الدايات و الكاريزما جزائرية :
نضعك في قلب الحدث إنطلاقا من وصف دوغرامون لهم بالجزايريين ، لتقرأ عن الوطنية الجزائرية الخالصة للنخبة العثمانية التي كانت تشكل أوجاق الجزاير ، دايا و ديوانا ، هاته النخبة التي صنعت سيادة وطنية جزايرية تنتمي إليها بصيغة الوفاء و لآل عثمان بصيغة الولاء طبقا لبيعة السلطان العثماني على الخلافة ، خلافة إسلامية و ليست عرقية ، و هنا يمكننا تفكيك الأفكار لإستنتاج أنهم كانوا يوالون آل عثمان كونهم دولة خلافة تمثل المسلمين في مرحلة حرجة و مشحونة بعد فقدان الاندلس و بداية الحملات المسيحية ، فالدافع كان عقائدي خارج المنطلق العرقي و الدليل أن هناك من عثمانيي الايالة من هم ليسوا تركمان إنما من البوسنة و ألبانيا و من الشركس ، و هذا ما يلخص فكرة السلطة الروحية ، أما الإمارة و التدبير فقد كان يدبر من دولة كاملة و متكاملة الأركان !!
إقرأ فأرض الجزاير حررها عروج قبل ان يبايع خير الدين و اهل الجزائر ، آل عثمان على الخلافة ، إقرأ ما قال أحد دايات الجزاير ، لمبعوث السلطان :
" كيف! ملك الجزائر ، و من اكون أنا إذن ؟ (يقصد السلطان)
بتاريخ 28 أفريل 1724 إعتلى كرد عبدي سدة الحكم ، يقول دوغرامون عن الايام الأولى من حكم الداي الجديد :
كان الداي الجديد جنديًا كبيرا في العمر ، حسن الخلق و ذو براعة كبيرة ، لكنه كان معتادًا على تدخين الأفيون، مما أصابه بنوبات من الجنون الشديد.
أراد الهولنديون استغلال وصوله للحصول على السلام، ولهذا الغرض أرسلوا الأدميرال جودين ، ومعه سرب من خمس سفن وصل في 3 ماي ، قدم التحية ، لكن لم يتم رد التحية إليه.
تم الرد على عروضه بمطالب باهظة لدرجة أنه اضطر إلى الانسحاب في اليوم التاسع دون أن يحصل على أي شيء سوى السخرية.
كان هذا الأمر أكثر إهانة بالنسبة له ، حيث تمكن في 5 ماي من رؤية بطاريات الميناء تحيي السيد أندريزيل، سفير القسطنطينية، الذي جاء ليطلب بعض التعويضات، والذي تمت دعوته من قبل الداي و تم استقباله بشرف كبير، مع حفاوة كبيرة .
لم تُعامل الإمبراطورية العثمانية بشكل أفضل من هولندا على الرغم من أن سفيرها كان برفقة اثنين من رؤساء الباب العالي ، الذين كانوا مسؤولين عن تقديم قفطان للداي كورد عبدي باشا ، كانوا يعتقدون أنهم على يقين من استقبالهم بشكل جيد ،وشمل ذلك إعادة بعض السفن التي استولى عليها الرياس من شركة أوستند.
تم الترحيب بمبعوثي السلطان بشرف كبير، وأنجزوا أولاً الجزء الأول من مهمتهم، من خلال تقديم القفطان المزخرف والسيف المرصع بالماس إلى الداي أمام جموع الديوان ثم تم إعلامه بفرمان القائد العظيم وسط صمت محترم .
لكن كل هذا لم يكن إلا مقدمة لكوميديا التي طالما لعبها الجزائريون في مثل هذه الحالات ، وما إن بدأ الشاوش المخصص لهذا الغرض في قراءة ألقاب الإمبراطور حتى
قاطع الداي تعداد ألقاب هذا الملك، وسمع أنه يصف نفسه
بـ "ملك الجزائر" ...
" كيف! ملك الجزائر ، و من اكون أنا إذن ؟ "
وقف على الفور، متظاهرًا بغضب شديد، وغادر الغرفة، رغم توسلات القبطاجيين، الذين كرر لهم:
" آه! هو يملك كل الكرة الأرضية، ولا يزال يريد الجزائر!"
إنفضت الجلسة بضجة كبيرة؛ وبعد أيام قليلة حصل مبعوثو السلطان على فرصة ثانية. هذه المرة أزالوا البروتوكول، ....
De grammont H D ..
✍ Islam Khanfri بالتصرف في مقال الآدمن
▪︎إشارة الى رمزية :
في البلاط و على نقوش الخشب في كل قصور ايالة الجزاير
نجد زهرة التوليب
التي تعني الولاء لآل عثمان و زهرة القرنفل🏵 التي تعني الوفاء لأوجاق الجزاير .
Loyauté et fidélité.
#صفحة_إيالة_الجزاير
نضعك في قلب الحدث إنطلاقا من وصف دوغرامون لهم بالجزايريين ، لتقرأ عن الوطنية الجزائرية الخالصة للنخبة العثمانية التي كانت تشكل أوجاق الجزاير ، دايا و ديوانا ، هاته النخبة التي صنعت سيادة وطنية جزايرية تنتمي إليها بصيغة الوفاء و لآل عثمان بصيغة الولاء طبقا لبيعة السلطان العثماني على الخلافة ، خلافة إسلامية و ليست عرقية ، و هنا يمكننا تفكيك الأفكار لإستنتاج أنهم كانوا يوالون آل عثمان كونهم دولة خلافة تمثل المسلمين في مرحلة حرجة و مشحونة بعد فقدان الاندلس و بداية الحملات المسيحية ، فالدافع كان عقائدي خارج المنطلق العرقي و الدليل أن هناك من عثمانيي الايالة من هم ليسوا تركمان إنما من البوسنة و ألبانيا و من الشركس ، و هذا ما يلخص فكرة السلطة الروحية ، أما الإمارة و التدبير فقد كان يدبر من دولة كاملة و متكاملة الأركان !!
إقرأ فأرض الجزاير حررها عروج قبل ان يبايع خير الدين و اهل الجزائر ، آل عثمان على الخلافة ، إقرأ ما قال أحد دايات الجزاير ، لمبعوث السلطان :
" كيف! ملك الجزائر ، و من اكون أنا إذن ؟ (يقصد السلطان)
بتاريخ 28 أفريل 1724 إعتلى كرد عبدي سدة الحكم ، يقول دوغرامون عن الايام الأولى من حكم الداي الجديد :
كان الداي الجديد جنديًا كبيرا في العمر ، حسن الخلق و ذو براعة كبيرة ، لكنه كان معتادًا على تدخين الأفيون، مما أصابه بنوبات من الجنون الشديد.
أراد الهولنديون استغلال وصوله للحصول على السلام، ولهذا الغرض أرسلوا الأدميرال جودين ، ومعه سرب من خمس سفن وصل في 3 ماي ، قدم التحية ، لكن لم يتم رد التحية إليه.
تم الرد على عروضه بمطالب باهظة لدرجة أنه اضطر إلى الانسحاب في اليوم التاسع دون أن يحصل على أي شيء سوى السخرية.
كان هذا الأمر أكثر إهانة بالنسبة له ، حيث تمكن في 5 ماي من رؤية بطاريات الميناء تحيي السيد أندريزيل، سفير القسطنطينية، الذي جاء ليطلب بعض التعويضات، والذي تمت دعوته من قبل الداي و تم استقباله بشرف كبير، مع حفاوة كبيرة .
لم تُعامل الإمبراطورية العثمانية بشكل أفضل من هولندا على الرغم من أن سفيرها كان برفقة اثنين من رؤساء الباب العالي ، الذين كانوا مسؤولين عن تقديم قفطان للداي كورد عبدي باشا ، كانوا يعتقدون أنهم على يقين من استقبالهم بشكل جيد ،وشمل ذلك إعادة بعض السفن التي استولى عليها الرياس من شركة أوستند.
تم الترحيب بمبعوثي السلطان بشرف كبير، وأنجزوا أولاً الجزء الأول من مهمتهم، من خلال تقديم القفطان المزخرف والسيف المرصع بالماس إلى الداي أمام جموع الديوان ثم تم إعلامه بفرمان القائد العظيم وسط صمت محترم .
لكن كل هذا لم يكن إلا مقدمة لكوميديا التي طالما لعبها الجزائريون في مثل هذه الحالات ، وما إن بدأ الشاوش المخصص لهذا الغرض في قراءة ألقاب الإمبراطور حتى
قاطع الداي تعداد ألقاب هذا الملك، وسمع أنه يصف نفسه
بـ "ملك الجزائر" ...
" كيف! ملك الجزائر ، و من اكون أنا إذن ؟ "
وقف على الفور، متظاهرًا بغضب شديد، وغادر الغرفة، رغم توسلات القبطاجيين، الذين كرر لهم:
" آه! هو يملك كل الكرة الأرضية، ولا يزال يريد الجزائر!"
إنفضت الجلسة بضجة كبيرة؛ وبعد أيام قليلة حصل مبعوثو السلطان على فرصة ثانية. هذه المرة أزالوا البروتوكول، ....

✍ Islam Khanfri بالتصرف في مقال الآدمن
▪︎إشارة الى رمزية :
في البلاط و على نقوش الخشب في كل قصور ايالة الجزاير
نجد زهرة التوليب

Loyauté et fidélité.
#صفحة_إيالة_الجزاير