و نحن نتناول وجبة السحور بدأنا حديثا عن التوتر بين المغرب و الجزائر و البوليساريو فتذكر الوالد حادثا يعود لسنة 1993 سأرويه كما هو رغم أن والدي رواه لي بالدارجة و الفرنسية بالنسبة للمصطلحات التقنية سأرويه لكم معربا ليفهم الجميع ما يحصل و الله على ما أقول شهيد بأنني سأنقل الواقعة التاريخية كما هي
سنة 1993 كان والدي يخدم بالدرك الملكي انذاك برتبة رقيب أول chef بقطاع أمغالا sous-secteur AMGALA حتى تلقوا نداء لاسلكيا يخبرهم بوجوب استلام فار من البوليساريو سلم نفسه لقوات الجيش الملكي المرابطة على الحدود فقادوا الجيب فجر ذلك اليوم و تسلموه و عادوا به لمركز أمغالا لاستجوابه و قد كان المركز انذاك به جنود و ضباط من قوات الجيش و دركيان هما والدي رقيب أول و رقيب اخر هو رفيق دربه و صديقه لله الحمد إلى اليوم .
استلم والدي الاستجواب و الرقيب محررا للمحضر و في نفس الوقت أرسلوا إخبارية عاجلة للقيادة الجهوية بأكادير انذاك و إلى قيادة الدرك الملكي بالرباط
بداية التحقيق كانت بأخذ أقوال القوات المرابطة حيث قالوا أنهم تفاجؤا مع ساعات الفجر الاولى برجل يرفع منديلا أبيضا علامة استسلام و سلاحه الكلاشنيكوف ماسورته موجهة للأسفل صرخوا عليه لإلقاء السلاح و بعد أن امثتل للأمر قاموا بتطويقه و حسبما قالوا فقد كان رث الهيئة يرتدي سروالا عسكريا باهتا ( التريي ) و قميصا من الصوف الخشن عنقه على شكل V و حذاء عسكريا باليا , المهم هاته هي أقوال أفراد الجيش و قد شددوا على أنهم لم يمسوه بأي سوء لأنه استسلم و القواعد العسكرية واضحة.
عندما استلمه الدرك أي أبي و صديقه قالوا له من أين أتيت قال لهم قطعت 10 كيلومترات مشيا للحدود جهزوا له حماما و أخذ دشا للانتعاش و أعطوه لباس عسكري مغربي جديد و سمحوا له بالحلاقة و بعد أن انتهى جلبوا له مرآة و قالوا له هل لاحظت الفرق فبدأ بالبكاء لأنه أصلا كان من الجنود المغاربة الصحراويين الذين غرهم الانفصاليون بمستقبل أفضل للشعب الصحراوي المزعوم. و لم يخفي سعادته بالعودة للوطن حسب أقواله فقد ظل محتجزا منذ السبعينيات إلى 1993.
حسب أقواله فقد كان النظام حسب التعليمات العليا في خيمة مرتزقة الانفصاليين الذين كان عددهم 4 من ضمنهم هو, ألا يثق أحدهم بالاخر و يكون كل منهم حارسا على الاخر لكنه ظل لمدة يتربص الفرصة المناسبة للهروب, و حيث أنهم كانوا يطهون بالحطب, الذي كان يتم جمعه بالتناوب فقد انتظر إلى حين وصول دوره للاتيان بالحطب و عزم أمره تلك الليلة بعد أن نام الاخرون و قد أخبرهم أنه لا يستطيع الاتيان بالحطب نهارا لشدة الحرارة و سيستغل الليل للقيام بالمهمة و بما أنه أقدم عنصر لم يشكوا و لو للحظة أنها اخر مرة سيرونه فيها.
حمل مصباحه اليدوي و اتجه مباشرة نحو الحدود نظرا لخبرته الكبيرة و معرفته الواسعة بجغرافيا المنطقة و لم يجد عناء كبيرا في الوصول إلى الحدود و تسليم نفسه كما أسلفت لكم الذكر.
من ضمن الطرائف أنه قبل نقله في اليوم الموالي قضى الليلة رفقة الدركيين و قد استضافه والدي بالحساء المغربي ( الحريرة ) و حسبما روى أبي فقد التهم كمية كبيرة منها فمازحه والدي قائلا أنه سيموت من شدة شربه للحساء و سيتم اتهامهم بقتله و قال لي والدي أنه شرب الشاي بنهم كبير قائلا منذ مدة طويلة لم أشرب شايا مغربيا بهاته الجودة.
مصير العائد للوطن أنه سرب مواقع و معلومات للجهات الاستخباراتية و قد عفى المغرب عن سنواته رفقة البوليزاريو و بما أنه كان عسكريا مغربيا سابقا فقد تم منحه تقاعده لأن سنه لا يسمح بمواصلة الخدمة و المهم في الأمر أنه شدد على أنه كان يحس بأنه محتجر طيلة الوقت و ما إن تيقن أن الفرصة مواتية للهرب لم يتردد.
من هذا المنبر أشكر القوات المسلحة الملكية و الدرك الملكي و كل من يرابط على الحدود و أجدد من هنا فخري و اعتزازي بوالدي في انتظار بوحه لي بالمزيد لأن طبعه العسكري يجعله دائما يكتم كل شيء لكن بما أنه حاليا متقاعد منذ سنة سأحاول كل مرة البحث في قصة من قصصه الواقعية المشوقة.
تحياتي لأعضاء المنتدى
سنة 1993 كان والدي يخدم بالدرك الملكي انذاك برتبة رقيب أول chef بقطاع أمغالا sous-secteur AMGALA حتى تلقوا نداء لاسلكيا يخبرهم بوجوب استلام فار من البوليساريو سلم نفسه لقوات الجيش الملكي المرابطة على الحدود فقادوا الجيب فجر ذلك اليوم و تسلموه و عادوا به لمركز أمغالا لاستجوابه و قد كان المركز انذاك به جنود و ضباط من قوات الجيش و دركيان هما والدي رقيب أول و رقيب اخر هو رفيق دربه و صديقه لله الحمد إلى اليوم .
استلم والدي الاستجواب و الرقيب محررا للمحضر و في نفس الوقت أرسلوا إخبارية عاجلة للقيادة الجهوية بأكادير انذاك و إلى قيادة الدرك الملكي بالرباط
بداية التحقيق كانت بأخذ أقوال القوات المرابطة حيث قالوا أنهم تفاجؤا مع ساعات الفجر الاولى برجل يرفع منديلا أبيضا علامة استسلام و سلاحه الكلاشنيكوف ماسورته موجهة للأسفل صرخوا عليه لإلقاء السلاح و بعد أن امثتل للأمر قاموا بتطويقه و حسبما قالوا فقد كان رث الهيئة يرتدي سروالا عسكريا باهتا ( التريي ) و قميصا من الصوف الخشن عنقه على شكل V و حذاء عسكريا باليا , المهم هاته هي أقوال أفراد الجيش و قد شددوا على أنهم لم يمسوه بأي سوء لأنه استسلم و القواعد العسكرية واضحة.
عندما استلمه الدرك أي أبي و صديقه قالوا له من أين أتيت قال لهم قطعت 10 كيلومترات مشيا للحدود جهزوا له حماما و أخذ دشا للانتعاش و أعطوه لباس عسكري مغربي جديد و سمحوا له بالحلاقة و بعد أن انتهى جلبوا له مرآة و قالوا له هل لاحظت الفرق فبدأ بالبكاء لأنه أصلا كان من الجنود المغاربة الصحراويين الذين غرهم الانفصاليون بمستقبل أفضل للشعب الصحراوي المزعوم. و لم يخفي سعادته بالعودة للوطن حسب أقواله فقد ظل محتجزا منذ السبعينيات إلى 1993.
حسب أقواله فقد كان النظام حسب التعليمات العليا في خيمة مرتزقة الانفصاليين الذين كان عددهم 4 من ضمنهم هو, ألا يثق أحدهم بالاخر و يكون كل منهم حارسا على الاخر لكنه ظل لمدة يتربص الفرصة المناسبة للهروب, و حيث أنهم كانوا يطهون بالحطب, الذي كان يتم جمعه بالتناوب فقد انتظر إلى حين وصول دوره للاتيان بالحطب و عزم أمره تلك الليلة بعد أن نام الاخرون و قد أخبرهم أنه لا يستطيع الاتيان بالحطب نهارا لشدة الحرارة و سيستغل الليل للقيام بالمهمة و بما أنه أقدم عنصر لم يشكوا و لو للحظة أنها اخر مرة سيرونه فيها.
حمل مصباحه اليدوي و اتجه مباشرة نحو الحدود نظرا لخبرته الكبيرة و معرفته الواسعة بجغرافيا المنطقة و لم يجد عناء كبيرا في الوصول إلى الحدود و تسليم نفسه كما أسلفت لكم الذكر.
من ضمن الطرائف أنه قبل نقله في اليوم الموالي قضى الليلة رفقة الدركيين و قد استضافه والدي بالحساء المغربي ( الحريرة ) و حسبما روى أبي فقد التهم كمية كبيرة منها فمازحه والدي قائلا أنه سيموت من شدة شربه للحساء و سيتم اتهامهم بقتله و قال لي والدي أنه شرب الشاي بنهم كبير قائلا منذ مدة طويلة لم أشرب شايا مغربيا بهاته الجودة.
مصير العائد للوطن أنه سرب مواقع و معلومات للجهات الاستخباراتية و قد عفى المغرب عن سنواته رفقة البوليزاريو و بما أنه كان عسكريا مغربيا سابقا فقد تم منحه تقاعده لأن سنه لا يسمح بمواصلة الخدمة و المهم في الأمر أنه شدد على أنه كان يحس بأنه محتجر طيلة الوقت و ما إن تيقن أن الفرصة مواتية للهرب لم يتردد.
من هذا المنبر أشكر القوات المسلحة الملكية و الدرك الملكي و كل من يرابط على الحدود و أجدد من هنا فخري و اعتزازي بوالدي في انتظار بوحه لي بالمزيد لأن طبعه العسكري يجعله دائما يكتم كل شيء لكن بما أنه حاليا متقاعد منذ سنة سأحاول كل مرة البحث في قصة من قصصه الواقعية المشوقة.
تحياتي لأعضاء المنتدى