
هل كان بالإمكان تفادي الاعتداءات الإرهابية التي ضربت أمس الثلاثاء العاصمة البلجيكية ؟
الجواب هو نعم حسب ما يؤكده الصحفي الإيطالي فرانكو بيشيس . والدليل على ذلك ، برأيه ، هو المعلومات الاستخباراتية التي وضعتها أجهزة الأمن المغربية ، مرة أخرى ، رهن إشارة الغربيين . فقد أكد هذا الصحفي أن المغاربة أخبروا بلدانا أوربية ، قبل أسبوع ، بوجود تحضيرات لسلسلة جديدة من الاعتداءات الواسعة النطاق في قلب أوربا .
ولاحظ فرانكو بيشيس أنها ليست المرة الأولى التي يقدم فيها المغرب مساعدته للغربيين في المجال الاستخباراتي ، كما أنها ليست المرة الأولى التي يستهين فيها بلد أوربي بمثل هذه المعلومات الاستخباراتية . وذكر هذا الصحفي أن المعلومات التي حصل عليها المغاربة من مخبر يعيش بالقرب من الحدود التونسية الليبية تحدثت عن وجود تحضير لعمل إرهابي ضد أهداف حساسة ( محطات نووية ) كان سيكون أخطر من الهجومين اللذين استهدفا مطار وميترو أنفاق بروكسيل.
ويعتبر الصحفي الإيطالي ، الذي نشرت مقاله الصحافة الإيطالية ، أن أجهزة الاستخبارات المغربية تعتبر حاليا الأنجح في مكافحة الإرهاب ” الجهادي ” وخاصة الحركات والمجموعات الموالية ل”داعش” . فهي الأكثر قدرة على اختراق الخلايا السرية والصغيرة في غالب الأحيان.
ويؤكد مقال الصحفي الإيطالي ما جاء في مقالات أخرى نشرتها صحف دولية مختلفة حول دور وفعالية أجهزة الاستخبارات المغربية ، وخاصة منذ اعتداءات نوفمبر الماضي في باريس. غير أن ما يثير الاستغراب هو تجاهل وسائل الإعلام الغربية لهذا الدور .
هذا المقال يؤكد ، مرة أخرى كلام رئيس الدبلوماسية الإسبانية خوسي مانويل مارغالو ، الذي أشاد مرة أخرى يوم أمس ، في خضم اعتداءات بروكسيل، بالتعاون القائم مع المغرب في مجال مكافحة الإرهاب . وتعتبر أقوال الوزير الإسباني هذه ، في مثل هذه الظروف، أحسن دليل على دور مصالح الأمن والاستخبارات المغربية الذي يكاد يكون حيويا.
ويذكر أن الأجهزة المغربية كانت الأولي ، بل الوحيدة ، التي دلت السلطات الفرنسية والبلجيكية على الإرهابيين البلجيكيين وخاصة في حي مولنبيك الذي انطلق منه منفذو اعتداءات باريس والذي لجأ إليه صلاح عبد السلام المطلوب الأول عالميا في قضايا الإرهاب .
http://www.barlamane.com/اعتداءات-بروكسيل-المغاربة-كانوا-حذرو/
التعديل الأخير: