البارجة بسمارك

khalid_73

عضو
إنضم
11 نوفمبر 2013
المشاركات
847
التفاعل
688 0 0
12189852_868249629910299_7933880079623487860_n.jpg


البارجة بسمارك
ملكة الاطلسي ومرعبة السفن
البارجة بسمارك إحدى أقوى قطع أسطول ألمانيا النازية خلال الحرب العالمية الثانية.
فى مايو 1941 أصبحت معظم الدول الاوروبية تحت سيطرة الألمان. وكان وجود الإسطول الألماني في المحيط الأطلسي تهديد مخيف لقوافل السفن التى تحمل الإمدادات الحيوية من أمريكا الجنوبية والولايات المتحدة إلى بريطانيا وبعد ذلك إلى السوفيت عبر بحر الشمال.
وقصة إغراق بسمارك تعد من أهم وأقوى العمليات البحرية والجوية التى تدرس حتى الآن في أهم الكليات البحرية في مختلف دول العالم حيث انها أول عملية بحرية وجوية مشتركة.
 
اندفعت بعض الغواصات البريطانية من البحر المتوسط لتقف في خليج بسكاى في انتظار بسمارك بينما اندفعت الغواصات الالمانية من الموانى الفرنسية كى تشكل ستارة حامية جنوب مسار بسمارك لمنع هذه القوة البريطانية القادمة من البحر المتوسط.ولكن هذه القوة انحرفت غربا ثم تابعت مسارها شمالا .واستمرت طائرات الطوربيد والسفن البريطانية في مهاجمة بسمارك طول الليل من جميع الجهات وهى تقاتل بعنف، وتقذف حمما من الدانات المتفجرة.ولم تخلو سفينة بريطانية من اصابة المانية.
اطلق على بسمارك عشرات الطوربيدات وسقطت طائرات كثيرة ، ولكن احد الطوربيدات اصاب الدفة الثقيلة التى تزن 250 طنا من الصلب وتجمدت بزاوية 15 درجة الى اليمين ، ولكن الرفاصات الثلاثة لم تصب بسوء.انحرفت بسمارك نحو الشمال ، واصبحت عاجزة عن تغيير مسارها او القيام بأى مناورة.
لم يستطع الغواصون تحرير تروس الدفة نظرا لضيق المكان وظروف القتال الجارى ولثقل الدفة.ويقول الخبراء ان فرصة تحقيق اصابة مماثلة لا تتعدى طوربيدا واحدا من كل مائة الف طوربيد يطلق على الدفة!
وقبل منتصف ليل 26 مايو ، ارسل الادميرال لوتينز رسالة لاسلكية الى الزعيم هتلر:((...انخفضت قدرة السفينة على المناورة .سنقاتل حتى النهاية يا زعيمى.نؤكد ثقتنا بالنصر الالمانى..)) ورد هتلر على ذلك برسالة مشفرة بعد ساعتين من مقره في بيرجهوف :((اشكركم باسم الشعب الالمانى.))
فى فجر اليوم التالى كانت خمس مدمرات بريطانية قد اقتربت من بسمارك واخذت تضربها بعنف بينما كانت بسمارك عاجزة عن المناورة وتوجية مدافعها بدقة. ثم بدأت جميع السفن البريطانية في فتح النيران من جميع الجهات على بسمارك لمدة ساعتين متواصلتين .واقتربت احدى المدمرات واطلقت عليها عدة طوربيدات من مسافة لا تزيد كيلومترين ، مع ان اقل مسافة امنة تبلغ ستة كيلومترات.
وفى الساعة العاشرة واربعين دقيقة صباح 27 مايو 1941 بدأت بسمارك بالغوص نحو الاعماق .وانسحبت جميع السفن البريطانية بسرعة من المكان، حيث كان من المتوقع ان يمتلئ المكان بالغواصات الالمانية ...وبالفعل وصلت 11 غواصى المانية لانقاذ البحارة وامكنهم انقاذ 115 شخص وغرق مع البارجة 2106 اشخاص من بينهم قبطانها ايرنست ليندمان وقائد الاسطول الادميرال جونتر لوتينز.
  • وقد سجل الادميرال جون توفى في كتاب صدر له بعد الحرب قائلا:
((...خاضت بسمارك معركة بحرية شجاعة مع سفن متفوقة عليها عدديا الى حد كبير.ومع ذلك تمسك القادة الالمان بأرقى تراث للبحرية الالمانية.وعندما كانت تغوص الى الاعماق ، كانت اعلامها مازالت ترفرف على ساريتها)).
 
فى مايو 1989 عثر فريق فرنسى بقيادة روبرت بالار وبالاستعانة بغواصة الاعماق الامريكية ارجو، على حطام البارجة بسمارك على عمق 4500 متر في قاع المحيط الاطلنطى.فى منطقة تبعد حوالى 1000 كيلومتر عن ميناء بريست الفرنسى حيث تم تصوير الحطام بكاميرا فيديو آلية تحت الماء، وهو نفس الفريق الذى عثر على حطام تيتانيك عام 1985.
وقد أظهر تصوير البارجة الغارقة عن مفاجأة كبيرة، اذ كان من المعتقد انها غرقت بسبب اصابتها مباشرة بطوربيدين تحت مستوى خط الماء، اطلقتها المدمرة دورسيتشاير من مسافة كيلومترين، وذلك طبقا لسجلات البحرية البريطانية ولكن تبين ان البارجة لم تصب بشىء من ذلك وان الطوربيدات لم يكن لها اى تأثير يذكر على دروع البارجة.مما يؤكد وجهة النظر الالمانية ، حيث صدرت عدة كنب المانية حول الموضوع اهمها كتاب بوكارد فون مولينهايم_ريخبيرج، الذى كان قائدا لمدفعية بسمارك، واصدر كتابا حول اللحظات الاخيرة للبارجة نشر في برلين عام 1980، اكد فيه ان الادميرال لوتينز امر بفاح طاباتالاغراق في قاع البارجة بعد ان تأكد من استحالة كسب المعركة_حتى لا تقع في ايدى البريطانيين .وان ايا من اصاباتها ام تكن تغرقها، حيث انها مصممة من عدة اجزاء محكمة ضد تيرب الماء في حال إصابة جزء فيها. وقد عرضت مجلة دير شبيغل الألمانية هذا الكتاب وقابلت بين وجهة النظر الألمانية والبريطانية بعد اكتشاف حطام البارجة وتصويرها تحت الماء.
 
عودة
أعلى