غزوة بدر الكبرى..عبر وحكم

night fury

عضو
إنضم
23 مارس 2008
المشاركات
4,508
التفاعل
1,268 1 0
الدولة
Jordan
غزوة بدر الكبرى: عبر وحكم

كان أول لواء عقده رسول الله صلى الله عليه وسلم لحمزة بن عبد المطلب في شهر رمضان في الشهر السابع من الهجرة يعترض غيرا لقريش جاءت من الشام وفيها أبو جهل في 300 رجل، فالتقوا واصطفوا للقتال فمشى مجدي بن عمرو الجهني وكان حليفا للفريقين جميعا بين هؤلاء وهؤلاء حتى حجز بينهم ولم يقتتلوا.
ثم كانت سرية بطن رابغ في شوال في الشهر الثامن للهجرة لقي 60 من المهاجرين أبا سفيان بن حرب وكانت بينهما مناوشة وفي هذه السرية رمى سعد بن أبي وقاص أول سهم في سبيل الله.
ثم بعث عليه الصلاة والسلام سعد بن أبي وقاص إلى الخرار في شهر ذي القعدة،الشهر التاسع للهجرة يعترضون عيرا لقريش لكن فاتتهم العير.
ثم غزا بنفسه صلى الله عليه وسلم غزوة الأبواء ويقال لها ودان وهي أول غزوة غزاها بنفسه في صفر الشهر 12 من الهجرة، حمل لواء حمزة بن عبد المطلب واستخلف على المدينة سعد بن عبادة، وخرج في المهاجرين يعترض عيرا لقريش فلم يلق كيدا.
ثم غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم بواط في شهر ربيع الأول على رأس 13 شهرا من الهجرة وحمل لواءه سعد بن أبي وقاص واستخلف على المدينة سعد بن معاذ، خرج في 200 من أصحابه يعترض عير لقريش، فلم كيدا فرجع.
ثم خرج على رأس 13 من هجرته عليه السلام يطلب كرز بن جابر الفهري وحمل لواءه علي بن أبي طالب وكان كزر قد أغار على سرح المدينة ولما بلغ الواد فاته فرجع عليه السلام إلى المدينة.
ثم خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في جمادى الآخرة على رأس 16 شهرا، وحمل لواءه حمزة بن عبد المطلب خرج عليه السلام في 250 ولم يكره أحدا على الخروج وخرجوا على 30 بعيرا يعتقبونها يعترضون عيرا لقريش ذاهبة إلى الشام فلما بلغ عليه الصلاة والسلام العشيرة بناحية ينبع، وجد صلى الله عليه وسلم العير، قد فاتته بأيام، وهي التي وعده الله إياها، أو المقاتلة وذات الشوكة ووفى له بوعده.
ثم بعث عبد الله بن جحش الأسدي إلى نخلة في رجب بعد مضي سنة و5 أشهر على هجرته عليه الصلاة والسلام. ومعه 12 رجلا من المهاجرين فوصلوا بطن نخلة يرصدون عيرا لقريش، فتشاور المسلمون وقالوا نحن في آخر يوم من رجب الشهر الحرام، فإن قاتلناهم انتهكنا الشهر الحرام، وإن تركناهم الليلة دخلوا الحرم، ثم أجمعوا على ملاقاتهم فرمى أحدهم عمرو بن الحضرمي فقتله وأسروا عثمان وابن عبد الله بن المغيرة والحكم بن كيسان، وأفلت نوفل بن عبد الله.
ثم قدموا بالعير والأسيرين وقد عزلوا من ذلك الخمس، وهو أول خمس كان في الإسلام، وأول قتيل في الإسلام وأول أسيرين في الإسلام وأنكر رسول الله عليه وسلم عليهم ما فعلوه؛ واشتد تعنت قريش وإنكارهم ذلك فقالو قد أحل محمد الشهر الحرام واشتد على المسلمين ذلك حتى أنزل الله تعالى: "يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير وصد عن سبيل الله وكفر به والمسجد الحرام وإخراج أهله منه أكبر عند الله والفتنة أكبر من القتل" البقرة/217.
وقد فسرت الفتنة هنا بالشرك.
سبب حدوث غزوة بدر:
في شهر رمضان الثاني أي بعد مضي سنة وستة أشهر على هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم وفيه فرض الصوم ركنا من أركان الإسلام، بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم خبر العير المقبلة من الشام لقريش صحبة أبي سفيان وهي العير التي خرجوا في طلبها لما خرجت من مكة وكانوا نحو أربعين رجلا، وفيها أموال عظيمة لقريش.
ندب رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس للخروج إليها، وأمر من كان ظهره حاضرا بالنهوض ولم يحتفل لها احتفالا بليغا لأنه خرج عليه الصلاة والسلام في ثلاث مائة و بضعة رجل ولم يكن معهم من الخيل إلا فرسان، فرس للزبير بن العوام وفرس للمقداد بن الأسود وكان معهم سبعون بعيرا يعتقب الثلاثة على الواحد.
واستخلف ابن آم مكتوم على الصلاة ولبابة بن المنذر على المدينة. ودفع اللواء إلى مصعب بن عمير والراية إلى علي كرم الله وجهه وأخرى إلى سعد بن معاذ في الأنصار.
فلما قرب صلى الله عليه وسلم من الصفراء بعث بسبس بن عمرو الجهني وعدي بن أبي الزغباء إلى بدر يتجسسان أخبار العير/ وأما أبو سفيان فإنه بلغه مخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وقصده إياه، فاستأجر ضمضم بن عمرو الغفاري إلى مكة مستصرخا لقريش بالنفير إلى غيرهم ليمنعوه من محمد وأصحابه وبلغ الصريخ أهل مكة فنهضوا مسرعين، فلم يتخلف من أشرافهم سوى أبي لهب، وحشدوا فيمن حولهم من قبائل من قبائل العرب ولم يتخلف عنهم أحد من بطون قريش إلا بني عدي فلم يخرج منهم أحدـــ كما قال تعالى "بطرا ورئاء الناس ويصدون عن سبيل الله" الأنفال/47.
puce_rtl-470e9.gif
فجمعهم الله على غير ميعاد "ولو تواعدتم لاختلفتم في الميعاد. ولكن ليقضي الله أمرا كان مفعولا" الأنفال/42.
الاستعداد للغزوة:
ولما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم خروج قريش استشار أصحابه فأحسنوا، فأشرق وجه رسول الله عليه وسلم وسر بما سمع من أصحابه، وقال "سيروا وأبشروا، فإن الله وعدني إحدى الطائفتين، وإني قد رأيت مصارع القوم".
التحرك نحو منطقة بدر:
فسار رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بدر، فلما اتجه أبو سفيان في ساحل البحر لما رأى أنه قد نجا كتب إلى قريش أن ارجعوا فأتاهم الخبر وهم بالجحفة فهموا بالرجوع فقال أبو جهل والله لا نرجع حتى نقدم بدرا فنقيم بها ونطعم من حضرنا من العرب وتخافنا العرب بعد ذلك.
ولما نزل رسول الله عليه وسلم أدنى ماء من مياه بدر قال عليه السلام: "أشيروا علي في المنزل فأشار حباب بن المنذر بالنزول بمحاذاة قلب لأنها كثيرة الماء عذبة فنزل عليها عليه الصلاة والسلام وغور ما سواها من المياه.
وأنزل الله عز وجل في تلك الليلة مطرا واحدا فكان على المشركين وابلا شديدا منعهم من التقدم، وكان على المسلمين طلا طهرهم به، وأذهب عنهم رجس الشيطان، ووطأ به الأرض وصلب به الرمل، وثبت الأقدام ومهد به المنزل وربط به على قلوبهم.
فسبق رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه إلى الماء فنزلوا عليه شطر الليل وصنعوا الحياض ثم غورا ما عداها من المياه، وبني لرسول الله صلى الله عليه وسلم عريش يكون فيهاعلى تل يشرف على المعركة، ومشى في موضع المعركة وجعل عليه السلام يشير بيده هذا مصرع فلان وهذا مصرع فلان وهذا مصرع فلان إن شاء الله، فما تعدى أحد منهم موضع إشارته.
فلما تراءى الجمعان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اللهم هذه قريش جاءت بخيلائها وفخرها، جاءت تحادك، وتكذب رسولك، وقام ورفع يديه واستنصر ربه وقال اللهم أنجز لي ما وعدتني، اللهم إني أنشدك عهدك ووعدك فالتزمه الصديق من ورائه، وقال يا رسول الله أبشر، فوالذي نفسي بيده لينجزن الله لك ما وعدك.
puce_rtl-470e9.gif
واستنصر المسلمون الله واستغاثوه، وأخلصوا له وتضرعوا إليه، فأوحى الله إلى ملائكته: "أني معكم فثبتوا الذين آمنوا سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب" الأنفال/ 12.
وأوحى الله إلى رسوله (أني ممدكم بألف من الملائكة مردفين) (إذ تقول للمؤمنين ألن يكفيكم أن يمدكم ربكم بثلاثة آلاف من الملائكة منزلين، بلى إن تصبروا وتتقوا، ويأتوكم من فورهم هذا يمددكم ربكم بخمسة آلاف من الملائكة مسومين)آل عمران 124.
"ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة، فاتقوا الله لعلكم تشكرون إذ تقول للمؤمنين ألن يكفيكم أن يمدكم ربكم بثلاثة آلاف من الملائكة منزلين، بلى إن تصبروا وتتقوا، ويأتوكم من فورهم هذا يمددكم ربكم بخمسة آلاف من الملائكة مسومين آل عمران 124.
واصطف الفريقان- وخرج عتبة وشيبة ابنا ربيعة والوليد بن عتبة يطلبون المبارزة فخرج إليهم ثلاثة من الأنصار عبد الله بن رواحة- ووعوف ومعوذ ابنا عفراء فقالوا لهم: من أنتم فقالوا من الأنصار قال أكفاء كرام وإنما نريد بني عمنا فبرز إليهم علي وعبيدة بن الحارث وحمزة، / فقتل علي الوليد وقتل حمزة عتبة واختلف عبيدة بن الحارث وقرنه ضربتين فقطعت رجل عبيدة بن الحارث ومات بعدها بقليل.
ثم حمي الوطيس واشتد القتال وأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم في الدعاء والابتهال حتى سقط رداؤه عن منكبه فرده عليه الصديق؛ إنه منجز لك ما وعدك ربك.
ولما تواجه القوم قام رسول الله صلى الله عليه وسلم في الناس فوعظهم وذكرهم بما لهم في الصبر والثبات من النصر والظفر العاجل وثواب الله الآجل.
وأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم ملء كفه من الحصباء فرمى وجوه العدو فلم تترك رجلا منهم إلا ملأت عينيه وشغلوا بالتراب في أعينهم وشغل المسلمون بقتلهم فأنزل الله "وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى " الأنفال 17.
وكانت الملائكة يومئذ تبادر المسلمين إلى قتل أعدائهم قال ابن عباس: "بينما رجل من المسلمين يومئذ يشتد في أثر رجل من المشركين أمامه إذ يسمع ضربة بالسوط فوقه وصوت الفارس فوقه يقول: أقدم حيزوم، إذ نظر إلى المشرك أمامه مستلقيا فنظر إليه، فإذا هو قد حطم أنفه، وشق وجهه، بضربة السوط.
فجاء الأنصاري فحدث بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال صدقت، ذلك من مدد السماء الثالثة، وقال أبو داود المازني: "إني لأتبع رجلا من المشركين لأضربه، إذ وقع رأسه قبل أن يصل إليه سيفي فعرفت أنه قد قتله غيري.
وقتل أبو جهل قد ضربه ابنا عفراء وجاء عبد الله بن مسعود رضي الله عنه برأسه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فكبر الله وحمده وقال هذا فرعون هذه الأمة.
puce_rtl-470e9.gif
ومن بركات الرسول صلى الله عليه وسلم قال رفاعة بن رافع: رميت بسهم يوم بدر، ففقئت عيني، فبصق فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعا لي فما أذاني منها شيء.
انتصار المسلمين: قتل من المسلمين 14. 6 من المهاجرين و8 من الأنصار
1- معهجع رضي الله عنه مولى عمر رضي الله عنه.
2- حارثة بن سراقة رضي الله عنه.
3- عمير بن أبي وقاص رضي الله عنه وعمره 16 سنة.
4- عمير بن الحمام رضي الله عنه رضي الله عنه صاحب الثمرات.
5- عوف بن الحارث رضي الله عنه.
6- عبيدة بن الحارث بن عبد المطلب رضي الله عنه.
7- معوذ بن الحارث رضي الله عنه.
8- سعد بن خيثمة الأنصاري رضي الله عنه.
9- هفوان بن بيضان رضي الله عنه.
10- يزيد بن الحارث الأنصاري رضي الله عنه.
11- سواد بن غزيلة رضي الله عنه الذي قبل بطن الرسول عليه الصلاة والسلام.
12- مبشر بن عبد المنذر الأنصاري.
13- رافع بن المعلى الأنصاري رضي الله عنه.
14- ذو الشمالين رضي الله عنه.
وقتل من المشركين 70 وأسر منهم آخرون.
حكم وعبر غزوة بدر:
1- شرف هذه الغزوة أول جهاد إسلامي:
"يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم ومأواهم جهنم وبئس المصير".
"كتب عليكم القتال وهو كره لكم".
أنها حدثت في رمضان.
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم شارك فيها بنفسه وكان قائدها.
2. استشار رسول الله صلى اله عليه وسلم في الخروج وفي الإعداد لهذه الغزوة حيث اختار المسلمون النزول بالماء.
3. طاعة المسلمين للرسول صلى الله عليه وسلم. "قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله". بيان ضرورة اتباع وطاعة رسول الله عليه السلام.
4. اتخاذ الأسباب بغية نصرة الله عز وجل.
5. الدعاء والتضرع إليه سبحانه في كل قضايانا وحوائجنا.
6. معجزة رمي رسول الله صلى الله عليه وسلم وجوه المشركين.
7. تحفيز المسلمين بإعلاء كلمة الله ونيل الشهادة.
8. مدد رباني بالملائكة.
انظر الآية الأنفال 5 ___ 20.
انظر الآية الأنفال 36



18_1.gif


18_2.gif


18_3.gif


18_5.gif


18_6.gif
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
عودة
أعلى