صحيح أن النظام البهلوي كان يحمل توجهات قومية فارسية واضحة، وارتكب أخطاءً كبيرة في حق الشعوب غير الفارسية. لكن من الضروري أيضًا أن ننظر إلى ماضي منظمة مجاهدي خلق (التي تمثلها مريم رجوي) وسجلها في العمل السياسي والعسكري، وعلاقاتها الإقليمية والدولية. فكل طرف له مآخذ ومزايا، ولا يوجد حل "مثالي" سهل في إيران المعقدة.
الحديث النبوي الذي ذكرته يُستشهد به كثيرًا، لكن هناك أيضًا اجتهادات فقهية متنوعة حول معناه وتطبيقه في السياقات السياسية الحديثة، خاصة في ظل تغير طبيعة الدولة والقيادة. كما أن التجربة أثبتت أن الكفاءة والعدالة ليستا حكرًا على جنس معين، بل تتعلقان بالشخص وبرنامجه وسياسته.
تطلعات الشعوب غير الفارسية (الأحواز، البلوش، الأكراد، الأذريين) مشروعة في إطار العدالة والحقوق، لكن تجزئة إيران ليست بالضرورة وصفة سحرية للسعادة والاستقرار. التجارب في دول أخرى أظهرت أن الانفصال قد يؤدي أحيانًا إلى صراعات جديدة أو تدخلات خارجية، ما لم يكن هناك توافق داخلي وإقليمي ودولي حقيقي.
لا يمكن تجاهل أن مصير المنطقة غالبًا ما يتأثر بالسياسات الدولية، وأن أي تغيير كبير في إيران سيخضع لتجاذبات مصالح القوى الكبرى، وليس فقط لإرادة الشعوب المحلية.