- إنضم
- 3 أغسطس 2016
- المشاركات
- 1,703
- التفاعل
معركة حلب كان من المفترض أن تعزز يد الأسد، وليس لينغمس في الأوهام حول متابعة " الانتصارات " لاستعادة ما تبقى من سوريا.
رغم عدم وجود أرقام دقيقة، الا ان المذبحة في سوريا قد راح ضحيتها ما لا يقل عن 470،000 شخص وأجبرت حوالي 4.8 مليون سوري على الفرار، وذلك أساسا إلى تركيا ولبنان والأردن. لذا فإن حكومة بشار وحزب البعث (بدعم من روسيا وإيران وحزب الله) ولجنة المفاوضات، والتي تشمل ثلاثين مجموعة من المعارضة المسلحة ، ولكن ليس كلها وافقت على وقف إطلاق النار، النافذ المفعول اعتبارا من منتصف ليلة الخميس، ويأتي النبأ السار لأولئك الذين تابعوا الحرب السورية بشكل وثيق، وبالتالي لديهم أسباب وجيهة في أن الصفقة الأخيرة لإسكات البنادق سوف تحقق نتائج أفضل من سابقاتها لان البديل سيكون: استمرار اراقة الدماء.
ولكن هذا أمر واضح. الأسد يفتخر بأنه سوف يستعيد كامل سوريا . لكن جيشه لا يمكنه أن يحقق هذا الهدف. لولا مساعدة إيران وروسيا، على الأرض (إيران) ومن الجو (روسيا) في معركة مروعة ب شرق حلب
ليس لديهما النية بالانغماس في حلم الأسد. هذا من شأنه الإيقاع بهم في سوريا إلى أجل غير مسمى، القوات المعادية للأسد لم تخرج. لا يزال العديد منها ك جماعات المقاومة الإسلامية محتجبون في أجزاء من البلاد، مثل إدلب. وحدات الحماية الكردية (YPJ)، الذراع القتالي لأكراد سوريا، قد اقتطعت دويلة ( "كردستان السورية") إلى الشمال. ومن شأن هذه الحصون أن تؤخذ بالقوة. وأنها ستكون الدافع للإصرار.
بعد أن تم تجاوز الشرق والسيطرة على حلب أخيرا من قبل القوات السورية في هذا الشهر، مع مساعدة من الميليشيات المختلفة، ومقاتلي حزب الله والطائرات الحربية الروسية، اضطرت المعارضة المسلحة لقبول الهزيمة. كما بدأ مقاتليها المغادرين في الحافلات وفرتها الحكومة، كان هناك حديث عن أن الأسد سيجعل نصب عينيه محافظة إدلب إلى الغرب، التي تسيطر عليها المقاومة إلى حد كبير. تبقى إدلب منطقة استراتيجية مهمة، لأسباب ليس أقلها أنها تطل من الشمال معقل العلويين على الساحل السوري. هذا المعقل يمتد من مناطق شمال اللاذقية باتجاه الحدود التركية ومن طرطوس جنوبا نحو لبنان. في الشرق ،مؤطرة من قبل سلسلة جبال -النصيرية والتي تسيطر عليها المقاومة بإدلب ، لا تزال تشكل تهديدا خطيرا اللعلويين . وعلاوة على ذلك، فإن العديد من المقاتلين الذين اضطروا للخروج من المناطق التي كانت تسيطر عليها بما في ذلك شرقي حلب، انتقلوا إلى هناك.
لكن الأسد لم يستعجل للقتال نحو إدلب بعد انتصاره في حلب . في الجزء الذي كان يسيطر عليه جيشه (التي تقلصت إلى حوالي النصف على حساب القتلى والفارين) وكوكبة من الميليشيات الشيعية الخاصة التي تحارب جنبا إلى جنب مع انها كانت مصابة بالضجر وفوق طاقتها. الأهم من ذلك، الأسد لا يمكنه فتح جبهة أخرى ويخوض معركة كبيرة أخرى دون أن يتأكد من دعم من روسيا وإيران.
وبالتأكيد تم إختيار الروس والإيرانيين لمنع" انهيار الدولة السورية " وخوفا من أن النتيجة ستكون انتصارا لجماعات المعارضة الإسلامية ، والتي كانت لفترة طويلة القوة العسكرية الاكبر وتملك السيطرة على معظم الأراضي.
موسكو وطهران تراهن على أن هذه المجموعات، عندما تدرك أن النصر العسكري بعيد المنال، سوف توافق على محادثات السلام. لا أحد، بما في ذلك الروس والإيرانيين، يعرف أي نوع من سوريا ستخرج به هذه المفاوضات. لكن موسكو وطهران تريد من عاقدي صفقات الأسد الجلوس على طاولة المفاوضات في موقف قوي ومع ذلك، لا يتطلب أن على الأسد السيطرة في مجمل سوريا .
كما أن لكل من موسكو وإيران رؤيته في سيطرة الدولة السورية على كل من حلب (أكبر مدينة في سوريا) وممر بري وتحتوي هذه الأراضي على أكبر المراكز الحضرية في سوريا ٦٠٪ من سكانها، وربما أكثر، بعد استرداد السيطرة على شرق حلب.
مصالح متقاربة بي روسيا وإيران، حلفاء الأسد الذين لا غنى عنهما، أنتجا وقف إطلاق النار الأخير المهم، كان كذلك التقارب بين روسيا وتركيا وإعادة تقييم الرئيس التركي أردوغان ل رحيل الأسد كشرط مسبق للسلام. إعادة اردوغان النظر في نهجه بخصوص سوريا لثلاثة أسباب.
١- كان التغير في حظوظ الاسد العسكرية بعد التدخل الروسي
٢- التدهور في علاقات تركيا مع الغرب، خصوصا بعد محاولة انقلاب 2016 يوليو.
٣- زيادة على الجناح الجنوبي من كردستان( شبه الدولة السورية ) حيث يقودهاحزب الاتحاد الديمقراطي الشعبي (PYD). ترى السلطات التركية حزب الاتحاد الديمقراطي كذيل لحزب العمال الكردستاني (PKK)، الذي قاد التمرد المستمر منذ عقود في جنوب شرق المناطق السكانية الكردية جنوب تركيا.
ان كل هذا يشير إلى أن شروط وقف إطلاق نار دائم في مكانها الصحيح وأن المفاوضات بين الأسد ومعارضيه، من المقرر أن تبدأ في كازاخستان في غضون شهر، وسيتم عقد آمال كبيرة بشأنه وأي نتيجة مرغوب فيها على الرغم من أنه قد لاتحدث
" الدولة الإسلامية " التي، على الرغم من أنها تكبدت خسائر جسيمة لا تزال تسيطر على مساحات شاسعة من الأراضي في سوريا الشمال والغرب والوسط والشرق، وهي ليست طرفا في هذا الاتفاق الأخير لوقف إطلاق النار. ولا حزب الاتحاد الديمقراطي، الذين حاربوا بصلابة وتصميم للحفاظ على مكاسبهم والتي من المرجح أن لا تجد قبولا لا تركيا ولا للأسد إذا كان ذلك يعني ترسيخ دولة كردية YPJ. ، والبعض الآخر وقع الوثيقة مثل الحركة الإسلامية أحرار الشام، جيش الإسلام، جيش الله المجاهدين و. لكن جبهة فتح الشام، التي غيرت اسمها هذا الصيف من جبهة آلنصرة في محاولة على ما يبدو لإظهار انفصالها عن تنظيم القاعدة، لم تفعل ذلك. وكانت المملكة العربية السعودية وغيرها من دول الخليج المؤيدين الرئيسيين لخصوم الاسد وهذه الأخيرة سوف تحتفظ دائما بالخيار في العودة إلى أرض المعركة إن كانت الشروط التي يمكن ان تحصل عليها في طاولة المفاوضات ليست جيدة بما فيه الكفاية . وبالطبع أي خرق لوقف إطلاق النار يمكن أن يؤدي إلى هجمات العين بالعين، والاتهامات المتبادلة وتجدد القتال ويصبح الماضي مقدمة.
وكان فلاديمير بوتين يأمل أن يكون وقف إطلاق النار والمفاوضات الجارية التي تبدو واعدة بما فيه الكفاية قبل يوم تنصيب دونالد ترامب رئيسا حتى يتمكن من تقديم روسيا ك حليف رئيسي في المعركة ضد الدولة الإسلامية، التي يعتبرها الرئيس المقبل التهديد الرئيسي في الشرق الأوسط. إذا كان هذا هو في الواقع هدف بوتين، لديه الكثير من العقبات الواضحة.
راجان مينون، آن وبرنارد سبيتزر,كلية باول للعلاقات الدولية / جامعة مدينة نيويورك. زميل أبحاث في معهد سالتزمان دراسات الحرب والسلام في جامعة كولومبيا.
لديه كتاب الذي صدر مؤخرا، من غرور التدخل الإنساني (مطبعة جامعة أكسفورد، 2016).
http://nationalinterest.org/feature/will-the-syria-ceasefire-last-18893
