول الأعضاء الـ28 في الاتحاد الأوروبي، دعوا خلال اجتماعهم في بروكسل، الشهر الماضي، إيران إلى وقف تجاربها على صواريخ باليستية، مُجدِّدين قلقهم إزاء تطوير طهران برنامجها الصاروخي المثير للجدل.
واعتادت القوارب العسكرية الإيرانية على إنجاز تمارين إطلاق صواريخ حية بشكل مفاجئ على مقربة من سفن البحرية الأميركية في المياه الدولية للخليج العربي
صاروخ زلزال 3 الايراني الصنع الذي اطلقه الحوثيون ضد السعودية في أغسطس الماضي
موقف الولايات المتحدة
وفي واشنطن، تضمنت موازنة الدفاع الأميركية للعام 2017 تكليف مدير وكالة الأمن القومي بتقديم تقرير شامل عن اختبارات إيران الباليستية.
كما قال السيناتور توم كاتن عن الحزب الجمهوري إن الكونغرس الأميركي وبالتعاون مع الرئيس المنتخب دونالد ترمب وبالتنسيق مع حلفاء واشنطن، سيفرض عقوبات جديدة على النظام الإيراني بسبب برنامجها الصاروخي الذي أصبح مصدر تهديد متزايد لدول المنطقة.
وأكد كاتن الذي يمثل ولاية آركانزاس، في مقابلة مع قناة "فوكس نيوز" الأميركية أن العقوبات الجديدة تهدف إلى ردع التهديد الإيراني، وقال: "نحن نمتلك أوراق قوة مختلفة، نحن أكبر اقتصاد في العالم، وقادرون على فرض عقوبات على خرق الاتفاق النووي وغيرها من التعهدات التي التزم بها النظام الإيراني لكي يوقف تصنيع الصواريخ الباليستية التي تصل إلى الأراضي الأميركية أو حلفائها، وأن يتخلى عن دعمه للإرهاب وزعزعة الاستقرار في المنطقة".
لائحة وزارة الدفاع الأميركية للعام 2017 تتضمن تقارير حول مراقبة صواريخ ايران
السناتور توم كاتن
وأضاف: "النظام الإيراني يجب أن يتفهم أن ترمب يختلف عن غيره من الرؤساء الأميركيين السابقين، كما أدرك القادة الدينيون في إيران سابقا أن رونالد ريغان كان يختلف عن جيمي كارتر، لذلك أطلقوا سراح رهائننا أثناء أداء ريغان اليمين القانونية".
وقال كاتن إن قضايا كتجاوز إيران للحد المسموح به لإنتاج الماء الثقيل خلافا للمتفق عليه وفق الاتفاق النووي، وتطوير غير قانوني للصواريخ الباليستية واحتجاز الرهائن واعتداءات نظام طهران على دول في المنطقة أظهرت أن هذا النظام كسب امتيازات خاصة بسبب ضعف أوباما.
وكانت إدارة الصناعة والأمن التابعة لوزارة التجارة الأميركية، أصدرت قرارا في يوليو/تموز الماضي بتمديد العقوبات ضد 15 فردا ومؤسسة لدعمها البرنامج الصاروخي الإيراني المثير للجدل.
كما قدم 19 نائبا من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين تعديلا لـ"قانون تفويض الدفاع الوطني" من أجل توسيع العقوبات على برنامج الصواريخ الباليستية الإيرانية والأشخاص الداعمين له.
وكانت الولايات المتحدة فرضت عقوبات على طهران في يناير الماضي، بسبب انتهاكها قرار مجلس الأمن رقم 2231 لإطلاقها صاروخ "عماد" القادر على حمل رأس نووي في 11 أكتوبر 2015.
صاروخ عماد الإيراني
طهران تزود ميليشياتها بالصورايخ
ولم تختصر تهديدات الصواريخ الإيرانية على التجارب الباليستية فحسب، بل استخدامها عمليا في سوريا لقتل الشعب السوري وقصف المدنيين من خلال تزويد نظام الأسد بها، وكذلك تزويد الانقلابيين الحوثيين في اليمن وميليشيات حزب الله في لبنان بها.
وكانت الميليشيات الحوثية قد أطلقت صواريخ إيرانية الصنع من نوع زلزال 3 على أهداف سعودية خلال الأشهر الثلاثة الماضية، وذلك عقب إعلان مصادر أميركية من بينها السيناتور البارز عن الحزب الجمهوري بالكونغرس الأميركي، جون ماكين، أن الصواريخ التي أطلقها الحوثيون على المدمرة الأميركية في خليج عدن الشهر الماضي، كانت مرسلة من قبل إيران.
صواريخ "إس 300" الروسية
يذكر أن روسيا سلمت الدفعة الأولى من منظومة الدفاع الجوي من طراز "إس-300" إلى إيران، وتعتزم حسب تصريح سيرغي تشيميزوف، المدير العام لشركة "روستيخ"، في 16 أغسطس/آب، أن تستكمل تسليم هذه الصواريخ إلى طهران في العام 2017.
يأتي هذا في حين يبحث الفريق الحكومي للرئيس المنتخب دونالد ترمب خيارات لفرض عقوبات جديدة "غير نووية"على إيران، تتركز حول صواريخ إيران وتجاربها الباليستية وانتهاكاتها لحقوق الإنسان.