ظهرت أمس معلومات جديدة تنشر للمرة الأولى، ظلت طي الكتمان لمدة تناهز الثلاثين عاما، من شأنها حسم الجدل المثار منذ عام 1968 حول مصير الغواصة الإسرائيلية داكار، التي غرقت أمام ساحل مدينة الإسكندرية وعلى متنها 69 من البحارة والضباط الإسرائيليين، تردد أنهم كانوا في مهمة سرية لاغتيال الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر.
وطبقا لتقرير قدمه هذا الأسبوع إلى إحدى الجهات المصرية المختصة، المقدم بحري متقاعد محمد سعيد خاطر فقد تم العثور عام 1974على جهاز تلفزيون إنجليزي ماركة زينت بحالة جيدة بعد إطلاق إحدى كاسحات الألغام التي كان يقودها قذيفة أعماق ضد أحد الأهداف المعادية.
وجاء في نص التقرير الذي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه: فوجئت بعد إطلاق إحدى القذائف وانفجارها بصوت غير معتاد وباندفاع أشياء متعددة من قاع البحر، مثل قطع أخشاب وقماش وبعض الجلود الخضراء المتهالكة وماد بترولية، وكان الأهم من ذلك هو صعود جسم لامع يطفو على سطح البحر بما أوحى لطاقم المراقبة البصرية بأنه لغم عائم وتم التعامل معه بحذر شديد حرصا على سلامة الكاسحة.
ومضى التقرير إلى القول «وبعد محاولات الاقتراب الحذر منها اتضح أن ذلك الجسم هو عبارة عن جهاز تلفزيون سليم فضي اللون من ماركة زينيت ليست به أية إصابات أو كسر بالشاشة أو تراكم قواقع، وفى المقابل كانت بداخله أسماك صغيرة الحجم من نوع الخنزير ذي اللون الداكن الذي يعيش في الأعماق، بما يوحي أن التلفزيون كان موجودا بمكان مغلق يرقد على القاع وصعد من فتحة كبيرة لم تسبب له أية أضرار عندما طفا على سطح البحر». وقال كاتب التقرير، الذي يعمل حاليا كبير مرشدين لإحدى شركات البترول الكبرى في مصر، انه لم يخالجه شك في أن قذيفة الأعماق التي أطلقها قد أصابت الغواصة الإسرائيلية المفقودة داكار، التي سبق أن أعلنت إسرائيل عن فقدها في الخامس والعشرين من شهر يناير (كانون الثاني) عام 1968.
وطالب بإثارة موضوع الحصول على جهاز التلفزيون مع الجانب الاسرائيلي لحسم عملية البحث عن الغواصة المفقودة التي سعت إسرائيل عدة مرات أخيرا إلى مواصلة البحث عنها من دون جدوى.
ومرت حتى الآن 37 عاما على إذاعة إسرائيل لنبأ فقد الغواصة داكار، التي كانت إحدى ثلاث غواصات اشترتها من بريطانيا عقب نكسة يونيو عام 1967، لكن لم يعلن مصيرها أو مصير طاقمها.
وكانت داكار التي يعني اسمها الأخفس وهو نوع من السمك الكبير الذي يعيش في قاع المياه الدافئة في البحار والمحيطات، قد بدأت رحلتها للمرة الأولى بعد إدخال التعديلات عليها من ميناء بورتسموث البريطاني متوجهة إلى ميناء حيفا عبر ميناء جبل طارق، اعتبارا من التاسع من شهر يناير عام 1968.
وكانت الغواصة التي تقل على متنها 69 من بحارة وجنود إسرائيليين تعطي اتصالا لقياداتها كل ست ساعات، حتى يوم الرابع والعشرين من نفس الشهر، حيث انقطعت الاتصالات بشكل مفاجئ بالغواصة وطاقمها واضطرت البحرية ومختلف قيادات الجيش الإسرائيلي إلى الانتظار بضع ساعات أخرى قبل الإعلان نهائيا عن فقدان الغواصة لسبب غامض وغير مفهوم. لكن اللواء بحري متقاعد محمد عبد المجيد عزب بدد لـ«الشرق الأوسط» هذا الغموض وشرح القصة كما وقعت بقوله: في الساعات الأولى من صباح اليوم السابق على غرق الغواصة الإسرائيلية كنت أقود السفينة الحبية (أسيوط)، لتنفيذ مهمة تدريب اعتيادية لبعض طلاب الكلية البحرية، وبعد انتهاء التدريب ولدى دخولنا الميناء لمح أحد الطلاب هدفا صغيرا جدا يشق البحر وبعد مراقبته اتضح أنه جزء من غواصة معادية تسير على عمق البيروسكوب في خط مواز لخط سير السفينة أسيوط. وفى مقابلة خاصة يكمل اللواء عزب القصة مضيفا: لقد قررت على الفور مهاجمة الغواصة التي انتهكت مياهنا الإقليمية وتواجدت في منطقة يمنع على غواصاتنا الغطس فيها، حيث تم اتخاذ وضع القتال وإبلاغ قيادة البحرية المصرية بما يحدث أولا بأول، ولدى الاقتراب منها غطست الغواصة التي كانت مجهولة لنا آنذاك على عمق 18 قامة، وهو أقل قامتين من العمق الذي يسمح به لغطس غواصة من نفس الطراز.
وسبق للواء عزب أن قام في السادس من يونيو (حزيران) عام 1967 بتدمير الغواصة الإسرائيلية (تانين) التي كانت في طريقها لمهاجمة الفرقاطة طارق التي كان يقودها بالطوربيدات، قبل أن تتحول الفرقاطة المصرية إلى وضع الهجوم وتصيب الغواصة الإسرائيلية إصابة قاتلة أخرجتها للأبد من ساحة المعركة.
ويقول محللون عسكريون إنه من المرجح أنه بعد إصابة الغواصة الإسرائيلية بقذيفة مصرية فإنها اضطرت إلى الغطس المفاجئ تحت سطح مياه البحر المتوسط حتى وصلت إلي عمق قاتل.
وجرت عمليات بحث واسعة النطاق شاركت فيها مئات من القطع البحرية والحربية الإسرائيلية والأميركية والبريطانية والفرنسية للعثور على الغواصة التي تم العثور على عائمها الخلفي عام 1969على ساحل مدينة خان يونس بالأراضي الفلسطينية المحتلة.
ومنذ ذلك التاريخ تنفق إسرائيل نحو مليون شيكل يوميا للتعرف على مصير الغواصة تحت ضغط أهالي الجنود والبحارة، ولأن إسرائيل هي الدولة الوحيدة في العالم التي لا يوجد بها قبر للجندي المجهول ولأن الديانة اليهودية لا تعترف بفقدان الشخص وتطلب دليلا جازما على موته، فان عائلات هؤلاء المفقودين ما تزال تمثل أزمة اجتماعية وسياسية خطيرة في إسرائيل.
وكان طلب المساعدة في البحث عن الغواصة داكار أحد المطالب الأساسية التي تقدمت بها إسرائيل إلى الرئيس المصري الراحل أنور السادات، خلال مرحلة التفاوض التي أدت في ما بعد إلى توقيع اتفاقية كامب ديفيد عام 1979 بين السادات ومناحيم بيغين رئيس الوزراء الاسرائيلى الأسبق. وبالفعل سمحت القيادة المصرية لإسرائيل بالبحث ست مرات على الأقل عن حطام الغواصة المفقودة شاركت في إحداها وحدات تابعة لقوات البحرية الأميركية (المارينيز).
وطبقا لتقرير قدمه هذا الأسبوع إلى إحدى الجهات المصرية المختصة، المقدم بحري متقاعد محمد سعيد خاطر فقد تم العثور عام 1974على جهاز تلفزيون إنجليزي ماركة زينت بحالة جيدة بعد إطلاق إحدى كاسحات الألغام التي كان يقودها قذيفة أعماق ضد أحد الأهداف المعادية.
وجاء في نص التقرير الذي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه: فوجئت بعد إطلاق إحدى القذائف وانفجارها بصوت غير معتاد وباندفاع أشياء متعددة من قاع البحر، مثل قطع أخشاب وقماش وبعض الجلود الخضراء المتهالكة وماد بترولية، وكان الأهم من ذلك هو صعود جسم لامع يطفو على سطح البحر بما أوحى لطاقم المراقبة البصرية بأنه لغم عائم وتم التعامل معه بحذر شديد حرصا على سلامة الكاسحة.
ومضى التقرير إلى القول «وبعد محاولات الاقتراب الحذر منها اتضح أن ذلك الجسم هو عبارة عن جهاز تلفزيون سليم فضي اللون من ماركة زينيت ليست به أية إصابات أو كسر بالشاشة أو تراكم قواقع، وفى المقابل كانت بداخله أسماك صغيرة الحجم من نوع الخنزير ذي اللون الداكن الذي يعيش في الأعماق، بما يوحي أن التلفزيون كان موجودا بمكان مغلق يرقد على القاع وصعد من فتحة كبيرة لم تسبب له أية أضرار عندما طفا على سطح البحر». وقال كاتب التقرير، الذي يعمل حاليا كبير مرشدين لإحدى شركات البترول الكبرى في مصر، انه لم يخالجه شك في أن قذيفة الأعماق التي أطلقها قد أصابت الغواصة الإسرائيلية المفقودة داكار، التي سبق أن أعلنت إسرائيل عن فقدها في الخامس والعشرين من شهر يناير (كانون الثاني) عام 1968.
وطالب بإثارة موضوع الحصول على جهاز التلفزيون مع الجانب الاسرائيلي لحسم عملية البحث عن الغواصة المفقودة التي سعت إسرائيل عدة مرات أخيرا إلى مواصلة البحث عنها من دون جدوى.
ومرت حتى الآن 37 عاما على إذاعة إسرائيل لنبأ فقد الغواصة داكار، التي كانت إحدى ثلاث غواصات اشترتها من بريطانيا عقب نكسة يونيو عام 1967، لكن لم يعلن مصيرها أو مصير طاقمها.
وكانت داكار التي يعني اسمها الأخفس وهو نوع من السمك الكبير الذي يعيش في قاع المياه الدافئة في البحار والمحيطات، قد بدأت رحلتها للمرة الأولى بعد إدخال التعديلات عليها من ميناء بورتسموث البريطاني متوجهة إلى ميناء حيفا عبر ميناء جبل طارق، اعتبارا من التاسع من شهر يناير عام 1968.
وكانت الغواصة التي تقل على متنها 69 من بحارة وجنود إسرائيليين تعطي اتصالا لقياداتها كل ست ساعات، حتى يوم الرابع والعشرين من نفس الشهر، حيث انقطعت الاتصالات بشكل مفاجئ بالغواصة وطاقمها واضطرت البحرية ومختلف قيادات الجيش الإسرائيلي إلى الانتظار بضع ساعات أخرى قبل الإعلان نهائيا عن فقدان الغواصة لسبب غامض وغير مفهوم. لكن اللواء بحري متقاعد محمد عبد المجيد عزب بدد لـ«الشرق الأوسط» هذا الغموض وشرح القصة كما وقعت بقوله: في الساعات الأولى من صباح اليوم السابق على غرق الغواصة الإسرائيلية كنت أقود السفينة الحبية (أسيوط)، لتنفيذ مهمة تدريب اعتيادية لبعض طلاب الكلية البحرية، وبعد انتهاء التدريب ولدى دخولنا الميناء لمح أحد الطلاب هدفا صغيرا جدا يشق البحر وبعد مراقبته اتضح أنه جزء من غواصة معادية تسير على عمق البيروسكوب في خط مواز لخط سير السفينة أسيوط. وفى مقابلة خاصة يكمل اللواء عزب القصة مضيفا: لقد قررت على الفور مهاجمة الغواصة التي انتهكت مياهنا الإقليمية وتواجدت في منطقة يمنع على غواصاتنا الغطس فيها، حيث تم اتخاذ وضع القتال وإبلاغ قيادة البحرية المصرية بما يحدث أولا بأول، ولدى الاقتراب منها غطست الغواصة التي كانت مجهولة لنا آنذاك على عمق 18 قامة، وهو أقل قامتين من العمق الذي يسمح به لغطس غواصة من نفس الطراز.
وسبق للواء عزب أن قام في السادس من يونيو (حزيران) عام 1967 بتدمير الغواصة الإسرائيلية (تانين) التي كانت في طريقها لمهاجمة الفرقاطة طارق التي كان يقودها بالطوربيدات، قبل أن تتحول الفرقاطة المصرية إلى وضع الهجوم وتصيب الغواصة الإسرائيلية إصابة قاتلة أخرجتها للأبد من ساحة المعركة.
ويقول محللون عسكريون إنه من المرجح أنه بعد إصابة الغواصة الإسرائيلية بقذيفة مصرية فإنها اضطرت إلى الغطس المفاجئ تحت سطح مياه البحر المتوسط حتى وصلت إلي عمق قاتل.
وجرت عمليات بحث واسعة النطاق شاركت فيها مئات من القطع البحرية والحربية الإسرائيلية والأميركية والبريطانية والفرنسية للعثور على الغواصة التي تم العثور على عائمها الخلفي عام 1969على ساحل مدينة خان يونس بالأراضي الفلسطينية المحتلة.
ومنذ ذلك التاريخ تنفق إسرائيل نحو مليون شيكل يوميا للتعرف على مصير الغواصة تحت ضغط أهالي الجنود والبحارة، ولأن إسرائيل هي الدولة الوحيدة في العالم التي لا يوجد بها قبر للجندي المجهول ولأن الديانة اليهودية لا تعترف بفقدان الشخص وتطلب دليلا جازما على موته، فان عائلات هؤلاء المفقودين ما تزال تمثل أزمة اجتماعية وسياسية خطيرة في إسرائيل.
وكان طلب المساعدة في البحث عن الغواصة داكار أحد المطالب الأساسية التي تقدمت بها إسرائيل إلى الرئيس المصري الراحل أنور السادات، خلال مرحلة التفاوض التي أدت في ما بعد إلى توقيع اتفاقية كامب ديفيد عام 1979 بين السادات ومناحيم بيغين رئيس الوزراء الاسرائيلى الأسبق. وبالفعل سمحت القيادة المصرية لإسرائيل بالبحث ست مرات على الأقل عن حطام الغواصة المفقودة شاركت في إحداها وحدات تابعة لقوات البحرية الأميركية (المارينيز).