رقمنة القوات البرية

رقمنة القوات البرية

رقمنة القوات البرية
1 مايو 2024




دائماً‭ ‬ما‭ ‬كانت‭ ‬الجيوش‭ ‬في‭ ‬طليعة‭ ‬من‭ ‬يستخدم‭ ‬ويبتكر‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬وخصوصاً‭ ‬الرقمية‭ ‬منها،‭ ‬ولهذا‭ ‬عادة‭ ‬ما‭ ‬تخصص‭ ‬ميزانيات‭ ‬كبيرة‭ ‬للإنفاق‭ ‬على‭ ‬البحث‭ ‬والتطوير‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭. ‬ليس‭ ‬من‭ ‬المستغرب‭ ‬إذاً‭ ‬تكاثر‭ ‬الاختراعات‭ ‬الرقمية‭ ‬الرائدة‭ ‬داخل‭ ‬القطاع‭ ‬العسكري‭ ‬قبل‭ ‬وصولها‭ ‬للمجتمع‭ ‬المدني‭. ‬والقائمة‭ ‬التي‭ ‬تدل‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬طويلة‭: ‬الإنترنت،‭ ‬والواي‭ ‬فاي‭ (‬WiFi‭)‬،‭ ‬ونظام‭ ‬تحديد‭ ‬المواقع‭ ‬العالمي‭ (‬GPS‭).‬

قد‭ ‬يعتقد‭ ‬البعض‭ ‬بأن‭ ‬الرقمنة‭ ‬المتزايدة‭ ‬للجيوش‭ ‬قد‭ ‬تؤثر‭ ‬بالسلب‭ ‬على‭ ‬الدور‭ ‬التقليدي‭ ‬للقوات‭ ‬البرية‭ ‬وهو‭ ‬الحسم‭ ‬في‭ ‬ربح‭ ‬المعارك‭. ‬ولكن‭ ‬رئيس‭ ‬هيئة‭ ‬الأركان‭ ‬الأمريكية‭ ‬المشتركة‭ ‬الجنرال‭ ‬راي‭ ‬أوديرنو،‭ ‬في‭ ‬كلمة‭ ‬ألقاها‭ ‬أمام‭ ‬المؤتمر‭ ‬السنوي‭ ‬لرابطة‭ ‬الجيش‭ ‬الأمريكي‭ ‬وهي‭ ‬جماعة‭ ‬دعم‭ ‬عسكرية‭ ‬نهاية‭ ‬أكتوبر‭ ‬من‭ ‬العام‭ ‬الماضي‭ ‬2023،‭ ‬قال‭: ‬‮«‬حتى‭ ‬مع‭ ‬استخدام‭ ‬الطائرات‭ ‬بلا‭ ‬طيار،‭ ‬والقنابل‭ ‬الذكية،‭ ‬تظل‭ ‬الحروب‭ ‬صداماً‭ ‬بين‭ ‬إرادات‭ ‬البشر،‭ ‬تتطلب‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬الأمر‭ ‬اللجوء‭ ‬إلى‭ ‬استخدام‭ ‬القوات‭ ‬البرية‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬المعارك‭.. ‬فالتكنولوجيا‭ ‬لن‭ ‬تحل‭ ‬المشكلة‭ ‬وحدها‭.. ‬هناك‭ ‬رأي‭ ‬يقول‭ ‬إنه‭ ‬إذا‭ ‬وقفنا‭ ‬على‭ ‬بعد،‭ ‬واستخدمنا‭ ‬صواريخ‭ ‬شديدة‭ ‬الدقة،‭ ‬سيؤدي‭ ‬هذا‭ ‬إلى‭ ‬استسلام‭ ‬العدو‭… ‬وفي‭ ‬رأيي‭ ‬هذا‭ ‬افتراض‭ ‬خاطئ‮»‬‭.‬

في‭ ‬هذا‭ ‬السياق،‭ ‬لا‭ ‬غرابة‭ ‬إذاً‭ ‬في‭ ‬لجوء‭ ‬الجيوش‭ ‬لرقمنة‭ ‬قطاعاتها‭ ‬التقليدية،‭ ‬وعلى‭ ‬رأسها‭ ‬قطاع‭ ‬القوات‭ ‬البرية،‭ ‬وذلك‭ ‬بهدف‭: ‬

‬ضمان‭ ‬التفوق‭ ‬العملياتي‭ ‬والسيطرة‭ ‬على‭ ‬المعلومات‭ ‬في‭ ‬مسارح‭ ‬العمليات‭.‬
‬تعزيز‭ ‬كفاءة‭ ‬الدعم‭ ‬وتسهيل‭ ‬الحياة‭ ‬اليومية‭ ‬للموظفين‭.‬
‬تحسين‭ ‬العلاقة‭ ‬مع‭ ‬المتعاملين‭ ‬معه‭ ‬وجاذبية‭ ‬القطاع‭.‬
‬تطوير‭ ‬نظام‭ ‬بيئي‭ ‬للابتكار‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬استخدام‭ ‬التقنيات‭ ‬الناشئة‭ ‬لصالح‭ ‬أنظمة‭ ‬الوزارة‭ ‬وتطبيقاتها‭.‬
‬التحول‭ ‬إلى‭ ‬لاعب‭ ‬رقمي‭ ‬رائد‭.‬
ومن‭ ‬جانبه،‭ ‬مثله‭ ‬مثل‭ ‬بقية‭ ‬أفرع‭ ‬الجيوش،‭ ‬لا‭ ‬يتوقف‭ ‬قطاع‭ ‬القوات‭ ‬البرية‭ ‬عن‭ ‬مسيرة‭ ‬تحوله‭ ‬الرقمي،‭ ‬بهدف‭ ‬تحسين‭ ‬عملياته،‭ ‬باستثمار‭ ‬الفرص‭ ‬التي‭ ‬تتيحها‭ ‬له‭ ‬الرقمنة،‭ ‬وتقديم‭ ‬أحدث‭ ‬الخدمات‭ ‬الرقمية‭ ‬لجميع‭ ‬موظفيه‭.‬



تهدف‭ ‬هذه‭ ‬الدراسة‭ ‬لعرض‭ ‬وتحليل‭ ‬أهم‭ ‬أدوات‭ ‬جديد‭ ‬رقمنة‭ ‬قطاع‭ ‬القوات‭ ‬البرية‭. ‬

أولاً‭: ‬تزايد‭ ‬استخدام‭ ‬البلوكشين‭ ‬Blockchain

أطلقت‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الجيوش‭ ‬مشاريع‭ ‬مبتكرة‭ ‬تدمج‭ ‬التقنيات‭ ‬الرقمية‭ ‬المتطورة‭ ‬مثل‭ ‬blockchain،‭ ‬فالجيش‭ ‬الصيني‭ ‬استخدم‭ ‬تقنية‭ ‬‮«‬بلوك‭ ‬تشين‮»‬‭ ‬لتحسين‭ ‬العمليات‭ ‬داخل‭ ‬كافة‭ ‬أفرعه،‭ ‬بما‭ ‬فيها‭ ‬القوات‭ ‬البرية‭. ‬فمن‭ ‬خلال‭ ‬تلك‭ ‬التقنيات‭ ‬يمكن‭ ‬عمل‭ ‬ملفات‭ ‬لتخزين‭ ‬بيانات‭ ‬الأفراد‭ ‬العسكريين،‭ ‬مثل‭ ‬المعلومات‭ ‬الأساسية،‭ ‬والتوقعات‭ ‬المهنية‭ ‬المستقبلية‭ ‬الخاصة‭ ‬بهم،‭ ‬والدورات‭ ‬التدريبية‭ ‬التي‭ ‬توجب‭ ‬عليه‭ ‬تخطيها،‭ ‬مما‭ ‬يجعل‭ ‬من‭ ‬تقييم‭ ‬وترقية‭ ‬الجنود‭ ‬بناءً‭ ‬على‭ ‬أدائهم‭ ‬أمراً‭ ‬أكثر‭ ‬يسراً‭. ‬ومن‭ ‬أهم‭ ‬ما‭ ‬تمتاز‭ ‬به‭ ‬تقنية‭ ‬Blockchain‭ ‬قدراتها‭ ‬الهائلة‭ ‬في‭ ‬المجالات‭ ‬التالية‭:‬

1. ‬معالجة‭ ‬الثغرات‭ ‬المعلوماتية‭: ‬نظراً‭ ‬لأن‭ ‬تقنية‭ ‬‮«‬بلوك‭ ‬تشين‮»‬‭ ‬هي‭ ‬تقنية‭ ‬لتخزين‭ ‬ونقل‭ ‬المعلومات،‭ ‬ونظراً‭ ‬لأن‭ ‬القوات‭ ‬البرية‭ ‬مثلها‭ ‬مثل‭ ‬بقية‭ ‬أفرع‭ ‬الجيش‭ ‬تنتج‭ ‬وتنقل‭ ‬وتعتمد‭ ‬على‭ ‬كمية‭ ‬هائلة‭ ‬من‭ ‬البيانات،‭ ‬فإن‭ ‬من‭ ‬الجلي‭ ‬فهم‭ ‬الفائدة‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تجنيها‭ ‬من‭ ‬اللجوء‭ ‬لتلك‭ ‬التقنية،‭ ‬مثل‭ ‬معالجة‭ ‬الثغرات‭ ‬المعلوماتية‭ ‬بتقنيات‭ ‬‮«‬بلوك‭ ‬تشين‮»‬،‭ ‬والتي‭ ‬تتميز‭ ‬بالأمان‭ ‬بسجل‭ ‬موزع‭ ‬للبيانات‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬استخدام‭ ‬خادم‭ ‬مركزي‭ ‬أكثر‭ ‬عرضة‭ ‬للهجمات،‭ ‬كما‭ ‬تتميز‭ ‬أيضاً‭ ‬بالثبات‭ ‬للحفاظ‭ ‬على‭ ‬سلامة‭ ‬المعلومات‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬المستويات‭ ‬وحماية‭ ‬البيانات‭ ‬شديدة‭ ‬السرية‭. ‬

2. ‬ترشيد‭ ‬التواصل‭ ‬بين‭ ‬المؤسسات‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬سيولة‭ ‬المعلومات‭: ‬من‭ ‬جانب‭ ‬آخر،‭ ‬من‭ ‬المتعارف‭ ‬عليه‭ ‬أن‭ ‬تعقيد‭ ‬مشاركة‭ ‬المعلومات‭ ‬في‭ ‬الجيوش‭ ‬أمر‭ ‬بالغ‭ ‬الصعوبة،‭ ‬والتعقيد‭ ‬في‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬المؤسسات‭ ‬المتعددة‭ ‬والمترامية‭ ‬الأطراف‭. ‬فبشكل‭ ‬عام‭ ‬ينظم‭ ‬تشارك‭ ‬المعلومات‭ ‬حول‭ ‬عدة‭ ‬قيادات‭ ‬وخصوصاً‭ ‬رؤساء‭ ‬أركان‭ ‬الجيوش‭ (‬القوات‭ ‬البرية‭ ‬والجوية،‭ ‬البحرية‭… ‬إلخ‭) ‬ومديري‭ ‬إدارات‭ ‬الجيش‭ ‬الأخرى‭ ‬والإدارة‭ ‬ذات‭ ‬الصلة‭ ‬بالدولة‭ ‬والقيادة‭ ‬السياسية‭. ‬والتنسيق‭ ‬بين‭ ‬كل‭ ‬تلك‭ ‬الأطراف‭ ‬ليس‭ ‬بالأمر‭ ‬السهل،‭ ‬فكل‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الكيانات‭ ‬يتميز‭ ‬بثقافة‭ ‬داخلية‭ ‬متفردة‭ ‬سائدة،‭ ‬وتعمل‭ ‬وفق‭ ‬منطق‭ ‬معين،‭ ‬مما‭ ‬يجعل‭ ‬من‭ ‬‮«‬بلوك‭ ‬تشين‮»‬‭ ‬الحل‭ ‬المثالي‭ ‬لترشيد‭ ‬التواصل‭ ‬بينها‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬سيولة‭ ‬المعلومات‭ ‬وحمياتها‭ ‬من‭ ‬الاختراق‭.‬

3. ‬حماية‭ ‬الاتصالات‭ ‬والمعلومات‭ ‬من‭ ‬الاختراق‭: ‬من‭ ‬جانب‭ ‬آخر،‭ ‬أصبحت‭ ‬تقنية‭ ‬‮«‬بلوك‭ ‬تشين‮»‬‭ ‬الركن‭ ‬الأساسي‭ ‬لأمن‭ ‬أنظمة‭ ‬الاتصالات‭ ‬والمعلومات‭ (‬CIS‭) ‬المستخدمة‭ ‬في‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الجيوش‭ ‬البرية‭ ‬لضمان‭ ‬سرية‭ ‬وأمن‭ ‬المعلومات‭ ‬والمصادقة‭ ‬على‭ ‬البيانات‭ ‬وتكاملها‭ ‬ومرونة‭ ‬الحصول‭ ‬عليها‭ ‬واستخدامها‭ ‬الاستخدام‭ ‬الأمثل،‭ ‬خصوصاً‭ ‬تلك‭ ‬المعلومات‭ ‬المتعلقة‭ ‬بيانات‭ ‬الخطط‭ ‬التشغيلية،‭ ‬وقواعد‭ ‬الاشتباك،‭ ‬وخطط‭ ‬الإمداد،‭ ‬وما‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭.‬

ولا‭ ‬تكف‭ ‬وكالة‭ ‬مشاريع‭ ‬البحوث‭ ‬المتطورة‭ ‬الدفاعية‭ ‬DARPA‭ ‬عن‭ ‬تطوير‭ ‬منصات‭ ‬مراسلة‭ ‬آمنة‭ ‬بتقنيات‭ ‬‮«‬بلوك‭ ‬تشين‮»‬‭ ‬تتمتع‭ ‬رسائلها‭ ‬المشفرة‭ ‬بتقنيات‭ ‬يتعذر‭ ‬تمام‭ ‬التعرف‭ ‬على‭ ‬بياناتها‭ ‬الوصفية،‭ ‬ومعايير‭ ‬السرية‭ ‬فيها‭ ‬فائقة،‭ ‬كما‭ ‬أنها‭ ‬تتميز‭ ‬باستحالة‭ ‬التعرف‭ ‬على‭ ‬المرسل‭ ‬والمتلقي‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬طرف‭ ‬ثالث‭.‬

4‭‬. تغيير‭ ‬وجه‭ ‬سلاسل‭ ‬التوريد‭ ‬والتسليح‭: ‬يؤكد‭ ‬خبراء‭ ‬الدفاع‭ ‬أن‭ ‬تقنية‭ ‬‮«‬بلوك‭ ‬تشين‮»‬‭ ‬لديها‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬دفع‭ ‬عجلة‭ ‬النمو‭ ‬والكفاءة‭ ‬في‭ ‬كافة‭ ‬أفرع‭ ‬الجيوش،‭ ‬خصوصاً‭ ‬المؤسسات‭ ‬المسؤولة‭ ‬عن‭ ‬سلاسل‭ ‬التوريد‭ ‬والتسليح‭ ‬التي‭ ‬تشمل‭ ‬أطرافاً‭ ‬متعددة‭ ‬خصوصاً‭ ‬في‭ ‬القوات‭ ‬البرية،‭ ‬نظراً‭ ‬للخصائص‭ ‬التي‭ ‬تتميز‭ ‬بها‭ ‬تلك‭ ‬التقنيات،‭ ‬وعلى‭ ‬رأسها‭:‬‭ ‬

‬استحالة‭ ‬تغيير‭ ‬البيانات‭ ‬دون‭ ‬علم‭ ‬جميع‭ ‬الأشخاص‭ ‬المعنيين‭.‬
إمكانية‭ ‬تتبع‭ ‬جميع‭ ‬المعاملات‭.‬
‬عدم‭ ‬إمكانية‭ ‬التحكم‭ ‬في‭ ‬العمليات‭ ‬من‭ ‬أحد‭ ‬أطراف‭ ‬سلسلة‭ ‬التوريد‭ ‬دون‭ ‬الطرف‭ ‬الآخر‭.‬
‬تنسيق‭ ‬تفاعل‭ ‬المشاركين‭ ‬من‭ ‬الخارج‭ ‬ومن‭ ‬الداخل‭ ‬في‭ ‬سلسلة‭ ‬التوريد‭ ‬وتسليح‭ ‬القوات‭ ‬البرية‭ ‬والجيوش‭ ‬عموماً‭.‬
‬توفير‭ ‬سجل‭ ‬آمن‭ ‬يمكن‭ ‬التحقق‭ ‬منه،‭ ‬ويكون‭ ‬قابلاً‭ ‬للتتبع،‭ ‬وقابلاً‭ ‬للمشاركة‭ ‬بين‭ ‬الفاعلين‭.‬
‬توفير‭ ‬طريقة‭ ‬لرؤية‭ ‬كل‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬سلسلة‭ ‬التوريد‭ ‬والتسليح‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الفعلي‭ ‬له‭.‬
تحديد‭ ‬مشكلات‭ ‬التوريد‭ ‬ومعالجتها‭ ‬فورياً‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تصبح‭ ‬منتشرة‭ ‬على‭ ‬نطاق‭ ‬واسع‭.‬
‬إضفاء‭ ‬اللامركزية‭ ‬على‭ ‬الإنتاج‭ ‬العسكري‭ ‬مع‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬سلامة‭ ‬وسرية‭ ‬البيانات‭.‬
‬السماح‭ ‬بمراقبة‭ ‬القوة‭ ‬العاملة‭ ‬أثناء‭ ‬التشغيل‭.‬
‬السماح‭ ‬ومراقبة‭ ‬آنية‭ ‬لكامل‭ ‬عمليات‭ ‬الإمدادات‭ ‬اللوجيستي‭.‬
ومن‭ ‬أحدث‭ ‬الأمثلة‭ ‬على‭ ‬تطبيقات‭ ‬blockchain‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬القوات‭ ‬البرية‭ ‬مشروع‭ ‬FIBR²EO‭ ‬للطباعة‭ ‬ثلاثية‭ ‬الأبعاد،‭ ‬للحفاظ‭ ‬على‭ ‬حالة‭ ‬تشغيل‭ ‬مواد‭ ‬القوات‭ ‬البرية‭ (‬SIMMT‭) ‬والقطاع‭ ‬الرقمي‭ ‬وتنسيق‭ ‬الابتكار‭ (‬PNI‭) ‬التابعين‭ ‬للجيش‭ ‬الفرنسي‭. ‬



يهدف‭ ‬هذا‭ ‬المشروع‭ ‬إلى‭ ‬إتاحة‭ ‬إمكانيات‭ ‬الطباعة‭ ‬ثلاثية‭ ‬الأبعاد‭ ‬لسلسلة‭ ‬الصيانة‭ ‬والإنتاج‭ ‬المتعلق‭ ‬بقطع‭ ‬الغيار‭ ‬للمعدات‭ ‬الأرضية‭ ‬لصالح‭ ‬قطاع‭ ‬القوات‭ ‬البرية‭ ‬الفرنسية‭ ‬على‭ ‬التراب‭ ‬الوطني‭ ‬الفرنسي‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬مسرح‭ ‬العمليات‭ ‬الخارجية‭. ‬وتتم‭ ‬مراقبة‭ ‬المطبوعات‭ ‬التي‭ ‬يتم‭ ‬إجراؤها‭ ‬عبر‭ ‬هذه‭ ‬الطابعات‭ ‬ثلاثية‭ ‬الأبعاد‭ ‬عبر‭ ‬نظام‭ ‬معلومات‭ ‬يعتمد‭ ‬أيضاً‭ ‬على‭ ‬تقنية‭ ‬blockchain‭ ‬والتي‭ ‬تتميز‭ ‬بـ‭:‬

1. ‭‬إمكانية‭ ‬التتبع‭:‬‭ ‬تتبع‭ ‬كل‭ ‬استخدام‭ ‬لنموذج‭ ‬ثلاثي‭ ‬الأبعاد‭ ‬لإنتاج‭ ‬الطباعة‭.‬

2. ‭‬النزاهة‭:‬‭ ‬التحقق‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬نموذج‭ ‬ثلاثي‭ ‬الأبعاد‭ ‬مطبوع‭ ‬يتوافق‭ ‬مع‭ ‬الملف‭ ‬الأصلي‭.‬

3. الثبات‭:‬‭ ‬الملفات‭ ‬المخزنة‭ ‬غير‭ ‬قابلة‭ ‬للتغيير‭.‬

4. الشفافية‭:‬‭ ‬إمكانية‭ ‬قيام‭ ‬كل‭ ‬جهة‭ ‬فاعلة‭ ‬بعرض‭ ‬جميع‭ ‬العمليات‭ ‬التي‭ ‬يتم‭ ‬تنفيذها‭. ‬

ثانياً‭: ‬تزايد‭ ‬استخدام‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬التفاعلي

في‭ ‬عام‭ ‬2015‭ ‬قامت‭ ‬شركة‭ ‬سامسونغ‭ ‬بتطوير‭ ‬روبوت‭ ‬نصف‭ ‬آلي‭ ‬ويتم‭ ‬التحكم‭ ‬فيه‭ ‬عن‭ ‬بعد،‭ ‬ليبدأ‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬الحدود‭ ‬بين‭ ‬الكوريتين‭ ‬الشمالية‭ ‬والجنوبية‭. ‬ويقوم‭ ‬الروبوت‭ ‬الذي‭ ‬سُمِّي‭ ‬‮«‬إس‭ ‬جي‭ ‬آر‭-‬آي1‮»‬‭ ‬بدوريات‭ ‬حدودية‭ ‬بين‭ ‬الكوريتين،‭ ‬ويمكنه‭ ‬التعرف‭ ‬على‭ ‬الهدف‭ ‬على‭ ‬بعد‭ ‬ميلين،‭ ‬وحين‭ ‬يلاحظ‭ ‬وجود‭ ‬شخص‭ ‬ما‭ ‬يطالبه‭ ‬أوتوماتيكياً‭ ‬برفع‭ ‬يديه،‭ ‬وتمت‭ ‬برمجته‭ ‬لإطلاق‭ ‬النار‭ ‬بعد‭ ‬ثلاثين‭ ‬ثانية‭ ‬من‭ ‬رصد‭ ‬نشاط‭ ‬المتسللين‭ ‬على‭ ‬الحدود‭.‬

وفي‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة‭ ‬الماضية‭ ‬تزايد‭ ‬استخدام‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬التفاعلي‭ ‬في‭ ‬صناعة‭ ‬الروبوت‭ ‬العسكري‭. ‬فعلى‭ ‬سبيل‭ ‬المثال،‭ ‬أثبتت‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬التجارب‭ ‬المشتركة‭ ‬بين‭ ‬وكالة‭ ‬مشاريع‭ ‬البحوث‭ ‬الدفاعية‭ ‬المتقدمة‭ ‬U.S‭. ‬Défense Advanced Research Projects Agency‭ (‬DARPA‭) ‬والجامعات‭ ‬الأمريكية‭ ‬قدرة‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬التفاعلي‭ ‬على‭ ‬تعليم‭ ‬الروبوتات‭ ‬كيفية‭ ‬التفاعل‭ ‬والتكيف‭ ‬مع‭ ‬الظروف‭ ‬المتغيرة‭ ‬ذاتياً‭ ‬وآنياً،‭ ‬وسواء‭ ‬كانت‭ ‬المتغيرات‭ ‬متعلقة‭ ‬بالتضاريس،‭ ‬أو‭ ‬بالأحمال‭ ‬والأوزان‭ ‬المختلفة،‭ ‬أو‭ ‬بالإمساك‭ ‬بأشياء‭ ‬ذات‭ ‬الأشكال‭ ‬والأبعاد‭ ‬المتباينة،‭ ‬أثبتت‭ ‬الخوارزميات‭ ‬سرعتها‭ ‬في‭ ‬الاستجابة‭ ‬للمتغيرات‭ ‬كما‭ ‬أثبتت‭ ‬قدرتها‭ ‬على‭ ‬الاستمرار‭ ‬في‭ ‬التعلم‭ ‬الذاتي‭.‬

ولقد‭ ‬أثمر‭ ‬استخدام‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬التفاعلي‭ ‬في‭ ‬صناعة‭ ‬الروبوت‭ ‬العسكري‭ ‬في‭ ‬فرنسا‭ ‬عن‭ ‬منتجات‭ ‬متميزة‭ ‬مثل‭: ‬

‭-‬ الروبوت‭ ‬القاطر‭ ‬PROBOT‭ ‬مع‭ ‬سلة‭ ‬يمكن‭ ‬استخدامها‭ ‬لقطر‭ ‬المصابين‭ ‬أو‭ ‬لنقل‭ ‬المواد‭ ‬والأسلحة‭. ‬ويمكن‭ ‬تشغيل‭ ‬هذا‭ ‬الروبوت‭ ‬عن‭ ‬بُعد‭ ‬داخل‭ ‬وخارج‭ ‬مدى‭ ‬النظر،‭ ‬ويتمتع‭ ‬بقدرة‭ ‬تحميل‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬750‭ ‬كجم‭. ‬

‭-‬ الروبوت‭ ‬المسلح‭ ‬PROBOT‭ ‬المدمج‭ ‬به‭ ‬برج‭ ‬FN Herstal‭ ‬مقاس‭ ‬12‭.‬7‭ ‬ملم‭ ‬الذي‭ ‬يتم‭ ‬تشغيله‭ ‬عن‭ ‬بعد‭. ‬ويشكل‭ ‬الربوت‭ ‬ابتكاراً‭ ‬مهماً‭ ‬بفضل‭ ‬زيادة‭ ‬قدرة‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬ومداها،‭ ‬وللحماية‭ ‬الكاملة‭ ‬لمشغليها‭ ‬لاستحالة‭ ‬رؤيتهم‭ ‬من‭ ‬المستهدف‭. ‬

‭- ‬الروبوت‭ ‬NERVA‭ ‬المزود‭ ‬بكاميرا‭. ‬ويتمتع‭ ‬بخفة‭ ‬الحركة‭ ‬والقدرة‭ ‬على‭ ‬التكيف‭ ‬والتخفي‭ ‬مما‭ ‬يسمح‭ ‬له‭ ‬بإنجاز‭ ‬مهام‭ ‬الاستطلاع‭ ‬والمراقبة‭ ‬والتشويش‭ ‬بكل‭ ‬يسر‭ ‬ونجاعة‭.‬

ثالثاً‭: ‬تزايد‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬التطبيقات‭ ‬الخدمية‭ ‬الرقمية‭ ‬لمنتسبي‭ ‬قطاع‭ ‬القوات‭ ‬البرية‭ ‬

طور‭ ‬المكتب‭ ‬الرقمي‭ (‬BNUM‭) ‬التابع‭ ‬لمركز‭ ‬التنسيق‭ ‬الرقمي‭ ‬والابتكار‭ (‬PNI‭) ‬التابع‭ ‬للجيش‭ ‬الفرنسي‭ ‬متجر‭ ‬تطبيقات‭ ‬على‭ ‬الإنترنت‭ ‬تحت‭ ‬مسمى‭ ‬Milistore‭. ‬

يجمع‭ ‬الروابط‭ ‬والتطبيقات‭ ‬الخاصة‭ ‬التي‭ ‬طورتها‭ ‬وزارة‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬للعسكريين‭ ‬مثل‭ ‬خدمات‭ ‬التأمين‭ ‬وتطبيقات‭ ‬للاحتياجات‭ ‬اليومية‭ ‬لأعضائها‭. ‬كما‭ ‬أنه‭ ‬يوفر‭ ‬حلاً‭ ‬أمنياً‭ ‬للمستخدم‭ ‬ويحذره‭ ‬من‭ ‬التهديدات‭ ‬الموجودة‭ ‬على‭ ‬هواتفه‭ ‬المحمولة‭. ‬كما‭ ‬يسمح‭ ‬التطبيق‭ ‬بتوفير‭ ‬حقيقي‭ ‬للوقت‭ ‬والاستقلالية‭ ‬حتى‭ ‬في‭ ‬ميدان‭ ‬المعارك‭. ‬



ومن‭ ‬أهم‭ ‬ما‭ ‬يمتاز‭ ‬به‭ ‬التطبيق‭ ‬أيضاً‭: ‬

‭-‬ حماية‭ ‬الهاتف‭ ‬من‭ ‬المخاطر‭ ‬المرتبطة‭ ‬بالتطبيقات‭ ‬أو‭ ‬الشبكات‭ ‬التي‭ ‬يستخدمها‭ ‬الجندي‭.‬

‭-‬ الوصول‭ ‬إلى‭ ‬المعلومات‭ ‬حول‭ ‬الحياة‭ ‬في‭ ‬الوحدة‭ ‬العسكرية‭ ‬وأخبار‭ ‬الجيش‭.‬

‭-‬ الوصول‭ ‬إلى‭ ‬خدمات‭ ‬الجيش‭ ‬في‭ ‬إجراءاته‭ ‬اليومية‭ ‬وخدماته‭ ‬المهنية‭.‬

رابعاً‭: ‬تزايد‭ ‬تأسيس‭ ‬التشكيلات‭ ‬العسكرية‭ ‬المتخصصة‭ ‬في‭ ‬الرقمنة‭ ‬بالقوات‭ ‬البرية‭ ‬

على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال،‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2024،‭ ‬قامت‭ ‬القوات‭ ‬البرية‭ ‬الفرنسية‭ ‬بتأسيس‭: ‬

1. قيادة‭ ‬الدعم‭ ‬الرقمي‭ ‬والسيبراني‭ ‬للقوات‭ ‬البرية‭ (‬CATNC‭): ‬وهي‭ ‬القيادة‭ ‬المنوط‭ ‬بها‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬تماسك‭ ‬القوات‭ ‬البرية‭ ‬رقميا‭ ‬وسيبرانياً‭ ‬ومسؤولة‭ ‬عن‭ ‬الأداء‭ ‬العام‭ ‬والتوظيف‭ ‬والتطورات‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬الدعم‭ ‬الرقمي‭ ‬والسيبراني‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬حرب‭ ‬الكمبيوتر‭ ‬الدفاعية‭.‬

وتم‭ ‬إنشاء‭ ‬CATNC‭ ‬في‭ ‬1‭ ‬يناير‭ ‬2024‭ ‬كجزء‭ ‬من‭ ‬تحول‭ ‬الجيش‭ ‬الفرنسي‭ ‬الرقمي،‭ ‬وهي‭ ‬تجسد‭ ‬التحول‭ ‬نحو‭ ‬‮«‬جيش‭ ‬قتالي‮»‬‭ ‬في‭ ‬المجالات‭ ‬الرقمية‭ ‬والسيبرانية‭ ‬وتساهم‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬عمليات‭ ‬متعددة‭ ‬المجالات‭.‬

وهي‭ ‬في‭ ‬وضع‭ ‬دائم‭ ‬لدعم‭ ‬العمليات‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬الرقمية‭ ‬والمراقبة‭ ‬السيبرانية،‭ ‬وتدعم‭ ‬النشر‭ ‬التشغيلي‭ ‬للموارد‭ ‬البشرية‭ ‬والمادية‭ ‬لإجراء‭ ‬الإعداد‭ ‬التشغيلي‭ ‬للوحدات‭ ‬التابعة‭ ‬لها‭ ‬ومقر‭ ‬العمليات‭. ‬كما‭ ‬أنه‭ ‬يساهم‭ ‬في‭ ‬سياسة‭ ‬الأمن‭ ‬الرقمي‭ ‬للجيش‭ ‬وتطوير‭ ‬العقيدة‭ ‬السيبرانية‭.‬

2. لواء‭ ‬الدعم‭ ‬الرقمي‭ ‬والسيبراني‭ (‬BANC‭):‬‭ ‬والذي‭ ‬تم‭ ‬تأسيسه‭ ‬في‭ ‬6‭ ‬فبراير‭ ‬2024،‭ ‬وتم‭ ‬إنشاء‭ ‬لواء‭ ‬الدعم‭ ‬الرقمي‭ ‬والسيبراني‭ (‬ETNC‭)‬،‭ ‬استجابةً‭ ‬لـساحة‭ ‬المعركة‭ ‬الرقمية‭ ‬سريعة‭ ‬التطور‭. ‬وتكمن‭ ‬مهمة‭ ‬لواء‭ ‬الدعم‭ ‬الرقمي‭ ‬والسيبراني‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬مناطق‭ ‬الصراع‭ ‬الجديدة‭ ‬مثل‭ ‬الفضاء‭ ‬السيبراني،‭ ‬أو‭ ‬البيئة‭ ‬الكهرومغناطيسية‭ ‬والمعلوماتية‭ ‬لترسيخ‭ ‬قدرة‭ ‬سيبرانية‭ ‬قوية‭ ‬ومنظمة‭ ‬ومرئية‭ ‬ومتكاملة‭ ‬لتأكيد‭ ‬الميزة‭ ‬التشغيلية‭ ‬والأفضلية‭ ‬للقوات‭ ‬البرية،‭ ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬رقمنة‭ ‬جميع‭ ‬المنصات‭ ‬القتالية،‭ ‬والجمع‭ ‬بين‭ ‬الإجراءات‭ ‬الحركية‭ ‬العملياتية‭ ‬والسيبرانية،‭ ‬وإنتاج‭ ‬سحابة‭ ‬قتالية‭ ‬حقيقية،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬المعالجة‭ ‬المستقبلية‭ ‬للبيانات‭ ‬الضخمة‭ ‬وضمان‭ ‬القتال‭ ‬التعاوني‭.‬

كما‭ ‬كانت‭ ‬قد‭ ‬أسست‭ ‬القوات‭ ‬البرية‭ ‬الفرنسية‭ ‬MCO-Terre Lab‭ ‬عام‭ ‬2019‭ ‬وهو‭ ‬برنامج‭ ‬مخصص‭ ‬للابتكار‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬صيانة‭ ‬المعدات‭ ‬الأرضية‭ ‬والحفاظ‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬تشغيلية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬رقمنة‭ ‬الصيانة‭ ‬وابتكار‭ ‬تطبيقات‭ ‬صيانة‭ ‬تنبئية‭.‬

الخاتمة‭ ‬

التحول‭ ‬الرقمي‭ ‬للقوات‭ ‬البرية‭ ‬يقوم‭ ‬على‭ ‬عدة‭ ‬عناصر،‭ ‬ستسمح‭ ‬لذلك‭ ‬القطاع‭ ‬بالمضي‭ ‬قدماً‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬المجالات‭ ‬التالية‭: ‬تفسير‭ ‬البيانات‭ (‬علم‭ ‬البيانات‭)‬،‭ ‬وتأمين‭ ‬البيانات‭ (‬سلسلة‭ ‬الكتل‭)‬،‭ ‬وتوقع‭ ‬حالات‭ ‬الصراع‭ (‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭)‬،‭ ‬وأتمتة‭ ‬الإجراءات‭ ‬الحاسمة‭ (‬الروبوتات‭ ‬المقاتلة‭)‬،‭ ‬إتاحة‭ ‬معلومات‭ ‬دعم‭ ‬القرار‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬الأوقات‭ ‬وفي‭ ‬أي‭ ‬مكان‭ (‬السحابة‭/‬5G‭ )‬،‭ ‬وكل‭ ‬ذلك‭ ‬بهدف‭ ‬واحد‭: ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬التفوق‭ ‬التشغيلي‭. ‬الشكل‭ ‬التوضيحي‭ ‬التالي‭ ‬يلقي‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬مجالات‭ ‬عمل‭ ‬التقنيات‭ ‬الرقمية‭ ‬التي‭ ‬ستشهد‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الابتكار‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬القوات‭ ‬البرية‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬القليلة‭ ‬الماضية‭.‬

وبالرغم‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬التقدم،‭ ‬يبدو‭ ‬أن‭ ‬رقمنة‭ ‬قطاع‭ ‬القوات‭ ‬البرية‭ ‬ليس‭ ‬بالأمر‭ ‬اليسير،‭ ‬فلقد‭ ‬تلقي‭ ‬الجيش‭ ‬الألماني‭ ‬صدمة‭ ‬جديدة‭ ‬تلقاها‭ ‬في‭ ‬سبتمبر‭ ‬من‭ ‬العام‭ ‬الماضي،‭ ‬بعد‭ ‬إخفاق‭ ‬تطوير‭ ‬مركبات‭ ‬القوات‭ ‬البرية،‭ ‬وتزويدها‭ ‬بأجهزة‭ ‬اتصالات‭ ‬رقمية‭ ‬بسبب‭ ‬مشاكل‭ ‬خاصة‭ ‬بتثبيتها‭ ‬على‭ ‬المركبات،‭ ‬ويعتقد‭ ‬الخبراء‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الأمر‭ ‬قد‭ ‬يستغرق‭ ‬سنوات‭ ‬لحله،‭ ‬ما‭ ‬يعنى‭ ‬فشل‭ ‬الجيش‭ ‬الألماني‭ ‬في‭ ‬رقمنة‭ ‬القوات‭ ‬البرية‭ ‬رغم‭ ‬إنفاق‭ ‬المليارات‭ ‬في‭ ‬مشروع‭ ‬مهم‭ ‬ممول‭ ‬من‭ ‬الصندوق‭ ‬الخاص‭ ‬للجيش‭ ‬الألماني‭ ‬كان‭ ‬مخصصاً‭ ‬لتجهيز‭ ‬34000‭ ‬مركبة‭ ‬بأجهزة‭ ‬اتصالات‭ ‬رقمية‭ ‬تم‭ ‬تسلمها‭ ‬من‭ ‬الشركة‭ ‬المصنعة‭ ‬منذ‭ ‬يناير‭ ‬2023،‭ ‬ولكن‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬تثبيت‭ ‬بأجهزة‭ ‬الاتصالات‭ ‬الرقمية‭.‬

كما‭ ‬يبدو‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬التوقعات‭ ‬قد‭ ‬تكون‭ ‬مبالغاً‭ ‬فيها،‭ ‬فمنذ‭ ‬عشر‭ ‬سنوات‭ ‬تقريباً‭ ‬نقلت‭ ‬مجلة‭ ‬كمبيوتر‭ ‬ورلد‭ ‬عن‭ ‬سكوت‭ ‬هارتلي‭ ‬مهندس‭ ‬الأبحاث‭ ‬الأمريكي‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬بعد‭ ‬عشرة‭ ‬سنوات‭ ‬من‭ ‬الآن،‭ ‬سيكون‭ ‬هناك‭ ‬على‭ ‬الأرجح‭ ‬عشرة‭ ‬روبوتات‭ ‬مقابل‭ ‬كل‭ ‬جندي‭ ‬في‭ ‬الجيش‭ ‬الأمريكي،‭ ‬وسوف‭ ‬يكون‭ ‬كل‭ ‬جندي‭ ‬محاطاً‭ ‬بعدد‭ ‬يتراوح‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬واحد‭ ‬إلى‭ ‬خمسة‭ ‬روبوتات‭ ‬لحمايته‭ ‬والبحث‭ ‬عن‭ ‬الأعداء‭ ‬وإجراء‭ ‬عمليات‭ ‬مسح‭ ‬بحثاً‭ ‬عن‭ ‬الألغام‭ ‬الأرضية‮»‬،‭ ‬وذلك‭ ‬في‭ ‬سياق‭ ‬ذكر‭ ‬المجلة‭ ‬أن‭ ‬الجيش‭ ‬ومشاة‭ ‬البحرية‭ ‬الأمريكية‭ ‬اختبرا‭ ‬بالفعل‭ ‬روبوتات‭ ‬ذاتية‭ ‬الحركة‭ ‬في‭ ‬ميادين‭ ‬القتال‭. ‬

‮»‬‭ ‬الأستاذ‭ ‬الدكتور‭ ‬وائل‭ ‬صالح
‭)‬خبير‭ ‬بمركز‭ ‬تريندز‭ ‬للبحوث‭ ‬والاستشارات‭(
الكاتب
الصباح 
المشاهدات
102
الإصدار الأول
آخر تحديث
تقييم
0.00 نجوم 0 تقييمات

المزيد من المواد من الصباح

عودة
أعلى