اندفعت بعض الغواصات البريطانية من البحر المتوسط لتقف في خليج بسكاى في انتظار بسمارك بينما اندفعت الغواصات الالمانية من الموانى الفرنسية كى تشكل ستارة حامية جنوب مسار بسمارك لمنع هذه القوة البريطانية القادمة من البحر المتوسط.ولكن هذه القوة انحرفت غربا ثم تابعت مسارها شمالا .واستمرت طائرات الطوربيد والسفن البريطانية في مهاجمة بسمارك طول الليل من جميع الجهات وهى تقاتل بعنف، وتقذف حمما من الدانات المتفجرة.ولم تخلو سفينة بريطانية من اصابة المانية.
اطلق على بسمارك عشرات الطوربيدات وسقطت طائرات كثيرة ، ولكن احد الطوربيدات اصاب الدفة الثقيلة التى تزن 250 طنا من الصلب وتجمدت بزاوية 15 درجة الى اليمين ، ولكن الرفاصات الثلاثة لم تصب بسوء.انحرفت بسمارك نحو الشمال ، واصبحت عاجزة عن تغيير مسارها او القيام بأى مناورة.
لم يستطع الغواصون تحرير تروس الدفة نظرا لضيق المكان وظروف القتال الجارى ولثقل الدفة.ويقول الخبراء ان فرصة تحقيق اصابة مماثلة لا تتعدى طوربيدا واحدا من كل مائة الف طوربيد يطلق على الدفة!
وقبل منتصف ليل 26 مايو ، ارسل الادميرال لوتينز رسالة لاسلكية الى الزعيم هتلر
(...انخفضت قدرة السفينة على المناورة .سنقاتل حتى النهاية يا زعيمى.نؤكد ثقتنا بالنصر الالمانى..)) ورد هتلر على ذلك برسالة مشفرة بعد ساعتين من مقره في بيرجهوف
(اشكركم باسم الشعب الالمانى.))
فى فجر اليوم التالى كانت خمس مدمرات بريطانية قد اقتربت من بسمارك واخذت تضربها بعنف بينما كانت بسمارك عاجزة عن المناورة وتوجية مدافعها بدقة. ثم بدأت جميع السفن البريطانية في فتح النيران من جميع الجهات على بسمارك لمدة ساعتين متواصلتين .واقتربت احدى المدمرات واطلقت عليها عدة طوربيدات من مسافة لا تزيد كيلومترين ، مع ان اقل مسافة امنة تبلغ ستة كيلومترات.
وفى الساعة العاشرة واربعين دقيقة صباح 27 مايو 1941 بدأت بسمارك بالغوص نحو الاعماق .وانسحبت جميع السفن البريطانية بسرعة من المكان، حيث كان من المتوقع ان يمتلئ المكان بالغواصات الالمانية ...وبالفعل وصلت 11 غواصى المانية لانقاذ البحارة وامكنهم انقاذ 115 شخص وغرق مع البارجة 2106 اشخاص من بينهم قبطانها ايرنست ليندمان وقائد الاسطول الادميرال جونتر لوتينز.
- وقد سجل الادميرال جون توفى في كتاب صدر له بعد الحرب قائلا:
((...خاضت بسمارك معركة بحرية شجاعة مع سفن متفوقة عليها عدديا الى حد كبير.ومع ذلك تمسك القادة الالمان بأرقى تراث للبحرية الالمانية.وعندما كانت تغوص الى الاعماق ، كانت اعلامها مازالت ترفرف على ساريتها)).