بسم الله الرحمن الرحيم
هاهي أربع و خمسون سنة تمر على إندلاع الثورة التحريرية الشاملة في الجزائر ضد المستعمر الفرنسي بعد 124 سنة من الإحتلال المباشر الذي ألغى تماما وجود الكيان الجزائري و فرض بالحديد و النار سلطته و قانونه و ثقافته و حضارته و ظن أنه نجح نهائيا في ربط ضفتي البحر المتوسط للأبد و ضبط تعريفا لبلاده أنها تمتد من "ليل" إلى "تمنراست".
و هكذا مر الليل كئيبا ، طويلا على الجزائر حتى لاحت تباشير الفجر ليلة الإثنين 1 نوفمبر 1954م بإندلاع شرارة الجهاد المبارك الذي هز المستعمر الفرنسي و أجبره على الإستيقاظ من أوهامه و بث الأمل في الشعب بالحرية ، و لم يجد ما يقوله المستعمر سوى أنها عمليات عصابات و قطاع طرق ، لكن الحقيقة هي أن شبابا جزائريا قرر بإذن الله صنع لحظة فاصلة في سياق تاريخ الجزائر ، و أعلن بوضوح أمام العالم أجمع ماذا يريد و ماهي أهدافه في بيان أول نوفمبر الشهير. (أنقر على هذا الرابط: http://algere1954.maktoobblog.com/300113/بيان_أول_نوفمبر_1954/)
و طيلة 124 سنة قبل إندلاع ثورة أول نوفمبر 1954م، لم يذخر الشعب الجزائري لحظة في مقارعة الغزو الإستعماري الفرنسي عبر العديد من الثورات المسلحة في مختلف المناطق و التي فشلت لأسباب عديدة، و مع مطلع العشرين تحولت مقاومة الغزو إلى تطوير الوعي السياسي و الثقافي للشعب الجزائري كما فعل الأمير خالد حفيد الأمير عبد القادر مؤسس أول نموذج للدولة الجزائرية الحديثة مرورا بنشاطات علماء الجزائر كالشيخ عبد الحميد بن باديس الذين توجوا أعمالهم بتأسيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين بمناسبة مرور قرن على الغزو و ركزوا على إظهار الهوية الإسلامية الحقيقية للشعب الجزائري و كانوا رحمهم الله بعيدي النظر و واقعيين و استهدفوا تنشأة جيل جديد مشبع بالقيم الأصيلة للشعب الجزائري، يملك مناعة ضد أي تأثير ثقافي فرنسي على شخصيته ، بالموازاة مع ذلك برز تيار إستقلالي في العشرينات يستعمل الوسائل السياسية في النضال تزعمه مسيلي أحمد (الشهير بمصالي الحاج) مع وجود أقلية نادت بالإندماج متأثرة بمبادئ الثقافة الفرنسية.
و في سياق الحرب العالمية الثانية و ما حدث لفرنسا أثناءها ، كانت أيام نهاية الحرب التي انتصر فيها الحلفاء مجزرة ارتكبت في حق شعبنا ، في حوادث 8 ماي 1945م التي شكلت حدثا فاصلا فمن جهة أدرك الشعب الجزائري الوجه الحقيقي للإستعمار و سقطت وعوده بسبب حوادث الحرب كما إنتهت أسس تيار الإندماج نهائيا و لم يعد يقنع أحد، و اتجه أنصار التيار الإستقلالي للتحضير للكفاح المسلح مقتنعين أنه السبيل الوحيد لإسترجاع الإستقلال و كانوا مدعمين بشباب متقدي الحماس و معظمهم من نتائج استراتيجية جمعية العلماء المسلمين.
و قبل عام 1954م حصل خلاف عميق في حركة انتصار الحريات الديمقراطية (الواجهة السياسية للتيار الإستقلالي بزعامة مصالي الحاج) فقد كانت القيادة ترى عدم كفاية تحقيق شروط بداية العمل المسلح، و هنا قرر مجموعة من الشباب إتخاذ زمام المبادرة فعالم مابعد الحرب العالمية الثانية شهد بروز حركات تحررية عديدة بالإضافة إلى آثار الهزيمة الساحقة التي مني بها الجيش الفرنسي في ديان-بيان-فو في فيتنام ، و أدرك الشباب بعد مناقشات مفصلة أن الوقت ملائم تماما لإندلاع ثورة تحريرية في الجزائر و أن إمكانية نجاحها ممكنة و هكذا تم التحضير لإنطلاق الرصاصة الأولى ليلة الفاتح نوفمبر 1954م.
إن هذا الحدث الفاصل يشكل لنا نحن أجيال الجزائر الحرة ، دروسا و عبرا نستخلصها فيما يلي:
- ما أخذ بالقوة لا يسترجع إلا بالقوة: هذا هو ما يفهمه أي عدو سلب أرض و إرادة و حرية شعب عبر التاريخ (و هو ما يصلح تماما في حالة فلسطين حاليا) ،لا يعني هذا استبعاد أي حوار مع العدو لكن الضغط العسكري المتزامن مع أي مفاوضات هو الذي يحقق الهدف و من موقع قوة.
- التخطيط المحكم و الإعتماد على النفس و الترفع عن أي قضية هامشية تفرق بين الإخوة و التركيز على محاربة العدو هي أهم عوامل نجاح أي حركة وطنية تحريرية.
-و أهم عامل في نجاح ثورة أول نوفمبر هي نية مفجريها الأوائل إعتبارها جهادا خالصا في سبيل الله، فكانت الصيحة الخالدة "الله أكبر" هي إعلان بداية أي هجوم ضد العدو كما وصف المقاتلون بالمجاهدين و القتلى بالشهداء ، و الأجمل أنه رغم طول مدة الغزو الفرنسي لم ينس آباؤنا استخدام تراثنا الإسلامي في التحضير للعمليات فكانت كلمة السر في تلك الليلة المباركة هي: "خالد-عقبة" تيمنا ب خالد بن الوليد و عقبة بن نافع.
- تحديد هدف واضح لأي كفاح مسلح ، و كما تحقق هدف الإستقلال أخيرا يوم 5 جويلية 1962م لكنه فقط نهاية الجهاد الأصغر ، و تبدأ مرحلة الجهاد الأكبر و هي مسؤولية كبيرة و أمانة عظيمة نتحملها إلى الآن مهما كانت الظروف ، و التي وضعت لها الخطوط العريضة في بيان أول نوفمبر 1954م.هاهي أربع و خمسون سنة تمر على إندلاع الثورة التحريرية الشاملة في الجزائر ضد المستعمر الفرنسي بعد 124 سنة من الإحتلال المباشر الذي ألغى تماما وجود الكيان الجزائري و فرض بالحديد و النار سلطته و قانونه و ثقافته و حضارته و ظن أنه نجح نهائيا في ربط ضفتي البحر المتوسط للأبد و ضبط تعريفا لبلاده أنها تمتد من "ليل" إلى "تمنراست".
و هكذا مر الليل كئيبا ، طويلا على الجزائر حتى لاحت تباشير الفجر ليلة الإثنين 1 نوفمبر 1954م بإندلاع شرارة الجهاد المبارك الذي هز المستعمر الفرنسي و أجبره على الإستيقاظ من أوهامه و بث الأمل في الشعب بالحرية ، و لم يجد ما يقوله المستعمر سوى أنها عمليات عصابات و قطاع طرق ، لكن الحقيقة هي أن شبابا جزائريا قرر بإذن الله صنع لحظة فاصلة في سياق تاريخ الجزائر ، و أعلن بوضوح أمام العالم أجمع ماذا يريد و ماهي أهدافه في بيان أول نوفمبر الشهير. (أنقر على هذا الرابط: http://algere1954.maktoobblog.com/300113/بيان_أول_نوفمبر_1954/)
و طيلة 124 سنة قبل إندلاع ثورة أول نوفمبر 1954م، لم يذخر الشعب الجزائري لحظة في مقارعة الغزو الإستعماري الفرنسي عبر العديد من الثورات المسلحة في مختلف المناطق و التي فشلت لأسباب عديدة، و مع مطلع العشرين تحولت مقاومة الغزو إلى تطوير الوعي السياسي و الثقافي للشعب الجزائري كما فعل الأمير خالد حفيد الأمير عبد القادر مؤسس أول نموذج للدولة الجزائرية الحديثة مرورا بنشاطات علماء الجزائر كالشيخ عبد الحميد بن باديس الذين توجوا أعمالهم بتأسيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين بمناسبة مرور قرن على الغزو و ركزوا على إظهار الهوية الإسلامية الحقيقية للشعب الجزائري و كانوا رحمهم الله بعيدي النظر و واقعيين و استهدفوا تنشأة جيل جديد مشبع بالقيم الأصيلة للشعب الجزائري، يملك مناعة ضد أي تأثير ثقافي فرنسي على شخصيته ، بالموازاة مع ذلك برز تيار إستقلالي في العشرينات يستعمل الوسائل السياسية في النضال تزعمه مسيلي أحمد (الشهير بمصالي الحاج) مع وجود أقلية نادت بالإندماج متأثرة بمبادئ الثقافة الفرنسية.
و في سياق الحرب العالمية الثانية و ما حدث لفرنسا أثناءها ، كانت أيام نهاية الحرب التي انتصر فيها الحلفاء مجزرة ارتكبت في حق شعبنا ، في حوادث 8 ماي 1945م التي شكلت حدثا فاصلا فمن جهة أدرك الشعب الجزائري الوجه الحقيقي للإستعمار و سقطت وعوده بسبب حوادث الحرب كما إنتهت أسس تيار الإندماج نهائيا و لم يعد يقنع أحد، و اتجه أنصار التيار الإستقلالي للتحضير للكفاح المسلح مقتنعين أنه السبيل الوحيد لإسترجاع الإستقلال و كانوا مدعمين بشباب متقدي الحماس و معظمهم من نتائج استراتيجية جمعية العلماء المسلمين.
و قبل عام 1954م حصل خلاف عميق في حركة انتصار الحريات الديمقراطية (الواجهة السياسية للتيار الإستقلالي بزعامة مصالي الحاج) فقد كانت القيادة ترى عدم كفاية تحقيق شروط بداية العمل المسلح، و هنا قرر مجموعة من الشباب إتخاذ زمام المبادرة فعالم مابعد الحرب العالمية الثانية شهد بروز حركات تحررية عديدة بالإضافة إلى آثار الهزيمة الساحقة التي مني بها الجيش الفرنسي في ديان-بيان-فو في فيتنام ، و أدرك الشباب بعد مناقشات مفصلة أن الوقت ملائم تماما لإندلاع ثورة تحريرية في الجزائر و أن إمكانية نجاحها ممكنة و هكذا تم التحضير لإنطلاق الرصاصة الأولى ليلة الفاتح نوفمبر 1954م.
إن هذا الحدث الفاصل يشكل لنا نحن أجيال الجزائر الحرة ، دروسا و عبرا نستخلصها فيما يلي:
- ما أخذ بالقوة لا يسترجع إلا بالقوة: هذا هو ما يفهمه أي عدو سلب أرض و إرادة و حرية شعب عبر التاريخ (و هو ما يصلح تماما في حالة فلسطين حاليا) ،لا يعني هذا استبعاد أي حوار مع العدو لكن الضغط العسكري المتزامن مع أي مفاوضات هو الذي يحقق الهدف و من موقع قوة.
- التخطيط المحكم و الإعتماد على النفس و الترفع عن أي قضية هامشية تفرق بين الإخوة و التركيز على محاربة العدو هي أهم عوامل نجاح أي حركة وطنية تحريرية.
-و أهم عامل في نجاح ثورة أول نوفمبر هي نية مفجريها الأوائل إعتبارها جهادا خالصا في سبيل الله، فكانت الصيحة الخالدة "الله أكبر" هي إعلان بداية أي هجوم ضد العدو كما وصف المقاتلون بالمجاهدين و القتلى بالشهداء ، و الأجمل أنه رغم طول مدة الغزو الفرنسي لم ينس آباؤنا استخدام تراثنا الإسلامي في التحضير للعمليات فكانت كلمة السر في تلك الليلة المباركة هي: "خالد-عقبة" تيمنا ب خالد بن الوليد و عقبة بن نافع.