تعزز مكانة الإمارة عاصمة لصناعة الطيران وقبلة للاستثمار وموطناً للسعادة في العالم
أحمد بن سعيد: «دبي الجنوب» تُجسّد رؤية القيادة وتُحقّق غايات خطة 2021
المصدر:
التاريخ:22 أغسطس 2016
قال سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، رئيس هيئة دبي للطيران، الرئيس الأعلى لمجموعة طيران الإمارات، إن «دبي الجنوب»، ليس مجرد مشروع، بل مدينة متكاملة تُجَسِّد رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، حول مستقبل دبي والمتمثلة بتعزيز مرتبتها كمركز أعمال عالمي، وواحد من أهم خمس مراكز عالمية للتجارة والنقل، وقبلة جديدة للاستثمار في العالم ومركز للتجمعات الاقتصادية، كما تعزز مكانة دبي عاصمة لصناعة الطيران وموطناً للسعادة في العالم لتسهم بشكل كبير في تحقيق خطة دبي 2021.
وكشف سموه أن إجمالي حجم الاستثمارات التي ضخّتها حكومة دبي في تطوير المشروع بلغت 10 مليارات درهم حتى اليوم.
وأكد أن المشروع يُعد قبلة جديدة للاستثمارات، موضحا أنه بمثابة مدينة شاملة تمتد على مساحة ضخمة تصل إلى 145 كيلومترا وستستضيف مليون نسمة، وتوفر 500 ألف فرصة عمل عند اكتمال بنائها.
8 مناطق
وأوضح سموه أن «دبي الجنوب» هو أحد مشاريع التطوير الرئيسية في إمارة دبي، حيث يضم ثماني مناطق متكاملة، هي منطقة الطيران، ومنطقة الخدمات اللوجستية، والمنطقة السكنية، ومنطقة الغولف، والمنطقة التجارية، وبالطبع مطار آل مكتوم الدولي الذي يمثل قلبها الحيوي، بالإضافة إلى منطقة المعارض التي تمثل المقر الرئيسي لمعرض إكسبو 2020 ومنطقة الخدمات الإنسانية.
وأضاف: «تعمل «دبي الجنوب» لتكون في طليعة النمو الكبير الذي يشهده قطاع النقل الجوي وصناعة الطيران في دبي، فقد تم تصميم وبناء هذه المدينة الذكية لتشمل على تجمعات اقتصادية متخصصة تقدم منظومة متكاملة من البنى التحتية والخدمية التي ترتقي بصناعة الطيران والنقل والخدمات اللوجستية في دبي».
وقال سموه: «لطالما لعبت قطاعات الطيران والنقل والخدمات اللوجستية دوراً محورياً في نمو ونجاح دبي، حيث سيبلغ إجمالي مساهمة قطاع الطيران في الناتج المحلي الإجمالي 35% بحلول عام 2021. ويأتي مشروع «دبي الجنوب» ليسطر عنوانا جديدا في مسيرة النمو والتميّز هذه».
وأضاف سموه: «نحن حريصون على أن تكون «دبي الجنوب» مركزاً اقتصادياً واجتماعياً، ومكاناً ملائماً للعمل والعيش والاستثمار، هذه هي القاعدة التي تنظم وتوجه خططنا واستراتيجيتنا في بناء مدينة ذكية ومتكاملة، تساهم في تشكيل مستقبل دبي ورسم مكانتها المتقدمة على خريطة الاقتصاد العالمي».
قبلة جديدة للاستثمار
وأوضح سموه أن من أفضل المميزات التي يتمتع بها المشروع بيئته الاقتصادية التي تدعم جميع أنواع الأعمال والصناعات، بالإضافة إلى موقعه الاستراتيجي، مشيراً إلى أنه يضم حالياً مجموعة كبيرة من الشركات الصغيرة والمتوسطة ومتعددة الجنسيات، لافتاً أن المناطق الحرة في كل من منطقة الطيران والمنطقة اللوجستية ومجمع الأعمال توفر بيئة أعمال مثالية للشركات الراغبة في الوصول إلى الأسواق العالمية.
وأضاف سموه: «نحن واثقون من أن «دبي الجنوب» ستستفيد من المزايا التنافسية التي تتمتع بها دبي وسترتقي بها إلى مستوى جديد تماماً، وسيكون لها أثر هام وكبير في تعزيز مكانة دبي كمركز لوجستي عالمي. مشيراً إلى أن موقعها القريب من ميناء جبل علي، ومميزات المنطقة الحرة، والبنية التحتية المتقدمة تساهم جميعها في خلق بيئة أعمال محفزة تمنح أي شركة في «دبي الجنوب» ميزة استراتيجية عالية، ويعود ذلك إلى وجودها في مركز جغرافي حيوي يقع على طريق الحرير الجوي والمائي، ويتقاطع مع أسرع الأسواق الناشئة نمواً في العالم».
وقال سموه: «إن «دبي الجنوب» تجسّد مستقبل دبي، ونحن عازمون أن تساهم «دبي الجنوب» في تعزيز مكانة الإمارة كواحدة من أسرع المدن نمواً في العالم والوجهة المثالية التي توفر السعادة والازدهار للشركات والسكان على حد سواء».
عاصمة لصناعة الطيران
وفيما يخص قطاع الطيران في «دبي الجنوب» أكد سموه أن مطار آل مكتوم الدولي يمثل القلب النابض للمشروع، حيث تم إنشاء المدينة حوله لتكون أول مدينة مطار متكاملة في المنطقة، وليكون المطار أحد مفاتيح النمو والتطور لقطاع الطيران في دبي، حيث ترتكز رؤية دبي على مساهمة رئيسية وحيوية لصناعة الطيران في عملية التنمية الاقتصادية بما يتماشى مع استراتيجية القيادة الرشيدة في التحول لاقتصاد متنوع ومستدام في مرحلة ما بعد النفط، والتي يعتبر الطيران والتجارة والسياحة من مكوناتها الرئيسية، وأحد أهم الروافد الأساسية للناتج الإجمالي المحلي.
قدرة استيعابية
ويشهد المطار حاليا عمليات توسعة ستساهم في رفع القدرة الاستيعابية للمطار من 7 ملايين مسافر لتصل إلى 26,5 مليون مسافر سنويا بنهاية عام 2017. ومن المقرر أن تصل القدرة الاستيعابية للمطار إلى أكثر من 220 مليون مسافر سنوياً ليصبح بذلك المطار الأكبر في العالم عند اكتماله، وسيشتمل على خمسة مدرجات بطول 4,5 كيلومترات لكل مدرج، وعلى 400 نقطة اتصال لتسهيل الوصول والمغادرة. وأضاف سموه: «إن مطار آل مكتوم الدولي في «دبي الجنوب» سيرتقي بصناعة الطيران في دبي إلى مستويات قياسية».
وتأتي عملية توسعة المطار لمواكبة الزيادة المطردة في أعداد المسافرين من وإلى دبي، كما يعمد فريق كامل من أفضل المهارات والمتخصصين على تصميم المطار، ليصبح مطار المستقبل المبني على أسس السعادة، والتي ستجعله يقدم تجربة فريدة من نوعها للمسافرين، بما يحتويه من مجموعة مرافق ووسائل راحة، إضافة إلى أجوائه الداخلية الرائعة وتصميمه الهندسي الفريد، واحتوائه على أماكن مخصصة للترفيه العائلي، وسهولة التنقل في أرجائه واتصاله السريع بالمرافق الهامة في دبي.
بنية تحتية متطورة
وتعمل «دبي الجنوب» على بناء بنية تحتية متطورة حول مطار آل مكتوم الدولي من شأنها أن توفر حلول ربط متكاملة وسلاسة غير مسبوقة لعمليات النقل البري والبحري والجوي. فبحلول العام 2020 سيكون هناك تناغم وتكامل في الأعمال والعمليات التشغيلية بين كل من «دبي الجنوب» ومطار آل مكتوم الدولي وميناء جبل علي، وهذا من شأنه أن يرفع الميزة التنافسية التي تتمتع بها دبي في قطاع الطيران والنقل الجوي والخدمات اللوجستية لتصل إلى مستويات أعلى مما هي عليه الآن، انسجاماً مع الخطط الحكومية التي تهدف إلى إثراء مكانة دبي كمركز للتجارة العالمية.
وتوفر «دبي الجنوب» من خلال منطقة الطيران التي تجاور مطار آل مكتوم الدولي بيئة أعمال متخصصة تلبي كافة احتياجات صناعة الطيران. وتمتد هذه المنطقة على مساحة 7 كيلومترات مربعة وتشكل المقر الدائم الجديد لمعرض دبي للطيران. وبلغ حجم الاستثمارات في منطقة الطيران منذ عام 2013 حتى اليوم قرابة 900 مليون درهم، وتعتزم «دبي الجنوب» استثمار 600 مليون درهم إضافية ما بين عامي 2016 و2017 في تطوير البنية التحتية وبناء حظائر الطائرات ومبنى الطيران الخاص ومنشآت سلسلة التوريد في صناعة الطيران.
مبنى الطيران الخاص
وتتضمن منطقة الطيران أيضا مبنى للطيران الخاص الذي يقدم خدماته للمسافرين من رجال الأعمال وكبار الشخصيات، كما يتضمن المبنى سوقاً لدبي الحرة وصالات راقية لكبار الشخصيات من المسافرين، وسيكون قادراً على استيعاب 15 ألف رحلة سنوياً بحلول 2020، وبلغت تكلفة المبنى 90 مليون درهم وتم تشغيله في أبريل الماضي.
ويرسي مبنى الطيران الخاص معايير جديدة من حيث فخامة التصميم والأجواء الراقية والتميز في الخدمة والسرعة المذهلة في إنجاز معاملات الجمارك والهجرة، حيث يتمكن المسافر من استكمال إجراءات الصعود إلى طائرته الخاصة في غضون 10 دقائق فقط من وقت وصوله إلى المبنى.
المكان المفضل للعيش
إن مشروع «دبي الجنوب» ليس مجرد مدينة عصرية، بل إنه مشروع يقدم أسلوب حياة جديدا ومتميزا يتيح لمئات الألوف من المقيمين وآلاف الشركات الجديدة آفاقاً لا محدودة من النمو والازدهار.
فبالإضافة إلى البيئة الاقتصادية الجاذبة والمزايا الاستثمارية الواسعة يشتمل المشروع على خيارات سكنية واسعة يجري تطويرها حاليا. وتهدف المنطقة السكنية في «دبي الجنوب» إلى تطوير مجتمع عصري ليكون بمثابة نموذج يحتذى به في تلبية جميع متطلبات الأفراد والعائلات. ويرتكز التصميم الفريد للمنطقة على توفير بيئة اجتماعية جذابة ومتكاملة لتضم جميع المرافق والبنى التحتية الضرورية، وتحقيق سبل الراحة والسعادة للقاطنين من خلال توفير المدارس والمستشفيات وسبل الترفيه على مسافة 15 دقيقة من أماكن العيش والعمل، مما يوفر عناء التنقل والقيادة لساعات طويلة. وستكرس المنطقة السكنية سبل تحقيق الاستدامة كذلك من خلال المساحات الخضراء المنتشرة في المدينة والمنشآت والمرافق الصديقة للبيئة والمتلائمة مع متطلبات التنمية المستدامة.
توسّع قطاع الضيافة
أكد سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم أن «دبي الجنوب» تحرص على توفير البيئة المناسبة للتوسع والنمو في قطاع الضيافة أيضاً، حيث من المتوقع ارتفاع الطلب بشكل كبير على الغرف الفندقية، وذلك من خلال تزايد أعداد المسافرين وكذلك نتيجة أعمال التحضير لاستضافة معرض إكسبو 2020 المتوقع أن يزوره أكثر من 25 مليون زائر. وحرصت أيضاً على تنويع عروضها في قطاع الضيافة وقدمت تسهيلات لإقامة فنادق مثل «هيلتون» و«ستيبريدج سويتس» و«ألوفت» و«استوديو إم» و«ميلينيوم» و«هوليداي إن»، والتي ستوفر فيما بينها 2000 غرفة لاستقبال الزوار ابتداءً من 2018.
المنطقة اللوجستية.. أكبر مراكز الشحن الجوي في العالم
تم تصميم المنطقة اللوجستية في «دبي الجنوب» لتوفير المزيد من السرعة والكفاءة للأعمال التجارية والشركات، وخاصة التي تقدم خدمات القيمة المضافة مثل الصناعات الخفيفة والتجميع، وتبلغ مساحة المنطقة 18,5 كيلومترا مربعا، وتربط المنطقة اللوجستية بين أنظمة النقل البحري والبري والجوي في دبي في إطار مساعيها الرامية إلى تعزيز مكانة الإمارة كأحد أبرز المراكز اللوجستية العالمية، كما تشتمل المنطقة اللوجستية أيضاً على منطقة اقتصادية حرة تلبي كافة احتياجات الشركات المحلية والإقليمية والدولية، من الشركات الصغيرة والمتوسطة إلى الشركات متعددة الجنسيات.
وترتبط المنطقة اللوجستية بميناء جبل علي والمطار عبر ممر دبي اللوجستي الذي يوفر ميزات غير مسبوقة للشركات العاملة في القطاع اللوجستي، خاصة في ما يتعلق بسهولة الأعمال والتكاليف والكفاءة الزمنية.
وشهد العام 2014 انتقال عمليات شركة الإمارات للشحن الجوي بشكل كامل من مطار دبي الدولي إلى المنطقة اللوجستية في «دبي الجنوب»، والتي تضم أيضا مجموعة من كبريات الشركات العالمية. وقد بلغ حجم البضائع التي تم شحنها من مطار آل مكتوم في عام 2015 أكثر من 800 ألف طن، مما يضعه في قائمة أكبر مراكز الشحن الجوي في العالم، حيث احتل المركز 19 عالمياً.
وقد تم إنشاء المنطقة لتغطي كافة النواحي العملية لقطاعي الطيران التجاري والخاص، من التصميم والتطوير إلى تشغيل واستخدام الطائرات. فقد قامت «دبي الجنوب» بتطوير عروض استثنائية تناسب كافة أنواع الشركات العاملة في المجال، وتشمل على مساحات وحظائر ومكاتب وصالات عرض يمكن تأجيرها أو بناؤها خصيصاً لتتلاءم مع متطلبات شركات الصيانة والإصلاح وتجديد الطائرات والمشغلين الأرضيين والصناعات الخفيفة وغيرها.
http://www.albayan.ae/economy/local-market/2016-08-22-1.2700749