ماذا لو كانت أحكام الإعدام بـ "بنغلادش" ضد علمانيين ؟!

DOOM

عضو
إنضم
11 أبريل 2011
المشاركات
751
التفاعل
1,395 10 0
الدولة
Saudi Arabia
520166172134229-thumb2.jpg


سؤال يطرحه الكثير من المسلمين في العالم الذين يرون التمييز العنصري المقيت الذي تمارسه كل من أمريكا وأوروبا - والعالم غير المسلم عموما - في قضايا حقوق الإنسان , حيث يرتفع صوتها ويعلو احتجاجها على أي حكم يطال أو يمس أي علماني في الدول السنية , حتى ولو كان هذا العلماني قد خرق جميع قوانين الدولة , وأساء إلى عقيدة وهوية البلد الذي يقطن فيه .

في المقابل لا تكاد تسمع لهذه الدول التي تزعم رعايتها لحقوق الإنسان أي صوت احتجاج أو اعتراض على الأحكام الظالمة المجحفة التي تلفق لرموز التيار الإسلامي في الدول التي تحكمها أقلية علمانية , على الرغم من ظهور عوارها و وضوح بطلانها ....لمجرد أن المتهم والمحكوم عليه بالإعدام مسلم سني !!

وهنا يتردد صدى سؤال تبدو الإجابة عليه واضحة من خلال القرائن والسوابق المماثلة البادية للعيان : ماذا لو كانت أحكام الإعدام التي تطال تباعا منذ مدة ليست بالقصيرة رموز الجماعة الإسلامية في "بنغلادش" ذو الغالبية المسلمة الساحقة الذي تحكمه أقلية علمانية ....تطال بعض العلمانيين المعارضين لحكومة إسلامية مفترضة في "بنغلادش" ؟!!

الأكيد أن الجواب لن يخرج عن السوابق المماثلة الكثيرة التي أظهر فيها الغرب تمييزا صارخا ضد حقوق الإنسان حين يتعلق الأمر بالمسلمين من أهل السنة , سواء كانوا رموزا أو حتى أفرادا عاديين !! تلك العنصرية التي باتت مقززة وفجة من شدة علانيتها هذه الأيام .

فها هو رفض المحكمة العليا في بنغلادش الخميس الماضي طعنا أخيرا قدمه زعيم أكبر حزب إسلامي في البلاد مطيع الرحمن نظامي على حكم بإعدامه , والذي صدر عن محكمة جرائم الحرب الدولية التي أسستها الحكومة العلمانية البنغالية الحالية ..... يمهد الطريق أمام إعدام قيادي جديد بالجماعة .

أما التهمة الباطلة التي من خلالها تحاول الحكومة العلمانية البنغالية تصفية أبرز خصومها ومعارضيها السياسيين في البلاد فهي : ارتكاب إبادة جماعية وانتهاكات جنسية وتدبير مذبحة لكبار المثقفين خلال حرب الاستقلال عام 1971م .

كثيرة هي الأدلة التي تشير إلى بطلان هذه التهم , وأكثر منها تلك التي تؤكد أن محكمة جرائم الحرب الدولية في بنغلاديش التي أنشأت عام 2009 للتحقيق بجرائم الحرب ....ما هي إلا ذريعة للنيل من التيار الإسلامي في البلاد , وتصفية أبرز رموزه وقادته , تمهيدا لإبعادهم عن المشهد السياسي نهائيا .

ولعل ما يدعم هذه القراءة للمشهد البنغالي أن المحكوم عليه بالإعدام "نظامي" كان نائبا سابقا في البرلمان , و وزيرا في عهد رئيسة الوزراء السابقة خالدة ضياء , وهو ما يعني أنه شارك في السلطة التشريعية والتنفيذية , فكيف تم ذلك وهو متهم بجرائم حرب حسب زعم المحكمة !! وهل تم اكتشاف جرائم الرجل بعد أكثر من 40 عاما ؟!

أسئلة كثيرة تؤكد أن المحكمة صُنعت خصيصا لمهمة واضحة ألا وهي : تصفية الجماعة الإسلامية في بلد تبلغ نسبة المسلمين فيه حوالي 90 % من عدد السكان , وأن هذه المهمة تأتي في إطار مشروع أمريكي صهيوني يهدف إلى تصفية الجماعات والأحزاب والحركات الإسلامية السياسية في الدول العربية والإسلامية .

لم يكن تأييد حكم إعدام "نظامي" المحتجز منذ عام 2010 بتهمة ارتكاب جرائم حرب هو الأول من نوعه , فقد نفذت الحكومة العلمانية في بنغلادش حكم الإعدام بحق عدد من قيادات الجماعة منهم : رئيس حزب الجماعة الإسلامية الشيخ عبد القادر ملا .

نعود إلى سؤال التقرير : ماذا لو كانت أحكام الإعدام في بنغلادش صادرة من حكومة إسلامية ضد علمانيين معارضين في البلاد ؟! الجواب : أن سيل التنديد والاستنكار من حكومات العالم الغربي ستنهال على هذه الحكومة , ولا يُستبعد أن تتخذ الكثير من تلك الحكومات إجراءات – سياسية واقتصادية وربما عسكرية إن لزم الأمر - ضد هذه الحكومة إن لم تطلق سراح من اعتقلتهم من العلمانيين , حتى ولو كانوا متهمين باستهداف دستور الدولة وهويتها .

ويكفي للتدليل على ما سبق إجراء مقارنة بسيطة بين ردة فعل الدول الغربية على حكم القضاء السعودي على المدون رائف بدوي الذي أنشأ عام 2006 موقعا إلكترونيا أطلق عليه اسم "الشبكة الليبرالية السعودية الحرة" واستهدف من خلاله هوية الدولة الإسلامية وبعض مؤسساتها "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" .... حيث تدخلت معظم الدول الغربية لدى السعودية لإطلاق سراح الأخير دون احترام لخصوصية واستقلالية القضاء السعودي , بينما لم تندد أو حتى تعترض على أحكام الإعدام التي تستهدف رموز الجماعة الإسلامية في بنغلادش تباعا !!

لا يمكن لمسلم عاقل أن يلوم عدوه على استهدافه ومحاولة تصفيته , في الوقت الذي يدافع فيه هذا العدو عن أتباعه وعملائه في عقر دار الدول الإسلامية , ولكن اللوم والعتب على من لا يزال يعتبر ذلك العدو صديقا أو حليفا , وهو يرى منه التمييز الصارخ ضد قضايا المسلمين على وجه الخصوص !!
 
حقوق الانسان هي اداة للتدخل في سياسات الدول وابقاء المعارضين السلبيين للدول الضعيفة تحت سمع وبصر وحماية الدول الكبرى ، والغرض من هذا جعل الدول المستهدفة في وضع اللاانتصار واللاهزيمة ، وابقاءها تحت التنور لكي لاتستطيع التقدم للامام شبرا واحدا فتستقل بسياساتها وتنافسهم في المستقبل ،
من النهاية حقوق الانسان هي للمحافظة على مصالح الانسان الغربي ، وماعداه ليس انسانا في نظرهم ...
 
الشيخ يوسف القرضاوي :
سأعيش معتصما بحبل عقيدتي * وأموت مبتسما ليحيا ديني
(إعدام الشيخ مطيع الرحمن نظامي) /بنجلاديش
 
نجل نظامي: الآلاف شاركوا بجنازة والدي والسلطات حاولت منعهم

أكد "نقيب الرحمن" النجل الأكبر لزعيم الجماعة الإسلامية في بنغلاديش، مطيع الرحمن نظامي، إن السلطات البنغالية، حاولت منع الجماهير من المشاركة في صلاة الجنازة على والده الذي نفّذ بحقه حكم الإعدام أمس الثلاثاء.



وأشار إلى مشاركة الآلاف من الناس في صلاة الجنازة رغم الحواجز والصعوبات التي وضعتها قوات الشرطة، مبينًا أن عشرات الآلاف من الناس الذين لم يتمكنوا من المشاركة في الصلاة بعموم البلاد، قرروا أداء صلاة الغائب بعد العصر.

وقال "نقيب" في تصريحات نقلتها عنه وكالة "الأناضول" اليوم، أن المسؤولين في السجن المركزي بالعاصمة البنغالية دكا، سمحوا له بلقاء والده للمرة الأخيرة قبيل الإعدام (لم يحدد توقيت بعينه)، مشيرًا إلى أن الأخير دعا جميع أفراد العائلة إلى التحلي بالصبر والسلوان، وقال لهم "إننا سنجتمع معا في الجنة إن شاء الله".

وأوضح "نقيب" أن صلاة الجنازة على والده جرت في الساعة السابعة صباح اليوم بالتوقيت المحلي لبنغلاديش (الواحدة تغ)، مضيفًا أن "مسؤولي الحكومة كانوا يريدون أداء الصلاة قبل الشروق، إلا أنهم ولله الحمد لم يتمكنوا من الوصول إلى المنطقة في الوقت المحدد، لذلك أديناها وقت الشروق".

ولفت إلى أن جميع أفراد العائلة تحلوا بالثبات حيال الإعدام، قائلًا: "نحن نعتقد أن هذا الأمر ليس نهاية العالم، لذلك نؤمن أننا سنحقق النجاح من خلال التحلي بالصبر والسلوان"، منتقدًا التزام الدول الإسلامية السكوت حيال قرار الإعدام بحق الشيخ نظامي.

وأضاف "نقيب" أن "ردود أفعال البلدان المسلمة جاءت محدودة على تنفيذ الإعدام، باستثناء تركيا، وذلك بسبب تقييد الحرية في تلك البلدان، ورغم ذلك أعربت بعض الدول الغربية عن إدانتها للإعدام، وتلقينا رسائل عزاء من مختلف أنحاء العالم".

كما عبر نجل زعيم الجماعة الإسلامية الراحل، عن امتنانه للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، حيال الاهتمام الوثيق بعائلة نظامي، قائلًا: "نحن ممتنون جدًا من موقف الرئيس أردوغان تجاه الإعدام، إنه يقف دائمًا إلى جانب الناس المعرضين للظلم في أنحاء العالم، ونحن رأينا هذا الأمر مرات عديدة، وقد يكون هو الزعيم الوحيد في العالم الذي يساعد المظلومين، إنه يطرح في كل وقت مشاكل الشعوب في سوريا وفلسطين وأراكان وبنغلاديش أيضًا".​
 
عودة
أعلى