بصرف النظر عن دقة ومهارة منصات حمل وإطلاق الصواريخ الثقيلة التي تحمل عدة اطنان من الوقود والمزودة ايضا بمئات الكيلوغرامات من المواد المتفجرة، فان إطلاق هذه الصورايخ بزاوية عمودية، بحيث لا يشهد وقودها حركات ارتجاجية، تعد من الاعمال الحساسة والمهمة لاطلاق مثل هذه الصورايخ العملاقة.
وافاد القسم الدفاعي لوكالة مشرق الاخبارية في تقرير له، بان صناعة الدول الكبرى لمنصات و راجمات اطلاق الصواريخ لاسيما المتحركة منها، بدأت منذ بداية هذه الدول وسرعان ما اصبحت سلاحا استراتيجيا جديدا في عملياتها الحربية.
كما وانه لايمكن وصف صاروخا او قذيفة بمفردها "بمنظومة صواريخ" كاملة ما لم تكن مجهزة بصوامع أومنصات إطلاق.
من منصات قاذفات HAWK حتى البالستية المتحركة
تعتبر المنصات البرية أو اختصارا HAWK أكثر وسائل إطلاق الصواريخ أرض - جو انتشارا على الاطلاق في الجمهورية الإسلامية في إيران بعد انتصار الثورة الإسلامية فيها وبدأ الحرب المفروضة عليها. وعادة ما كانت هذه الصواريخ تركب على منصات اطلاق ثلاثية والتي لها قابلية المرونة. ان استخدام القوات المسلحة الايرانية لصواريخ "هوك" ابان فترة الدفاع المقدس من جهة، وتزويد الدفاعات الجوية العراقية بصواريخ مضادة للرادرات من جهة اخرى، قد خلق مشاكل حقيقة جادة للقوات الايرانية. ان هذه التجارب دفعت القوات المسلحة الإيرانية بعد انتهاء الحرب على التركيز بتوسيع وتطوير تصنيع المنصات البرية المتحركة سواء في مجال الدفاع الجوي او اطلق الصواريخ الهجومية.
منظومة أرض – جو من طراز HAWK
مع وصول صواريخ "سكود" في منتصف اعوام الحرب العالمية الثانية، دخلت سلسلة من شاحنات غير مجنزة من طراز MAZ روسية الصنع، الى إيران، والتي ادت إلى اطلاع القوات المسلحة الإيرانية على المركبات الحاملة للصواريخ الثقيلة. وادت هذه الخطوة خلال الاعوام التالية، الى توسيع ايران برنامجها الصاروخي في مجال صواريخ أرض- أرض وصواريخ ساحل – بحر وكذلك صواريخ سطح – جو بالتالي تطوير وتوسيع منصات القذفات.
ان منظومات إطلاق الصواريخ مثل "زلزال" حتى منصات اطلاق الاقمار الصناعية الايرانية تشير جميعها الى وجود قابليات عالية مميزة في مثل هذه المنصات المختلفة، ان هذه القابليات تخلق ميزة تكتيكية عالية جدا بهدف تطوير عمل الصواريخ واصابتها للاهداف المنشودة بدقة كبيرة. وبالطبع يبدو ان المراحل الاولية لتصميم وتصنيع منصات الصواريخ في إيران، صنعت بواسطة الهندسة العكسية لنماذج اشترت من الخارج، كما هو الحال في منصات قاذفات صواريخ شهاب -1 وشهاب -2 التي تعتبر نسخة شبيه لقاذفات صواريخ اسكود الروسية. الا ان منصات الاطلاق الارانية صُنعت محليا، بعد قاذفات إطلاق صاروخ شهاب-3 وما بعدها، ويلاحظ بوضوح انها محلية التصميم وتتناسب مع الابعاد الكبيرة للصواريخ الايرانية الجديدة. وتم تصنيع منصات قاذفات صواريخ تعمل بالوقود السائل مثل شهاب-3 وقدر وعاشوراء وقيام وهناك ايضا منصات ايرانية خاصة لاطلاق صواريخ تعمل بالوقود الصلب مثل صاروخ سجيل.
صاروخ شهاب- 2 محمول على شاحنة روسية من طراز MAZ
من ناحية اخرى فان منصات اطلاق الصواريخ البالستية ارض-ارض في الجمهورية الاسلامية في إيران، غالبا ما تكون منصة الاطلاق تحتوي على صاروخ واحد، وفي هذا الاطار يمكن الاشارة إلى منصات قاذفات الاطلاق المتحركة لصواريخ "زلزال" حتى اطلاق صواريخ شهاب أو سجيل. ان منصات الإطلاق هذه لها قابلية تغير اتجاه الصواريخ التي تزن من 6 إالى 23 طنا من الحالة الافقية إلى الحالة العمودية ومن ثم اطلاقها.
إطلاق صاروخ شهاب-3 من على منصة محلية متحركة
وبصرف النظر عن دقة ومهارة منصات حمل وإطلاق الصواريخ الثقيلة التي تحمل عدة اطنان من الوقود والمزودة ايضا بمئات الكيلوغرامات من المواد المتفجرة، فان وإطلاق هذه الصورايخ بزاوية عمودية، بحيث لا يشهد قودها حركات ارتجاجية، تعد من الاعمال الحساسة لاطلاق مثل هذه الصورايخ العملاقة. ان هذه المنصات تستخدم في النظم الفضائية ايضا، ولها امكانية اطلاق منظومات مثل ناقلة الاقمار الصناعية "سفير اميد".
ناقلة الاقمار الصناعية سفير على منصة اطلاق متحركة
إلا ان جميع الصواريخ الايرانية ارض- ارض، لاتطلق من على منصات اطلاق فردية. هناك اليوم صواريخ خفيفة سطح- سطح ايرانية مثل صواريخ خليج فارس او هرمز أو فاتح 110 تُحمل على منصات اطلاق متحركة لها قابلية حمل 2 او 3 قذيفة معا، ومما يعزز من حجم النيران وفي وقت اقل وبنسبة اكثر. ان صاروخ "خليج فارس" الفريد يطلق مع على نوعين من القاذفات اي الثابتة والمتحركة. ان نموذج القاذفات الفردية تطلق صواريخ مثل نازعات وزلزال وصاروخ فاتح-110 وبقية المنصات الاخرى لها قابلية اطلاق صواريخ من 2 الى 3 مثل المنصة المحلية الجديدة التي تطلق صواريخ زلزال. يبدو انه نظرا لتشابه ابعاد هيكل صاروخ خليج فارس وفاتح وصاروخ فاتح-110 ايضا، فانه يمكن اطلاق هذه الصواريخ جميعا من على منصة اطلاق ثلاثية نصف متحركة.