ضباط متقاعدون استذكروا مع «الراي» صور التلاحم والثبات والولاء وفرحة التحرير
| كتب تركي المغامس |
عبدالله العلي: كنت في البحرين يوم الغزو ودخلنا الكويت بسيارة الشيخ خالد اليوسف عن طريق الحماطيات
أول عمل قمنا به حرق الشاحنات التي تسرق الأغراض من البيوت وترسلها إلى العراق
صنعنا عبوات ناسفة على أجهزة إلكترونية ووضعناها في أماكن تواجد الجنود العراقيين
عبدالرحمن الحمدان: خرجنا من اللواء السادس باتجاه الدوحة ومعنا 54 دبابة
أول سجن دخلناه بعد الأسر كان في الزبير وقضينا فيه ليلة واحدة بعدها نقلونا إلى البصرة
في البصرة اختاروا الحكومة الموقتة من صغار الملازمين واختاروا علاء حسين رئيساً لأنه لا يعرف في العسكرية سوى تنفيذ الأوامر
حامد السنافي: مساء الجمعة بدأ حصار اللواء 15 وكان هناك تمرد لكن كتيبتنا كانت بعيدة عن التوترات
يوم السبت طلب العراقيون التفاوض معنا ونزع لباسنا العسكري والخروج لكنني رفضت التسليم واتجهت بكتيبتي للسعودية
حامد الخالدي: القوات العراقية وصلت إلى السالمي ولم تتجه للمركز الحدودي بل قصدت الكويت مباشرة قبل المركز بمئة متر
توجهنا إلى الرقعي وقمنا بتسليم الأسلحة المصادرة لهم وفي آخر 1991 استعدناها بالكامل لم ينقص منها شيء
داود الكندري: استيقظنا على قصف الصواريخ لبرج الاتصالات في مقسم الصباحية
اتصلت على الفريق سليمان الفهد وطلب أن نجتمع في إدارة أمن المنشآت في الخامسة فجر الخميس
في الأسر استغرب العراقيون تماسكنا والإيثار بيننا ودرّسنا بعضنا وأنا تعلمت التجويد
ربع قرن مر على العدوان العراقي الغاشم ولا يزال هناك الكثير من الأسرار والقصص والحكايات التي تسكن صدور أبطال المقاومة ونسور التحرير والتي تصلح لأن تكون نواة لأعمال أدبية وفنية خالدة تسطر ملحمة من أروع ملامح البطولة لشعب واجه بشجاعة عدواناً غاشماً.
ويوماً بعد يوم، تتكشف صفحات ناصعة شكّلت محطات فارقة بين الذكرى الأليمة للعدوان الغاشم وفرحة التحرير وما بينهما من أحداث تصلح لأن تُروى ممن عاصروا تلك الحقبة للأجيال جيلاً بعد جيل... و«كي لا ننسى» تحرص «الراي» على نبش الصدور واستثارة العقول في كل ذكرى تمر لاستنباط العبر من الحكايات التي سطّرت أسمى معاني التلاحم والإيثار والاخاء والتراحم بين أفراد الشعب الكويتي في مرحلة مصيرية من أهم مراحل ليس فقط تاريخه وإنما تاريخ المنطقة العربية والعالم بأسره.
ومن يمتلك مخزناً للذكريات أعمق وأكثر ثراءً من شهود الحدث من العسكريين المتقاعدين. من هنا تبرز أهمية هذا الحوار مع نخبة من القياديين المتقاعدين في الجيش الكويتي وفي وزارة الداخلية ممن عاصروا حقبة الغزو وشهدوا على أدق تفاصيل أيامها ولياليها كما شهدوا الفرحة الكبرى بتحرير الكويت من براثن الاعتداء الصدامي، فكانت حكاياتهم تسيل منها دموع الزمن أسى وفرحة على ما شهدته تلك المرحلة المظلمة التي أشرقت بالوحدة الكويتية والتلاحم والتآخي بين أفراد الشعب كافة. وهنا تفاصيل مارووه لـ «الراي» من قصص وحكايات:
في البداية عاد العميد متقاعد في اللواء السادس في الجيش الكويتي بشمال الكويت عبدالرحمن محمد الحمدان إلى بداية تلقيه نبأ الغزو الغاشم قائلا: «ليل الأربعاء لم أكن في منزلي وأبلغني الأهل أن (المعسكر يتصل فيك من وقت العشاء) وفي هذه الوقت لم تكن توجد الهواتف النقالة وأخبروني أنه لابد من الالتحاق بالوحدة بشكل ضروري، فاتصلت على ضابط الخفر في المعسكر الذي أخبرني أن العراقيين دخلوا الحدود الكويتية ووقفوا على عمق 2 كيلومتر من الحدود الكويتية ولم يتحركوا من الساعة 8 مساءً ومجموعة الرصد تتابعهم، وعندما وصلنا وجدت الضباط مجتمعين وكنت وقتها مساعد آمر لواء بالوكالة وكان آمر اللواء العقيد فهد العيسى وهو الآن فريق متقاعد».
وأضاف: «كانت الأوامر التي لدينا من الرئاسة أن نتابع تحركات العدو ونبقى على اتصال، وفي الساعة الثانية صباحاً تلقينا بلاغاً أن القوات العراقية تحركت على طريق العبدلي إلى داخل الكويت وأن جميع الضباط التحقوا بمراكزهم وكان هناك اتصال مباشر مع الرئاسة لتلقي الأوامر حول كيفية التعامل معهم، وبقينا على اتصال معهم إلى الساعة السادسة صباحا، حينما أبلغونا أن تتحرك قوة من اللواء السادس والذي كان يبعد مقر تمركزه عن الشارع الرئيسي بحدود 8 كيلومترات لوقف تحرك القوات العراقية». واستطرد الحمدان: «خرجت دبابتان بأطقمهما مع 6 حاملات جنود إلى طرف الشارع الرئيسي وعندما وصلوا هناك تعاملوا مع القوات المعادية وحصل اشتباك بيننا وبين العراقيين ودمرت القوات الكويتية آليات عراقية عدة وحاملات جنود ولكن مع كثافة النيران وردتنا أوامر بالانسحاب إلى الخلف إلى حين إعادة التشكيل، واستمر العراقيون في التقدم إلى داخل الكويت وعندما انسحبت القوات الضاربة الكويتية والتحقت باللواء، وصلتنا الأوامر بأن يلتحق اللواء السادس بالكامل برئاسة الأركان».
| كتب تركي المغامس |
عبدالله العلي: كنت في البحرين يوم الغزو ودخلنا الكويت بسيارة الشيخ خالد اليوسف عن طريق الحماطيات
أول عمل قمنا به حرق الشاحنات التي تسرق الأغراض من البيوت وترسلها إلى العراق
صنعنا عبوات ناسفة على أجهزة إلكترونية ووضعناها في أماكن تواجد الجنود العراقيين
عبدالرحمن الحمدان: خرجنا من اللواء السادس باتجاه الدوحة ومعنا 54 دبابة
أول سجن دخلناه بعد الأسر كان في الزبير وقضينا فيه ليلة واحدة بعدها نقلونا إلى البصرة
في البصرة اختاروا الحكومة الموقتة من صغار الملازمين واختاروا علاء حسين رئيساً لأنه لا يعرف في العسكرية سوى تنفيذ الأوامر
حامد السنافي: مساء الجمعة بدأ حصار اللواء 15 وكان هناك تمرد لكن كتيبتنا كانت بعيدة عن التوترات
يوم السبت طلب العراقيون التفاوض معنا ونزع لباسنا العسكري والخروج لكنني رفضت التسليم واتجهت بكتيبتي للسعودية
حامد الخالدي: القوات العراقية وصلت إلى السالمي ولم تتجه للمركز الحدودي بل قصدت الكويت مباشرة قبل المركز بمئة متر
توجهنا إلى الرقعي وقمنا بتسليم الأسلحة المصادرة لهم وفي آخر 1991 استعدناها بالكامل لم ينقص منها شيء
داود الكندري: استيقظنا على قصف الصواريخ لبرج الاتصالات في مقسم الصباحية
اتصلت على الفريق سليمان الفهد وطلب أن نجتمع في إدارة أمن المنشآت في الخامسة فجر الخميس
في الأسر استغرب العراقيون تماسكنا والإيثار بيننا ودرّسنا بعضنا وأنا تعلمت التجويد
ربع قرن مر على العدوان العراقي الغاشم ولا يزال هناك الكثير من الأسرار والقصص والحكايات التي تسكن صدور أبطال المقاومة ونسور التحرير والتي تصلح لأن تكون نواة لأعمال أدبية وفنية خالدة تسطر ملحمة من أروع ملامح البطولة لشعب واجه بشجاعة عدواناً غاشماً.
ويوماً بعد يوم، تتكشف صفحات ناصعة شكّلت محطات فارقة بين الذكرى الأليمة للعدوان الغاشم وفرحة التحرير وما بينهما من أحداث تصلح لأن تُروى ممن عاصروا تلك الحقبة للأجيال جيلاً بعد جيل... و«كي لا ننسى» تحرص «الراي» على نبش الصدور واستثارة العقول في كل ذكرى تمر لاستنباط العبر من الحكايات التي سطّرت أسمى معاني التلاحم والإيثار والاخاء والتراحم بين أفراد الشعب الكويتي في مرحلة مصيرية من أهم مراحل ليس فقط تاريخه وإنما تاريخ المنطقة العربية والعالم بأسره.
ومن يمتلك مخزناً للذكريات أعمق وأكثر ثراءً من شهود الحدث من العسكريين المتقاعدين. من هنا تبرز أهمية هذا الحوار مع نخبة من القياديين المتقاعدين في الجيش الكويتي وفي وزارة الداخلية ممن عاصروا حقبة الغزو وشهدوا على أدق تفاصيل أيامها ولياليها كما شهدوا الفرحة الكبرى بتحرير الكويت من براثن الاعتداء الصدامي، فكانت حكاياتهم تسيل منها دموع الزمن أسى وفرحة على ما شهدته تلك المرحلة المظلمة التي أشرقت بالوحدة الكويتية والتلاحم والتآخي بين أفراد الشعب كافة. وهنا تفاصيل مارووه لـ «الراي» من قصص وحكايات:
في البداية عاد العميد متقاعد في اللواء السادس في الجيش الكويتي بشمال الكويت عبدالرحمن محمد الحمدان إلى بداية تلقيه نبأ الغزو الغاشم قائلا: «ليل الأربعاء لم أكن في منزلي وأبلغني الأهل أن (المعسكر يتصل فيك من وقت العشاء) وفي هذه الوقت لم تكن توجد الهواتف النقالة وأخبروني أنه لابد من الالتحاق بالوحدة بشكل ضروري، فاتصلت على ضابط الخفر في المعسكر الذي أخبرني أن العراقيين دخلوا الحدود الكويتية ووقفوا على عمق 2 كيلومتر من الحدود الكويتية ولم يتحركوا من الساعة 8 مساءً ومجموعة الرصد تتابعهم، وعندما وصلنا وجدت الضباط مجتمعين وكنت وقتها مساعد آمر لواء بالوكالة وكان آمر اللواء العقيد فهد العيسى وهو الآن فريق متقاعد».
وأضاف: «كانت الأوامر التي لدينا من الرئاسة أن نتابع تحركات العدو ونبقى على اتصال، وفي الساعة الثانية صباحاً تلقينا بلاغاً أن القوات العراقية تحركت على طريق العبدلي إلى داخل الكويت وأن جميع الضباط التحقوا بمراكزهم وكان هناك اتصال مباشر مع الرئاسة لتلقي الأوامر حول كيفية التعامل معهم، وبقينا على اتصال معهم إلى الساعة السادسة صباحا، حينما أبلغونا أن تتحرك قوة من اللواء السادس والذي كان يبعد مقر تمركزه عن الشارع الرئيسي بحدود 8 كيلومترات لوقف تحرك القوات العراقية». واستطرد الحمدان: «خرجت دبابتان بأطقمهما مع 6 حاملات جنود إلى طرف الشارع الرئيسي وعندما وصلوا هناك تعاملوا مع القوات المعادية وحصل اشتباك بيننا وبين العراقيين ودمرت القوات الكويتية آليات عراقية عدة وحاملات جنود ولكن مع كثافة النيران وردتنا أوامر بالانسحاب إلى الخلف إلى حين إعادة التشكيل، واستمر العراقيون في التقدم إلى داخل الكويت وعندما انسحبت القوات الضاربة الكويتية والتحقت باللواء، وصلتنا الأوامر بأن يلتحق اللواء السادس بالكامل برئاسة الأركان».