العــلوم الاستـخباراتية والأمنية والاستراتيجية في القرآن الكريم

إنضم
28 مارس 2013
المشاركات
25,052
التفاعل
30,391 0 0

مقدمة..
بسم الله الرحمن الرحيم

رب اشرح لي صدري ويسر لي امري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي.

حقيقة أنا لما أتحدث عن اللعب الاستخباراتية وأقول أن الدول والحكومات والعلماء و الجماعات الإسلامية لابد وأن تعلّم أفرادها ثلاثة أشياء؛ من ضمنها اللعب الاستخباراتيه، مثل ما تعلمهم أحكام الوضوء،

كثير من الناس تظن أني آتي بهذا الكلام من عندي أو أني أتيت بشيء جديد، لأن عقولنا قد بُرمجت عند الإشارة لهذا الدين فإن تفكيرنا يذهب سريعاً إلى الصلاة وأحكام الصلاة وأحكام الطهارة وغيرها، وأني إذا توضأت وأنا ألبس خاتم يجوز أو لا، وأني إذا جامعت مرتين هل علي غسل أم غسلين.. وترى الكثير من المؤلفات التي تتحدث عن هذه الأشياء "بالرغم من أهميتها".

وهذا الأمر دُفع عليه الكثير من زمان من قبل حكومات متتالية وأجهزة مخباراتها وهو أن يفهموك أن هذا الدين ينحصر فقط في الصلاة والصوم و.الحج .. - طبعاً مع أهمية الصلاة وأحكام الصلاة وشروط الوضوء وغيرها-.

وعندما أتحدث أنا عن اللعبة الاستخباراتية وأهميتها القصوى وهي التي أسميها بالفريضة الغائبة.. (فريضة) (غائبة) فإن الناس تستغرب وتظنني أتيت بشيء جديد: "ماسمعنا بهذا في ءابائنا الأولين" "يريد أن يفتننا عن ءالهتنا" يعني ماهذا الذي يقوله (استخباراتية وكذا وكذا) !!! ماهذا الكلام؟!!


قَالُوا إِنَّكُمْ كُنتُمْ تَأْتُونَنَا عَنِ الْيَمِينِ*
يقول تعالى في سورة الصافات ( ما لكم لا تناصرون) فهنا في عندنا تابع ومُتّبع، المعلم والجندي..
مالكم لا تناصرون؟ لماذا لا تناصرون بعضكم؟
"مَا لَكُمْ لا تَنَاصَرُونَ* بَلْ هُمُ الْيَوْمَ مُسْتَسْلِمُونَ*وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ*قَالُوا إِنَّكُمْ كُنتُمْ تَأْتُونَنَا عَنِ الْيَمِينِ*قَالُوا بَل لَّمْ تَكُونُوا مُؤْمِنِينَ*وَمَا كَانَ لَنَا عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ بَلْ كُنتُمْ قَوْمًا طَاغِينَ* فَحَقَّ عَلَيْنَا قَوْلُ رَبِّنَا إِنَّا لَذَائِقُونَ*فَأَغْوَيْنَاكُمْ إِنَّا كُنَّا غَاوِينَ*فَإِنَّهُمْ يَوْمَئِذٍ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ*إِنَّا كَذَلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ"​

الكثير منا سيذهب تفكيره إلى أبو جهل وقريش وأن هؤلاءالكفار يتلاومون فيما بينهم وفي النهاية كلهم يدخلون النار وانتهينا.
طيب دعني أوقفك قليلاً وأقول لك ارجع ركز بالآيات من جديد "مَا لَكُمْ لا تَنَاصَرُونَ* بَلْ هُمُ الْيَوْمَ مُسْتَسْلِمُونَ"

تذكر أن تركز في الآيات "وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ*قَالُوا إِنَّكُمْ كُنتُمْ تَأْتُونَنَا عَنِ الْيَمِينِ*قَالُوا بَل لَّمْ تَكُونُوا مُؤْمِنِينَ*وَمَا كَانَ لَنَا عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ بَلْ كُنتُمْ قَوْمًا طَاغِينَ* فَحَقَّ عَلَيْنَا قَوْلُ رَبِّنَا إِنَّا لَذَائِقُونَ"

هل لفت نظرك شيء في الآيات؟
حسناً دعنا نتساءل "قَالُوا إِنَّكُمْ كُنتُمْ تَأْتُونَنَا عَنِ الْيَمِينِ" ماذا تعني هذه الآية؟ ماهو تفسيرها؟

هل تعني أن المجرمين يخبرون ساداتهم أنهم يأتونهم من جهة اليمين؟ أهذا المعنى الذي خطر ببالك؟

هذا كتاب الله تعالى لو أنت تعرفه لقلت لنفسك: ماذا يعني إنكم كنتم تأتوننا عن اليمين؟!!

"قَالُوا إِنَّكُمْ كُنتُمْ تَأْتُونَنَا عَنِ الْيَمِينِ
" أي أنكم تأتوننا من المكان الذي نأمنكم فيه، مالذي تعنيه؟

تعني الاخـــــــــــــــــــــــتـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــراق.

من المعلوم أنه لما نعطي درس في الاختراق أو عندما نخترق جماعة أو نواجه اختراق جماعه نعرّف الاختراق:

هو دخول الشخص إلى جماعة من الجهة التي يأمنونه فيها،يعني عندما أريد اختراق جماعة إسلامية فاني أطيل لحيتي وأقصر ثوبي وأتحدث عن الجهاد وتكفير الدولة والحكام وو... الخ، فهنا الجماعة تأمنه عندها أكون اخترقتك.

نعود للآية "قَالُوا إِنَّكُمْ كُنتُمْ تَأْتُونَنَا عَنِ الْيَمِينِ" أي أنكم أتيتمونا من المكان الذي نأمنكم فيه وأننا قد وثقنا فيكم.. وثقنا أنكم ناس صح، وثقنا أنكم مجاهدون (إذا أسقطناها على أرض الواقع).. وإذ بكم أناس تريدون أن تصرفونا عن طريق الحق.. فما كان جواب الأسياد على أتباعهم؟ "قَالُوا بَل لَّمْ تَكُونُوا مُؤْمِنِينَ"

انظر ماذا يقول هنا.. سأنقلها لك بالحرف من التفسير وليس من عندي: أي أن القادة تقول للأتباع ما الأمر كما تزعمون، بل إن قلوبكم كانت منكرة للإيمان قابلة للكفر والعصيان، أي لا تلومُنَّ إلا أنفسكم ولا تلومونا لأن قلوبكم أصلاً كانت قابلة للاختراق.. يعني لم يكن لديكم الوعي، يعني لم تكونوا مؤمنين، لأن المؤمن واعي..

والله العظيم لما تتعمق بسيرة نبيك صلى الله عليه وسلم وتفهم دينك صح من الصعب جداً جداً جداً أن تُختَرَق..

وأي مؤمن فهم دينه بحقه وفهم سيرة نبيه كما ينبغي فمن الصعب جداً أن يتم اختراقه..

وللأسف فإن حال الكثير من جماعاتنا اليوم عكس هذا واستطاع الكثيرون اللعب بالجماعات الدينية، فانظر مثلاً إلى أنور السادات عندما أراد استعطاف الإسلاميين بداية الأمر غير اسمه من أنور السادات إلى محمد أنور السادات ليوهمهم أنه محب لهذا الدين ولنبي هذا الدين حتى يستدر عطفهم.

"قالوا بَل لَّمْ تَكُونُوا مُؤْمِنِينَ" فأنت أيها الجندي غداً تقول أنا فعلت ما عليّ ووثقت به.. لا لا.. سيقول لك وقتها هذا القائد أنت كنت قابلاً للاختراق.. أي أنكم أنتم كنتم قابلين للاختراق..

"وَمَا كَانَ لَنَا عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ"
أي أنه لم تكن لدينا الحجة المقنعة لكم بصحة ما دعوناكم إليه، أو استطعنا أن نسيطر على عقولكم بشيء مقنع يقدر العقل أن يقبله، وماكان لنا من سلطان: سلطان يعني حجة، شيء مقنع..

لو أننا أتيناكم بشيء مقنع ثم تبعتمونا سنقول فيها ومافيها.. يعني أننا نكون قد خدعناكم لكن أنتم عقولكم بالأصل لم تكن تفكر لأن عقولكم أصلاً غير مميزة وغير محصنة ضد اختراقنا استطعنا السيطرة عليها بسهولة.

(بل كنتم قوماً طاغين) فلهذا استجبتم لنا.. أي كنتم مجاورين للحق ولهذا استجبتم لنا وتركتم الحق الذي جاءكم به الانبياء وأقاموا لكم الحجج على صحة ما جاؤوكم به فخالفتموهم..

يعني أتى النبي أو المنهج الصحيح وجاء بالحجج حجة وراء حجة .. وأنا دائماً ما أقول لك عن الربط وعلم الربط.. حتى رب العالمين أتى بوجوده بعلم الربط (أفلم ينظروا إلى السماء فوقهم..) (أفلم يروا..) كذا وكذا .. استوى على العرش، سخر الشمس والقمر، يدبر الأمر يفصل الآيات لعلكم بلقاء ربكم توقنون.. هذا علم الربط علم التحليل.. حتى وجوده الذي هو مصيري بالنسبة لك إما إلى جنة أو إلى نار؛ كان بعلم الربط والتحليل بالعقل..

فأنتم تركتم الحجج التي تأتي عن المنهج الصح؛ كل مرة يثبت المنهج صحته، كل مرة يثبت صحته.. ومنهج مخالفيكم منهج أمرائكم وقادتكم كل مرة يثبت بطلانه.. وأنتم لازالت عقولكم كما هي.. فأنتم على ماذا تلوموننا؟! أنتم بالأصل عقولكم ونفسيتكم كانت قابلة للاختراق ومجاروة للحق.. لأنكم رأيتم المنهج تك تك تك فقبلتم الاختراق..

فلذلك (قالوا إنكم كنتم تأتوننا عن اليمين) لن تفيدكم .. لن تفيدك ياعنصر الفصيل يا أخي يا حبيبي.. لن تفيدك.. أنه إذا هذا اخترقك أن تقول يارب لم أكن أعرف؛ قد أتاني عن اليمين.. (قالوا بل لم تكونوا مؤمنين) لم تكونوا واعيين لتفرقوا بين الحجج.. خاصة عندما تتكرر من خمس سنوات حتى الآن لم تصح ولم تعي.. .. من خمس سنوات للآن لازال قادراً أن يضحك عليكم بنفس الكلام (هبوووا) لكن بطريقة ثانية.. من خمس سنوات كل ما أتاك من حجج، وسخر الله لك أناساً تريك الحق والباطل، وتريك الحجج وتبطل لك حججهم..

"قالوا بل لم تكونوا مؤمنين، وماكان لنا عليكم من سلطان (أي حجة) بل كنتم قوماً طاغين، فحقَّ علينا قول ربنا (النتيجة) إنا لذائقون، فأغويناكم إنا كنا غاوين.."

يا جندي ويا مقاتل لن يفيدك يوم القيامة أن تتحجج أمام الله أن فلان قد أتاك من المكان الذي تأمنه وتثق فيه منه فالذنب ذنبك أن لم تحصن نفسك ضد اختراقات أعدائك، فالكثيرمن جماعات الشام من خمس سنوات ترى بعض الفصائل يتم الضحك على جنودها بنفس الحجج وبتنوع الطرق.

وتسلّم مناطق وقرى بحالها للنظام بنفس الأعذار الواهية في كل مرة وأنت كفرد من هذا الفصيل تشاهد وتصمت وواضع في قائد جماعتك أو أميرك كل الثقة دون أن تشغل دماغك وتنظر لما يجري حولك.

"فَإِنَّهُمْ يَوْمَئِذٍ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ" أي هم مشتركون في العذاب لا تفريق بين جندي وقائده فرب العالمين قد خلق لكلاهما عقل يفكرون به وهم لم يحسنوا استخدامه فليذوقوا..

أنت لو قرأت هذه السورة 3333 مرة هل كنت ستفكر ماذا يعني (قالوا إنكم كنتم تأتوننا عن اليمين)؟!! السورة نفسها، لن أقول سورة أخرى..
 

الآن هذا مثل بسيط ركز معي..
رب العالمين في السورة نفسها تكلم عن إبراهيم عليه السلام، استمع للكلام.. يقول تعالى:

" وَإِنَّ مِن شِيعَتِهِ لَإِبْرَاهِيمَ* إِذْ جَاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ* إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَاذَا تَعْبُدُونَ* أَئِفْكًا آلِهَةً دُونَ اللَّهِ تُرِيدُونَ* فَمَا ظَنُّكُم بِرَبِّ الْعَالَمِينَ* فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ* فَقَالَ إِنِّي سَقِيمٌ* فَتَوَلَّوْا عَنْهُ مُدْبِرِينَ* فَرَاغَ إِلَى آلِهَتِهِمْ فَقَالَ أَلا تَأْكُلُونَ* مَا لَكُمْ لا تَنطِقُونَ* فَرَاغَ عَلَيْهِمْ ضَرْبًا بِالْيَمِينِ"



ما رأيك.. صوتي كان جميلاً؟ هل طبقتُ أحكام التجويد بشكل صحيح؟!!

لن أطيل كثيراً.. سأقول لك الموضوع..

هنا رب العالمين يتكلم عن الاختراق، لكنه من نوع الاختراق المضاد وهو الاختراق المحمود ..

الاختراق الذي يجب علينا تنفيذه... فهذه إشارة بنفسها..

يعني عندما يكون إبراهيم الذي هو أصلاً ملك التوحيد؛ الذي يقول النبي عليه الصلاة والسلام (واتبع ملة إبراهيم)، هذا إبراهيم ملك الولاء والبراء فهو الذي تبرأ من قومه المشركين "إنا برءاؤ منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العدوة والبغضاء"..
عندما أراد أن يفتك بآلهتهم ماذا فعل؟!! قال "فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ* فَقَالَ إِنِّي سَقِيمٌ".. ماذا يعني؟!!​
كان المشهور عن قوم إبراهيم أنهم كثيراً ما ينجمون بالنجوم والأبراج، و كي يخترقهم إبراهيم عليه السلام أتاهم من اليمين أي من المكان الذي يأمنونه فيه

"فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ* فَقَالَ إِنِّي سَقِيمٌ" أي نظر إلى النجم وقال لهم إن برجي يخبرني أني سأمرض لهذا لن أستطيع الذهاب معكم فعمل كل هذا واستطاع اختراقهم حتى يفتك بآلهتهم..

ما حكم من يتطلع إلى النجوم في أمور الغيب ويؤمن بالأبراج؟!! هذا ليس عبداً للطاغوت.. بل هذا طاغوت.. من يتكلم بالغيب طاغوت..

ركز ماذا فعل.. من أجل الاختراق المضاد حتى يستطيع أن يفتك بآلهتهم.. "فنظر نظرةً في النجوم" ماذا تفهم أنت منها؟ كان ينظر في النجوم ويتأمل هكذا! هكذا ستفهم!!

نظر في النجوم وقال يبدو لي من برجي أني سأمرض فلن أخرج معكم.. "فقال إني سقيم" .. "فتولى" فكانت النتيجة من فعله هذا أن أتاهم من اليمين واخترقهم.. "فتولوا عنه مدبرين. فراغ إلى آلهتهم قال ألا تأكلون. مالكم لا تنطقون. فراغ عليهم ضرباً باليمين"

كان من نتيجة اختراقه لهم لما أتاهم من المكان الذي يأمنونه فيه أن صدقوه وتولوا عنه مدبرين، أي تركوه وانصرفوا عندها توجه إبراهيم إلى آلهتهم وحطمها "فَتَوَلَّوْا عَنْهُ مُدْبِرِينَ*فَرَاغَ إِلَى آلِهَتِهِمْ فَقَالَ أَلا تَأْكُلُونَ*مَا لَكُمْ لا تَنطِقُونَ*فَرَاغَ عَلَيْهِمْ ضَرْبًا بِالْيَمِينِ" فاستطاع تدمير الآلهة عندما أتى اختراقه للقوم بنتيجة.


منقوووووووووووووووووووووووول
 
عودة
أعلى