موسكو: لم نطلب من مدريد السماح بدخول "الأميرال كوزنيتسوف" إلى سبتة

abdallahch

عضو مميز
إنضم
21 فبراير 2016
المشاركات
3,990
التفاعل
9,056 15 21
الدولة
Algeria
أعلنت موسكو أنها لم توجه أصلا لمدريد أي طلب بتقديم سماح للطراد الروسي الحامل للطائرات "الأميرال كوزنيتسوف" بالدخول إلى ميناء سبتة الإسباني بسواحل شمال إفريقيا للتزود بالوقود هناك.

وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، اللواء إيغور كوناشينكوف، مساء الأربعاء 26 أكتوبر/تشرين الأول، إن "حاملة الطائرات الروسية ومجموعة السفن الداعمة لها مزودة بجميع مخزونات الموارد المادية الضرورية لتنفيذ المهمات في المناطق البعيدة (عن مياه روسيا) في المحيط أو البحار بصورة استقلالية".

وأشار كوناشينكوف إلى أن وزارة الدفاع الروسية كانت تدرس احتمال دخول سفن منفردة من المجموعة المرافقة للطراد "الأميرال كوزنيتسوف" في ميناء سبتة، المقرر مرورها لمضيق جبل طارق لأغراض عملية.

وأكد المتحدث باسم الوزارة أن "المسؤولين الإسبان أفادوا اليوم بأن دخول السفن الروسية إلى ميناء سبتة أمر غير مناسب بسبب الضغط (على مدريد) من قبل الولايات المتحدة والناتو"، مشددا على أن "هذا الوضع لا يؤثر بأي شكل من الأشكال على خطة حركة حاملة الطائرات الروسية والسفن المرافقة وفقا لمسارها المقرر".

بعد موجة قلق في الغرب.. المجموعة التالعة لـ"كوزنيتسوف" تتراجع عن زيارة سبتة

ومرت حاملة الطائرات الروسية "الأميرال كوزنيتسوف" ومجموعة السفن الداعمة لها في سبتة دون أن تدخل إلى الميناء، بعد أن أثارت زيارتها المرتقبة للجيب الإسباني قلقا في الغرب.

وأكدت السفارة الروسية في مدريد ووزارة الخارجية الإسبانية، في وقت سابق من الأربعاء، سحب موسكو لطلبها السابق بالسماح لسفن المجموعة التابعة لحاملة الطائرات المتوجهة إلى سواحل سوريا، بزيارة سبتة، من أجل التزود بالوقود والإمدادات.

وأوضحت مدريد أنها سمحت لـ3 سفن حربية روسية بزيارة سبتة، في الفترة من 28 أكتوبر/تشرين الأول إلى 2 نوفمبر/تشرين الثاني، لكن الجانب الروسي أبلغ الحكومة الإسبانية عن سحب طلبه السماح لسفنه بزيارة الميناء.

وكانت صحيفة " El Mundo" الإسبانية قد ذكرت أن "الأميرال كوزنيتسوف" والسفن المرافقة لها، بعد عبورها مضيق جبل طارق، مرت بالميناء الإسباني دون الدخول إليه، وتواصل حاليا رحلتها باتجاه السواحل السورية.

ولم يوضح الجانبان الروسي والإسباني سبب تراجع السفن الروسية عن زيارة سبتة، لكن الإعلان عن هذا القرار جاء بعد أن أعلن حلف الناتو، على لسان أمينه العام ينس ستولتنبرغ، أنه قلق من إرسال موسكو لحاملة الطائرات إلى المتوسط، ومن احتمال استخدام السفن الحربية الروسية لتكثيف عمليات القصف على حلب السورية.

وأكد ستولتنبرغ أن كل دولة من دول الحلف حرة في السماح لأي دولة أجنبية بزيارة موانئها، لكنه شدد على أن جميع أعضاء الناتو على علم بموقف الحلف من العملية العسكرية الروسية بسوريا.

إسبانيا تواجه انتقادات شديدة من قبل الغرب بسبب سماحها بدخول السفن الروسية إلى سبتة

وكانت إسبانيا قد لوحت بإمكانية التراجع عن قرارها الأولي، وذلك بعد أن تعرضت لانتقادات شديدة من قبل سياسيين وعسكريين في الغرب.

وكانت بريطانيا في طليعة منتقدي الحكومة الإسبانية، علما بأن لندن تطرح دائما موضوع زيارات سفن حربية روسية لميناء سبتة للتزود بالوقود، في إطار الناتو، باعتبار أن مثل هذا التعاون مع روسيا أمر غير لائق لدولة عضو في حلف شمال الأطلسي. وسبق لوسائل إعلام بريطانية أن رجحت أن يكون موقف إسبانيا وقبولها بزيارات السفن الروسية لموانئها، جزءا من الخلاف بين مدريد ولندن حول تبعية جبل طارق.

وفي الوقت الذي أعرب فيه وزير الدفاع البريطاني، مايكل فالون، عن قلقه من نية إسبانيا تقديم المساندة الفنية للسفن الحربية الروسية، امتنعت رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، عن الإجابة بصورة مباشرة عن سؤال بهذا الشأن، لكنها جددت دعوتها إلى تشديد الضغوط على روسيا فيما يتعلق بالوضع في سوريا.

وفي تصريحات أكثر حدة، قال وزير الدفاع البريطاني السابق، جيرالد هوفارت، إن قرار إسبانيا "غير مناسب تماما"، بينما وصف القائد السابق للقوات البحرية البريطانية، آلان ويست، هذا القرار في ظروف العقوبات على روسيا بأنه "استثنائي".

ومن جهتها، أعربت وزارة الخارجية البريطانية عن قلقها بشأن قرار مدريد الذي يأتي على خلفية "قلق الجميع بشأن النشاط العسكري الروسي"، بحسب الوزارة.

واعتبر رئيس وزراء بلجيكا السابق، غي فرهوفستادت، سماح إسبانيا بدخول السفن الحربية الروسية لمينائها "أمرا فاضحا".

وكانت وزارة الدفاع الروسية أوضحت سابقا أن مجموعة السفن الروسية المتوجهة إلى البحر المتوسط تضم الطراد الثقيل الحامل للطائرات "الأميرال كوزنيتسوف"، والطراد الثقيل الصاروخي النووي "بطرس الأكبر"، والسفينتين المضادتين للغواصات "سيفيرومورسك" و"الأميرال كولاكوف"، إضافة إلى سفن أخرى، مشيرة إلى أن الغرض من ذلك هو تأمين الوجود البحري الروسي في المحيط العالمي.

المصدر: وكالات
 
عودة
أعلى