الطائرات بدون طيار
لقد بدأ صنع الاجهزة الطائرة بدون طيار منذ اعوام الستينيات في القرن الماضي. وفي لحظة تفكك الاتحاد السوفيتي كانت لديه عدد مماثل مما لدى الولايات المتحدة من المشاريع والاجهزة العاملة. لكن منذ عام 1991 وبعد ان اصبح المجمع الصناعي العسكري السوفيتي في وضع حرج لم تعد البحوث والابتكارات الواعدة في مجال صنع الاجهزة الطائرة بدون طيار تحصل على التمويل اللازم، ولهذا تم تجميدها. علما وحسب تقديرات الخبراء ففي خلال العقد القادم ستزداد مبيعات الاجهزة الطائرة بدون طيار في العالم بمقدار الضعفين وستعادل ما يربو على 7 مليارات دولار. وتوجد اليوم المئات من مثل هذه الاجهزة من مختلف الاصناف والطراز. ولا يتجاوز حجم بعضها عدة سنتميترات. بينما يعادل حجم بعضها الآخر طائرات نقل الركاب الحديثة. كما انها تختلف من حيث الاغراض ، ولو انها في غالبية الاحوال ذات أغراض شاملة. ويمكن استخدامها بصورة انفرادية او سوية مع الوسائل الارضية والطائرات بطيارين.
ويستطيع الجهاز المسير اوتوماتكيا على سبيل المثال تقديم الدعم المعلوماتي الفعال في الاحوال الطارئة بهدف تحديد نطاقها وآثارها ، وكذلك من اجل تنظيم اعمال الاغاثة والانقاذ والبحث عن المنكوبين وانتشالهم. وأظهر احد صانعي الطائرات بدون طيار الروس وهو شركة " ايركوت" سوية مع شركة " غازبروم" في المنشآت الواقعية الامكانيات التقنية لمراقبة خطوط انابيب الغاز باستخدام هذه الطائرات من اجل ضمان سلامتها التكنولوجية وحراستها وحمايتها من الافعال الارهابية.
وتتسم بأهمية خاصة الاجهزة المتطورة تكنولوجيا في مضمار الاستثمار الواسع لحقول النفط والغاز في منطقة القطب الشمالي وحماية مصالح روسيا الوطنية هناك.
ومن حيث المبدأ فان الاجهزة الطائرة المسيرة اوتوماتيكيا تستطيع عمليا معالجة اية مهام. وحتى المهام التي لا تستطيع الطائرات بطيارين القيام بها. لكن يسود رأي بانها ستستخدم بصورة رئيسية في الاغراض العسكرية. ويرد ذكرها في جميع الخطط الاستراتيجية.
ويذكر موضوع استخدامها لدى تخطيط العمليات العسكرية والمناورات والتدريبات.
كما تقوم بلدان اخرى بصنع الاجهزة الطائرة بدون طيارين لأغراض الاستطلاع وتوجيه الضربات وتسجيل الاشارات والادارة وتحديد الاهداف. ويتم صنع الاجهزة بشكل طائرات او مروحيات ذات اساليب مختلفة في الأطلاق( بوسائل التسارع ام الطيران) في المدى القريب (صغيرة يبلغ وزنها عدة كليوجرامات) أو المدى البعيد والقادرة على معالجة مهام لمسافة مئات الكيلومترات وتستمر في التحليق على مدى عدة ساعات. ويعار اهتمام خاص لدى تصميمها الى استخدام التكنولوجيات الرقمية وأتمتة مهام التحليق والاستخدام لدى التحكم بتحليق الاقمار الصناعية لمنظومات الملاحة وجمع المعلومات ومعالجتها اوتوماتيكيا. ومن المنتظر ان تزود القوات الجوية الروسية بمثل هذه الاجهزة الطائرة المسيرة اوتوماتيكيا في عام 2011. وخلص خبراء البنتاجون بنتيجة استخدام هذه الاجهزة في عملية "عاصفة في الصحراء" في عام 1991 الى استنتاج مفاده بانه".. لاتوجد وسيلة اكثر كمالا لخوض الحرب من الطائرة بدون طيار". لكن الوضع كان مغايرا في ربيع عام 2003 في العراق: فان الطائرات بدون طيار كانت تفقد مسار الاتجاه ولم تتسن اصابة الاهداف المطلوبة باستخدام الاسلحة البالغة الدقة.
وتكمن القضية في ان التحكم بتحليق الاجهزة الطائرة المسيرة اوتوماتيكيا وكذلك توجيه الاسلحة البالغة الدقة يجري بواسطة منظومات الملاحة باستخدام الاقمار الصناعية GPS ومنظومة" جلوناس". كما تستخدم منظومات القصور الذاتي لكنها لا تضمن الدقة المطلوبة ، ولهذا فانها تستخدم فقط سوية مع اجهزة الملاحة الفضائية. وقد تبين بأنه يمكن اصابة جهاز بث اشارات الملاحة بسهولة بالعطب وذلك بتأثير التشويشات الالكترونية اللاسلكية المنظمة. وبعد ذلك تصبح الطائرة بدون طيار غير قادرة على تحديد احداثياتها نفسها بالنسبة الى الاهداف التي يتم اختيارها وبلوغ منطقة تنفيذ المهمة المقررة. وفي جوهر الأمر ان الطائرة تصبح غير قادرة على القيام بوظيفتها تماما لأنه حتى لو أمكن الحصول بواسطتها على معلومات استخبارية ما فإنها لن تكون ذات قيمة اذا لم تحدد تضاريس المكان بدقة. كما ان الطائرة المسيرة اوتوماتيكيا نفسها تصبح عاجزة في اغلب الظن عن العودة الى قاعدتها وسيتم فقدانها.
لقد عرضت الشركات الروسية اولى اجهزة بث التشويشات الالكترونية اللاسلكية لمنظومات الملاحة الفضائية في عام 1997 في معرض الطيران الدولي (ماكس) بمدينة جوكوفسكي في ضواحي موسكو. وبوسع مجموعة اجهزة بث التشويشات الالكترونية في منطقة العمليات القتالية المحتملة تكوين مجال كثيف من التشويشات بالنسبة الى منظومات الملاحة الفضائية. كما عرض جهاز يؤدي هذه المهمة في عام 2007 في لي بورجيه. وقد انتجته الشركات الروسية ايضا. ومن حيث المبدأ يمكن بواسطته ضمن حماية البلاد بأسرها وتقليل فعالية الاجهزة الطائرة بدون طيار وكذلك الاسلحة البالغة الدقة الى حد الصفر.
وفي الوقت الحاضر توجد مثل اجهزة التشويش هذه لدى قوات كثير من البلدان. ويزداد من عام الى آخر عدد الشركات التي تنتج أجهزة توليد التشويش.
لهذا فان الوضع في مجال استخدام الاجهزة الطائرة المسيرة اوتوماتيكيا في الاغراض العسكرية اليوم مسألة تختلف الآراء بصددها كثيرا. علما ان جميع الراغبين في روسيا يمارسون صناعة الاجهزة الطائرة المسيرة اوتوماتكيا .
ان عدد الاجهزة التي تم ابتكارها كبير جدا. لكن يبقى السؤال: من يحتاجها ولأي غرض؟
ويعتقد ميخائيل بوغوصيان المدير العام لشركة " سوخوي" أن " الجيل السادس من الطائرات الحربية الروسية سيكون بدون طيارين". وحسب قوله فان " المباحثات جارية بين المنتج وصاحب الطلبيات بشأن الانتقال الى استخدام الاجهزة بدون طيارين. علما بأنه يجب ، قبل كل شيء، أن يحدد من سيتولى في المستقبل التحكم بالطائرات بدون طيارين هل هي القوات الجويبة أم جهة أخرى". وبرأيه ان "من الواجب معالجة هذه المسألة الآن وان تعد القواعد اللازمة من اجل تشكيل ايديولوجيا جدية لخوض العمليات القتالية. وكلما بدأنا بتشكيلها في وقت مبكر يزداد عدد فرص الحصول على نتيجة مقبولة ، نظرا لأن الايديولوجيا المعتمدة ستحدد لحد كبير الاتجاهات التكنولوجية لتطوير الطائرات المسيرة اوتوماتكيا بدون طيار". وقد خلص بوغوصيان الى هذا الاستنتاج ، ولا بد لنا من الاتفاق معه في الرأي.
المصدر:
http://www.rtarabic.com/news_all_news/news_all_news_def/18395
لقد بدأ صنع الاجهزة الطائرة بدون طيار منذ اعوام الستينيات في القرن الماضي. وفي لحظة تفكك الاتحاد السوفيتي كانت لديه عدد مماثل مما لدى الولايات المتحدة من المشاريع والاجهزة العاملة. لكن منذ عام 1991 وبعد ان اصبح المجمع الصناعي العسكري السوفيتي في وضع حرج لم تعد البحوث والابتكارات الواعدة في مجال صنع الاجهزة الطائرة بدون طيار تحصل على التمويل اللازم، ولهذا تم تجميدها. علما وحسب تقديرات الخبراء ففي خلال العقد القادم ستزداد مبيعات الاجهزة الطائرة بدون طيار في العالم بمقدار الضعفين وستعادل ما يربو على 7 مليارات دولار. وتوجد اليوم المئات من مثل هذه الاجهزة من مختلف الاصناف والطراز. ولا يتجاوز حجم بعضها عدة سنتميترات. بينما يعادل حجم بعضها الآخر طائرات نقل الركاب الحديثة. كما انها تختلف من حيث الاغراض ، ولو انها في غالبية الاحوال ذات أغراض شاملة. ويمكن استخدامها بصورة انفرادية او سوية مع الوسائل الارضية والطائرات بطيارين.
ويستطيع الجهاز المسير اوتوماتكيا على سبيل المثال تقديم الدعم المعلوماتي الفعال في الاحوال الطارئة بهدف تحديد نطاقها وآثارها ، وكذلك من اجل تنظيم اعمال الاغاثة والانقاذ والبحث عن المنكوبين وانتشالهم. وأظهر احد صانعي الطائرات بدون طيار الروس وهو شركة " ايركوت" سوية مع شركة " غازبروم" في المنشآت الواقعية الامكانيات التقنية لمراقبة خطوط انابيب الغاز باستخدام هذه الطائرات من اجل ضمان سلامتها التكنولوجية وحراستها وحمايتها من الافعال الارهابية.
وتتسم بأهمية خاصة الاجهزة المتطورة تكنولوجيا في مضمار الاستثمار الواسع لحقول النفط والغاز في منطقة القطب الشمالي وحماية مصالح روسيا الوطنية هناك.
ومن حيث المبدأ فان الاجهزة الطائرة المسيرة اوتوماتيكيا تستطيع عمليا معالجة اية مهام. وحتى المهام التي لا تستطيع الطائرات بطيارين القيام بها. لكن يسود رأي بانها ستستخدم بصورة رئيسية في الاغراض العسكرية. ويرد ذكرها في جميع الخطط الاستراتيجية.
ويذكر موضوع استخدامها لدى تخطيط العمليات العسكرية والمناورات والتدريبات.
كما تقوم بلدان اخرى بصنع الاجهزة الطائرة بدون طيارين لأغراض الاستطلاع وتوجيه الضربات وتسجيل الاشارات والادارة وتحديد الاهداف. ويتم صنع الاجهزة بشكل طائرات او مروحيات ذات اساليب مختلفة في الأطلاق( بوسائل التسارع ام الطيران) في المدى القريب (صغيرة يبلغ وزنها عدة كليوجرامات) أو المدى البعيد والقادرة على معالجة مهام لمسافة مئات الكيلومترات وتستمر في التحليق على مدى عدة ساعات. ويعار اهتمام خاص لدى تصميمها الى استخدام التكنولوجيات الرقمية وأتمتة مهام التحليق والاستخدام لدى التحكم بتحليق الاقمار الصناعية لمنظومات الملاحة وجمع المعلومات ومعالجتها اوتوماتيكيا. ومن المنتظر ان تزود القوات الجوية الروسية بمثل هذه الاجهزة الطائرة المسيرة اوتوماتيكيا في عام 2011. وخلص خبراء البنتاجون بنتيجة استخدام هذه الاجهزة في عملية "عاصفة في الصحراء" في عام 1991 الى استنتاج مفاده بانه".. لاتوجد وسيلة اكثر كمالا لخوض الحرب من الطائرة بدون طيار". لكن الوضع كان مغايرا في ربيع عام 2003 في العراق: فان الطائرات بدون طيار كانت تفقد مسار الاتجاه ولم تتسن اصابة الاهداف المطلوبة باستخدام الاسلحة البالغة الدقة.
وتكمن القضية في ان التحكم بتحليق الاجهزة الطائرة المسيرة اوتوماتيكيا وكذلك توجيه الاسلحة البالغة الدقة يجري بواسطة منظومات الملاحة باستخدام الاقمار الصناعية GPS ومنظومة" جلوناس". كما تستخدم منظومات القصور الذاتي لكنها لا تضمن الدقة المطلوبة ، ولهذا فانها تستخدم فقط سوية مع اجهزة الملاحة الفضائية. وقد تبين بأنه يمكن اصابة جهاز بث اشارات الملاحة بسهولة بالعطب وذلك بتأثير التشويشات الالكترونية اللاسلكية المنظمة. وبعد ذلك تصبح الطائرة بدون طيار غير قادرة على تحديد احداثياتها نفسها بالنسبة الى الاهداف التي يتم اختيارها وبلوغ منطقة تنفيذ المهمة المقررة. وفي جوهر الأمر ان الطائرة تصبح غير قادرة على القيام بوظيفتها تماما لأنه حتى لو أمكن الحصول بواسطتها على معلومات استخبارية ما فإنها لن تكون ذات قيمة اذا لم تحدد تضاريس المكان بدقة. كما ان الطائرة المسيرة اوتوماتيكيا نفسها تصبح عاجزة في اغلب الظن عن العودة الى قاعدتها وسيتم فقدانها.
لقد عرضت الشركات الروسية اولى اجهزة بث التشويشات الالكترونية اللاسلكية لمنظومات الملاحة الفضائية في عام 1997 في معرض الطيران الدولي (ماكس) بمدينة جوكوفسكي في ضواحي موسكو. وبوسع مجموعة اجهزة بث التشويشات الالكترونية في منطقة العمليات القتالية المحتملة تكوين مجال كثيف من التشويشات بالنسبة الى منظومات الملاحة الفضائية. كما عرض جهاز يؤدي هذه المهمة في عام 2007 في لي بورجيه. وقد انتجته الشركات الروسية ايضا. ومن حيث المبدأ يمكن بواسطته ضمن حماية البلاد بأسرها وتقليل فعالية الاجهزة الطائرة بدون طيار وكذلك الاسلحة البالغة الدقة الى حد الصفر.
وفي الوقت الحاضر توجد مثل اجهزة التشويش هذه لدى قوات كثير من البلدان. ويزداد من عام الى آخر عدد الشركات التي تنتج أجهزة توليد التشويش.
لهذا فان الوضع في مجال استخدام الاجهزة الطائرة المسيرة اوتوماتيكيا في الاغراض العسكرية اليوم مسألة تختلف الآراء بصددها كثيرا. علما ان جميع الراغبين في روسيا يمارسون صناعة الاجهزة الطائرة المسيرة اوتوماتكيا .
ان عدد الاجهزة التي تم ابتكارها كبير جدا. لكن يبقى السؤال: من يحتاجها ولأي غرض؟
ويعتقد ميخائيل بوغوصيان المدير العام لشركة " سوخوي" أن " الجيل السادس من الطائرات الحربية الروسية سيكون بدون طيارين". وحسب قوله فان " المباحثات جارية بين المنتج وصاحب الطلبيات بشأن الانتقال الى استخدام الاجهزة بدون طيارين. علما بأنه يجب ، قبل كل شيء، أن يحدد من سيتولى في المستقبل التحكم بالطائرات بدون طيارين هل هي القوات الجويبة أم جهة أخرى". وبرأيه ان "من الواجب معالجة هذه المسألة الآن وان تعد القواعد اللازمة من اجل تشكيل ايديولوجيا جدية لخوض العمليات القتالية. وكلما بدأنا بتشكيلها في وقت مبكر يزداد عدد فرص الحصول على نتيجة مقبولة ، نظرا لأن الايديولوجيا المعتمدة ستحدد لحد كبير الاتجاهات التكنولوجية لتطوير الطائرات المسيرة اوتوماتكيا بدون طيار". وقد خلص بوغوصيان الى هذا الاستنتاج ، ولا بد لنا من الاتفاق معه في الرأي.
المصدر:
http://www.rtarabic.com/news_all_news/news_all_news_def/18395