الجنيد بن عبد الرحمن / أمير خراسان والسند
الجنيد بن عبد الرحمن بن عمرو بن الحارث بن خارجة بن سنان بن أبي حارثة المري[1].
أهم المعارك ودوره فيها
لما تولى الجنيد خرسان خرج من مُرة غطفان غازيا يريد طخارستان، فجاشت الترك بسمرقند، فسار الجنيد حتى كان على أربع من سمرقند، فلقيه خاقان فاقتتلوا قتالا شديدا حتى أمسوا فتحاجزوا، وكتب الجنيد إلى سورة بن أبجر من بني أبان بن دارم وهو واليه على سمرقند يأمره بالقدوم عليه، فأتاه فلقيته الترك قبل أن يصل إلى الجنيد، فقتل سورة بن أبجر وعامة جيشه وقتل معه مجاهد بن بلعاء العنبري، ثم لقيهم الجنيد فهزمهم الله ومضى الجنيد فدخل سمرقند[2].
وكان الجنيد شجاعاً لا يخاف رغم قلة عدده ففي قتاله مع الترك كانت عدده قليلاً إلا أنه اصر على القتال رغم المعارضين له، وكان يتنجد بالمسلمين فأرسل الجنيد إلى أشرس وهو يقاتل أهل بخارى والصغد: أن أمدني بخيل، وخاف أن يقتطع دونه فوجه إليه أشرس عامر بن مالك الحماني، فلما كان عامر ببعض الطريق عرض له الترك والصغد، فدخل حائطاً حصيناً وقاتلهم على الثلمة ومعه ورد بن زياد بن أدهم بن كلثوم وواصل بن عمرو القيسي. فخرج واصل وعاصم بن عيمر المسقندي ومعهما غيرهما فاستداروا حتى صاروا من وراء الماء الذي هناك. ثم جمعوا قصباً وخشباً وعبروا عليه، فلم يشعر خاقان إلا والتكبير من خلفه، وحمل المسلمون على الترك، فقاتلوهم فقتلوا عظيماً من عظمائهم وانهزم الترك، وقدم عامر إلى الجنيد، فلقيه وأقبل معه، وعلى مقدمة الجنيد عمارة بن حريم، فلما انتهى إلى فرسخين من بيكند تلقته خيل الترك فقاتلتهم، فكاد الجنيد يهلك ومن معه، ثم أظهره الله وسار حتى قدم العسكر، فظفر الجنيد وقتل الترك، وزحف غليه خاقان، فالتقوا دون رزمان من بلاد سمرقند، وقطن بن قتيبة على ساقة الجنيد. فأسر الجنيد من الترك ابن أخي خاقان في هذه الغزاة فبعث به إلى هشام.
.
من كلماته
لما أراد بعض جنده أن يثنوه عن حربه مع الترك لقلة عدده أنشد قائلاً:
أليس أحق الناس أن يشهد الوغا * وأن يقتل الابطال ضخما على ضخم
ما علتى ما علتى ما علتى * إن لم أقاتلهم فجزوا لمتى[3].
وفاته
تُوفي الُجنْيدُ بن عبد الرحمن المري الدمشقي الأمير على خراسان والسند،. وكان أحد الأجواد، سنة ست عشرة ومائة[4].
قالوا عنه
يقول عيسى بن أوس بن عصية بن عبد القيس في الجنيد بن عبد الرحمن المري والي خراسان:
بيت بناه سنان ثم شيده ... بحيث طنب في أثنائه الكرم
الصافحون بأحلام إذا قدروا ... والضاربون إذا ما أعصو صب القتم
القتل مينتهم والجود عادتهم ... والحلم والعزم من أخلاقهم شيم
ذهب الجود والجنيد جميعًا ... فعلى الجود والجنيد السلام
[1] الكامل في التاريخ 2/402.[2] تاريخ خليفة 1/270.
[3] تاريخ الطبري 5/411.
[4] العبر في خبر من غبر 1/26.
[5] معجم الشعراء 1/30.
منقول/تاريخ قصة الاسلام