ال الحسن الثاني لحافظ الأسد : (( أرسلت لك أحسن ضابط)).
.
.
.
قال الملك الحسن الثاني في احدى خطبه :
((جاء عندي صديقي السيد عبد الحليم خدام في احدى الليالي الى المكتب، وكانت سوريا في حالة سيئة من الناحية الاقتصادية ، وكان يطلب المعونة آنذاك من الدول العربية ، فقلت له أرجوك لا تطلب مني شيئا ، فليس لدي ما أعطيك اياه ، لكن اذا أردت الرجال فهم عندي . فاندهش وقال ، هل تعطيني الرجال ؟! فقلت نعم ، فقال سأرد عليكم .
وفي اليوم الموالي قال لي ليس هناك مانع ، فالرئيس حافظ الأسد فوجئ ، وهو يرحب بهذا الاقتراح ، وسيكون المغرب أول بلد يرسل قواته الى سوريا.)).
كان هذا في أواخر عام 1972م . شهور بعد ذلك عبرت الجيوش المصرية قناة السويس واقتحمت حصون خط بارليف في سيناء ، بينما اقتحمت الجيوش السورية خط ألون في الجولان.
واهتز الشرق الأوسط على وقع حرب عربية اسرائيلية رابعة .. والجيش المغربي مشارك فيها.
كان الجنود المغاربة قد وصلوا الى سوريا قبل بداية الحرب بعدة أشهر ، حيث نزلت التجريدة العسكرية بميناء اللاذقية السوري قي 9 يونيو 1973م، وبقيت مرابطة جنوب المدينة قبل أن تتوجه الى هضبة الجولان.
وكان الجنرال عبد السلام الصفريوي هو من يقودها ، لكن الملك الحسن الثاني كتب رسالة خطية وكلف الكولونيل عبد القادر علام بتسليمها للقيادة السورية. وروى حافظ الأسد لاحقا أن الرسالة الملكية كانت تنوه بأخلاق الضابط علام وشهامته وتؤكد على تميزه عن كل الذين يتواجدون ضمن البعثة العسكرية المغربية. وقد أثبتت الأحداث صحة رأي الملك في ضابطه علام.
عندما نشبت الحرب اشتبك الجنود المغاربة مع القوات الاسرائيلية ودخلوا معها في معارك عنيفة بالمدفعية والمدرعات ومضادات الطائرات.. ويحكي أحد السوريين الذين شاركوا في الحرب قائلا : (( تمكن المغاربة من تحقيق تقدم سريع واحراز انتصارات أثارت دهشة الجميع ))وأضاف: (( كانت القوات المغربية المتمركزة على مرتفعات وسفوح جبل هرمون تشكل السد المنيع الذي يحول دون تقدم القوات الااسرائيلية الى دمشق)).
أثناء القتال قام وزير الدفاع الاسرائيلي (موشي ديان) بزيارة فيلق اسرائيلي متواجد في ساحة المعركة فشاهده الكولونيل العلام بمنظاره وزحف نحو موقعه على رأس سرية عسكرية وقتل عددا من الجنود الاسرائيليين ، لكن موشي دايان أفلت من قبضة الجنود المغاربة بأعجوبة بعد أن غادر المكان قبل وصول الكولونيل العلام بدقائق.
استمرت التجريدة المغربية التي قدر عددها بحوالي 6000 جندي في القيام بواجبها بشكل بطولي أثار اعجاب المراقبين والمراسلين الصحفيين . وكتبت مجلة صوت الخليج ما يلي : (( يفيد شهود عيان أنهم لاحظوا جنديين مغربيين يزحفان الى أحد التلال في المنطقة الوسطى من الهضبة السورية المحتلة ، وكان خلف ذلك مدفع ودبابة ام 60 للعدو الاسرائيلي ، وكانت نيران هذه الأسلحة تعيق تقدم الدبابات العربية فقاما بتفجير الموقع الاسرائيلي تماما بعد أن ربطا حولهما حزاما ناسفا من القنابل)).
ونقل مراسل جريدة السياسة الكويتية في عددها الصادر يوم 13 أكتوبر أنه التقى بعدد كبير من العسكريين الذين نقولوا له (( شراسة القوات المغربية المتواجدة بسوريا)).
وذكرت جريدة صدى لبنان في عددها الصادر يوم 10 أكتوبر 1973م : (( وصف أحد المراقبين العسكريين في الجولان أن القوات المغربية لم تكن تكتفي بمجرد تنفيذ أوامر عسكرية ، بل كان كل فرد منها يقاتل بحماسة وبانسجام مع تربيته الوطنية والعسكرية التي تقول أن أسمى مراحل الجندي هو الاستشهاد دفاعا عن الأرض المقدسة)).
وقال مراسل جريدة السياسة في مراسلته عن الجبهة السورية بتاريخ 18 أكتوبر 1973م (( والواقع أن القوات المغربية صارت مثلا في الشجاعة والصلابة لدى أبناء دمشق)).
أصيب الملازم علام في ساحة المعركة ونقل الى المستشفى لتلقي العلاج ، ووصل الخبر الى الملك الحسن الثاني فأعطى أوامره بإرسال وفد من بينهم الدليمي للاطمئنان على صحته.وقبل وفاته بلحظات قال العقيد علام لأفراد الوفد : " قولو لسيدنا راني ماحشمتش به فالحرب".
دفن الشهيد علام مع باقي شهداء الحرب ، ثم قررت السلطان السورية في 1995م نقل رفاتهم الى مقبرة جديدة، ويحكي حميد علام (شقيق الشهيد) أنه في إحدى الزيارات التي يقوم بها أفراد الأسرة لقبر الشهيد ، اقترب منهم حارس المقبرة وأخبرهم أنه أثناء عميلة نقل رفاة الشهداء استغرب الجميع وأصيبوا بالذهول بعد أن لاحظوا الحالة التي كان يوجد عليها جثمان الشهيد عبد القادر علام التي لم تتعفن وبقيت على حالها حيث كان– حسب حارس المقبرة- في هيأة سليمة كأنه دفن قبل زمن قصير فيما كانت رفاة باقي الشهداء عبارة عن هياكل عظمية.
استمرت عائلة العلام بزيارة قبر ابنها الشهيد ، وكان حافظ الأسد يخص الأسرة باستقبال رسمي ، وتتكفل الدولة السورية عن طريق سفارتها بالرباط بمصاريف هذه الرحلات ومصاريف الاقامة اضافة الى وضع سيارة رهن إشارتهم هناك ، وكان الرئيس الراحل حافظ الأسد يخص الأسرة باستقبال يتعدى زمنه الساعة والنصف.
قبل أزيد من عشر سنوات زار الملك محمد السادس سوريا ، وتوجه نحو مثوى الشهداء أفراد التجريدة المغربية الذين سقطوا في ساحة الشرف إلى جانب أشقائهم السوريين والعرب في حرب أكتوبر ،وقرأ الفاتحة ترحما على أرواحهم الطاهرة. بعد ذلك وقع في سجل الشرف الكلمة التالية: ((قال تعالى: «ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون». أترحم بخشوع على أرواح شهدائنا الأبرار في معركة الجولان داعيا لهم بالمغفرة والرضوان وفسيح الجنان. توقيع: محمد بن الحسن)).
وكان الحسن الثاني رحمه الله قد زار مقبرة الشهداء المغاربة بسوريا حيث ترقد جثامينهم الطاهرة ، وبعد أن ترحم عليهم التفت وراءه قبل مغادرة أسوار المقبرة
.
.
.
قال الملك الحسن الثاني في احدى خطبه :
((جاء عندي صديقي السيد عبد الحليم خدام في احدى الليالي الى المكتب، وكانت سوريا في حالة سيئة من الناحية الاقتصادية ، وكان يطلب المعونة آنذاك من الدول العربية ، فقلت له أرجوك لا تطلب مني شيئا ، فليس لدي ما أعطيك اياه ، لكن اذا أردت الرجال فهم عندي . فاندهش وقال ، هل تعطيني الرجال ؟! فقلت نعم ، فقال سأرد عليكم .
وفي اليوم الموالي قال لي ليس هناك مانع ، فالرئيس حافظ الأسد فوجئ ، وهو يرحب بهذا الاقتراح ، وسيكون المغرب أول بلد يرسل قواته الى سوريا.)).
كان هذا في أواخر عام 1972م . شهور بعد ذلك عبرت الجيوش المصرية قناة السويس واقتحمت حصون خط بارليف في سيناء ، بينما اقتحمت الجيوش السورية خط ألون في الجولان.
واهتز الشرق الأوسط على وقع حرب عربية اسرائيلية رابعة .. والجيش المغربي مشارك فيها.
كان الجنود المغاربة قد وصلوا الى سوريا قبل بداية الحرب بعدة أشهر ، حيث نزلت التجريدة العسكرية بميناء اللاذقية السوري قي 9 يونيو 1973م، وبقيت مرابطة جنوب المدينة قبل أن تتوجه الى هضبة الجولان.
وكان الجنرال عبد السلام الصفريوي هو من يقودها ، لكن الملك الحسن الثاني كتب رسالة خطية وكلف الكولونيل عبد القادر علام بتسليمها للقيادة السورية. وروى حافظ الأسد لاحقا أن الرسالة الملكية كانت تنوه بأخلاق الضابط علام وشهامته وتؤكد على تميزه عن كل الذين يتواجدون ضمن البعثة العسكرية المغربية. وقد أثبتت الأحداث صحة رأي الملك في ضابطه علام.
عندما نشبت الحرب اشتبك الجنود المغاربة مع القوات الاسرائيلية ودخلوا معها في معارك عنيفة بالمدفعية والمدرعات ومضادات الطائرات.. ويحكي أحد السوريين الذين شاركوا في الحرب قائلا : (( تمكن المغاربة من تحقيق تقدم سريع واحراز انتصارات أثارت دهشة الجميع ))وأضاف: (( كانت القوات المغربية المتمركزة على مرتفعات وسفوح جبل هرمون تشكل السد المنيع الذي يحول دون تقدم القوات الااسرائيلية الى دمشق)).
أثناء القتال قام وزير الدفاع الاسرائيلي (موشي ديان) بزيارة فيلق اسرائيلي متواجد في ساحة المعركة فشاهده الكولونيل العلام بمنظاره وزحف نحو موقعه على رأس سرية عسكرية وقتل عددا من الجنود الاسرائيليين ، لكن موشي دايان أفلت من قبضة الجنود المغاربة بأعجوبة بعد أن غادر المكان قبل وصول الكولونيل العلام بدقائق.
استمرت التجريدة المغربية التي قدر عددها بحوالي 6000 جندي في القيام بواجبها بشكل بطولي أثار اعجاب المراقبين والمراسلين الصحفيين . وكتبت مجلة صوت الخليج ما يلي : (( يفيد شهود عيان أنهم لاحظوا جنديين مغربيين يزحفان الى أحد التلال في المنطقة الوسطى من الهضبة السورية المحتلة ، وكان خلف ذلك مدفع ودبابة ام 60 للعدو الاسرائيلي ، وكانت نيران هذه الأسلحة تعيق تقدم الدبابات العربية فقاما بتفجير الموقع الاسرائيلي تماما بعد أن ربطا حولهما حزاما ناسفا من القنابل)).
ونقل مراسل جريدة السياسة الكويتية في عددها الصادر يوم 13 أكتوبر أنه التقى بعدد كبير من العسكريين الذين نقولوا له (( شراسة القوات المغربية المتواجدة بسوريا)).
وذكرت جريدة صدى لبنان في عددها الصادر يوم 10 أكتوبر 1973م : (( وصف أحد المراقبين العسكريين في الجولان أن القوات المغربية لم تكن تكتفي بمجرد تنفيذ أوامر عسكرية ، بل كان كل فرد منها يقاتل بحماسة وبانسجام مع تربيته الوطنية والعسكرية التي تقول أن أسمى مراحل الجندي هو الاستشهاد دفاعا عن الأرض المقدسة)).
وقال مراسل جريدة السياسة في مراسلته عن الجبهة السورية بتاريخ 18 أكتوبر 1973م (( والواقع أن القوات المغربية صارت مثلا في الشجاعة والصلابة لدى أبناء دمشق)).
أصيب الملازم علام في ساحة المعركة ونقل الى المستشفى لتلقي العلاج ، ووصل الخبر الى الملك الحسن الثاني فأعطى أوامره بإرسال وفد من بينهم الدليمي للاطمئنان على صحته.وقبل وفاته بلحظات قال العقيد علام لأفراد الوفد : " قولو لسيدنا راني ماحشمتش به فالحرب".
دفن الشهيد علام مع باقي شهداء الحرب ، ثم قررت السلطان السورية في 1995م نقل رفاتهم الى مقبرة جديدة، ويحكي حميد علام (شقيق الشهيد) أنه في إحدى الزيارات التي يقوم بها أفراد الأسرة لقبر الشهيد ، اقترب منهم حارس المقبرة وأخبرهم أنه أثناء عميلة نقل رفاة الشهداء استغرب الجميع وأصيبوا بالذهول بعد أن لاحظوا الحالة التي كان يوجد عليها جثمان الشهيد عبد القادر علام التي لم تتعفن وبقيت على حالها حيث كان– حسب حارس المقبرة- في هيأة سليمة كأنه دفن قبل زمن قصير فيما كانت رفاة باقي الشهداء عبارة عن هياكل عظمية.
استمرت عائلة العلام بزيارة قبر ابنها الشهيد ، وكان حافظ الأسد يخص الأسرة باستقبال رسمي ، وتتكفل الدولة السورية عن طريق سفارتها بالرباط بمصاريف هذه الرحلات ومصاريف الاقامة اضافة الى وضع سيارة رهن إشارتهم هناك ، وكان الرئيس الراحل حافظ الأسد يخص الأسرة باستقبال يتعدى زمنه الساعة والنصف.
قبل أزيد من عشر سنوات زار الملك محمد السادس سوريا ، وتوجه نحو مثوى الشهداء أفراد التجريدة المغربية الذين سقطوا في ساحة الشرف إلى جانب أشقائهم السوريين والعرب في حرب أكتوبر ،وقرأ الفاتحة ترحما على أرواحهم الطاهرة. بعد ذلك وقع في سجل الشرف الكلمة التالية: ((قال تعالى: «ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون». أترحم بخشوع على أرواح شهدائنا الأبرار في معركة الجولان داعيا لهم بالمغفرة والرضوان وفسيح الجنان. توقيع: محمد بن الحسن)).
وكان الحسن الثاني رحمه الله قد زار مقبرة الشهداء المغاربة بسوريا حيث ترقد جثامينهم الطاهرة ، وبعد أن ترحم عليهم التفت وراءه قبل مغادرة أسوار المقبرة