البرنامج النووي السعودي

النمر العربي 

عضو مميز
إنضم
5 مايو 2008
المشاركات
6,659
التفاعل
7,361 6 0
بسم الله الرحمن الرحيم

ندوة عالمية للاستخدامات السلمية للطاقة النووية بجدة الشهر المقبل الجهني: قادرون على امتلاك الطاقة النووية السلمية في غضون سبعة إلى عشرة أعوام
جدة: وائل أبو منصور
تنطلق في جدة خلال الفترة من 3 إلى 5 ذي القعدة المقبل فعاليات الندوة العالمية للاستخدامات السلمية للتقنية النووية بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز. وتنظم الندوة جامعة الملك عبدالعزيز بجدة بحضور خبراء في المنظمات الدولية ذات العلاقة والجامعات والمؤسسات ومراكز البحث المحلية والإقليمية والعالمية.
وقال مدير جامعة الملك عبدالعزيز بجدة الدكتور أسامة طيب الندوة تكتسب أهمية بالغة كونها تفعيلا لما تضمنه البيان الختامي للدورة السابعة والعشرين لقادة دول الخليج في الرياض، ولاتساق محوره الرئيسي مع أولى القضايا المثارة حاليا على الساحة الدولية. وأوضح أن الندوة تتطرق إلى 5 محاور هامة هي: التخطيط الاستراتيجي للاستخدامات السلمية للطاقة والتي تشمل التعليم وتطوير القوى العاملة والقوانين المتعلقة باستخدامات الطاقة النووية ونقل التقنية وجدل المفاعلات النووية وإنتاج الطاقة. كما تتطرق الندوة إلى استخدام الطاقة النووية في الأغراض السلمية، ومنها مستقبل الطاقة النووية في العالم وخبرة الدول النامية والتحلية بالطاقة النووية وحاجة دول مجلس التعاون للطاقة النووية وسلامة المفاعلات. وأوضح الدكتور الطيب أن الندوة تركز في محاورها على مفاعلات الأبحاث من خلال الخبرة الدولية والاستفادة من مفاعلات الأبحاث والحاجة الآنية والمستقبلية لمفاعلات الأبحاث في دول المجلس وخبرات الدول النامية.
"الوطن" كان لها هذا اللقاء مع رئيس قسم الهندسة النووية في جامعة الملك عبد العزيز بجدة، أمين اللجنة التنفيذية العليا للندوة، الدكتور محمد بن صبيان الجهني، محاولة أن تقترب بمفهوم الطاقة النووية واستخداماته من القارئ، وملقية بعض الضوء على الندوة المرتقبة. وفيما يلي نص الحوار:
* ما هو المردود المتوخى من هذه الندوة؟
_ المردود المتوخى من هذه الندوة كثير جدا، وهذه الندوة تأتي مساندة للقرار السياسي الذي اتخذته دول مجلس التعاون الخليجي عندما قررت أن تدخل مضمار التقنية النووية، فنحن في هذه الندوة نساند هذا القرار السياسي من الناحية العلمية ولذلك جاءت جميع محاور الندوة محاور علمية تتوخى النظرة الشمولية للاستخدامات السلمية للتقنية النووية فعلى سبيل المثال لو نظرنا إلى هذه المحاور لوجدنا أن المحور الأول يتحدث عن التخطيط الاستراتيجي للاستخدامات السلمية للطاقة النووية بدول المجلس، والمحور الثاني يتحدث عن الطاقة النووية في الأغراض السلمية والمحور الثالث يتحدث عن مفاعلات الأبحاث والمحور الرابع يتحدث عن واقع الحماية الإشعاعية في دول مجلس التعاون الخليجي والمحور الخامس يتحدث عن الاستخدامات السلمية للنظائر المشعة ثم يأتي تحت كل محور من المحاور عدد من المواضيع فعلى سبيل المثال يأتي تحت محور عن التخطيط الاستراتيجي للاستخدامات السلمية للطاقة النووية بدول المجلس، التعليم وتطوير القوى العاملة، القوانين المتعلقة باستخدامات الطاقة النووية، نقل التقنية، المفاعلات النووية ثم أخيرا إنتاج الطاقة الكهربائية. فعندما ننظر إلى هذه المحاور والمواضيع التي تأتي تحت هذه المحاور نجد أنها مواضيع شاملة وتغطي مواضيع كثيرة جدا سوف تخدم بلا شك دول مجلس التعاون وسوف نحقق من خلالها أهدافا كثيرة.
* ما هي الأهداف التي تأمل الندوة تحقيقها؟
_ من ضمن هذه الأهداف محاولة جذب اهتمام العلماء والعاملين في دول مجلس التعاون الخليجي لأهمية التقنية النووية، لأن التقنية النووية تعتبر من التقنيات متعددة الأغراض فهي لا تشمل غرضا واحدا وإنما تتعدى إلى تخصصات كثيرة، وتطبيقات الهندسة النووية كثيرة جدا.
كما نريد أن نجذب اهتمام المنظمات العالمية والشركات التي تعمل في التقنية النووية لبيان أهمية السوق الخليجي في التقنية النووية وأيضا نجذب انتباههم لحاجة السوق الآنية والمستقبلية للتطبيقات السلمية للتقنية النووية. بالإضافة إلى أننا نريد أن نبين للهيئات الخليجية ذات العلاقة ولصناع القرار أهمية التخطيط الاستراتيجي وتأمين المعلومات التقنية التي تحتاج إليها دول المجلس بخصوص التقنية النووية، وبناء جسور التواصل مع الجمعيات العلمية العالمية التي تتعامل مع التطبيقات السلمية للتقنية النووية. ومد هذه الجسور سوف يفيد دول مجلس التعاون عندما تبدأ في برنامجها في الطاقة النووية. أحد الأهداف أيضا هو محاولة زيادة الوعي داخل دول المجلس بأهمية التقنية وأنها آمنة عندما نتعامل معها بالقوانين المحددة لاستخدامها وبطريقة صحيحة.
* هل قيّمت المملكة حاجتها لامتلاك الطاقة النووية؟
- المملكة بالفعل قيّمت حاجتها مع باقي دول مجلس التعاون الخليجي مجتمعة للطاقة النووية، وقد تم اتخاذ قرار جماعي بذلك من دول المجلس، وأود أن أذكر هنا أننا كجامعة أكاديمية لا نعنى إلا بالقضايا الأكاديمية العلمية البحتة ونحن نسير ضمن سياسة محددة لدولتنا ولا نتجاوزها إلى غيرها فللسياسة رجالها وللعلم رجاله ومن هنا يكون التكامل البناء ونحن في ندوتنا هذه بعيدون كل البعد عن تلك القضايا السياسية، حيث إن ندوتنا هي ندوة علمية أكاديمية بحتة.
* هل من الممكن توضيح مفهوم الطاقة النووية؟
_ مفهوم الطاقة النووية يعتمد بشكل أساسي على الفيزياء النووية، فعندما يأتي نيوترون ويصطدم بنواة ذرة يورانيوم على سبيل المثال وتكون طاقة هذا النيوترون منخفضة يكون هناك احتمال كبير جدا بأن يمتص هذا النيوترون في نواة تلك الذرة وأن تنفلق نواة تلك النواة إلى نويات مختلفة جدا وتخرج معها طاقة هائلة إذا ما قورنت بالطاقة التي تخرج من ذرة الكربون، فطاقة انشطار اليورانيوم 235 تساوي تقريبا 200 مليون إلكترون فولت بينما ذرة الكربون عندما تحترق ينتج عنها طاقة تساوي 6 إلكترونات فولت فقط فهذا الكم الهائل من الطاقة الذي يخرج من نواة اليورانيوم هو الذي جعل هذه الطاقة النووية ذات أهمية بالغة وجعلها ذات جدوى فنية واقتصادية. فهذه الطاقة الناتجة عن اصطدام الكم الهائل من النيوترونات مع نويات اليورانيوم 235 هي طاقة هائلة لابد من احتوائها في مفاعلات طاقة صغيرة ومتوسطة وكبيرة ولك أن تتخيل أن كمية الطاقة في المفاعلات الكبيرة هي حوالي 3300 ميجاوات حراري ونستطيع أن نستفيد من ثلث هذه الطاقة أي حوالي 1200 مليون وات كهربائي و عندما تنفلق هذه النويات داخل المفاعل لابد من امتصاص هذه الحرارة من خلال مبرد وهذا المبرد قد يكون ماء وقد يكون مادة أخرى ثم يتحول هذا الماء إلى بخار والبخار يحرك تربينات وهذه التربينات تشغل مولدات كهربائية للحصول على الطاقة الكهربائية للاستفادة منها وهذه هي الفكرة المبسطة جدا عن الطاقة النووية.
* هل تمثل الطاقة النووية بديلا عن النفط؟
- الطاقة النووية على الرغم من رخص ثمنها ونظافتها في الوقت الراهن إلا أنها وحتى الآن لا يمكن أن تغني عن النفط نظراً لعدة اعتبارات أهمها هو سهولة نقل وتداول النفط، وإمكانية صناعة وحدات صغيرة جداً لإنتاج الطاقة منه وتعدد الصناعات النفطية بدءاً من البتروكيماويات وانتهاء بالملابس، والنفط في حد ذاته سلعة سواء استخدمت في الطاقة أم لم تستخدم لها مخرجات عديدة تشترك مع الطاقة النووية في إنتاج الطاقة الكهربائية وتفوقها في المنتجات النفطية التي لا تتوافر في الطاقة النووية. كما أن الطاقة النووية تحتاج لتجهيزات معينة تجعلها أصعب من ناحية الانتشار التطبيقي بعكس النفط الذي يعد سهل الاستخدام والنقل والشيوع.
إلا أن الطاقة النووية وفي مراحل معينة من ارتفاع سعر النفط ستكون خيارا استراتيجيا لكثير من الدول خصوصا البلدان التي يتوقف نموها الاقتصادي على سعر الطاقة التي متى زاد ثمنها ترفع معدلات تكلفة الإنتاج فتفقد تلك الدول ميزة المنافسة بمنتجاتها عالميا ً، وقد حدث ذلك فترة السبعينات من القرن الماضي حينما حدث أول ارتفاع لأسعار النفط فتوجه العديد من الدول الصناعية للطاقة النووية كمساعد للنفط. ويبقى النفط هو الوسيلة الأنجع لإنتاج الطاقة ولا يمكن أن تحل محله الطاقة النووية بشكل كامل.
* هل مخرجات التعليم الحالية قادرة على مواكبة مشاريع الطاقة النووية في المستقبل؟
- نستطيع أن نقول إن قسم الهندسة النووية هو القسم الوحيد على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي. وقد تأسس في عام 1977، وتخرج منه عدد كبير من الطلاب، بعض هؤلاء أصبحوا معيدين في القسم ثم ابتعثوا إلى الولايات المتحدة وبريطانيا وعادوا بشهادات الدكتوراه من جامعات مرموقة، والبعض الآخر الذين اكتفوا بشهادة البكالوريوس أصبحوا يعملون في مجالات متعددة جدا. ثم أن القسم أسس برنامج ماجستير منذ ما يزيد عن 20 سنة وقد تخرج منه عدد ليس بالقليل من الطلاب، ومنذ عامين أنشأ القسم برنامجين آخرين مكملين لبرنامج الهندسة النووية وهما برنامج الوقاية الإشعاعية والذي يمنح البكالوريوس في تخصص الوقاية الإشعاعية، ثم أيضا
أنشأنا برنامجا آخرا هو برنامج الفيزياء الطبية وهو برنامج أيضا مكمل لبرنامجي الهندسة النووية والوقاية الإشعاعية وهو برنامج يعمل المتخرجون منه بعد أن يحصلوا على درجة البكالوريوس في المستشفيات وفي مراكز الأبحاث حيث إنهم يتعاملون مع أجهزة الأشعة التشخيصية والعلاجية على حد سواء فهم قادرون على ضبط معدلات الأجهزة والجرعات الناتجة عنها في أقسام الأشعة في المستشفيات كالمعجلات التي تنتج الأشعة السينية ونظائر علاج السرطان بالإشعاع وأجهزة التشخيص كأجهزة الأشعة العامة وأشعة الثدي والأشعة المقطعية والمناظير الطبية وقسطرة القلب وخلافه من الأجهزة التي تستخدم تقنيات الإشعاع في العلاج أو التشخيص كالطب النووي وقد دخل هذان البرنامجان الجديدان ما يزيد على 70 طالبا، كما أن القسم طور برنامج الماجستير، بالإضافة إلى استحداث برنامج دكتوراه لنفس تخصصات الماجستير لتصبح امتدادا بحثيا لمن أراد الحصول على درجة الدكتوراه، ومن واقع ما عرضناه، نجد أن مخرجات التعليم الحالية في جامعة الملك عبد العزيز في قسم الهندسة النووية مواكبة بشكل كبير لمشاريع الطاقة في المستقبل ويستطيع القسم أن يستوعب عددا كبيرا من هؤلاء الطلاب ويدرسهم ويعلمهم ويطورهم وينمي مهاراتهم ويدربهم حتى يستطيعوا القيام بكل ما تحتاجه مشاريع الطاقة في المستقبل في دول مجلس التعاون الخليجي.
* ما هي استخدامات الطاقة النووية؟
- الاستخدامات عديدة، منها ماهو ضرورة من ضرورات حياتنا كالاستخدامات الطبية التي لا يخلو منها مستشفى كبير أو مستوصف صغير كأجهزة الأشعة التشخيصية والعلاج الإشعاعي بالمعجلات والطب النووي كتشخيص وعلاج للأورام السرطانية وجراحات العيون الدقيقة والمناظير الطبية وغيرها العديد من الاستخدامات الطبية التي أصبحت لا غنى عنها مطلقاً في المجال الطبي وتآلف معها الأطباء والتقنيون بشكل آمن كبير، كذلك تستخدم في الصناعة بمختلف أنواعها بشكل كبير وفي الزراعة لاستحداث بذور ذات طفرات إنتاجية عالية للمحاصيل الاستراتيجية وفي التعقيم بقتل الميكروبات عن طريق التعريض لأشعة جاما بطاقات معينة وكذلك في حفظ الأغذية بنفس الطريقة مما يوفر قدراً هائلاً من الطاقة المستنفدة بالحفظ بالتبريد سنويا وتوجيهها لمنافع أخرى وفي البترول في تقدير احتياطيات الآبار والاختبارات غير المتلفة في خطوط أنابيب النفط وفي البحث العلمي في المجال البيولوجي لعد ومراقبة سلوك الخلايات في الأحياء وفي الميكروسكوب الإلكتروني وتقنيات النانو... إلخ وخلاصة القول إن الاستخدامات السلمية للتقنية النووية أصبحت ضرورة لا غنى عنها لمن أراد أن يسلك طريق التطوير. أما الجانب الآخر فهو توليد الطاقة الكهربائية وتحلية المياه عن طريق مفاعلات الطاقة النووية والتي أصبحت في الوقت الراهن أحد أنظف وأرخص مصادر الطاقة خاصة بعد ارتفاع أسعار البترول. فإنشاء مثل هذه المفاعلات سيؤدي بدوره إلى إنعاش العديد من الصناعات المغذية له مثل صناعات التحكم الدقيق ونقل القدرة وخطوط القوى الكهربائية والصناعات الميكانيكية العديدة، بالإضافة إلى توفير المياه لمناطق جديدة وبكميات أوفر، وهذا يعني أن عنصري الحياة الحديثة سوف يتم توفيرهما للمواطن وهما الماء والكهرباء وما يصاحبهما من نشاط صناعي وتجاري وزراعي ونهضة اجتماعية.
* هل تمثل مصادر المياه الشحيحة في المملكة عائقا أمام حيازة الطاقة النووية؟
على النقيض تماماً من ذلك، فإن أحد أهم المنافع الجليلة للطاقة النووية هو الحصول على الماء العذب من خلال محطات نووية لتحلية مياه البحار وذلك سوف يساهم في حل مشكلة شح المياه ولن يكون عائقا.
* ما هي الدول الأكثر استخداما للطاقة النووية؟ وهل توجد دول عربية أو إسلامية من بينها؟
- العديد من دول العالم تستخدم الطاقة النووية كمساعد لطاقة النفط ومن أبرزها الولايات المتحدة الأمريكية وكندا وفرنسا وروسيا وإنجلترا واليابان وغيرها، ونجد أن الدول الأكثر استخداماً لها هي الولايات المتحدة الأمريكية من حيث عدد المفاعلات وكمية الطاقة الكهربائية.
أما من حيث النسبة فإن حوالي 80% من الطاقة الكهربائية في فرنسا تنتج عن طريق الطاقة الكهربائية. وأول مفاعل تم إنشاؤه في العام كان في عام 1951. أما بخصوص الدول الإسلامية والعربية التي تمتلك الطاقة النووية، فباكستان هي الدولة الوحيدة التي تمتلك الطاقة النووية بشقيها.
* ما هي إمكانية التحول من النشاط السلمي إلى النشاط العسكري؟ وكم يستغرق ذلك ؟
هذا غير ممكن مطلقاً لأن الدول التي تمارس النشاط السلمي للطاقة النووية تكون تحت رقابة وسيطرة مباشرة من الوكالة الدولية للطاقة الذرية وتخضع منشآتها للتفتيش في أي لحظة ولك أن تتخيل أن بالوكالة الدولية للطاقة الذرية مئتي فريق عمل يجوبون الأرض يوميا للتفتيش على المنشآت النووية ومراقبة النواتج الثانوية للمفاعلات ومتابعتها في التخزين والحفظ ومراقبة الأنشطة، وإن كنا بالمملكة والحمد لله لا نحتاج لقوانين تحضنا على ذلك لأننا بفضل الله نتمتع بمصداقية عالية بين دول العالم في حرصنا على تطبيق إجراءات السلام والأمن الدوليين التي من بينها حظر انتشار الأسلحة النووية، ونحن حريصون على الأمن والسلم العالميين بل ونحض الجميع على ذلك، وما مبادرات خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين، للسلام التي نسمع عنها دائما عنا ببعيد.
* هل توجد جدوى اقتصادية لاستخدام الطاقة النووية ؟
- نعم فالطاقة النووية تصبح ذات جدوى كلما ازداد سعر البترول، وأصبحت أكثر جدوى من البترول بالإضافة إلى نظافتها وأمنها الحالي بعد التطور الكبير الذي حدث في مراكز التحكم في المفاعلات والتي أصبحت معه أكثر أمناً بمراحل واسعة عن ذي قبل، ولذلك اتجهت دول عديدة في العالم في هذا العصر إلى إنشاء مفاعلات طاقة نووية، فعدد المفاعلات الموجودة حاليا في العالم الآن حوالي 440 مفاعلاً تؤمن للعالم 20% من احتياجاته من الطاقة الكهربائية. ولكن هذا العدد مرشح للزيادة وبشكل كبير في الأعوام القادمة فهناك دول وقعت اتفاقيات كبيرة مع شركات عظمى لبناء محطات نووية كثيرة جدا حتى إن كثيرا من الدول التي لم تكن تفكر في يوم من الأيام في الطاقة النووية بدأت في هذا العصر تلتفت إلى إنشاء محطات نووية في داخلها، فنتوقع في الأعوام القادمة أن يكون للطاقة النووية إسهام كبير في توليد الطاقة الكهربائية وتقنية المياه.
* كم سنة تحتاج المملكة للوصول لامتلاك هذه التقنية ؟
- المملكة ولله الحمد هي من الدول السباقة والرائدة في الاستخدام السلمي للتقنية النووية فنحن ومنذ أمد طويل وبالتحديد منذ ما يزيد على الـ50 عاما وتحديدا منذ إنشاء أول مستشفى بالمملكة ونحن في تواصل مع التقنيات النووية حيث إن أقسام الأشعة بالمستشفيات هي واحدة من التقنيات النووية في التشخيص ونحن نستخدم التقنيات النووية في مجالات عدة، وكذلك بعض الشركات السعودية تستخدم التقنيات النووية في صناعاتها، فمثلا شركة أرامكو تستخدم التقنيات النووية في البترول والغاز، إلا أن الشيء الوحيد الذي لا تمتلكه المملكة ودول مجلس التعاون هي الطاقة النووية والتي نتمنى أن نمتلكها في وقت قريب بمشيئة الله. يتراوح ما بين سبعة إلى عشرة سنوات تقريبا.
* كيف يمكن الوقاية من أضرار السلامة والأمن لهذه الطاقة في المستقبل " مشكلة تشرنوبل كمثال " ؟، وهل البنية التحتية الحالية للسعودية جاهزة لذلك ؟
- السلامة في المفاعلات شهدت تطوراً كبيراً في الآونة الأخيرة خاصة بعد الكم الهائل من تحديث التكنولوجيا على مستوى العالم، وكما تعلمون أن التفاعل النووي جزء أساس في إنتاج الطاقة داخل المفاعل غير أن عمليات التحكم في التفاعل يدخل فيها علوم أخرى عديدة من بينها التحكم الإلكتروني في التفاعل الباعث للحرارة والذي شهد تطوراً كبيراً فتم إنتاج مفاعلات تسمى ve Temp. Co-efficient أي معامل التحكم الحراري الموجب، وهذا النوع من التحكم يقلل من التفاعل النووي الباعث للحرارة حتى يصل به إلى درجة الصفر، ليتوقف التفاعل تماماً وبهذا يكون شبه مستحيل حدوث حوادث كالتي حدثت في تشرنوبل حيث إن المفاعل كان به أخطاء جسيمة في التصميم وكان نموذجاً قديماً جداً أضف إلى ذلك حالات الإهمال عند المشغلين، وعدم تحديث نظم السلامة به لتواكب التطور الحديث. أما فيما يتعلق بالبنية التحتية اللازمة في المملكة، فلا شك أن بالمملكة القدرة على استحداث بيئة خاصة بهذه التقنية نظراً لجدواها الاقتصادية.

المصدر :
http://www.alwatan.com.sa/news/newsdetail.asp?issueno=2951&id=75424&groupID=0
 
عودة
أعلى