تحليل الجيش المصري
في بداية الأمر هناك مسألة نفسية نلاحظها في العرب بصفة عامة، ألا وهي التأثّر الشديد بالميديا العالمية، وكلام الأخرين، وخاصة الغرب وإعلامه، والأخذ بكلامهم واعتباره كمُسلّمات لا مساس بها ولا جدال فيها. وإذا ظهرت أدلة جديدة -من نفس الميديا والإعلام الغربي- تُثبت عكس هذا الكلام، سُرعان ما يلجأون لها لإزاحة الخوف عن نفوسهم وطمأنتها.
وفي حقيقة الأمر فإن كلا الوضعين الأول والثاني خاطئين، لافتقارهما للحيادية التي يجب علينا التحلي بها لكي نستطيع التفكير بشكل أفضل، حتى من الغرب نفسه، وألا تؤثر مشاعرنا على قراراتنا وآرائنا بأي حال من الأحوال، لنخرج في النهاية برؤية أفضل لما نحن بصدد تحليله في موضوعنا هذا .
عند ظهور مقاتلة الجيل الخامس الأمريكية F-22 Raptor في اول الألفية الجديدة وحتى إتمام تسليم آخرها عام 2012، بدأت وسائل الاعلام الامريكية في الترويج لها بشكل هائل باعتبارها المقاتلة التى لا تُقهر. وتم كتابة الكثير والكثير من التقارير عن هذه المقاتلة التي اذا طارت فى السماء ستسيطر على كل الاجواء ضد اي عدد واي نوع من المقاتلات الاخرى التي لن تستطيع بأي حال من الاحوال ان ترصدها، بل وأصبحت الـF-22 بسبب هذه التقارير، المقاتلة الخفية المنيعة ضد كل الرادارات في السماء او في الارض، وبدأت وسائل الإعلام الأوروبية في التحذير من هذا الوحش الكاسر وطمأنة شعوبها ان الرابتور ستحارب فى صفهم وليس ضدهم وان سماء الناتو أصبحت مُحرّمة ومنيعة على طائرات العدو بوجودها بجانب المقاتلات الأوروبية.
وبشكل طبيعي وتلقائي انتقلت لنا كل هذة المشاعر واصبح الوضع يزداد سوءا بوجود هذة المقاتلة بحوزة سلاح الجو الامريكي، وليس نحن فقط بل ايضا القوى العظمى في الشرق ( الصين وروسيا ) التي سعت جاهدة في محاولات جمّة لمعرفة المزيد عن هذة المقاتلة لانها ستعيق من قدرتهم على السيطرة على سماء المعركة. وحبس الجميع انفاسهم عندما بدأت الاف 22 بالمواجهات فى تمرينات العلم الاحمر " Exercise Red Flag " في الولايات المتحدة ( مناورات تتم بشكل سنوي بين طيران القوات الجوية والبحرية الامريكية وطيران حلف الناتو وطيران حلفاء الولايات المتحدة من خارج الناتو ) ضد الاف 16 والاف 15 الامريكىتين، وتغلّبت عليهما وهما اللتان تعدان افضل مقاتلين تم انتاجهما في العصر الحديث من قبل الجانب الغربي.
وفى تمرينات " Noble Edge " في الولايات المتحدة عام 2006 تمكن عدد قليل من الاف 22 من تسجيل 108 حالة قتل ضد مقاتلات اف 15 واف 16 واف 18 فى القتال البعيد خلف مدى الرؤيا Beyond Visual Range BVR مستخدمة راداراتها فقط. وفي نفس التدريب عام 2007 سجلت الرابتور السيطرة الجوية التامّة بإسقاط 144 طائرة من نفس الانواع ، وعام 2008 سجلت الرابتور 221 حالة قتل بدون اي خسائر في القتال بعيد المدى وبدون اي فشل فى مهمة السيطرة الجوية Air Superiority.
وعندما راى الامريكان هذة النتائج وضعوا طياري الاف 22 فى مهمات للقتال القريب Within Visual Range ضد مقاتلات من نفس الانواع -الاف 16 / 15 / 18- التي كانت تعتبر في السنين السابقة صعبة المنال، ولكنها الان ضد احدث ما في الترسانة الامريكية في القتال قريب المدى وبأعداد اكبر منها فى نفس المعركةـ ولكن تمكنت الاف 22 بالعمل الجماعىي من سحقهم جميعا بدون اي خسائر واثبتت ما يزعمونة، وهي انها لا تقهر !!
وهنا هوى الخبر كالصاعقة على جميع مؤسسات الاعلام والاعداء المحتملين في الشرق، بل وايضا الدول الحليفة للولايات المتحدة، وأصبح الامر خطيرا، فأي وحش كاسر هذا الموجود في السماء ؟! وافتخر الامريكان بامتلاكهم هكذا طائرة مميتة بشدة. وما زاد الوضع سوءا ان الولايات المتحدة رفضت تصديرها للخارج باعتبارها واحداً من خطوط الدفاع الرئيسية وللحفاظ على الهيمنة الامريكية في السماء. وظلت المسألة المعقدة ألا وهي كيف يتم اسقاط شيء لا تراه في السماء بينما يستطيع ان يراك من ابعد المسافات ويطلق عليك صواريخه وينسحب قبل ان تراه او تدرك وجوده من الأساس ؟؟!!
وقام سلاح الجو الامريكى بتجربة الاف 22 في مناورات ضد مقاتلات متطورة من اجيال اكثر تقدما من الاف 16 والاف 15 الموجودين على الساحة ; ففي عام 2009 دخلت الاف 22 فى تدريبات القيادة الجوية التكتيكية " Air Tactical Leadership Course ATLC " عام 2009 في الامارات بوجود الرفال Rafale الفرنسية والتايفون Typhoon الإنجليزية وهما من الجيل الرابع المتقدم ++4 من المقاتلات متعددة المهام بمفهوم جديد ومستويات عالية من المستشعرات والبواحث وانظمة التشويش والاعاقة الإلكترونية والدفاعية المتطورة. وفي هذه التدريبات ظهرت مفاجاة رهيبة، وهي ان اجهزة الاستشعار الحرارية رصدت الرابتور واصبح من السهل تتبعها والقتال ضدها من مسافة تصل إلى 50 كم ونجحت المقاتلتان في صنع نتائج جيدة جدا ضدها، بل حتى الـMirage 2000-5 المُطورة من الطائره الاصلية Mirage 2000 من الجيل الرابع نفسها نجحت في تحقيق نتيجة جيدة، واكد على ذلك الطيارين الذين واجهوا الاف 22 انها تظهر بالفعل من هذة المسافة.
وبعد فترة من هذه التدريبات ، وتحديدا في مناورات العلم الأحمر عام 2012 قامت مقاتلة تايفون ألمانية بقتل الاف 22 ايضا باستخدام نفس التقنية بالضغط عليها للدخول في قتال قريب والاطلاق عليها بواسطة خوذة توجيه الصواريخ المتطورة على متنها، وهذا النوع من القتال يعتمد بدرجة كبيرة على مهارة الطيار. واستراح الراى العام بعض الشىء باعتبار ان الرابتور ليست منيعة ضد الاسقاط كما زعموا من قبل، بل والأجمل من ذلك هو قيام القوات الجوية الامريكية بإضافة حواضن رصد حرارية متطورة على النسخ التدريبية من مقاتلاتها لبحث كيفية التغلب على على شبحية الرابتور الرادارية، وتم تعميمها عندما نجحت الاف 16 في احراز اول حالة قتل للإف 22 فى تدريبات داخلية باستخدام حاضن الرصد الحراري. إذن هى تقنية ناجحة فعلا. ولكن كان هناك ايضا تقنية ناجحة اكثر، وهى التشويش حيث قامت نسخة الحرب الإلكترونية من الاف 18 سوبر هورنيت والمعروفة بـ" EA-18G Growler " بالتشويش على رادار الرابتور وإسقاطها، وايضا طائرة التدريب T-38 Talon المطورة من المقاتلة F-5 تمكنت هي الأخرى بواسطة حاضن التشويش من الافلات من الاغلاق الراداري للإف 22 ونجحت في الدخول فى معركة تلاحمية معها ادت الى تغلبها عليها.
وقبل ان نبدأ بالحديث عن الوضع الحالي يجب علينا ان نذكر وجود مقاتلة اخرى تخضع لكل هذه الأحداث وهي مقاتلة الجيل الخامس الأحدث على الإطلاق F-35 Lightning II والمُصممة كمقاتلة متعددة المهام تحل مكان الاف 16 والاف 18 فى المستقبل ولكنها مُتخصصة في المقام الأول وبشكل رئيسي في إخماد واختراق الدفاعات الجوية القوية. وبعد الترويج الشامل لها من قبل الجانب الأمريكي باعتبارها مقاتلة رهيبة وخطر لا يستهان به على كل منظومات الدفاع الجوى الشرقية المتطورة، ظهرت مشاكل عدّة في برنامجها وتم التغلب عليها وجاري التغلّب على ماتبقى منها، لتصبح في وقتنا الحالي مقاتلة ناضجة جدا تستطيع ان تقوم بما تُكلف به بحسب ما صرح به أحد جنرالات الجيش الامريكي في اخر تقرير لها، حيث اكد على هذه الكلمات . ولكن لم يؤكّد حتى الان فاعليتها ضد منظومات الشرقية المتطورة جدا، وقال انها تحتاج لمزيد من الوقت.
ولكن الإف 35 دخلت في تدريبات حديثة خلال العام الجاري 2016 ضد احدث نسخ الاف 15 النسر الضارب F-15E Strike Eagle ونجحت في التغلب عليها بنتيجة 8-0 ، وقبلها ايضا قامت بالتفوق على مقاتلات A-4 Skyhawk المتفوقة فى مجال القتال الجوى القريب بطيارين ذوي خبرة عالية جدا فى هذا المجال. وفي عام 2011 واجهت الاف 18 فى سيناريو قتال قريب ( 2 اف 35 ضد 4 اف 18 ) بمعدل قتل 6-1 لصالحها، وبعدها خرجت للقتال بعيد المدى فى تدريبات قتال مماثلة للواقع ضد الاف 16 بلوك 50 وهى من احدث نسخ المتطورة للاف 16 وتفوقت عليها ونفس الامر في نفس النوعية من القتال البعيد ضد الاف 18 ايضا.
ولكن تم اكتشاف وجود مشكلة كبيرة جدا وهى ان درجة الحرارة لمحرك هذه الطائرة تفوق حرارة محركي الإف 22 نفسها !! إذا فهي تخضع لنفس مسألة الكشف الحراري ( قوة الدفع لمحرك الاف 35 تفوق قوة الدفعي لمحركي الإف 22 مما يعني المزيد من انبعاثات الحرارة ).
- إمكانيات المقاتلتين :
▬▬▬▬▬▬▬▬
# أولا | الـF-22 Raptor :
___________________
- الرادار المتطور AN/APG-77(V)1 ذو مصفوفة المسح الالكتروني النشط Active Electronically Scanned Array AESA مخصص لمهام السيادة الجوية Air Superiority Missions والمهام الضاربة Strike Missions يحتوي على قدرة رسم الخرائط الارضية عالية الدقة SAR Synthetic Aperture Radar وقدرة الرصد المتزامن عن طريق تعريف وتتبع الاهداف الارضية المتحركة GMTI/GMTT Ground Moving Target Identification & Track ويستطيع القيام تغيير الترددات اكثر من 1000 مرة / ث لتقليل فرص الكشف لأقل نسبة ممكنة بخلاف امكانية استخدام انبعاثاته في عمليات الهجوم الإلكتروني Electronic Attack عن طريق تركيزها على على رادارات ومستشعرات العدو لزيادة التداخل والتشويش عليها ، ويحتوي على معالجين مُدمجيين للمعلومات تصل قدرة كل معالج منهما الى 10.5 مليار عملية معالجة / ث مع ذاكرة تبلغ سعتها 300 ميجابايت لكل معالج. يبلغ مداه 355 كم ضد هدف مقطعه الراداري 10 متر2 ويصل مداه الاقصى الى 400 كم.
- نظام الكشف السلبي المضاد لموجات الرادار المعادية RWR Radar Warning Receiver طراز AN/ALR-94 وهو نظام شديد التعقيد مكون من 30 هوائي مُدمجين في هيكل واجنحة المقاتلة لتوفير تغطية كاملة محيطة بها ويُتيح قدرة الكشف السلبي الصامت مع اطفاء رادارها الرئيسي او تقليل انبعاثاته الى اقل حد ممكن وبالتالي تقليل فرص الكشف من قبل الرادرات المعادية ويُعتبر المدى الكاشف لهذا النظام اكبر من مدى الرادار الرئيسي حيث يصل الى اكثر من 400 كم وعند اقتراب هدف جوي يقوم النظام السلبي بتزويد الردار الرئيسي ببيانات الهدف ليقوم بتتبعه بشعاع ضيق النطاق بزاوية قدرها درجتين افقيتين ( زاوية السمت Azimuth للقياسات الملاحية الافقية ) ودرجتين رئسيتين ( زاوية الارتفاع Elevation ) ويُصنف النظام السلبي على انه الاكثر تعقيدا على الاطلاق وسط باقي الانظمة في المقاتلة "the most technically complex piece of equipment on the aircraft." طبقا لقول توم بوربيدج Tom Burbage الرئيس السابق لبرنامج الاف-22 في شركة لوكهيد مارتن.
- نظام التحذير ضد الصواريخ المُقتربة MAWS Missile Approach Warning System طراز AN/AAR-56 ويعمل في نطاق الاشعة تحت الحمراء Infrared والاشعة فوق البنفسجية Ultraviolet ويتكون من 6 مستشعرات توفر تغطية كاملة للمقاتلة من كل الاتجاهات.
- نظام اطلاق الشعلات الحرارية المضللة للصواريخ الموجهة بالاشعة تحت الحمراء والرقائق المعدنية المضللة للصواريخ الموجهة بالرادار.
- المواصفات العامة :
* الطاقم : طيار
* الطول : 18.9 متر
* المسافة بين اطراف الاجنحة : 13.56 متر
* الارتفاع : 5.08 متر
* الوزن فارغة : 19.7 طن
* الوزن مع الحمولة : 29.3 طن
* اقصى وزن عند الاقلاع : 38 طن
* الدفع : محركين عنفيين مروحيين Turbofan Engines طراز F119-PW-100 ذات قوة دفع تبلغ 23.5 رطل ( 104 كيلونيوتن ) لكل محرك وعند استخدام الحارق اللاحق Afterburner تصل قوة الدفع الى 35 ألف رطل ( 156 كيلونيوتن ) لكل محرك ويحتوي على خاصية السوبر كروز Supercruise التي تتيح للمقاتلة قدرة الوصول لسرعة فوق صوتية بدون استخدام الحارق اللاحق .
* حمولة الوقود : 8.2 طن داخليا وتصل الى 12 طن بوجود خزانات وقود اضافية اسفل الاجنحة .
* السرعة القصوى : 2400 كم / ساعة
* سرعة السوبر كروز الفوق صوتية : 1960 كم / ساعة يدون استخدام الحارق اللاحق
* المدى : 2960 كم بوجود خزانات وقود اضافية
* اقصى مدى ممكن : 3220 كم
* اقصى ارتفاع : 19.8 كم
* معدل التسلق : غير مُصرح به ولكن اعلى من معدل التسلق للإف 15 والبالغ 254 متر / ثانية
* نسبة الدفع للوزن : 1.14
* قوة التحمل : +9G
# ثانيا | الـF-35 Lightning II :
______________________
- الرادار AN/APG-81 وهو مُشتق ومُطور من رادار الاف-22 طراز AN-APG 77 ذو مصفوفة مسح الكتروني نشط Active Electronically Scanned Array AESA حيث يحتوي على قدرات عالية في الرصد المتزامن ورسم الخرائط الارضية SAR/GMTI وتم التركيز فيه على قدرات الرصد الارضي وانماط جو-سطح في اطلاق الذخائر مع وجود قدرات جو-جو بعيدة المدى ايضا ولكن ليس بنفس قدرة رادار الاف-22 في هذه النقطة ، ويمتلك قدرة الرصد سلبي ، بخلاف قدرة الهجوم الإلكتروني بالعمل مع حزمة الحرب الإلكترونية للمقاتلة ، بجانب قدرة المقاومة الهائلة للتشويش الإلكتروني المضاد ، ويبلغ مداه 285 كم ضد هدف جوي مقطعه 10 متر2 ويصل مداه الاقصى الى 300 - 350 كم.
- نظام Distributed Aperture System DAS AN/AAQ-37 وهو عبارة عن نظام رصد وتحذير مكون من 6 كاميرات كهروبصرية / حرارية عالية الدقة High Resolution IR-Sensor تغطي الطائرة بالكامل تعمل كـ :
* نظام تحذير ضد الصواريخ المُقتربة MAWS Missile Approach Warning System.
* نظم كشف وتحديد بالاشعة تحت الحمراء IRST Infrared Search & Track ضد الطائرات بخلاف توفير قدرة توجيه الذخائر وصواريخ جو-جو.
- نظام التهديف الكهروبصري EOTS Electro-optical Targeting System وهو تطوير لحاضن Sniper-XR العامل على مقاتلات اف-16 حيث يحتوي على الجيل الثالث من مستشعرات الكشف بالاشعة تحت الحمراء للملاحة الليلية FLIR Forward Look Infrared وتحديد مدى وتحديد وانارة اهداف بالليزر Laser Designator/Spotter/Range Finder وكاميرا ذات لواقط شديدة الحساسية للاضاءة CCD-TV Camera لوفر تظام متكامل للرصد والتهديف ومن مسافات بعيدة والتعرف على الاهداف الارضية والتصوير الارضي عالي الدقة ، ويمكنه رصد الاهداف الجوية فقط في حالة طيرانها على ارتفاعات منخفضة لأقل من مستوى طيران الاف 35 نفسها وذلك نظرا لموضع نظام الـEOTS اسفل انف المقاتلة ، مما ادى لمحدودية قدرته على رصد الاهداف الجوية التي تطير على ارتفاعات موازية او اعلى من الاف 35 ، واستطاع ان يرصد مقاتلة اف 16 تستخدم الحارق اللاحق من مسافة 160 كم.
- نظام الدفاع الالكتروني المدمج AN/ASQ-239 Barracuda Integrated Defensive Avionics Suit حيث يوفر هذا النظام المتطور قدرة التحذير ضد موجات الرادار المعادية RWR Radar Warning Receiver وقدرة التشويش الالكتروني Electronic Jamming بالاضافة لاتخاذ الاجراءات الوقائية الطيفية المتعددة Mulispectral Defensive Countermeasures المضادة لتهديدات الصواريخ عبر اطلاق الشعلات الحرارية المضللة للصواريخ الموجهة بالاشعة تحت الحمراء والرقائق المعدنية المضللة للصواريخ . وتم اشتقاق هذا النظام في الاساس من نظام AN/ALR-94 الخاص بالمقاتلة F-22 Raptor ولكن تم خفض عدد المستشعرات من 30 مستشعرا على الإف 22 الى 10 مستشعرات فقط على الاف 35 ليُوفر ضعف الاعتمادية وربع التكلفة مقارنة به.
- ستحصل الإف 35 مستقبلا على قدرات الحرب الإلكترونية الشبكية Cyber Warfare لتنفيذ اعمال الهجوم والاختراق الإلكتروني لشبكات الاتصالات والقيادة والسيطرة وتغذيتها بالمعلومات والاحداثيات الخاطئة لتضليلها وتعمية انظمة الرادار والدفاع الجوي.
-
- نظام اطلاق الشعلات الحرارية المضللة للصواريخ الموجهة بالاشعة تحت الحمراء والرقائق المعدنية المضللة للصواريخ الموجهة بالرادار.
- خوذة التصويب والتهديف والبيانات الثورية VSIHMD Vision System Internation Helmet-Mounted Display والتي توفر قدرة عرض كافة بيانات الاهداف القادمة من المستشعرات المنتشرة على هيكل المقاتلة دون الحاجة الى النظر باتجاه الهدف او حتى توجيه المقاتلة نفسها له ( تنتفي الحاجة لشاشة التهديف الرأسية الشفافة HUD Head-up Display في كابينة القيادة ) حيث تتيح الخوذة قدرة النظر عبر بدن المقاتلة نفسه من خلال المستشعرات الكهروبصرية السالف ذكرها وتقوم بتزويد كافة بيانات واحداثيات الهدف للرأس الباحث بالصاروخ حيث تحتوي الخوذة على النمط التكنولوجي الثوري " OODA Observe, Orient, Decide & Act لاحظ, وجّه, قرر وتصرف " حيث توفّر المستشعرات ميزة رصد وتتبع وتوفير كافة البينات لتدمجها جميعها معا على شاشة البيانات الشفافة على الخوذة لتُبسّط من قدرة اتخاذ القرار للطبار ليكون كامل تركيزه على الهدف دون الحاجة للالتفات لأية انظمة تحكم اخرى في كابينة القيادة.
- المواصفات العامة :
* الطاقم : طيار
* الطول : 15.7 متر ماعدا النسخة B طولها 15.6 متر
* المسافة بين اطارف الاجنحة : 15.7 متر ماعدا النسخة C فالمسافة 13.1 متر
* الارتفاع : 4.33 متر
* الوزن فارغة : 13.3 طن للنسخة A و14.7 طن للنسخة B و15.8 طن للنسخة C
* اقصى وزن عند الاقلاع : 31.8 طن والنسخة B حوالي 27.3 طن
* المدى بكامل الحمولة الداخلية للوقود : 2220 كلم للنسخة A و1670 كلم للنسخة B و2520 كلم للنسخة C
* الدفع : محرك عنفي مروحي طراز Pratt & Whitney F135 ذات قوة دفع 28 ألف رطل وتصل الى 40 الف رطل باستخدام الحارق اللاحق
* حمولة الوقود : 8.3 طن داخليا
* السرعة القصوى : 1920 كم / ساعة
* اقصى ارتفاع : 18.2 الف متر
* معدل التسلق : تقريبا 203 متر / ثانية
* نسبة الدفع للوزن : 0.87
- قوة التحمل : حتى 9G ولكن ينخفض الى 4.6G للنسخة A و4.5G للنسخة B و5G للنسخة C في حالة عمل الالتفافات المستمرة اثناء المناورات
- تحليل :
▬▬▬▬
- هل بهذا الاستراتيجية ( الاعتماد على الرصد الحراري ) سيتم اعتبار هاتين الطائرتين فاشلتين ؟
في الحقيقة الموضوع بعيد تمام البعد عن الواقعية، فأنظمة الكشف الحرارية والتلفزيونية محدودة بمدى اكتشاف هاتين الطائرتين وهو 50 كم في احسن الاحوال وذلك حسب تقارير الطيارين الذين قاموا بمواجهة الاف 22.
المشكلة الثانية وهى ان درجة الكشف لهذة المنظومات لا تتجاوز الـ90°، وثالث مشكلة هي عدم وجود محطات انذار مبكر تستخدم منصات للكشف الحرارى بعيد المدى. وهنا استغل الامريكان هذة العيوب وقاموا بوضع تكتيكات مختلفة باستخدامهم الكمائن الجوية عبر استغلال الطائرات المرئية للرادار كالاف 15 والاف 16 واستخدام راداراتها فى الكشف عن المقاتلات المُعادية ومشاغلتها ونقل هذة المعلومات الى مقاتلات الجيل الخامس التى تقوم بالهجوم من وضع خفي لتسقط المقاتلات المعادية بصفة انتقائية ومن مواضع تضمن لها طريق للهجوم وطريق للهروب اذا ساءت الظروف.
وفي حالة الدخول بدون هذا التكتيك يتم الاعتماد على منظومات متطورة للكشف وتقييم الوضع واستخدام كمبيوترات فائقة السرعة فى تحليل الوضع وايجاد طريق الهجوم الذى يضمن اعلى نتيجة متوقعة وهى طريقة خطيرة ومميتة لانها لا تتضمن الخطأ البشري فى كل الاحوال.
- اذا متى ترتفع نسب القتل للمقاتلات المواجهه للإف 22 والاف 35 ؟
علاقة طردية بين قدرات الاكتشاف المبكر للصواريخ والاغلاق الراداري وتحديد الأماكن التي تمت منها عمليات الهجوم والقدرات الدفاعية في تفادى الصواريخ والتشويش على رادار الرابتور او الاف 35 وهو امر حدث من قبل وقابل للتنفيذ وان لم يحدث بشكل كُلي فمن الممكن خداعه وخداع قدرات الصواريخ المُطلقة من هذة المقاتلات والتحرك بطرق وأساليب عنيفة والدخول فى مدى الصواريخ والاطلاق عليها وعدم السماح لها بالانسحاب ( المقصود هو الاعتماد على وسائل الحرب الالكترونية المُتخصصة في التقاط الانبعاثات الرادارية للاف 22 والاف 35 بمجرد تشغيلهم لراداراتهم لتوفير الاغلاق الراداري لصالح صواريخهم او التقاط الصواريخ نفسها بواسطة وسائل التحذير البصري والحراري والبدء على الفور في اتخاذ الاجراءات الدفاعية والقيام بحساب وتحديد اماكن الانبعاث الراداري واماكن ومصادر اطلاق هذه الصواريخ والاتجاه بأقصى سرعة لها مع استخدام وسائل وتكتيكات المراوغة والمناورة والتشويش واجبار الاف 35 والاف 22 على الدخول في قتال قريب وعدم افلاتهم ).
نقطه اخرى مهمة جدا وهي ان انخفاض المقطع الراداري لا يعني انك لن تستطيع كشفه ولكن تعنى انك ستكتشفة من مسافة قريبة وهو ما حدث فى تدريبات كوبي طوفان ضد الميج 29 الماليزية عندما ظهرت الاف 22 على رادارها من مسافة قريبة.
اذا ملخص القول وهو الاهم فى كل الاحوال ان مقاتلات الجيل الخامس فى مواجهه مقاتلات الاجيال السابقة ستقوم باختيار افضل مسافة وافضل وضع لأعلى نسبة قتل ممكنة لأنها مصممة لتقوم بهكذا تكتيك لمحاولة الهجوم السريع والانسحاب السريع عن طريق التنسيق والربط والعمل الجماعي بينها وبين طائرات الاستطلاع والانذار المبكر والاقمار الصناعية والمراكز الأرضية ..الخ ، للحصول على فرصة الاطلاق الاولى والمبادءة بالهجوم، وهو امر معتمد كل الاعتماد على اختيار التسليح المناسب للسيناريو المُوضح وعلى حسب دراسة قدرات طيران العدو.
ولكن كلما كانت قدرات المقاتلة المُستهدفة قوية للدفاع عن نفسها كلما استطاعت ان تقوم بتفادي الهجوم الاول ومعرفة مكان الاطلاق والتحرك ناحيتة واستخدام قدراتها للكشف والتشويش وارغام هذا النوع من المقاتلات ( الاف 35 والاف 22 ) على القتال فى منطقة القتل الخاصة بها للتغلب عليها.
" ستبقى الاف 22 والاف 35 كابوس السماوات المفتوحه لأي طيار او طائره من الاجيال الاقدم منها وباعتبار ان الامر يعتمد علي تمالك الاعصاب وترتيب الافكار إذا حدث هجوم مفاجىء وعلى عدم الفزع من وجودهم كخصم ضده " مقولة لطيار الميراج 2000 الفرنسي الذي واجه الاف 22 في احد
في بداية الأمر هناك مسألة نفسية نلاحظها في العرب بصفة عامة، ألا وهي التأثّر الشديد بالميديا العالمية، وكلام الأخرين، وخاصة الغرب وإعلامه، والأخذ بكلامهم واعتباره كمُسلّمات لا مساس بها ولا جدال فيها. وإذا ظهرت أدلة جديدة -من نفس الميديا والإعلام الغربي- تُثبت عكس هذا الكلام، سُرعان ما يلجأون لها لإزاحة الخوف عن نفوسهم وطمأنتها.
وفي حقيقة الأمر فإن كلا الوضعين الأول والثاني خاطئين، لافتقارهما للحيادية التي يجب علينا التحلي بها لكي نستطيع التفكير بشكل أفضل، حتى من الغرب نفسه، وألا تؤثر مشاعرنا على قراراتنا وآرائنا بأي حال من الأحوال، لنخرج في النهاية برؤية أفضل لما نحن بصدد تحليله في موضوعنا هذا .
عند ظهور مقاتلة الجيل الخامس الأمريكية F-22 Raptor في اول الألفية الجديدة وحتى إتمام تسليم آخرها عام 2012، بدأت وسائل الاعلام الامريكية في الترويج لها بشكل هائل باعتبارها المقاتلة التى لا تُقهر. وتم كتابة الكثير والكثير من التقارير عن هذه المقاتلة التي اذا طارت فى السماء ستسيطر على كل الاجواء ضد اي عدد واي نوع من المقاتلات الاخرى التي لن تستطيع بأي حال من الاحوال ان ترصدها، بل وأصبحت الـF-22 بسبب هذه التقارير، المقاتلة الخفية المنيعة ضد كل الرادارات في السماء او في الارض، وبدأت وسائل الإعلام الأوروبية في التحذير من هذا الوحش الكاسر وطمأنة شعوبها ان الرابتور ستحارب فى صفهم وليس ضدهم وان سماء الناتو أصبحت مُحرّمة ومنيعة على طائرات العدو بوجودها بجانب المقاتلات الأوروبية.
وبشكل طبيعي وتلقائي انتقلت لنا كل هذة المشاعر واصبح الوضع يزداد سوءا بوجود هذة المقاتلة بحوزة سلاح الجو الامريكي، وليس نحن فقط بل ايضا القوى العظمى في الشرق ( الصين وروسيا ) التي سعت جاهدة في محاولات جمّة لمعرفة المزيد عن هذة المقاتلة لانها ستعيق من قدرتهم على السيطرة على سماء المعركة. وحبس الجميع انفاسهم عندما بدأت الاف 22 بالمواجهات فى تمرينات العلم الاحمر " Exercise Red Flag " في الولايات المتحدة ( مناورات تتم بشكل سنوي بين طيران القوات الجوية والبحرية الامريكية وطيران حلف الناتو وطيران حلفاء الولايات المتحدة من خارج الناتو ) ضد الاف 16 والاف 15 الامريكىتين، وتغلّبت عليهما وهما اللتان تعدان افضل مقاتلين تم انتاجهما في العصر الحديث من قبل الجانب الغربي.
وفى تمرينات " Noble Edge " في الولايات المتحدة عام 2006 تمكن عدد قليل من الاف 22 من تسجيل 108 حالة قتل ضد مقاتلات اف 15 واف 16 واف 18 فى القتال البعيد خلف مدى الرؤيا Beyond Visual Range BVR مستخدمة راداراتها فقط. وفي نفس التدريب عام 2007 سجلت الرابتور السيطرة الجوية التامّة بإسقاط 144 طائرة من نفس الانواع ، وعام 2008 سجلت الرابتور 221 حالة قتل بدون اي خسائر في القتال بعيد المدى وبدون اي فشل فى مهمة السيطرة الجوية Air Superiority.
وعندما راى الامريكان هذة النتائج وضعوا طياري الاف 22 فى مهمات للقتال القريب Within Visual Range ضد مقاتلات من نفس الانواع -الاف 16 / 15 / 18- التي كانت تعتبر في السنين السابقة صعبة المنال، ولكنها الان ضد احدث ما في الترسانة الامريكية في القتال قريب المدى وبأعداد اكبر منها فى نفس المعركةـ ولكن تمكنت الاف 22 بالعمل الجماعىي من سحقهم جميعا بدون اي خسائر واثبتت ما يزعمونة، وهي انها لا تقهر !!
وهنا هوى الخبر كالصاعقة على جميع مؤسسات الاعلام والاعداء المحتملين في الشرق، بل وايضا الدول الحليفة للولايات المتحدة، وأصبح الامر خطيرا، فأي وحش كاسر هذا الموجود في السماء ؟! وافتخر الامريكان بامتلاكهم هكذا طائرة مميتة بشدة. وما زاد الوضع سوءا ان الولايات المتحدة رفضت تصديرها للخارج باعتبارها واحداً من خطوط الدفاع الرئيسية وللحفاظ على الهيمنة الامريكية في السماء. وظلت المسألة المعقدة ألا وهي كيف يتم اسقاط شيء لا تراه في السماء بينما يستطيع ان يراك من ابعد المسافات ويطلق عليك صواريخه وينسحب قبل ان تراه او تدرك وجوده من الأساس ؟؟!!
وقام سلاح الجو الامريكى بتجربة الاف 22 في مناورات ضد مقاتلات متطورة من اجيال اكثر تقدما من الاف 16 والاف 15 الموجودين على الساحة ; ففي عام 2009 دخلت الاف 22 فى تدريبات القيادة الجوية التكتيكية " Air Tactical Leadership Course ATLC " عام 2009 في الامارات بوجود الرفال Rafale الفرنسية والتايفون Typhoon الإنجليزية وهما من الجيل الرابع المتقدم ++4 من المقاتلات متعددة المهام بمفهوم جديد ومستويات عالية من المستشعرات والبواحث وانظمة التشويش والاعاقة الإلكترونية والدفاعية المتطورة. وفي هذه التدريبات ظهرت مفاجاة رهيبة، وهي ان اجهزة الاستشعار الحرارية رصدت الرابتور واصبح من السهل تتبعها والقتال ضدها من مسافة تصل إلى 50 كم ونجحت المقاتلتان في صنع نتائج جيدة جدا ضدها، بل حتى الـMirage 2000-5 المُطورة من الطائره الاصلية Mirage 2000 من الجيل الرابع نفسها نجحت في تحقيق نتيجة جيدة، واكد على ذلك الطيارين الذين واجهوا الاف 22 انها تظهر بالفعل من هذة المسافة.
وبعد فترة من هذه التدريبات ، وتحديدا في مناورات العلم الأحمر عام 2012 قامت مقاتلة تايفون ألمانية بقتل الاف 22 ايضا باستخدام نفس التقنية بالضغط عليها للدخول في قتال قريب والاطلاق عليها بواسطة خوذة توجيه الصواريخ المتطورة على متنها، وهذا النوع من القتال يعتمد بدرجة كبيرة على مهارة الطيار. واستراح الراى العام بعض الشىء باعتبار ان الرابتور ليست منيعة ضد الاسقاط كما زعموا من قبل، بل والأجمل من ذلك هو قيام القوات الجوية الامريكية بإضافة حواضن رصد حرارية متطورة على النسخ التدريبية من مقاتلاتها لبحث كيفية التغلب على على شبحية الرابتور الرادارية، وتم تعميمها عندما نجحت الاف 16 في احراز اول حالة قتل للإف 22 فى تدريبات داخلية باستخدام حاضن الرصد الحراري. إذن هى تقنية ناجحة فعلا. ولكن كان هناك ايضا تقنية ناجحة اكثر، وهى التشويش حيث قامت نسخة الحرب الإلكترونية من الاف 18 سوبر هورنيت والمعروفة بـ" EA-18G Growler " بالتشويش على رادار الرابتور وإسقاطها، وايضا طائرة التدريب T-38 Talon المطورة من المقاتلة F-5 تمكنت هي الأخرى بواسطة حاضن التشويش من الافلات من الاغلاق الراداري للإف 22 ونجحت في الدخول فى معركة تلاحمية معها ادت الى تغلبها عليها.
وقبل ان نبدأ بالحديث عن الوضع الحالي يجب علينا ان نذكر وجود مقاتلة اخرى تخضع لكل هذه الأحداث وهي مقاتلة الجيل الخامس الأحدث على الإطلاق F-35 Lightning II والمُصممة كمقاتلة متعددة المهام تحل مكان الاف 16 والاف 18 فى المستقبل ولكنها مُتخصصة في المقام الأول وبشكل رئيسي في إخماد واختراق الدفاعات الجوية القوية. وبعد الترويج الشامل لها من قبل الجانب الأمريكي باعتبارها مقاتلة رهيبة وخطر لا يستهان به على كل منظومات الدفاع الجوى الشرقية المتطورة، ظهرت مشاكل عدّة في برنامجها وتم التغلب عليها وجاري التغلّب على ماتبقى منها، لتصبح في وقتنا الحالي مقاتلة ناضجة جدا تستطيع ان تقوم بما تُكلف به بحسب ما صرح به أحد جنرالات الجيش الامريكي في اخر تقرير لها، حيث اكد على هذه الكلمات . ولكن لم يؤكّد حتى الان فاعليتها ضد منظومات الشرقية المتطورة جدا، وقال انها تحتاج لمزيد من الوقت.
ولكن الإف 35 دخلت في تدريبات حديثة خلال العام الجاري 2016 ضد احدث نسخ الاف 15 النسر الضارب F-15E Strike Eagle ونجحت في التغلب عليها بنتيجة 8-0 ، وقبلها ايضا قامت بالتفوق على مقاتلات A-4 Skyhawk المتفوقة فى مجال القتال الجوى القريب بطيارين ذوي خبرة عالية جدا فى هذا المجال. وفي عام 2011 واجهت الاف 18 فى سيناريو قتال قريب ( 2 اف 35 ضد 4 اف 18 ) بمعدل قتل 6-1 لصالحها، وبعدها خرجت للقتال بعيد المدى فى تدريبات قتال مماثلة للواقع ضد الاف 16 بلوك 50 وهى من احدث نسخ المتطورة للاف 16 وتفوقت عليها ونفس الامر في نفس النوعية من القتال البعيد ضد الاف 18 ايضا.
ولكن تم اكتشاف وجود مشكلة كبيرة جدا وهى ان درجة الحرارة لمحرك هذه الطائرة تفوق حرارة محركي الإف 22 نفسها !! إذا فهي تخضع لنفس مسألة الكشف الحراري ( قوة الدفع لمحرك الاف 35 تفوق قوة الدفعي لمحركي الإف 22 مما يعني المزيد من انبعاثات الحرارة ).
- إمكانيات المقاتلتين :
▬▬▬▬▬▬▬▬
# أولا | الـF-22 Raptor :
___________________
- الرادار المتطور AN/APG-77(V)1 ذو مصفوفة المسح الالكتروني النشط Active Electronically Scanned Array AESA مخصص لمهام السيادة الجوية Air Superiority Missions والمهام الضاربة Strike Missions يحتوي على قدرة رسم الخرائط الارضية عالية الدقة SAR Synthetic Aperture Radar وقدرة الرصد المتزامن عن طريق تعريف وتتبع الاهداف الارضية المتحركة GMTI/GMTT Ground Moving Target Identification & Track ويستطيع القيام تغيير الترددات اكثر من 1000 مرة / ث لتقليل فرص الكشف لأقل نسبة ممكنة بخلاف امكانية استخدام انبعاثاته في عمليات الهجوم الإلكتروني Electronic Attack عن طريق تركيزها على على رادارات ومستشعرات العدو لزيادة التداخل والتشويش عليها ، ويحتوي على معالجين مُدمجيين للمعلومات تصل قدرة كل معالج منهما الى 10.5 مليار عملية معالجة / ث مع ذاكرة تبلغ سعتها 300 ميجابايت لكل معالج. يبلغ مداه 355 كم ضد هدف مقطعه الراداري 10 متر2 ويصل مداه الاقصى الى 400 كم.
- نظام الكشف السلبي المضاد لموجات الرادار المعادية RWR Radar Warning Receiver طراز AN/ALR-94 وهو نظام شديد التعقيد مكون من 30 هوائي مُدمجين في هيكل واجنحة المقاتلة لتوفير تغطية كاملة محيطة بها ويُتيح قدرة الكشف السلبي الصامت مع اطفاء رادارها الرئيسي او تقليل انبعاثاته الى اقل حد ممكن وبالتالي تقليل فرص الكشف من قبل الرادرات المعادية ويُعتبر المدى الكاشف لهذا النظام اكبر من مدى الرادار الرئيسي حيث يصل الى اكثر من 400 كم وعند اقتراب هدف جوي يقوم النظام السلبي بتزويد الردار الرئيسي ببيانات الهدف ليقوم بتتبعه بشعاع ضيق النطاق بزاوية قدرها درجتين افقيتين ( زاوية السمت Azimuth للقياسات الملاحية الافقية ) ودرجتين رئسيتين ( زاوية الارتفاع Elevation ) ويُصنف النظام السلبي على انه الاكثر تعقيدا على الاطلاق وسط باقي الانظمة في المقاتلة "the most technically complex piece of equipment on the aircraft." طبقا لقول توم بوربيدج Tom Burbage الرئيس السابق لبرنامج الاف-22 في شركة لوكهيد مارتن.
- نظام التحذير ضد الصواريخ المُقتربة MAWS Missile Approach Warning System طراز AN/AAR-56 ويعمل في نطاق الاشعة تحت الحمراء Infrared والاشعة فوق البنفسجية Ultraviolet ويتكون من 6 مستشعرات توفر تغطية كاملة للمقاتلة من كل الاتجاهات.
- نظام اطلاق الشعلات الحرارية المضللة للصواريخ الموجهة بالاشعة تحت الحمراء والرقائق المعدنية المضللة للصواريخ الموجهة بالرادار.
- المواصفات العامة :
* الطاقم : طيار
* الطول : 18.9 متر
* المسافة بين اطراف الاجنحة : 13.56 متر
* الارتفاع : 5.08 متر
* الوزن فارغة : 19.7 طن
* الوزن مع الحمولة : 29.3 طن
* اقصى وزن عند الاقلاع : 38 طن
* الدفع : محركين عنفيين مروحيين Turbofan Engines طراز F119-PW-100 ذات قوة دفع تبلغ 23.5 رطل ( 104 كيلونيوتن ) لكل محرك وعند استخدام الحارق اللاحق Afterburner تصل قوة الدفع الى 35 ألف رطل ( 156 كيلونيوتن ) لكل محرك ويحتوي على خاصية السوبر كروز Supercruise التي تتيح للمقاتلة قدرة الوصول لسرعة فوق صوتية بدون استخدام الحارق اللاحق .
* حمولة الوقود : 8.2 طن داخليا وتصل الى 12 طن بوجود خزانات وقود اضافية اسفل الاجنحة .
* السرعة القصوى : 2400 كم / ساعة
* سرعة السوبر كروز الفوق صوتية : 1960 كم / ساعة يدون استخدام الحارق اللاحق
* المدى : 2960 كم بوجود خزانات وقود اضافية
* اقصى مدى ممكن : 3220 كم
* اقصى ارتفاع : 19.8 كم
* معدل التسلق : غير مُصرح به ولكن اعلى من معدل التسلق للإف 15 والبالغ 254 متر / ثانية
* نسبة الدفع للوزن : 1.14
* قوة التحمل : +9G
# ثانيا | الـF-35 Lightning II :
______________________
- الرادار AN/APG-81 وهو مُشتق ومُطور من رادار الاف-22 طراز AN-APG 77 ذو مصفوفة مسح الكتروني نشط Active Electronically Scanned Array AESA حيث يحتوي على قدرات عالية في الرصد المتزامن ورسم الخرائط الارضية SAR/GMTI وتم التركيز فيه على قدرات الرصد الارضي وانماط جو-سطح في اطلاق الذخائر مع وجود قدرات جو-جو بعيدة المدى ايضا ولكن ليس بنفس قدرة رادار الاف-22 في هذه النقطة ، ويمتلك قدرة الرصد سلبي ، بخلاف قدرة الهجوم الإلكتروني بالعمل مع حزمة الحرب الإلكترونية للمقاتلة ، بجانب قدرة المقاومة الهائلة للتشويش الإلكتروني المضاد ، ويبلغ مداه 285 كم ضد هدف جوي مقطعه 10 متر2 ويصل مداه الاقصى الى 300 - 350 كم.
- نظام Distributed Aperture System DAS AN/AAQ-37 وهو عبارة عن نظام رصد وتحذير مكون من 6 كاميرات كهروبصرية / حرارية عالية الدقة High Resolution IR-Sensor تغطي الطائرة بالكامل تعمل كـ :
* نظام تحذير ضد الصواريخ المُقتربة MAWS Missile Approach Warning System.
* نظم كشف وتحديد بالاشعة تحت الحمراء IRST Infrared Search & Track ضد الطائرات بخلاف توفير قدرة توجيه الذخائر وصواريخ جو-جو.
- نظام التهديف الكهروبصري EOTS Electro-optical Targeting System وهو تطوير لحاضن Sniper-XR العامل على مقاتلات اف-16 حيث يحتوي على الجيل الثالث من مستشعرات الكشف بالاشعة تحت الحمراء للملاحة الليلية FLIR Forward Look Infrared وتحديد مدى وتحديد وانارة اهداف بالليزر Laser Designator/Spotter/Range Finder وكاميرا ذات لواقط شديدة الحساسية للاضاءة CCD-TV Camera لوفر تظام متكامل للرصد والتهديف ومن مسافات بعيدة والتعرف على الاهداف الارضية والتصوير الارضي عالي الدقة ، ويمكنه رصد الاهداف الجوية فقط في حالة طيرانها على ارتفاعات منخفضة لأقل من مستوى طيران الاف 35 نفسها وذلك نظرا لموضع نظام الـEOTS اسفل انف المقاتلة ، مما ادى لمحدودية قدرته على رصد الاهداف الجوية التي تطير على ارتفاعات موازية او اعلى من الاف 35 ، واستطاع ان يرصد مقاتلة اف 16 تستخدم الحارق اللاحق من مسافة 160 كم.
- نظام الدفاع الالكتروني المدمج AN/ASQ-239 Barracuda Integrated Defensive Avionics Suit حيث يوفر هذا النظام المتطور قدرة التحذير ضد موجات الرادار المعادية RWR Radar Warning Receiver وقدرة التشويش الالكتروني Electronic Jamming بالاضافة لاتخاذ الاجراءات الوقائية الطيفية المتعددة Mulispectral Defensive Countermeasures المضادة لتهديدات الصواريخ عبر اطلاق الشعلات الحرارية المضللة للصواريخ الموجهة بالاشعة تحت الحمراء والرقائق المعدنية المضللة للصواريخ . وتم اشتقاق هذا النظام في الاساس من نظام AN/ALR-94 الخاص بالمقاتلة F-22 Raptor ولكن تم خفض عدد المستشعرات من 30 مستشعرا على الإف 22 الى 10 مستشعرات فقط على الاف 35 ليُوفر ضعف الاعتمادية وربع التكلفة مقارنة به.
- ستحصل الإف 35 مستقبلا على قدرات الحرب الإلكترونية الشبكية Cyber Warfare لتنفيذ اعمال الهجوم والاختراق الإلكتروني لشبكات الاتصالات والقيادة والسيطرة وتغذيتها بالمعلومات والاحداثيات الخاطئة لتضليلها وتعمية انظمة الرادار والدفاع الجوي.
-
- نظام اطلاق الشعلات الحرارية المضللة للصواريخ الموجهة بالاشعة تحت الحمراء والرقائق المعدنية المضللة للصواريخ الموجهة بالرادار.
- خوذة التصويب والتهديف والبيانات الثورية VSIHMD Vision System Internation Helmet-Mounted Display والتي توفر قدرة عرض كافة بيانات الاهداف القادمة من المستشعرات المنتشرة على هيكل المقاتلة دون الحاجة الى النظر باتجاه الهدف او حتى توجيه المقاتلة نفسها له ( تنتفي الحاجة لشاشة التهديف الرأسية الشفافة HUD Head-up Display في كابينة القيادة ) حيث تتيح الخوذة قدرة النظر عبر بدن المقاتلة نفسه من خلال المستشعرات الكهروبصرية السالف ذكرها وتقوم بتزويد كافة بيانات واحداثيات الهدف للرأس الباحث بالصاروخ حيث تحتوي الخوذة على النمط التكنولوجي الثوري " OODA Observe, Orient, Decide & Act لاحظ, وجّه, قرر وتصرف " حيث توفّر المستشعرات ميزة رصد وتتبع وتوفير كافة البينات لتدمجها جميعها معا على شاشة البيانات الشفافة على الخوذة لتُبسّط من قدرة اتخاذ القرار للطبار ليكون كامل تركيزه على الهدف دون الحاجة للالتفات لأية انظمة تحكم اخرى في كابينة القيادة.
- المواصفات العامة :
* الطاقم : طيار
* الطول : 15.7 متر ماعدا النسخة B طولها 15.6 متر
* المسافة بين اطارف الاجنحة : 15.7 متر ماعدا النسخة C فالمسافة 13.1 متر
* الارتفاع : 4.33 متر
* الوزن فارغة : 13.3 طن للنسخة A و14.7 طن للنسخة B و15.8 طن للنسخة C
* اقصى وزن عند الاقلاع : 31.8 طن والنسخة B حوالي 27.3 طن
* المدى بكامل الحمولة الداخلية للوقود : 2220 كلم للنسخة A و1670 كلم للنسخة B و2520 كلم للنسخة C
* الدفع : محرك عنفي مروحي طراز Pratt & Whitney F135 ذات قوة دفع 28 ألف رطل وتصل الى 40 الف رطل باستخدام الحارق اللاحق
* حمولة الوقود : 8.3 طن داخليا
* السرعة القصوى : 1920 كم / ساعة
* اقصى ارتفاع : 18.2 الف متر
* معدل التسلق : تقريبا 203 متر / ثانية
* نسبة الدفع للوزن : 0.87
- قوة التحمل : حتى 9G ولكن ينخفض الى 4.6G للنسخة A و4.5G للنسخة B و5G للنسخة C في حالة عمل الالتفافات المستمرة اثناء المناورات
- تحليل :
▬▬▬▬
- هل بهذا الاستراتيجية ( الاعتماد على الرصد الحراري ) سيتم اعتبار هاتين الطائرتين فاشلتين ؟
في الحقيقة الموضوع بعيد تمام البعد عن الواقعية، فأنظمة الكشف الحرارية والتلفزيونية محدودة بمدى اكتشاف هاتين الطائرتين وهو 50 كم في احسن الاحوال وذلك حسب تقارير الطيارين الذين قاموا بمواجهة الاف 22.
المشكلة الثانية وهى ان درجة الكشف لهذة المنظومات لا تتجاوز الـ90°، وثالث مشكلة هي عدم وجود محطات انذار مبكر تستخدم منصات للكشف الحرارى بعيد المدى. وهنا استغل الامريكان هذة العيوب وقاموا بوضع تكتيكات مختلفة باستخدامهم الكمائن الجوية عبر استغلال الطائرات المرئية للرادار كالاف 15 والاف 16 واستخدام راداراتها فى الكشف عن المقاتلات المُعادية ومشاغلتها ونقل هذة المعلومات الى مقاتلات الجيل الخامس التى تقوم بالهجوم من وضع خفي لتسقط المقاتلات المعادية بصفة انتقائية ومن مواضع تضمن لها طريق للهجوم وطريق للهروب اذا ساءت الظروف.
وفي حالة الدخول بدون هذا التكتيك يتم الاعتماد على منظومات متطورة للكشف وتقييم الوضع واستخدام كمبيوترات فائقة السرعة فى تحليل الوضع وايجاد طريق الهجوم الذى يضمن اعلى نتيجة متوقعة وهى طريقة خطيرة ومميتة لانها لا تتضمن الخطأ البشري فى كل الاحوال.
- اذا متى ترتفع نسب القتل للمقاتلات المواجهه للإف 22 والاف 35 ؟
علاقة طردية بين قدرات الاكتشاف المبكر للصواريخ والاغلاق الراداري وتحديد الأماكن التي تمت منها عمليات الهجوم والقدرات الدفاعية في تفادى الصواريخ والتشويش على رادار الرابتور او الاف 35 وهو امر حدث من قبل وقابل للتنفيذ وان لم يحدث بشكل كُلي فمن الممكن خداعه وخداع قدرات الصواريخ المُطلقة من هذة المقاتلات والتحرك بطرق وأساليب عنيفة والدخول فى مدى الصواريخ والاطلاق عليها وعدم السماح لها بالانسحاب ( المقصود هو الاعتماد على وسائل الحرب الالكترونية المُتخصصة في التقاط الانبعاثات الرادارية للاف 22 والاف 35 بمجرد تشغيلهم لراداراتهم لتوفير الاغلاق الراداري لصالح صواريخهم او التقاط الصواريخ نفسها بواسطة وسائل التحذير البصري والحراري والبدء على الفور في اتخاذ الاجراءات الدفاعية والقيام بحساب وتحديد اماكن الانبعاث الراداري واماكن ومصادر اطلاق هذه الصواريخ والاتجاه بأقصى سرعة لها مع استخدام وسائل وتكتيكات المراوغة والمناورة والتشويش واجبار الاف 35 والاف 22 على الدخول في قتال قريب وعدم افلاتهم ).
نقطه اخرى مهمة جدا وهي ان انخفاض المقطع الراداري لا يعني انك لن تستطيع كشفه ولكن تعنى انك ستكتشفة من مسافة قريبة وهو ما حدث فى تدريبات كوبي طوفان ضد الميج 29 الماليزية عندما ظهرت الاف 22 على رادارها من مسافة قريبة.
اذا ملخص القول وهو الاهم فى كل الاحوال ان مقاتلات الجيل الخامس فى مواجهه مقاتلات الاجيال السابقة ستقوم باختيار افضل مسافة وافضل وضع لأعلى نسبة قتل ممكنة لأنها مصممة لتقوم بهكذا تكتيك لمحاولة الهجوم السريع والانسحاب السريع عن طريق التنسيق والربط والعمل الجماعي بينها وبين طائرات الاستطلاع والانذار المبكر والاقمار الصناعية والمراكز الأرضية ..الخ ، للحصول على فرصة الاطلاق الاولى والمبادءة بالهجوم، وهو امر معتمد كل الاعتماد على اختيار التسليح المناسب للسيناريو المُوضح وعلى حسب دراسة قدرات طيران العدو.
ولكن كلما كانت قدرات المقاتلة المُستهدفة قوية للدفاع عن نفسها كلما استطاعت ان تقوم بتفادي الهجوم الاول ومعرفة مكان الاطلاق والتحرك ناحيتة واستخدام قدراتها للكشف والتشويش وارغام هذا النوع من المقاتلات ( الاف 35 والاف 22 ) على القتال فى منطقة القتل الخاصة بها للتغلب عليها.
" ستبقى الاف 22 والاف 35 كابوس السماوات المفتوحه لأي طيار او طائره من الاجيال الاقدم منها وباعتبار ان الامر يعتمد علي تمالك الاعصاب وترتيب الافكار إذا حدث هجوم مفاجىء وعلى عدم الفزع من وجودهم كخصم ضده " مقولة لطيار الميراج 2000 الفرنسي الذي واجه الاف 22 في احد