كوكب أورانوس

حكم مصارعه

عضو مميز
إنضم
27 نوفمبر 2014
المشاركات
4,272
التفاعل
5,251 0 0
2538e5258b7b74233ffae3f57008754d.jpg


أورانوس هو الكوكب السابع بعدًا عن الشمس، وأول كوكب تم اكتشافه من قبل العلماء. وعلى الرغم من أن أورانوس مرئيٌ بالعين المجردة، إلا أنه تم الاعتقاد بأنه نجم لمدةٍ طويلة، وذلك بسبب ضوئه الخافت ودورانه البطيء في المدار. ومن الجدير ملاحظته ميلُ الكوكب، الذي يُسبب توجُّه محوره مباشرةً نحو الشمس.

اكتشف الفلكي البريطاني ويليام هيرتشل (William Herschel) الكوكب عن طريق الصدفة في 13 آذار/مارس عام 1781، باستخدام مقرابه (تلسكوبه) عندما كان يستطلع النجوم الأضعف بـ 10 مرات مما يمكن رؤيته بالعين المجردة. وقد ظهر أحد "النجوم" بشكلٍ مختلفٍ. وخلال العام نفسه، تبيَّن أن أورانوس يتبع مدارً كوكبيًا .

سُمِّي أورانوس بهذا الاسم نسبةً إلى إله السماء اليوناني Ouranos، أولُ أسيادِ السماء. وهو الكوكب الوحيد الذي سُمِّي نسبةً إلى إلهٍ يوناني بدلًا من إلهٍ روماني. وقبل الاستقرار على هذا الاسم، تم اقتراح عدة أسماءٍ للكوكب الجديد من ضمنها(Hypercronius) أي ‘زُحل الفائق‘، ومينيرفا (Minerva) وهي إلهة الحكمة الرومانية، وهيرتشل نسبةً للمكتشف. كما اقترح هيرتشل نفسه تسميةَ الكوكب (Georgium Sidus) أي ‘الكوكب الجورجي‘ تملُّقًا للملك الانكليزي جورج الثالث، لكن لم تكن تلك الفكرة شائعةً خارج انكلترا، كما أن جورج أصلًا من هانوفر. أعطى الفلكي الألماني جون بود (Johann Bode)كوكبَ أورانوس اسمه النهائي، وهو الذي كتب التفاصيل عن مداره.

• الميزات الفيزيائية
لون أورانوس أزرق مُخضر، وذلك نتيجةً لوجود الميثان في الغلاف الجوي الذي يتكون معظمه من الهيدروجين والهيليوم. ودُعي الكوكب بالعملاق الجليدي حيث أن 80 % من كتلته أو أكثر مكونةٌ من خليطٍ سائلٍ من الميثان والماء وجليد الأمونيا. وعلى عكس الكواكب الأخرى في النظام الشمسي، فإن أورانوس منحرفٌ جدًا بحيث أنه يدور فعليًا حول الشمس من جانبه، ومحور دورانه يشير إلى النجم (الشمس) تقريبًا. قد يكون سبب هذا التوجه غير الاعتيادي تصادمه مع جسمٍ بحجم كوكب، أو عدة أجسامٍ صغيرة، بعد مدةٍ قصيرةٍ من تشكله. يُسبب هذا الانحراف غير الاعتيادي حدوثَ فصولٍ قاسيةٍ تستمر قُرابة 20 عامًا، وهو تقريبًا ربع السنة في أورانوس، التي تُعادل 84 سنة أرضية، فتشع الشمس مباشرة فوق كل قطب، تاركةً النصف الآخر للكوكب يعيش في شتاءٍ طويل، ومظلم، وبارد.

تصطفُّ الأقطاب المغناطيسية لمعظم الكواكب على طول المحور الذي تدور حوله، لكن المجال المغناطيسي لأورانوس يميل بزاوية 60 درجة عن محور دورانه. ووفقًا لنورمان نيس Norman F. Ness ومؤلفين آخرين في مقالٍ لهم في مجلةScience، فإن هذا الانحراف يؤدي إلى حقلٍ مغناطيسيٍ غريب وغير متوازن لأورانوس، فتكون قوة الحقل على سطح نصف الكرة الشمالي أكبر بحوالي 10 مرات من قوة الحقل على سطح نصف الكرة الجنوبي، ما يؤثر على تشكل الشفق القطبي (Aurora).

• الميزات المدارية:
- متوسط البعد عن الشمس: 1,783,939,400 ميل (2,870,972,200 كيلومتر). للمقارنة 19.191 ضعف بُعد الأرض.
- الحضيض الشمسي (أقرب بُعد عن الشمس): 1,699,800,000 ميل (2,735,560,000 كيلومتر). للمقارنة 18.60 ضعف بُعد الأرض.
- الأوج (أبعد مسافة عن الشمس): 1,868,080,000 ميل (3,006,390,000 كيلومتر). للمقارنة 19.76 ضعف بُعد الأرض.

• التركيب والبنية :
- التركيب والغلاف الجوي (من الحجم): 82.5 % هيدروجين، 15.2 % هيليوم، 2.3 % ميثان.
- الحقل المغناطيسي: ميلان القطب المغناطيسي مقارنةً مع محور الدوران 58.6 درجة.

- التركيب:
تركيب أورانوس الكلي (من الكتلة) 25 % صخور، من 60 إلى 70 %جليد، من 5 إلى 15 % هيدروجين وهيليوم.
- البنية الداخلية: غطاء من الماء وجليد الميثان والأمونيا، نواة من الحديد وسيليسات المغنيزيوم.

• المدار والتعاقب :
- ميلان المحور: 97.77 درجة، للمقارنة ميلان الأرض: 23.5 درجة.
- تعاقب الفصول وطولها: تقريبًا 21 سنة لكل فصل.
- الدورة الكاملة: تقريبا 84 سنة أرضية.

• مناخ أورانوس
يُسبب ميلان الكوكب الكبير طقسًا غير اعتيادي. فعند وصول ضوء الشمس إلى بعض المناطق للمرة الأولى منذ أعوام، يَسخُن الغلاف الجوي، مما يحفز نشوء عواصف ربيعية ضخمة يقارب حجمها حجم أمريكا الشمالية، وفقًا لناسا

الغريب، أنه عندما صورت مركبة فوياجر 2 أورانوس للمرة الأولى عام 1986 في ذروة الصيف في الجنوب، شاهدت كرة ذات مظهر رقيق مع ما يقارب 10 سحابات فقط، مما أدى لتسميته بالكوكب "الأكثر مللًا"، هذا ما كتبته الفلكية هايدي هامل (Heidi Hammel) في "النظام الجليدي العملاق لأورانوس ونبتون" ، وهو فصلٌ في كتاب "أخبار النظام الشمسي" الصادر عن دار نشر springer عام 2007. واستغرق الأمر عقودًا تالية، حتى بدأت المقاريب (التلسكوبات) المتطورة مثل مقراب هابل بالعمل، وتبدلت الفصول، فتمت رؤية الطقس على أورانوس، حيث يمكن للرياح المتحركة أن تصل سرعتها إلى 560 ميل (900 كيلومتر) بالساعة.

• حلقات أورانوس:
كانت حلقات أورانوس أول حلقاتٍ تم اكتشافها بعد حلقات زحل. وكان اكتشافًا مهمًا، لأنها أظهرت للفلكيين أن الحلقات هي ميزةٌ شائعةٌ للكواكب وليست ميزةٌ لزحل فحسب. يمتلك أورانوس مجموعتين من الحلقات، يتضمن النظام الداخلي منها حلقاتٍ مظلمةٍ وضيقةٍ، أما النظام الخارجي فيتضمن حلقتين أبعد، تم اكتشافهما بمقراب هابل الفضائي، وهي ذات ألوانٍ لامعةٍ، إحداهما حمراء والأخرى زرقاء. ويعرف العلماء اليوم بوجود 13 حلقة حول أورانوس.

• أقمار أورانوس:
يمتلك أورانوس 27 قمرًا معروفًا، وبدلًا من تسميتها نسبةً إلى شخصيات من الأساطير اليونانية أو الرومانية، سُميت الأقمار الأربعة الأولى نسبةً إلى أرواح سحرية في الأدب الانكليزي مثل مسرحية وليم شكسبير "A midsummer night's dream" ورواية ألكسندر بوب "The rape of the lock". وتابع الفلكيون هذا التقليد منذ ذلك الوقت، مشتقين أسماء الأقمار من أعمال شكسبير وبوب. أضخم هذه الأقمار أوبيرون (Oberon) وتايتانيا (Titania) وهي أول أقمار اكتشفهاهيرتشل عام 1787. واكتشف وليام لاسيل (William Lassell)، الذي كان أول من رأى قمرًا يدور حول نبتون، القمرين التاليين وهما آرييل (Ariel) وأومبريال (Umbriel). ومر قرن تقريبًا قبل اكتشاف ميراندا (Miranda) في 1948.

زارت مركبة فوياجر 2 نظام أورانوس عام 1986 ووجدت 10 أقمارٍ إضافيةٍ، كلها بمحيط 16 إلى 96 ميل (26 إلى 154 كيلومتر) هذه الأقمار هي: جولي Julie، باك Puck، كورديلا Cordelia، أوفيليا Ophelia، بيانكا Bianca، ديسديمونا Desdemona، بورتيا Portia، روزاليند Rosalind، كرسّيدا Cressida، بليندا Belinda، ويتكون نصف كلٌ منها تقريبًا من جليد الماء، والنصف الآخر من الصخر. ومنذ ذلك الحين، رفع الفلكيون باستخدام مقراب هابل الفضائي ومراقبات من الأرض عدد الأقمار المعروفة إلى 27 قمرًا، وكان رصدها صعبًا بسبب صغر حجمها، فقد كانت أحجامها تتراوح ما بين 8 إلى 10 أميال عرضًا (12 إلى 16 كيلومتر)، كما أنها كانت أكثر سوادًا من الإسفلت، وتبعد حوالي 3 مليارات ميل (4.8 مليار كيلومتر).

يتوضع بين الأقمار كورديلا، وأوفيليا، وميراندا سربٌ من الأقمار الصغيرة تُزاحم بعضها بشدة، لدرجة أن الفلكيين لا يفهمون إلى الآن كيف تمكنت هذه الأقمار الصغيرة من تجنب الاصطدام مع بعضها. يظن العلماء أنه لا زال هناك المزيد من الأقمار الأقرب إلى أورانوس أكثر من الأقمار المعروفة. بالإضافة إلى ذلك، قد يمتلك أورانوس مجموعة من الكويكبات الطروادية Trojan Asteroids وهي أجرام تُشارك الكوكب في مداره، في منطقةٍ مميزةٍ تُعرف بنقاط لاغرانج Langrangian points. تم اكتشاف أول هذه الكويكبات في عام 2013، على الرغم من الادعاء أن نقاط لاغرانج هذه غير مستقرةٍ بما يكفي لاستضافة مثل هذه الأجرام.

• البحث والاستكشاف:
مركبة فوياجر 2 هي الأولى والوحيدة التي تزور نظام أورانوس. اكتشفت وجود 10 أقمار غير معروفة من قبل، واستكشفت حقله المغناطيسي المائل.

وفي 2013 أوصى Planetary Science Decadal Survey في ناسا بالتفكير في مهمةٍ جديدةٍ إلى الكوكب الجليدي.

 
William Herschel ( السيد ويليام هيرتشيل):
اُشتهر السيد ويليام هيرتشيل (William Herschel) بكونه اول فلكي اكتشف المنطقة تحت الحمراء من الطيف الكهرومغناطيسي في العام 1800.
 
كيف حصل أورانوس على اسمه ومواعيد مهمة

c1355a97d5e91eb04999a7b27f4fb755.jpg


حاول ويليام هيرتشيل تسمية اكتشافه باسم جورجيان سيدوس نسبة للملك جورج الثالث، لكنه لم ينجح بذلك. وحمل الكوكب اسم أورانوس، وهو إله السماء لدى الإغريق.

مواعيد مهمة

  • 1781: يكتشف الفلكي ويليام هيرتشيل كوكب أورانوس.
  • 1787: اكتشاف أربعة من أقمار أورانوس وتسميتها تيتانيا، وأروبيرون، وآريل، وأومبريل.
  • 1948: اكتشف قمر آخر هو ميراندا.
  • 1977: علماء يكتشفون تسع حلقات خافتة حول أورانوس أثناء رصدهم لنجم بعيد يمر خلف الكوكب.
  • 1986: المركبة الفضائية فوياجر2 تكتشف 10 أقمار، وحلقتين إضافيتين أثناء تحليقها التاريخي بالقرب من الكوكب.
  • 1997-2005: علماء فلك يكتشفون المزيد من الأقمار الصغيرة.
  • 2003-2005: تلسكوب هابل الفضائي يُصور حلقتين دقيقتين وبعيدتين عن الكوكب، بالإضافة إلى قمرين صغيرين وجديدين.
  • 2007: أورانوس يصل إلى مرحلة الاعتدال.
 
أومبرييل تابع أورانوس

b4c17a3586cdf44c1105cdfd1ce91243.jpg


توضح الصورة: أورانوس وتوابعه الخمسة الكبرى (من الأيسر إلى الأيمن): ميراندا، وأرييل، وتايتانيا وأومبرييل، ويظهر أوبيرون في مقدمة الصورة.

يعتبر القرن التاسع عشر من الفترات الزمنية الميمونة للفلكيين وصائدي الكواكب؛ فبالإضافة إلى اكتشاف حزام الكويكبات الذي يقع بين كوكبي المريخ والمشتري –مع العديد من الكواكب الصغرى (minor planets) التي تدور ضمنه– فقد تم كذلك للمرة الأولى رصد الكوكب الخارجي أورانوس ومجموعة من توابعه.

يعتبر أومبرييل Umbriel، بالتأكيد، أحد أكثر هذه الاكتشافات إثارة، إذ بالإضافة إلى أنه ثالث أكبر توابع أورانوس، فهو أيضاً الأكثر عتامة. وقد ساهمت هذه الخاصية بشكل كبير في اختيار اسمه. ولا يزال الغموض يلف هذا التابع الكبير لأورانوس حتى الوقت الحاضر.

الاكتشاف
اكتُشف أومبرييل، بالإضافة إلى التابع الآخر أرييل، من قبل الفلكي الإنكليزي وليام لاسل William Lassell في 24 تشرين الثاني/أكتوبر من العام 1851، ويزعم الفلكي الإنكليزي وليام هيرتشل William Herschel، الذي كان قد اكتشف التوابع تايتانيا وأوبيرون في نهاية القرن الثامن عشر، أنه قد رصد أربعة توابع إضافية حول أورانوس؛ إلا أن أرصاده لم تكن مؤكدة، الأمر الذي ترك الاكتشاف المؤكد لكل من أرييل وأومبرييل لــ "لاسل"، وذلك بعد حوالي نصف قرن من الزمن.

التسمية
كما هو الحال بالنسبة لجميع التوابع السبعة والعشرين لأورانوس، فقد سمي أومبرييل بهذا الاسم تيمناً بإحدى شخصيات قصيدة سلب خصلة شعر (The Rape of the Lock) للشاعر الإنكليزي الكسندر بوب Alexander Pope، بالإضافة إلى مسرحيات "وليم شكسبير"، وقد اقترحت هذه الأسماء من قبل جون هيرتشل John Herschel، وهو ابن "وليم هيرتشل"، حين أعلن عن اكتشاف كل من تايتانيا وأبيرون.

وقد بدا في ذلك الحين أن "أومبرييل" هي التسمية الأنسب لهذا التابع، نظراً للونه الداكن، فهذا الاسم كان خاصاً بالشبح الكئيب المكفهر في قصيدة "سلب خصلة شعر"، وهو مشتق من الكلمة اللاتينية "Umbra" التي تعني "الظل".

الحجم، والكتلة، والمدار
يتماثل أرييل وأومبرييل بالحجم تقريباً، حيث تبلغ أقطارهما 1,158 و1,170 كيلومتراً، على التوالي، وحسب نتائج التحليل الطيفي وتقديرات كتلة التابع وكثافته، يعتقد الباحثين أنّ الغالبية العظمى من التابع تتألف من الجليد، مع وجود عناصر كثيفة غير جليدية تؤلف حوالي 40% من كتلته.

ceres_earth_moon_comparison.jpg

مقارنة بين الأرض، القمر، وأومبرييل من حيث الحجم. Credit: Tom Reding/Public Domain


يعني ذلك أن أومبرييل يتألف من طبقة جليدية خارجية تحيط بنواة صخرية، أو ربما نواة من المواد الكربونية. ويعني ذلك أيضاً أن أومبرييل يحتل المرتبة الرابعة بين توابع أورانوس بالنسبة للكتلة، على الرغم من أنه ثالث أكبر توابعه، كما يُعتقد أن اللون القاتم لأومبرييل ناجم عن تفاعل الجليد الموجود على السطح مع الجسيمات المشحونة بالطاقة والتي تصدر عن الغلاف المغناطيسي (magnetosphere) لأورانوس.

وتؤدي هذه الجسيمات المشحونة بالطاقة إلى تحلل رواسب الميتان "المحتجزة في الجليد بشكل هيدرات الكلاثرات" واتخاذ الجزيئات العضوية الأخرى للونٍ قاتم، مما يؤدي إلى تشكل بقايا قاتمة غنية بالكربون. كما ينجم اللون القاتم لهذا التابع، كذلك، عن الانخفاض الشديد في انعكاسيته الرابطة (bond albedo)، التي تعرف بأنها كمية الإشعاع الكهرومغناطيسي "كالضوء مثلاً" التي تنعكس عن السطح.

لقد أكدت التحليلات الطيفية حتى الآن وجود الماء وثاني أوكسيد الكربون فقط. وبذلك، فإن وجود المركبات العضوية أو ترسبات الميتان في الجليد لا يزال نظرياً، إلا أن وجودها قد يفسر انتشار ثاني أوكسيد الكربون وسبب تركزه بشكل رئيسي على وجه التابع المعاكس لاتجاه حركته في مداره.

وتبلغ الفترة المدارية لأومبرييل حوالي 4.1 يوماً، وهي الفترة اللازمة لإتمام دورة كاملة له حول أورانوس، وتتوافق هذه المدة مع الفترة الدورانية، ويعني ذلك أن هذا التابع مقفلٌ مدياً مع كوكبه ومتزامن معه (tidally-locked)، حيث يواجه أورانوس دائماً بنفس الوجه. وتبلغ المسافة الوسطية بين التابع والكوكب حوالي 266,000 كيلومتر، فهو يحتل المرتبة الثالثة بالنسبة للبعد عن أورانوس بعد ميراندا وأرييل.

فوياجر 2


إن الصور القريبة الوحيدة المتوافرة لدينا لأومبرييل حتى الآن هي تلك التي التقطها المسبار فوياجر 2، الذي صور التابع أثناء دورانه حول أورانوس في كانون الثاني/يناير من العام 1986. وقد بلغت المسافة الأقرب بين فوياجر 2 وأومبرييل خلال هذا اللقاء حوالي 325,000 كم (202,000 ميل).

تمكن المسبار من تصوير حوالي 40% من سطح أومبرييل، لكن الصور ذات الدقة المناسبة لغايات المسح الجيولوجي شملت 20% من سطحه فقط؛ وخلال فترة الاقتراب، كان نصف الكرة الجنوبي من أومبرييل متجهاً نحو الشمس، ولذلك لم يتمكن العلماء من دراسة نصف الكرة الشمالي، الذي كان معتماً في تلك الفترة. ولا يخطط العلماء في الوقت الحالي لأي بعثات لإجراء مزيد من الدراسة لهذا التابع.


حقائق مثيرة


تعتبر الفوهات المنتشرة على سطح أومبرييل أكثر عدداً وأكبر حجماً من تلك الموجودة على أرييل وتايتانيا، حيث يتراوح قطرها من بضعة كيلومترات إلى مئات الكيلومترات. وأكبر هذه الفوهات هي فوهة ووكولو (Wokolo) حيث يبلغ قطرها 210 كم. لكن فوهة ووندا (Wunda)، التي يبلغ قطرها حوالي 131 كم، تبقى المعلم الأبرز على سطح أومبرييل، وذلك بسبب حلقة المادة الساطعة المنتشرة على أرضيتها، والتي يعتقد العلماء أنها نتجت عن حدث تصادم.

تشمل الفوهات الأخرى كلاً من فين (Fin)، وبيري (Peri)، وزليدن (Zlyden)، ومثل جميع المظاهر الموجودة على سطح أومبرييل، فإن هذه الفوهات قد حصلت على أسمائها من الأرواح القاتمة في أساطير الثقافات المختلفة.

يعتبر أوبيرون التابع الوحيد لأورانوس الذي يحتوي على فوهات أكثر من أومبريي. ويعتقد العلماء أن أومبرييل جرم مستقر جيولوجياً، كما يُعتقد أيضاً أن سطح التابع مستقر على حاله منذ حقبة الارتطامات الكثيفة المتأخرة (Late Heavy Bombardment) في تاريخ المجموعة الشمسية.

إن العلامات الوحيدة للفعالية الداخلية الغابرة تتمثل في الأخاديد والمضلعات الداكنة، وهي بقع قاتمة ذات أشكال مختلفة تتراوح أبعادها من عشرات وحتى مئات الكيلومترات، وقد كشف عن هذه المضلعات من خلال قياسات دقيقة أجريت على الصور الملتقطة من فوياجر 2، حيث تتوزع بتجانس متفاوت على سطح أومبرييل، وتميل لأن تكون أكثر كثافة في الاتجاه الشمالي الشرقي–الجنوبي الغربي.


Umbriel_usgsx2.jpg

خريطة لأومبرييل لخاصة بمركز المسح الجيولوجي في الولايات المتحدة، تبين السطح الذي يعج بالفوهات والمضلعات. Credit: ISGS

نظراً لأن أورانوس يدور حول الشمس على جانبه تقريباً، فهو معرض لدورة فصلية متطرفة، إذ يقبع أحد القطبين الشمالي أو الجنوبي للكوكب في ظلام دامس لمدة 42 سنة، في حين أن القطب الآخر يتمتع بأشعة الشمس المستمرة لنفس هذه المدة. وتُشرق الشمس في أوقات الاعتدالين قريباً من نقطة السمت فوق أحد القطبين.

ونظراً لأن توابع أورانوس تدور في المستوى الاستوائي للكوكب، فهي تخضع أيضاً لنفس هذه التبدلات الفصلية، مما يعني أن قطبي أومبرييل الشمالي والجنوبي يقضيان كذلك 42 سنة في الضياء ومثلها في الظلام قبل تكرر الدورة.

في الواقع، لقد تزامن اقتراب المسبار فوياجر 2 في العام 1986 مع الانقلاب الصيفي في نصف الكرة الجنوبي، حيث كان نصف الكرة الشمالي يقبع في ظلمة تامة بشكل كامل تقريباً.

أليس هذا التابع الصغير مثيراً بالفعل؟ على الرغم من عدم وجود بعثات مقررة لرصد هذا التابع في السنوات القادمة، إلا أننا نرجو أن تتمكن البعثات المستقبلية من استراق نظرة إليه في طريقها لوجهة أخرى على التخوم الخارجية للمجموعة الشمسية.

oopia19185-cr.jpg

تبدو على نصف الكرة الجنوبي لأومبرييل كثافة كبيرة من الفوهات النيزكية حسب هذه الصورة الملتقطة من المسبار فوياجر 2 في الرابع والعشرين من كانون الثاني/يناير 1986. وتشاهد فوهة "فوندا" الكبيرة في الأعلى. Credit: NASA/JPL


 
William Herschel ( السيد ويليام هيرتشيل):
اُشتهر السيد ويليام هيرتشيل (William Herschel) بكونه اول فلكي اكتشف المنطقة تحت الحمراء من الطيف الكهرومغناطيسي في العام 1800.

minor planets ( الكواكب الصغرى):
هو جسم فلكي يدور في مدار مباشر حول الشمس، لكنه ليس بالكوكب ولا يُصنف في الأساس على أنه مذنب.

Magnetosphere ( الغلاف المغناطيسي):
هي المنطقة من الفضاء التي تكون قريبة من جسم فلكي ما ويتم داخلها التحكم بالجسيمات المشحونة من قبل الحقل المغناطيسي للجسم.
 
أورانوس: اقرأ المزيد

7267477b3dc323f9554ded2f1ab2049a.jpg



اُكتشف أورانوس، أول الكواكب المشاهدة بمساعدة تلسكوب، في العام 1781 من قبل الفلكي ويليام هيرتشيل على الرغم من اعتقاد هذا الأخير بأنه قد يكون مذنب أو نجم. إن الكوكب السابع من حيث الترتيب بالنسبة للشمس بعيد جداً، بحيث يحتاج إلى 84 سنة من أجل إنجاز مدار واحد حول الشمس.

ومثل الزهرة، يدور أورانوس من الشرق إلى الغرب. يميل محور دوران أورانوس بشكلٍ موازٍ تقريباً لمستوى مداره، ولذلك يظهر أورانوس أنه يدور على جانبه. قد تكون هذه الحالة ناجمة عن تصادم مع جسم بحجم كوكب في المراحل المبكرة من تاريخ كوكبنا، وهو أمر قد يؤدي، وبشكلٍ جذري، إلى تغيير دوران الكوكب. وبسبب التوجه الاستثنائي لأورانوس، يُعاني الكوكب من تغيرات متطرفة جداً في الضوء الشمسي خلال فصله الممتد على 20 عام.

صورت المركبة الفضائية فوياجر2، وهي الوحيدة التي زارت أورانوس، كرةً لطيفة المظهر في العام 1986. عندما حلقت فوياجر بجوار الكوكب، توجه القطب الشمالي لأورانوس تقريباً بشكل مباشر نحو الشمس لأن الكوكب كان قريباً من الانقلاب الصيفي، حيث يستحم نصف الكرة الجنوبي بضوء الشمس، ويُشع نصف الكرة الشمالي الحرارة إلى الفضاء المظلم.

وصل أورانوس إلى مرحلة الاعتدال في ديسمبر/كانون الأول عام 2007، وحصل ذلك عندما تمت إضائته بشكلٍ كامل من قبل الشمس المارة مباشرة فوق خط استوائه. وبحلول العام 2028، سيتجه القطب الشمالي للكوكب مباشرةً نحو الشمس، وهي الحالة المعاكسة تماما لما كان موجوداً عند تحليق فوياجر بجوار الكوكب. يجلب الاعتدال معه ما يُعرف بالظهور العرضي للحلقات، أي عندما تظهر حلقات أورانوس متحركة بشكلٍ جانبي عند النظر إليها من الأرض.

التقط كل من تلسكوب هابل الفضائي ومرصد (كيك) في هاواي صوراً تفصيلية للكوكب عند وجوده في طور الاعتدال. وفي الوقت الذي شاهدت فيه فوياجر2 بضعة سحب متمايزة، كشفت مراقبات حديثة على أن أورانوس يُبدي سحب ديناميكية أثناء وصوله إلى الاعتدال، ويتضمن ذلك التطور السريع مميزات لامعة، وبقعة مظلمة عظيمة وحديثة، كتلك المشاهدة في نبتون.

أورانوس واحدٌ من بين عملاقين جليديين موجودين في الجزء الخارجي من النظام الشمسي (العملاق الجليدي الآخر هو نبتون). يتكون معظم الغلاف الجوي للكوكب من الهيدروجين والهيليوم، مع وجود لكميات قليلة من الميثان وآثار الماء والأمونيا. يحصل أورانوس على لونه الأزرق-الأخضر جراء وجود غاز الميثان في غلافه الجوي. يمر ضوء الشمس عبر الغلاف الجوي للكوكب وينعكس للخلف على قمم سحب أورانوس. ويمتص غاز الميثان القسم الأحمر من الضوء، مما يؤدي إلى ظهور اللون الأزرق-الأخضر.

معظم كتلة أورانوس متمركزة في قلب سائل وممتد، ويتألف معظمه من المواد الجليدية، كالماء والميثان والأمونيا. وعلى مدار ربع سنة أورانوسية (إذ تعادل السنة الواحدة 84 سنة أرضية)، تُشرق الشمس مباشرةً فوق كل من القطبين، دافعةً بالنصف الآخر من الكوكب إلى شتاء طويل و مظلم.في الوقت الذي تُحاذي فيه الحقول المغناطيسية دوران الكواكب، فإن الحقل المغناطيسي لأورانوس مائل، إذ يميل المحور المغناطيسي بزاوية تصل إلى 60 درجة بالنسبة لمحور دوران الكوكب، وهو بعيد عن مركز الكوكب أيضاً بقيمة تصل إلى ثلث قيمة نصف قطر الكوكب –علماً أن الحقلين المغناطيسيين لكل من أورانوس ونبتون شاذين جداً.

لدى أورانوس مجموعتين من الحلقات، وهما نظام الحلقات الداخلي المكون من تسعة حلقات مُكتشفة في العام 1977، وتتألف معظمها من حلقات مظلمة وضيقة، وقد اكتشفت المركبة الفضائية فوياجر2 حلقتين داخليتين إضافيتين؛ ثم نظام الحلقات الخارجي الأكثر بعدا عن الكوكب والمكون من حلقتين، اُكتشفتا بواسطة تلسكوب هابل الفضائي في صور عام 2003. لاحقاً، برهن تلسكوبي هابل وكيك على أن الحلقات الخارجية ملونة ولامعة.

يتمتع أورانوس بوجود 27 قمر معروف، وكلها تحمل أسماء شخصيات موجودة في أعمال ويليام شكسبير وألكسندر بوب. وقمر ميرندا هو القمر الأكثر غرابة بين أقمار الكوكب، فقد يُشير سطحه المعقد إلى وجود قسم داخلي منصهر جزئياً، حيث تقوم مواد جليدية بشق طريقها إلى السطح.


 
أورانوس: مراجعة

036b18d0cb9e05602288a8ba10a47c91.jpg


أوارانوس هو الكوكب العملاق الوحيد الذي يميل خط استوائه بزاوية قائمة تقريباً بالنسبة لمداره. وقد يشرح تصادم، حصل مع جسم بحجم الأرض، هذا الميلان الفريد من نوعه. يمتلك أورانوس، الكوكب التوأم لنبتون، كمية أكبر من الميثان مقارنةً مع زحل أو المشتري، وتُوجد هذه الكميات في غلافه الجوي المُكون بشكل رئيسي من الهيدروجين والهيليوم. ويُقدم هذا الغاز للكوكب لونه الأزرق.

عشرُ أشياء أنت بحاجة لمعرفتها عن أورانوس

  1. لو كانت الشمس بحجم باب منزل، ستكون الأرض بحجم المفتاح، وأورانوس بحجم كرة بيسبول تقريباً.
  2. يدور أورانوس حول الشمس، ويُعتبر الكوكب السابع من حيث البعد عن الشمس، إذ يبعد عنها حوالي 2.9 مليار كيلومتر (1.8 مليار ميل)، أو ما يُعادل 19.19 وحدة فلكية.
  3. يبلغ طول اليوم الواحد فوق أورانوس حوالي 17 ساعة (أي الزمن اللازم ليُنجز الكوكب دورة كاملة حول نفسه). في حين يحتاج الكوكب إلى حوالي 84 سنة أرضية لإنجاز دورة كاملة حول الأرض.
  4. أورانوس عبارة عن عملاق جليدي، فمعظم كتلة الكوكب (80% تقريباً) مكونة من موائع ساخنة من المواد الجليدية، كالماء والميثان والأمونيا، وكلها موجودة فوق قلب صخري صغير.
  5. يمتلك أورانوس غلاف جوي مكون معظمه من الهيدروجين والهيليوم، مع وجود لكميات قليلة من الميثان.
  6. يمتلك أورانوس 27 قمرا، وسُميت معظم هذه الأقمار نسبةً إلى شخصيات موجودة في أعمال (شكسبير) و(ألكسندر بوب).
  7. يمتلك أورانوس حلقات خافتة. الحلقات الداخلية ضيقة ومظلمة، أما الخارجية فهي لامعة وملونة.
  8. فوياجر2 هي المركبة الفضائية الوحيدة التي زارت أورانوس.
  9. لا يُمكن لأورانوس دعم الحياة كما نعرفها.
  10. كما هي الحال مع الزهرة، لدى أورانوس حركة رجعية (من الشرق إلى الغرب). وعلى النقيض من الكواكب الأخرى، يدور أورانوس على جانبه، هذا يعني أنه يدور حول نفسه أفقياً.
 
عودة
أعلى