دولة عربية تتفاوض على صواريخ متطورة من هذه البلد رغم فشل منظومتها في حربها الأخيرة
The Defence Research and Development Organisation (DRDO) successfully test fired the Guided PINAKA from Pokhran ranges, in Rajasthan on March 11, 2019.
كشفت شركة “سولار إندستريز” الهندية عن وجود مفاوضات متقدمة مع ثلاث دول آسيوية – هي السعودية وفيتنام وإندونيسيا – لاقتناء منظومة الصواريخ الموجهة متعددة القواذف “بيناكا” (Pinaka)، وهي واحدة من أبرز منتجات الصناعات العسكرية الهندية في السنوات الأخيرة.
وذلك في خطوة تعكس التوجّه المتنامي لدى السعودية لتنويع مصادر تسليحها وتوسيع دائرة الشراكات الدفاعية خارج المحورين الأميركي والصيني، رغم أداء ميداني فاشل لمنظومة بيناكا الدفاعية في الحرب الأخيرة بين الهند وباكستان.
اهتمام سعودي متزايد بمنظومة “بيناكا”
المدير التنفيذي لشركة “سولار إندستريز”، اللواء أ. ف. أريا، أكد في تصريحات صحفية أن السعودية أبدت اهتمامًا واضحًا بالحصول على النظام الهندي، الذي يندرج ضمن فئة أنظمة المدفعية الصاروخية بعيدة المدى، والتي تجمع بين الدقة العالية والمرونة العملياتية، ما يجعله خيارًا واعدًا لتعزيز قدرات الجيش السعودي، خصوصًا في ظل الحاجة المتزايدة لتطوير وسائل الضربات النيرانية الدقيقة.
السعودية تستهدف الحصول على نظام الصواريخ الموجهة الهندي “بيناكا”
اكتسب نظام “بيناكا” سمعة دولية متصاعدة بعد تجربته الناجحة في ساحة المعركة في أرمينيا، حيث أشادت تقارير متعددة بأدائه “المبهر” في ظروف عملياتية حقيقية. وتكمن أبرز نقاط القوة في هذا النظام في قدرته على إطلاق ذخائر دقيقة التوجيه بمدى يصل إلى 75 كيلومترًا، وهو ما يمنحه تفوقًا على أنظمة مشابهة في المهام التكتيكية والضربات الموجهة ضد أهداف استراتيجية ضمن عمق العدو.
وقد طُوِّر النظام من قِبل منظمة البحث والتطوير الدفاعي الهندية (DRDO) بالتعاون مع شركة “سولار إندستريز” من القطاع الخاص، التي تتولى حاليًا إنتاجه على نطاق واسع لتلبية الطلب المتزايد محليًا ودوليًا.
خبراء سعوديون: “بيناكا” يعكس توجّهًا استراتيجيًا جديدًا
وفي تعليق خاص، أشار اللواء الركن المتقاعد فهد السبيعي، خبير أنظمة المدفعية والصواريخ، إلى أن اهتمام المملكة بمنظومة مثل “بيناكا” يُظهر بوضوح رغبة في تنويع الخيارات الدفاعية، خاصة مع الأنظمة التي أثبتت جدارتها في الميدان.
وقال السبيعي: “نظام بمدى 75 كيلومترًا وقدرة على إطلاق ذخائر موجهة بدقة عالية، يمثل نقلة نوعية في قدرات المدفعية الصاروخية للمملكة، لا سيما في ظل التوجه نحو تعزيز القدرات التكتيكية السريعة”.
ولفت السبيعي أيضًا إلى أهمية التعاون مع شركات دفاعية خاصة مثل “سولار إندستريز”، معتبرًا أن ذلك يُعد مؤشرًا على نضوج الصناعة الدفاعية الهندية وسيرها بخطى ثابتة نحو تعزيز صادراتها العسكرية.
لماذا “بيناكا” رغم وجود خيارات مثل HIMARS؟
وفي سياق المقارنة، طرح السبيعي تساؤلًا مشروعًا حول سبب توجّه الرياض نحو “بيناكا” رغم امتلاكها القدرة على اقتناء أنظمة أميركية متقدمة مثل HIMARS، وأجاب بالقول: “هناك عدة عوامل تدفع نحو الاهتمام بالأنظمة غير الغربية، منها الرغبة في تجاوز القيود السياسية المحتملة في صفقات الأسلحة الأميركية، بالإضافة إلى انخفاض تكلفة التشغيل والصيانة، وكذلك إتاحة فرص لنقل التكنولوجيا والتصنيع المشترك داخل المملكة”.
الهند تستعرض منظومة الصواريخ “بيناكا” في عرض عسكري بنيودلهي – أرشيفية
وأشار إلى أن هذه العوامل تنسجم مع مستهدفات رؤية السعودية 2030، التي تسعى إلى تطوير قاعدة صناعية عسكرية محلية وتقليل الاعتماد على الخارج.
بين “بيناكا” وخصومه العالميين
وأكد السبيعي أن القرار النهائي بشأن اعتماد “بيناكا” سيتوقف على نتائج التجارب الميدانية التي ستُجرى خلال الفترة المقبلة، بالإضافة إلى مدى تكيف النظام مع أنظمة الاستشعار والاستهداف المتطورة التي تمتلكها القوات المسلحة السعودية.
وأوضح أن الرياض ستُجري مقارنة شاملة بين “بيناكا” وأنظمة أخرى من فئته، مثل “سميرتش” الروسية، و”ASTROS” البرازيلية، إلى جانب HIMARS الأميركية، وذلك بناءً على معايير الأداء العملياتي، والكفاءة التشغيلية، وتكلفة دورة الحياة الكاملة.
طفرة هندية في صادرات الدفاع
الاهتمام المتزايد بـ”بيناكا” يعكس النمو الملحوظ الذي تشهده صادرات الصناعات الدفاعية الهندية مؤخرًا، حيث صعدت الهند في السنوات الأخيرة كفاعل ناشئ في سوق السلاح العالمي.
وتعمل شركات مثل “سولار إندستريز” على توسيع نطاق الإنتاج لتلبية الطلب المحلي والدولي، وسط دعم حكومي واسع لسياسة “صنع في الهند” وتعزيز التعاون الدفاعي مع دول آسيا والشرق الأوسط.
أداء أمام باكستان يُثير علامات استفهام حول كفاءة المنظومة
ورغم السمعة الجيدة التي حصدها نظام “بيناكا” مؤخرًا في ساحات قتال مثل أرمينيا، إلا أن أداءه في النزاع الهندي–الباكستاني، لاسيما خلال التوترات المسلحة على خط السيطرة في كشمير، أثار بعض علامات الاستفهام.
فقد أفادت تقارير ميدانية بأن استخدام المنظومة خلال الاشتباكات في مايو الماضي لم يؤدِّ إلى نتائج حاسمة، سواء من حيث دقة الإصابة أو التأثير الفعلي على تحصينات العدو.
كما ظهرت تحديات تتعلق بسرعة إعادة التذخير والتكامل مع أنظمة الاستهداف، ما دفع بعض المحللين إلى التشكيك في مدى جاهزيتها للمهام العملياتية المعقدة في بيئات جبلية أو ذات طبوغرافيا وعرة.
ومع أن الجانب الهندي قلّل من أهمية هذه الملاحظات، معتبرًا أن الأمر كان ناتجًا عن ظروف ميدانية استثنائية وليس قصورًا في التصميم، إلا أن تلك التجربة دفعت لاحقًا إلى إدخال تحسينات على النسخ الجديدة من النظام، خاصة فيما يتعلق بالذخائر الذكية والتوجيه الدقيق.
تستعد الهيئة القومية لسكك حديد مصر، غدًا الأحد 2 أغسطس، لتشغيل ثالث رحلات العودة الطوعية للأشقاء السودانيين المقيمين في مصر إلى وطنهم.
aboutmsr.com