الكلاب أشهر الحيوانات الأليفة نباهة وأمانة ومن أنفعها للإنسان.
قال العالم الشهير البارون كوفيه عندما اقترح توظيف الكلاب في خدمة الإنسان: "إن تدجين هذا الحيوان وتدريبه أعظم انتصار توفق إليه الإنسان في أول عمرانه". والكلب من أقدم الحيوانات مصاحبة للإنسان وأوسعها انتشاراً على وجه البسيطة وأكثرها فروعاً (فصائل) وتباينات. فهو أليف الإنسان منذ عصور ما قبل التاريخ. ولم يستطع علماء الحيوان إدراك أصله قبل تدجينه، وإن كان بعضهم يظنه من سلالة الذئاب وآخرون يذهبون إله أنه من بنات آوى. وظن آخرون أنه متسلسل عن أصل انقرض قبل التاريخ.
استخدمت الكلاب فى الحروب منذ آلاف السنين ولازالت تستخدم إلى يومنا هذا ، ولازالت الكلاب تدرب إلى يومنا هذا فى الحروب من أعمال كشافة وتعقب وحراسة وغيرها .
الكلاب في الحرب العالمية الثانية
فى كتابه «الكلاب فى الحرب»، الذى نشر عام 1945، يقول الكاتب لويل توماس إنه «لا يوجد مكان استخدمت فيه كلاب حرب بطريقة مذهلة أكثر من روسيا». فالجيش الأحمر قام بتدريب ما يصل إلى 50 ألف كلب» مع بداية الحرب العالمية الثانية، واستخدمت فى معظمها لحراسة الحدود، لكن «فورين بوليسى» أوضحت أن تاريخ روسيا فى استخدام الكلاب الحربية يبقى سيئ السمعة، حيث إنها طالما استخدمتها كـ«كلاب مفخخة» لتدمير دبابات العدو
حيث أثناء حملة بليتزكريغ ( حرب البرق)، كانت الدبابات الألمانية سريعة وقوية بالنسبة للجيش الروسي، لذا كان لدى الجيش الروسي فكرة تدريب الكلاب على حمل القنابل وتفجيرها تحت الدبابات الألمانية. المدربون كانوا يقومون على تجويع الكلاب وجعلهم يقومون بالبحث عن الطعام تحت الدبابة، ولكن لسوء الحظ أن الكلاب كانت تدرب تحت الدبابات الروسية وليس كدبابات الديزل الألمانية، وانعكست آثارها على السوفييت ولكنها على الأقل قامت هذه الكلاب بتعطيل 300 دبابة ألمانية.
الكلاب الحربية حديثا و سلالاتها المفضله في الجيوش المختلفة
كلاب الإنقاذ: سانت برنارد ،جيرمن شيبرد، ماستيف ،و أحيانا قليلة الروت وايلر......
كلاب الهجوم : الروت وايلر ،الجيرمن شيبرد ، الدوبرمان، الماستيف.............
كلاب الحراسة : الدوبرمان، الجيرمن شيبرد، الروت وايلر، الماستيف و بعض الأنواع الأخرى بشكل أقل............
كلاب الحرب نجدها حاضرة فى عدة مواقع، حيث إنها تشارك فى القيام بدوريات فى محطات القطارات فى موسكو، وفى إحباط كمائن للمتمردين فى أفغانستان، وحماية الحدود فى عدد من الدول، فضلاً عن استخدامها فى مجال الحراسة، كما أن الكلاب تعد ضرورية لكثير من وحدات النخبة العسكرية فى العالم، خاصة فى الكشف عن القنابل وتنفيذ الاعتقالات وإنقاذ الأرواح أيضاً ففى بريطانيا، أنشأ «الفيلق البيطري بالجيش الملكي» أول وحدة لاستخدام الكلاب فى الأغراض العسكرية، والتى تتكون من 284جندياً ونحو200 كلب، وقد دعمت هذه الوحدة العمليات فى أفغانستان والبوسنة والعراق وكوسوفو وأيرلندا الشمالية، وفقا للجيش البريطانى. وعادة ما تستخدم القوات البريطانية كلاباً من سلالات لابرادور وسبانيال، وفى الأوقات التى لا تشارك فيها الكلاب فى عمليات أمنية، يتم وضعها فى بيوت مكيفة الهواء ومجهزة تجهيزاً تاماً، حتى إنها تتمتع بحمام السباحة الوحيد فى تلك القاعدة العسكرية.
وللكيان الصهيوني تاريخ طويل في استخدام الكلاب المدربة بعملياتها في الأراضي المحتلة؛ ففي إطار تطوير أدواتها الحربية ضد الفلسطينيين قامت الأجهزة الصهيونية بتربية كلاب تجسس خاصة، تُرسل إلى المناطق وتُصور أحداثاً وأشخاصاً، وتؤدي مهاماً أخرى بواسطة آلة تصوير وسماعة وهاتف جوال. وهي كلاب مدربة بشكل خاص على تلقي التعليمات من مدربيها، وبمقدورها الانقضاض على هدفها، والإمساك به حتى تصل القوات العسكرية لإكمال المهمة، واستخدم الكيان الصهيوني الكلاب في عدة مهمات من هذا النوع، بحسب تقرير بثه تليفزيون الكيان في نوفمبر 2002. وتبين، بحسب المصدر نفسه، أن هذه الكلاب مزودة بسماعة ملتصقة بالأذن تتلقى من خلالها التعليمات، كما أن على جسد كل كلب آلة تصوير بالفيديو، فعندما تريد القوة العسكرية التفتيش عن مطلوب فلسطيني موجود في مكان ما، تتقدم القوات وترابط في مكان قريب، ويتم إرسال كلب ـ أو أكثر ـ إلى المنطقة، وتُراقب القوة من خلاله ما تنقله إليها الكاميرات المحمولة. وبناءً على الصور يقوم المسـؤول عن تدريب الكلب بنقل التعليمات لكلبـه: "تقدم، تراجع، اذهب إلى اليمين، إلى اليسـار، قف مكانك..." وهكذا، وعندما يصل الكلب إلى هدفـه يتلقى الأوامر بالانقضاض وبالإمسـاك والتشـبث بهذا الهدف إلى حين وصول القوة العسـكريـة.
و بالنسبة للعديد من المدربين و العسكريين فإن فقدان الكلب يمكن أن يكون أقرب إلى فقدان الابن ، وشعور المدرب حين يفقد شريكه ليس فقط هو الحزن ولكن في كثير من الأحيان يكون الشعور بالذنب أيضا، حيث يلومون أنفسهم أحيانا لوضع الكلب في وضع خطورة ، لذلك يبنون للكلاب نصبا تذكاريا ، و النصب التذكاري يبنى من خلال العمل التطوعي والمساهمات فقط.