هذا الموضوع هو تفصيل من الواقع لموضوع الأستاذ الكبير جاك بيتون
http://defense-arab.com/vb/threads/103485/
●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○
بالعودة إلى موضوع الأستاذ جاك يمكن معرفة مربط الفرس،
والرابط بين الموضوعين هو كيف تعاملت مصر مع إستراتيجية
الضربة المسبقة،
أو الحرب الوقائية التي تتبعها إسرائيل وكيف تم تحييدها في حرب أكتوبر المجيدة؟؟!!
الجواب على هذا السؤال سأوجزه في تفاصيل يتعلق بعضها ببعض،
وصولا إلى نقطة إفشال خطوة الضربة المسبقة.
•○•○•○•○•○•○•○•○•○•○•○•○•○•○•○•○•○•
أولا:
قامت القيادة المصرية بتوحيد الفكر ومطابقة الأهداف السياسية لﻹمكانيات المتاحة قدر الإمكان.
في يوم 30 سبتمبر 1973 سجل السفير عثمان نوري مساعد مستشار الأمن القومي محظر إجتماع فيه قيادات مصرية
محمود فوزي/مصطفى خليل/أحمد إسماعيل/ممدوح سالم/
جاء فيه:
"قال السادات إننا ذاهبون إلى الحرب وعلى الجميع الإستعداد،
وذكر بعض الحضور أن مصر يمكنها الذهاب لتسوية سياسية جديدة،
وأن على مصر أن تتحسب من أوضاعها الصعبة خاصة اقتصاديا،
وعلاقات القوى غير المتكافئة مع إسرائيل،
وزير الخارجية الأسبق محمود فوزي تفهم الحاجة لدخول مصر إلى الحرب،
...أقر الجميع في النهاية بضرورة دخول الحرب وأن الضربة المصرية ينبغي أن تكون بالغة العنف ثم امتصاص الهجمات الصهيونية المضادة بعد ذلك"
•○•○•○•○•○•○•○•○•○•○•○•○•○•○•○•○•○•○
ثانيا:
"إفشال استراتيجية الضربة المسبقة"
قامت مصر بإعداد وضعها عسكريا وصولا إلى توازن معقول يجعل من المستحيل على إسرائيل القيام بضربة استباقية كبيرة،
كان من المقرر أن الحرب ستجري في أبريل 1973،
رصدت إسرائيل الإعدادات والتحضيرات المصرية الضخمة
وتحفزت وكانت على وشك القيام بضربة إستباقية،
وفي الوقت المناسب قام السادات بتأجيل موعد الحرب،
فهجعت إسرائيل وضنت أن هذا نوع من التلويح بالقوة حتى تتحرك المفاوضات والمحادثات الديبلوماسية،
وحين جاء الوقت الحقيقي للحرب ورصدت إسرائيل الإعدادات الضخمة على الجبهتين السورية والمصرية ولكن دون تحشد،
تخبطت إسرائيل في موقفها وكان بعض قادتهم يظن أن مصر ستفعل كما فعلت في أبريل،
ﻷن حشد القوات الصهيونية كان يكلف كثيرا،
ولم تصحوا جولدا مائير وموشي ديان إلا على أكبر تمهيد نيراني في تاريخ الشرق الأوسط
قامت به مدفعية مصر على المواقع الصهيونية،
ودفعت إسرائيل ثمنا باهظا بسبب عدم قدرتها على قراءة المؤشرات الحقيقية من المزيفة،
وبالتالي فإن الضربة المسبقة أو الضربة الوقائية تعتمد على دقة قراءة المؤشرات وفحصها وتمييزها،
وهذا ماعجزت عنه إسرائيل في أكتوبر،
وأيضا بسبب أن الإعدادات المصرية والتحفز العالي منع إمكانية نجاح أي ضربة صهيونية استباقية.
○•○•○•○•○•○•○•○•○•○•○•○•○•○•○•○•○•○•○
ثالثا:
"الإمعان في إفشال الضربة الإستباقية بسرعة الحشد"
بعد الضربة الإفتتاحية المصرية انطلقت القوات المصرية للعبور،
وانطلقت القوات الصهيونية لمجابهة المصريين،
كان المصريين أسرع من الصهاينة بيومين كاملين تقريبا في سرعة الحشد والدفع بالقوات،
مع أن إمكانيات إسرائيل لوجستيا أكبر من إمكانيات مصر،
ومن هنا لم يعد للضربة الإستباقية أي مجال،
فلا يمكن مواجهة الحشود المصرية بضربة استباقية فقط
بل ينبغي شن حرب واسعة وضخمة لكي تحفظ إسرائيل نفسها،
وهذا سبب انهيار موشى ديان أمام جولدا مائير
هو وقائد الجبهة الجنوبية ﻹسرائيل الجنرال "جونين"
يوم 9 أكتوبر مطالبين مائير بضرورة سحب القوات كاملة من سيناء،
وقامت حينها مائير بطلب جسر من المساعدات المستمرة من الولايات المتحدة بعد أن عجز قادتها على التفكير الجيد من هول الصدمة القوية التي وجهتها مصر لهم.
•○•○•○•○•○•○•○•○•○•○•○•○•○•○•○•○•○•
الخاتمة:
لازال إحتمال الضربة الإستباقية أو الوقائية قائما،
فقد استخدمته إسرائيل ضد أعدائها العرب قبل حرب أكتوبر
في 1956 وفي 1967،
واستعملته بعد أكتوبر في 1982 في احتلال لبنان،
ولكن..
لازال احتمال إفشاله قائما كذلك،
وتطور وسائل الإستطلاع والرصد لايكفي للإستهانة بالضربة الإستباقية،
والقول بأنها تكتيك من الماضي الذي انتهى،
فلا زالت الحروب حتى اليوم يتم تخطيطها وتدار بنفس الطريقة المتبعة منذ الحرب العالمية الأولى،
وإنما تطورت الأدوات فقط
http://defense-arab.com/vb/threads/103485/
●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○
بالعودة إلى موضوع الأستاذ جاك يمكن معرفة مربط الفرس،
والرابط بين الموضوعين هو كيف تعاملت مصر مع إستراتيجية
الضربة المسبقة،
أو الحرب الوقائية التي تتبعها إسرائيل وكيف تم تحييدها في حرب أكتوبر المجيدة؟؟!!
الجواب على هذا السؤال سأوجزه في تفاصيل يتعلق بعضها ببعض،
وصولا إلى نقطة إفشال خطوة الضربة المسبقة.
•○•○•○•○•○•○•○•○•○•○•○•○•○•○•○•○•○•
أولا:
قامت القيادة المصرية بتوحيد الفكر ومطابقة الأهداف السياسية لﻹمكانيات المتاحة قدر الإمكان.
في يوم 30 سبتمبر 1973 سجل السفير عثمان نوري مساعد مستشار الأمن القومي محظر إجتماع فيه قيادات مصرية
محمود فوزي/مصطفى خليل/أحمد إسماعيل/ممدوح سالم/
جاء فيه:
"قال السادات إننا ذاهبون إلى الحرب وعلى الجميع الإستعداد،
وذكر بعض الحضور أن مصر يمكنها الذهاب لتسوية سياسية جديدة،
وأن على مصر أن تتحسب من أوضاعها الصعبة خاصة اقتصاديا،
وعلاقات القوى غير المتكافئة مع إسرائيل،
وزير الخارجية الأسبق محمود فوزي تفهم الحاجة لدخول مصر إلى الحرب،
...أقر الجميع في النهاية بضرورة دخول الحرب وأن الضربة المصرية ينبغي أن تكون بالغة العنف ثم امتصاص الهجمات الصهيونية المضادة بعد ذلك"
•○•○•○•○•○•○•○•○•○•○•○•○•○•○•○•○•○•○
ثانيا:
"إفشال استراتيجية الضربة المسبقة"
قامت مصر بإعداد وضعها عسكريا وصولا إلى توازن معقول يجعل من المستحيل على إسرائيل القيام بضربة استباقية كبيرة،
كان من المقرر أن الحرب ستجري في أبريل 1973،
رصدت إسرائيل الإعدادات والتحضيرات المصرية الضخمة
وتحفزت وكانت على وشك القيام بضربة إستباقية،
وفي الوقت المناسب قام السادات بتأجيل موعد الحرب،
فهجعت إسرائيل وضنت أن هذا نوع من التلويح بالقوة حتى تتحرك المفاوضات والمحادثات الديبلوماسية،
وحين جاء الوقت الحقيقي للحرب ورصدت إسرائيل الإعدادات الضخمة على الجبهتين السورية والمصرية ولكن دون تحشد،
تخبطت إسرائيل في موقفها وكان بعض قادتهم يظن أن مصر ستفعل كما فعلت في أبريل،
ﻷن حشد القوات الصهيونية كان يكلف كثيرا،
ولم تصحوا جولدا مائير وموشي ديان إلا على أكبر تمهيد نيراني في تاريخ الشرق الأوسط
قامت به مدفعية مصر على المواقع الصهيونية،
ودفعت إسرائيل ثمنا باهظا بسبب عدم قدرتها على قراءة المؤشرات الحقيقية من المزيفة،
وبالتالي فإن الضربة المسبقة أو الضربة الوقائية تعتمد على دقة قراءة المؤشرات وفحصها وتمييزها،
وهذا ماعجزت عنه إسرائيل في أكتوبر،
وأيضا بسبب أن الإعدادات المصرية والتحفز العالي منع إمكانية نجاح أي ضربة صهيونية استباقية.
○•○•○•○•○•○•○•○•○•○•○•○•○•○•○•○•○•○•○
ثالثا:
"الإمعان في إفشال الضربة الإستباقية بسرعة الحشد"
بعد الضربة الإفتتاحية المصرية انطلقت القوات المصرية للعبور،
وانطلقت القوات الصهيونية لمجابهة المصريين،
كان المصريين أسرع من الصهاينة بيومين كاملين تقريبا في سرعة الحشد والدفع بالقوات،
مع أن إمكانيات إسرائيل لوجستيا أكبر من إمكانيات مصر،
ومن هنا لم يعد للضربة الإستباقية أي مجال،
فلا يمكن مواجهة الحشود المصرية بضربة استباقية فقط
بل ينبغي شن حرب واسعة وضخمة لكي تحفظ إسرائيل نفسها،
وهذا سبب انهيار موشى ديان أمام جولدا مائير
هو وقائد الجبهة الجنوبية ﻹسرائيل الجنرال "جونين"
يوم 9 أكتوبر مطالبين مائير بضرورة سحب القوات كاملة من سيناء،
وقامت حينها مائير بطلب جسر من المساعدات المستمرة من الولايات المتحدة بعد أن عجز قادتها على التفكير الجيد من هول الصدمة القوية التي وجهتها مصر لهم.
•○•○•○•○•○•○•○•○•○•○•○•○•○•○•○•○•○•
الخاتمة:
لازال إحتمال الضربة الإستباقية أو الوقائية قائما،
فقد استخدمته إسرائيل ضد أعدائها العرب قبل حرب أكتوبر
في 1956 وفي 1967،
واستعملته بعد أكتوبر في 1982 في احتلال لبنان،
ولكن..
لازال احتمال إفشاله قائما كذلك،
وتطور وسائل الإستطلاع والرصد لايكفي للإستهانة بالضربة الإستباقية،
والقول بأنها تكتيك من الماضي الذي انتهى،
فلا زالت الحروب حتى اليوم يتم تخطيطها وتدار بنفس الطريقة المتبعة منذ الحرب العالمية الأولى،
وإنما تطورت الأدوات فقط