هل الولايات المتحدة الأمريكية دولة عظمى تقاد بعقول صغيرة؟

Nabil

خـــــبراء المنتـــــدى
إنضم
19 أبريل 2008
المشاركات
22,783
التفاعل
17,901 114 0
هل الولايات المتحدة الأمريكية دولة عظمى تقاد بعقول صغيرة؟
بقلم :العميد المتقاعد برهان إبراهيم كريم


وجد الجنرال بيترايوس ضالته فيما يفعله الجنرال أوديرنوا,فصاغ على ضوئه ما سمي بإستراتيجية أمن بغداد.
ووجد الرئيس بوش الفرج في إستراتيجية الجنرال بيترايوس ليتهرب من تنفيذ مقترحات لجنة الخمسة الكبار.
وكل مكان يفعله الجنرال ريموند أوديرنوا الذي ألقت وحدته القبض على صدام حسين.وفقد أبنه أنتوني إحدى ذراعيه بانفجار دبابة بمدفع مضاد للدبابات صيف عام 2004م, هو التقرب من العراقيين كي لا يفكروا بالانتقام منه , وسعيه لحضهم على التصدي للمتمردين, من خلال دعمه للبعض بتشكيل وتسليح ما بات يعرف بالصحوات.
والجنرال ديفيد بيترايوس الذي يبلغ حاليا من العمر 55عام . تطوع في الجيش الأميركي,وتخرج عام 1970م.وذهب إلى برنيسيتون عام 1987م ليقدم أطروحته المكونة من 328 صفحة بموضوع تأثير حرب فيتنام على القيادة العليا للولايات المتحدة الأميركية. وسبق له أن أصيب بطلقة في صدره خلال أحد التمارين.و تحطم حوضه في قفزة مظلية, سببت له انحناء الظهر. وبات يتملكه الهوس منها على لياقته. شارك في غزو العراق مع وحدته الجوية 101.و أتخذ من مدينة النجف مقرا لقيادته. وحين فشلت محاولات الإدارة الأمريكية والبريطانية ودول التحالف في تدريب عناصر الجيش العراقي والشرطة العراقية في كليات وأكاديميات دول التحالف,بسبب لجوء الكثير منهم لاتخاذها ذريعة وفرصة سانحة لطلب اللجوء السياسي والهرب من العراق والإقامة في هذه الدول. حينها تقرر تدريبهم في بعض الدول الحليفة وفي العراق. وكلف الجنرال بيترايوس بتدريب المتطوعون من عناصر الشرطة والأمن والجيش العراقي خلال عامي 2004م و2005م. ووجد الجنرال بيترايوس في اعتماد رئيسه جورج بوش عليه لتنفيذ خطة أمن بغداد فرصته الذهبية للنجومية, والتي ستفتح له الأبواب لتقلد المناصب الكبرى, فكان له ما أراد. حيث لم يكن أمام الرئيس بوش من مخرج لورطته, سوى تعيين الجنرال قائدا لقوات الغزو في العراق. ومن ثم التطبيل والتزمير بأن الإستراتيجية الجديدة التي يتبعها الجنرال بيترايوس نجحت في إيقاف إراقة الدماء في بغداد, وأنها ستأتي بالنصر على المتمردين. مما أضفى على بيترايوس صفة الجنرال الناجح في الحرب على الإرهاب. وخزعبلات بيترايوس هي التي دفعت بوش ليقول : نحن ننسحب بينما العراقيين ينهضون. لكن الانتقادات بدأت تنصب على الجنرال ديفيد بيترايوس كموجات البرد من قبل بعض القادة العسكريون. والتي تتلخص: بتفاؤله المفرط عن اللزوم, وبتضخيمه التقديرات لقدرات القوات العراقية التي دربها, والذي اخترقت من قبل المليشيات. وفشلها في خوض المعارك ضد عناصر الإرهاب وقوى المقاومة العراقية. وبأنه قدم تقرير غير موضوعي ودقيق أمام جلسة الاستماع له في جلسة مجلس الشيوخ. وأن ما تحقق من انخفاض من نسب إراقة الدماء ومعدلات القتل, لم يكن بسبب جهوده وإستراتيجيته التي تبناها الرئيس بوش لنفسه,وإنما نتيجة جهود عناصر الصحوات وأبو ريشة الذين تحالفوا مع قوات الغزو والاحتلال.وان انخفاض عدد القتلى من الجنود الأمريكيين عام 2007م رافقه في نفس العام ارتفاع معدلات الجريمة والانتحار داخل المجتمع الأمريكي..إضافة إلى أن 20% من الجنود الأمريكيون العائدون من الحروب , مصابون بعوارض الإجهاد الناجمة عن شدة تأثير الصدمة.وأن المشاكل النفسية راحت تزداد بزيادة مدة المناوبة القتالية. وأن طول الخدمة, وغياب الجنود عن أسرهم يغذي الكثير من التوترات العائلية,بحيث باتت تتمزق بعض الأسر بفعل الطلاق, أو الزواج من غير الأمريكيات, أو بحوادث القتل أو الانتحار أو أحكام القضاء التي تطال بعض الجنود, أو بسبب فرار البعض من الخدمة العسكرية, أو نتيجة إدمان بعض الجنود على الكحول للتهرب من حالات الصدمة والمعاناة التي تعرضوا لها أثناء وجودهم في العراق وأفغانستان.
والغريب أنه بعد أن كان الرئيس بوش والسيناتور جون ماكين والجنرال بيترايوس يروجون لمقولة أن الحرب على الإرهاب مسرحها العراق, وأن الانتصار فيها ممكن ولازم وواجب وضروري. وأن الجنرال بيترايوس سيحقق النصر الحاسم. بدئوا بالتراجع وكل منهم يقصف شعبه الأمريكي وشعوب العالم بموقف جديد يناقض موقفه السابق ويتناقض ويتعارض مع مواقف حلفائه.فالرئيس جورج بوش بدأ بسحب أعداد من جنده من العراق لتعزيز القوات الأمريكية وقوات حلفائه التي يصل تعدادها إلى حوالي 39000 ألف جندي أمريكي, إضافة إلى نفس العدد تقريبا من جنود الدول الحليفة له ولبلاده ,إضافة لعشرات الألوف من المرتزقة, وحوالي 78 ألف جندي أفغاني, وأكثر من 25 ألف رجل أمن وشرطة. وهو بهذا العمل الغير مجدي,إنما يهدف إلى تحقيق الأمور التالية:
1. الإبقاء على الاحتلال الأمريكي للعراق لحين انتهاء ولايته,تاركا معالجته لغيره بعد أن عجز عن حله.
2. محاولته الحد من تفجر الوضع الأفغاني, وخاصة حين بات في مأزق كبير. فهو قد قطع وعدا لقرظاي بأن بلاده ستتعاون مع الحكومة الأفغانية لضمان أمن أفغانستان, وحماية الأبرياء من عمليات قصف خاطئة أو غير مدروسة, لأنها تنعكس سلبا على قرظاي وحكومته إلا أنه نكص بوعوده.
3. الحد من هجمات طالبان المتصاعدة التي عزلت القوات الدولية والأفغانية في كابول. وقطعت الطرق الأربعة الرئيسية, كي تمنع وصول الإمدادات. مما دفع بالأدميرال مايكل مولن ليقول:أنني غير مقتنع بأننا نكسب الحرب في أفغانستان,ولذلك طلبت إلى الجيش وضع إستراتيجية جديدة. وحتى الجنرال ديفيد ماكيرنان القائد الأميركي في أفغانستان طلب إرسال ثلاثة ألوية أي ضعف العدد المقرر إرساله. ثم صرح قائلا: أننا لم نخسر الحرب في أفغانستان ولن ينتصر المتمردون.فغالبية الأفغان لا يرغبون في انتصار طالبان. وأضاف قائلا: لا نملك عددا كافيا من الجنود لضمان امن الشعب الأفغاني,فنحن بحاجة إلى أيضا على مروحيات ووسائل استطلاع ومراقبة وأخرى أستخباراتية ولوجستية.
4. معالجة التصدع في جبهة الحرب على ما يسمى بالإرهاب نتيجة الإرباكات, وتردي الأوضاع في باكستان. وذلك بعد أن خسر حليفه مشرف. وتحولت باكستان إلى ساحات صراع وحروب مفتوحة.
5. إجبار الإدارة الأميركية القادمة على إتباع نهج إدارته. والتي عبر عنه وزير الدفاع روبرت غيتس حين قال: أن قرار بوش بسحب 8آلاف جندي من العراق هي مخاطرة مقبولة,إنما سببها أن نصفهم تقريبا سيرسلون إلى أفغانستان ,لأنه يمثل المسار والتصرف الصحيح.
6. التصادم بين مواقف القيادة السياسية الأمريكية والمؤسسة العسكرية, والتناقض في مواقف البنتاغون وبعض الجنرالات فيما يخص معالجة الوضع المتردي.
حيث يلاحظ من خلال تصريحاتهم:
• فالجنرال ديفيد بيترايوس يصر على إبقاء الألوية الــ 15 التي أرسلت ضمن الإستراتيجية الجديدة في العراق إلى ما بعد النصف الأول من عام 2009م.
• والإدارة الأمريكية التي تشيد بجهود بيترايوس بخفضه لعدد القتلى من الجنود الأمريكيين في العراق خلال عامي 2007ــ 2008م , صدمت بارتفاع معدلات الجريمة وحوادث الانتحار. والتي أدت إلى مقتل 17000 أمريكي نتيجة الجرائم والانتحار عام 2007م,رغم تعاون البعض مع الاحتلال فيما يسمى الصحوات, ودعوات البعض لوقف إطلاق النار.
• أما موقف الأدميرال مايكل مولن رئيس أركان الجيش الأميركي فيتلخص بإصراره على إرسال حوالي عشرة آلاف مقاتل لأفغانستان بالسرعة القصوى . وموقفه هذا يتطابق مع موقف المرشح باراك أوباما, والذي أذعن له مجبرا المرشح جون ماكين,وإدارة الرئيس جورج بوش.
• المقالات التي نشرها زبغنيو بريجينسكي في الصحف والمجلات الأمريكية. والتي قال فيها: إن وجود قوات أمريكية في أفغانستان ليس هو الحل الوحيد.فنحن نفاخر بتكرار الخطأ الذي أرتكبه السوفييت. والسياسة الأميركية لا يجب أن تكون تابعة للمصالح الإسرائيلية,لأن السياسة الأمريكية تمر اليوم بفترة خطيرة جدا, وذات نتائج من الصعب التنبؤ بها. وأن حربا طويلة على عدة جبهات ستجعل الولايات المتحدة متورطة لسنين عديدة قادمة, وستكون فيها نهاية الهيمنة أمريكية.
• والسيد فريد زكريا – رئيس تحرير الطبعة الدولية من مجلة نيوزويك الأميركية كتب قائلا:إن النظام العالمي الذي بدأ يبرز أمامنا مختلف جدا عن الأنظمة التي سبقته.وأن نفوذ دولة كبيرة وعملاقة مثل الولايات المتحدة الأميركية سيضمحل ويندثر تدريجيا , بعد كل هذه التغييرات الكاسحة على المستوى العالمي.
• وجوزيف كولنيز مساعد سابق لوزير الدفاع .أعتبر أن الحرب في العراق إذا ما قيست بالخسائر المالية والعسكرية والاقتصادية والبشرية فهي خسارة فادحة وخطيئة كبرى. وأن الولايات المتحدة الأمريكية تدفع حاليا ثمن أخطائها: ضحايا كثيرة ومروعة واحترام أقل ,واعتماد أكبر على الجيش.
• و جاء وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس أن الولايات المتحدة الأمريكية ليحسم الأمر ويعلن: لقد دخلنا الآن في نهاية اللعبة ,وقراراتنا اليوم وفي الأشهر المقبلة ستكون حاسمة لاستقرار المنطقة ومصالح الأمن القومي لبلادنا للأعوام المقبلة.ويقر بتصاعد التمرد في أفغانستان.وبارتباك الوضع الأمني في العراق. ويحث زعماء بلاده على تطبيق إستراتيجيات تأخذ في الاعتبار نصائح قادتنا,إضافة إلى خفض التواجد بشكل ثابت في العراق. ولنكن متواضعين في شأن ما تستطيع قوة الجيش والتكنولوجيا إنجازه.
وهنا لم يعد أمام الرئيس جورج بوش من مفر سوى بتعيين الجنرال بيترايوس قائد للقيادة المركزية الوسطى.و برر وزير الدفاع غيتس قرار التعيين بقوله: الجنرال بيترايوس تسلم مهماته في العراق في وقت عم الظلام هذا البلد, وتبددت أحلام إدارتنا ,حيث كانت الفوضى تضرب بأطنابها , حتى بات الموت حالة مألوفة. وان بيترايوس بعمله كرس نفسه أحد أبطال معارك أمتنا العظيمة في التاريخ. وقبل أن يتسلم الجنرال بيترايوس لمهامه, سارع البريغادير البريطاني مارك كارلتون سميث قائد الكتيبة الجوية الهجومية16, ليقول بصريح العبارة: أن على الرأي العام ألا يأمل في نصر عسكري حاسم في أفغانستان,داعيا البريطانيين إلى أن يستعدوا لإتفاق ممكن مع حركة طالبان......وأنه ينبغي خفض التوقعات....... فلن نربح هذه الحرب.....والأمر بات يتعلق بخفض هذا النزاع إلى مستوى يمكن معه احتواء التمرد كي لا يكون تهديدا استراتيجيا,ويستطيع الجيش الأفغاني أن يسيطر عليه..........ومن غير الواقعي وعلى الأرجح من غير المعقول الاعتقاد أن القوة المتعددة الجنسيات قادرة على تخليص أفغانستان من العصابات المسلحة........ ويمكننا مغادرة البلاد تاركين فيها مستوى ضعيفا ولكن دائما من التمرد في الأرياف..........ولا اعتقد أننا نستطيع أن نتصور أنه عندما نغادر هذا البلد لن تكون هناك عصابات من المسلحين في هذه النقطة من العالم.......وإذا كانت حركة طالبان على استعداد للجلوس إلى طاولة والبحث في أتفاق سياسي,عندها سيكون في الإمكان إحراز تقدم يضع نهاية لعمليات التمرد. وقد رد وزير الدفاع الأمريكي روبرت غيتس على هذا الكلام بقوله: نواجه تحديات كبرى في أفغانستان لكن ذلك لا يشكل بالتأكيد سببا لنكون انهزاميين أو أن نقلل من شأن فرص النجاح على المدى الطويل. ولكنه حين سأل عن أمكانية إجراء مفاوضات مع حركة طالبان أجاب: المهم هو الفصل بين أولئك الذين يرغبون بالمصالحة والذين يرفضونها,جزء من الحل يقوم على أساس جعل قوات الأمن الأفغانية أقوى ,والقسم الآخر من الحل هو المصالحة مع الأشخاص المستعدين للعمل مع الحكومة الأفغانية. و حتى أن صحيفة النيويورك تايمز أوردت على صفحاتها: أن أحمد والي كرازي رئيس مجلس إقليم قندهار شقيق الرئيس الأفغاني حامد كرازي. قد يكون متورطا في تهريب مخدرات ,الأمر الذي يثير قلقا لدى المسئولين الأميركيين. وأن السفير الأمريكي ورئيس فريق وكالة المخابرات المركزية ونظيرتها البريطانية في كابول, أثاروا منذ عام 2006م هذه القضية ,وأن الرئيس رفض طلب هؤلاء بدعوته لشقيقه إلى مغادرة أفغانستان.
وشعر الجنرال ديفيد بترايوس أن تعينه جاء بمثابة فخ نصب له,القصد منه تكليفه بمعالجته الأوضاع العراقية والأفغانية والباكستانية بموجب إستراتيجيته التي صاغها ونفذها في العراق, لتحقيق نصر حاسم عجز الآخرون عن تحقيقه, وهو عاجز أيضا من الوصول إليه. فبدأ هو الآخر في فتح مزاد التصريحات. وهذا تلخيص لما قاله: أنه لن يعلن أبدا عن إحراز الولايات المتحدة الأمريكية النصر في العراق. وقال أيضا: أن المكاسب الأمنية التي تحققت أخيرا في العراق قابلة لأن تعكس.والولايات المتحدة الأمريكية لا تزال تواجه صراعا طويلا في العراق, وهنالك الكثير من العواصف التي تتجمع في الأفق, والتي قد تتطور لتصبح مشكلات حقيقية, والوضع في العراق لا يزال صعبا ولكنه مشجع, وأن التقدم الذي تحقق خلال الأشهر الفائتة قد تطيح به انبعاث القاعدة أو خلافات سياسية, وأن من بين الأخطار التي يمكن أن تطيح بالتقدم الذي تحقق على الصعيد الأمني هناك انبعاث القاعدة أو عودة المجموعات الخاصة كعناصر المليشيات الشيعية المتطرفة التي تسلحهم وتدربهم إيران. أو أية خلافات سياسية تتطور إلى أعمال عنف في الشارع. ولا يمكننا التحدث عن نصر أو نجاح في العراق, أنا أتحدث عن تقدم ملحوظ, وهذا سيكون أكثر صعوبة فالقاعدة لا تزال خطرة وقادرة على القيام بأعمال دموية وهمجية وقادرة على التأقلم. وأن إجراء مفاوضات مع بعض أعضاء طالبان يمكن أن يقدم سبيلا لتقليص العنف في مناطق في أفغانستان تشهد تصاعدا للحكومة المسلحة. والأساليب التي استخدمت لتقليص العنف في العراق قد لا يمكن تطبيقها في الحرب داخل أفغانستان, والتي تشهد تصاعدا في الهجمات التي تشنها طالبان وجماعات متشددة أخرى.
وأكد موقفه تصريح خلفه الجنرال ريمون أوديرنو, فور تسلمه منصبه كقائد للقوات المحتلة للعراق الذي قال: بان أمامه مهمة صعبة ,على الرغم من انخفاض العنف إلى مستوى غير مسبوق منذ أربعة أعوام. موضحا ذلك بالقول: أن العراق اليوم بلد يختلف عن المرة الأولى التي زرته فيها ولكن هذه المكتسبات لا تزال هشة ويمكن أن تتبدد.لذلك لا يزال أمامنا الكثير من العمل لنقوم به, وخصوصا في مجال تجهيز السلطات العراقية لتولي مسئوليات أكبر في مجال الأمن مستقبلا.وشدد أوديرنوا على كلامه قائلا: أن أي خفض للقوات الأميركية سيستبدل بقوات عراقية, وسيجري بالتنسيق مع حكومة بغداد. وأيد كلام أوديرنوا كلام وزير الدفاع غيتس حين قال: نسير أكثر باتجاه نهاية اللعبة في العراق,وأنا متأكد من أن أديرنوا سيتخذ قرارات صعبة لكتها ضرورية لحماية مصالحنا الوطنية. معربا عن أمله أن تتحول إستراتيجية بلاده العسكرية إلى إستراتيجية سياسية واقتصادية وعسكرية ودبلوماسية. وبدأ يسود القوات الأميركية جو من الهرج والمرج إن كان في العراق أو أفغانستان, حيث التصريحات متناقضة .فالجنرال لويد أوستن يقول: القاعدة لا تزال تحتفظ بقدرتها على شن هجمات واسعة النطاق. بينما يقول الجنرال ديفيد بركنز يقول: أن هجمات الجيش الأميركي قضت على جزء كبير من حرية التحرك لدى القاعدة, وأخرجت أنصارها من ملاذاتهم, وتمكنت من قطع تمويلهم. وجاء ت صحيفة نيويورك تايمز لتكشف مسودة لأجهزة المخابرات جاء فيها: أن الوضع في أفغانستان يشهد تدهورا مستمر وان الشكوك باتت تنتاب الجميع من قدرة حكومة كرازي في القضاء على نفوذ طالبان.وأن الانهيار في سلطة كرازي آخذ بالتسارع والاستمرار بسبب الفساد داخل الحكومة الأفغانية. وبسبب زيادة عدد الهجمات التي تشن انطلاقا من باكستان.وأن العديد من المشاكل الأكثر إزعاجا في أفغانستان هي من صنع الحكومة الأفغانية. وان تجارة المخدرات والهيروين التي قضي عليها في ظل حكم طالبان باتت اليوم تشكل أكثر من 50% من اقتصاد أفغانستان.وكم هذه التصريحات والمواقف متناقضة مع موقف سابقة لإدارة بوش وبعض الساسة الأمريكيين. حين انبروا يؤيدون غزو العراق.والذين يتبرءون الآن من مواقفهم السابقة, ومن هؤلاء:
• سكوت ماكيلان حين قال: الرئيس جورج بوش رجل ذو جاذبية وفتنة وظرف وحنكة سياسية عظيمة.
• ومادلين أولبرايت حين قالت: مقتل أكثر من مليون عراقي بسبب الحصار الأميركي لا يعني شيئا بالنسبة للثمن الواجب دفعه.
• ودوغلاس فيث وهو يقول: إنني نادم لأنني لم أتمكن من إقناع فرانكس بضرورة الحفاظ على النظام والقانون في العراق, ووزارة الخارجية وأجهزة الاستخبارات تآمرت ضد سياسات الرئيس بوش ,وباول لم يعترض على قرار غزو العراق, وبرا يمر فعل أشياء سيئة في العراق, ورايس فشلت بتنسيق سياسات الحرب. وأن دونا لد رامسفيلد كان خشنا في معاملة بعض مرؤوسيه.وأن دونالد رامسفيلد وضع هدفا عسكريا يقوم على إزالة نظام صدام حسين وسوريا وإيران وأربع دول أخرى في الشرق الأوسط (لم يذكر أسمها). في حين ذكر الجنرال ويسلي كلارك. أن فيث قال له أن رامسفيلد وبول ولفويتز وضعا خططا لتغيير أنظمة سوريا وإيران والسودان ولبنان وليبيا والصومال.ودوغلاس فيث , وصفه الجنرال تومي فرانكس بتصريح قال فيه: فيث هو الرجل الأغبى على كوكب الأرض.
• وغونداليزا رايس التي كرمت كل من الجنرال بيترايوس والسفير رايان كروكر في مقر وزارتها بحضور شخصيات سياسية وإعلامية, حيث منحا أرفع جائزة تمنحها وزارتها .قالت :إن طريق الولايات المتحدة الأمريكية في العراق كان اشق وأصعب مما كانت تتخيله. وامتدحت بيترايوس بقولها: أنت مفكر محارب ومحارب مفكر.فلقد غرست أفكارا لمواجهة التمرد, وتفاوضت بصبر مع الزعماء العراقيين والأعداء. وخاطبت كروكر قائلة: أنت أسد المصالح الخارجية الأميركية.
• وأمير الظلام بيرل حين قال: الحسم الذي تتصرف به الولايات المتحدة في أفغانستان والعراق,سيكفي لتحذير كل العرب والمسلمين.لأنه بعد تدمير طالبان والنظام العراقي السابق ستكون رسالتنا إلى الآخرين في المنطقة هي الدور عليكم .وهاتان كلمتان اثنتان, لكنهما تمثلان دبلوماسية بالغة الكفاءة.
وهذه التصريحات الجديدة لبعض رموز إدارة الرئيس وصقوره ومحافظيه وحتى معارضيه ومنتقديه تحمل في طياتها الكثير من التعابير والملامح للسياسة الأمريكية الجديدة التي ستنتهجها الإدارتين الأمريكيتين الحالية والقادمة. حيث يستشف منها: تغيير مواقفها بصورة إيجابية مع للدول والأنظمة والشخصيات الذين عارضوا غزو العراق, وتصدوا بشجاعة لمجابهة,والتصدي لإدارة الرئيس جورج بوش. وقدح وذم وتسفيه وانتقاد للكثير ممن تحالفوا معها في غزوها للعراق.أو في حربها على الإرهاب وفق توصيفها الأمريكي للإرهاب. مع توعد لبعض هؤلاء الحلفاء ومعهم عملاء العراق وأفغانستان, بتحميلهم المسئولية عن الفشل والهزيمة الأمريكية , لمداهنة وغش وخداع وتضليل إدارة جورج بوش. وتقدير واحترام لدور سوريا, والتي ثبت صحة نهجها ومواقفها وسياساتها في كل المجالات. وانهيار موقف العداء الأمريكي من كوريا الشمالية وإيران وكثير من البلدان وفصائل المقاومة الوطنية. وربما هذه الأسباب هي من كانت وراء الدافع لبعض الزعامات اللبنانية للهرولة باتجاه المصالحة مع فريق المعارضة. أو في محاولات البعض صب جام غضبه على سوريا وإيران وفصائل المقاومة الوطنية في لبنان والعراق وفلسطين وحزب الله وحركة حماس, مدفوعا بدوافع الحقد والكيدية والغيظ والغضب والفشل والهزيمة والإحباط .أو في محاولات بعض حلفاء الإدارة الأمريكية من بعض الأنظمة وعملائها في لجوئهم للدس والنميمة,وانتقادهم الإدارة الأمريكية عما ألم بهم, وهرولتهم ليتزلفوا إلى من كانوا يعتبرونهم الأعداء الألداء.
فهل أصاب رئيس جمهورية لبنان عام 1958 السيد كميل شمعون, حين وصف سياسة الولايات المتحدة الأمريكية لبعض مساعديه قائلا لهم : سياسة الولايات المتحدة الأمريكية سياسة دولة عظمى تقودها عقول صغيرة؟

موقع البديل العراقي
 
انا لن اعلق على التقرير الذي ارفقته حضرتك لأني اوافق الكاتب الرأي ولكن اعلق على جزيئة واحدة من الموضوع بصفتي عراقي ان تشكيل الصحوة هو افضل ما قانت به الحكومة الرعاقية والأمركية منذ احتلالها العراق عام 2003 وظهرت النتائج بصورة واضحة جداً بعد تشكيل هذة المجالس حيث تحسنت الظروف ألأمنية بصورة كبيرة جداً بالنسبة لقدرة القوات العراقية فعلاً قدرة القوات العراقية قد تطورت ولكن ينقص السلاح العراق لا يمتلك قوة جوية او قوة مدرعة حقيقة لابد من تسليح الجيش العراقي مرة اخرى.
 
عقول القيادة الأمريكية أصغر من أن تدير أمريكا

كما تفضل الأخ هوم جارديان

أخطاء القيادة الأمريكية وقرارات بول بريمر نرى نتائجها حاليا وإن كانت تتناقص

دليل على عدم تخطيط وسذاجة كما لو أنهم فوجئوا بسقوط بغداد والعراق
 

المواضيع المشابهة

عودة
أعلى