هذه واحدة من أخطر عمليات المخابرات الأمريكية في إيران فمن خلالها تم عزل محمد مصدق الذي انقلب على شاه إيران ونفاه خارج البلاد وبعد العملية عاد الشاة وسجن مصدق 3 سنوات .. أما أحداث العملية فتخبرك كيف تغير المخابرات أفكا ر الناس وتنقلهم من خانة التأييد إلى الرفض والعكس بسهولة.
حدث هذا في أغسطس 1953م، وقاد العملية ضابط المخابرات كيرميت روزفلت، (حفيد الرئيس الأمريكي تيودور روزفلت)
حيث زرعت المخابرات الأمريكية عملائها في المظاهرات الإيرانية التي كانت تخرج لتأييد محمد مصدق بعد رحيل الشاه، وكان هؤلاء العملاء يقومون برمي الحجارة والتعدي على الممتلكات الخاصة والمساجد وعلى رجال الدين، حتى يوهموا الإيرانيين بأن مصدق شيوعي يحارب الدين والحريات.
في نفس الوقت وفرت المخابرات البطانيات، الأحذية، الملابس، مولدات الكهرباء، والإعانات الطبية على الناس من جانب عملاء آخرين يؤيدون الشاه كي يوهموا الناس أن الشاه المنفي حريص على شعبه ورؤف بهم.
ثم نظموا حملة إعلامية لتشويه مصدق في كافة ربوع الدولة الإيرانية.
لكن مع كل ذلك فشلت عملية أجاكس في البداية حيث تأخر الانقلاب عن موعده المقرر عدة أيام، فتسربت أخباره إلى مصدق، فسحق جنوده جنود الشاه، وتم القبض على العشرات والمئات من العناصر الانقلابية.
فهل سكتت المخابرات الأمريكية ؟ .. بالطبع لا
في اليوم التالي بدأ عملاء المخابرات الأمريكية بتقديم الرشوة لكل من تقع أيديهم عليه: الساسة، رجال الدين (الملا)، المسؤولين في الجيش والشرطة، وكل من يستطيع تحريك وتثوير الجماهير.
ثم خرجت العصابات المأجورة لإثارة الشغب والفوضى في الشوارع، ونهب المحلات، وتدمير صور الشاه، وسرقة الممتلكات الخاصة، وإطلاق الرصاص على المدنيين، وهم يحملون صور مصدق ليوهموا الناس أنهم من أنصاره.
ونجحت الخطة في إيهام الشعب أن العاصمة طهران خرجت عن السيطرة وأن مصدق لم يعد قادراً على التحكم في الوضع، ثم تقديم طوق النجاة للشعب في صورة عودة الشاه عبر حشد شعبي ضخم في اليوم الرابع خرج يرفع صور الشاة ويهاجم مصدق وحكومته.
ورأى الإيرانيون أن المظاهرات المؤيدة للشاه لا تنهب الممتلكات ولا تخرب المحلات، فتعاطفوا معها ورأوا فيها أناس محترمين أفضل من غوغاء مصدق، فانضموا إلى المظاهرات.
ومن عجائب التخطيط أن المظاهرات المؤيدة للشاه بدأت بعروض استعراضية من الرياضيين والمصارعين والبهلوانات، لجذب المارة ثم أُزيلت الاحتفالات الكرنفالية ورُفعت شعارات تأييد الشاه وبدأت العصابات في الهتاف باسم الشاه.
الفصل الأخير
بعد ذلك سيطرت العصابات المأجورة من قبل المخابرات الأمريكية على كل الميادين الرئيسية في طهران، وحرقت المؤسسات الحكومية ومقرات الشرطة وحررت الضباط الانقلابيين المقبوض عليهم في المحاولة الأولى للانقلاب. وانضم إلى العصابات المواطنون الساخطون على مصدق، بالإضافة إلى مؤيديه السابقين الذين رفضوا سياساته مؤخرًا كنتيجة للبروباجندا الأمريكية ضد مصدق.
وحكم على مصدق بثلاث سنوات من السجن الانفرادي خرج بعدهم إلى الإقامة الجبرية في بيته بطهران، وعاش معزولًا بقية حياته لا يستطيع أحد زيارته إلا أٌقربائه، حتى توفي بسبب مرض السرطان عام 1967م.
لكن ما الذي جعل الخطة تنجح؟ ولماذا خانوا مصدق؟
الإجابة باختصار : المال
فقد استخدمت ال CIA أسلوب الرشوة لشراء ولاءات معلقي الأخبار، والصحفيين، ورجال الدين (الملا)، والسياسيين، ورجال الجيش. وقدمت لهم عشرات الآلاف من الدولارات شهريًا، لدرجة أن بعض التقديرات تقول أن إجمالي ما تم إنفاقه لإسقاط مصدق يصل إلى 19 مليون دولار (وهذا في الخمسينات).
وفي إحدى لقاءات قائد العملية مع الشاه للتخطيط للانقلاب، أخبره أنه يملك تحت يديه "العديد من المتخصصين والمنظمين لتوزيع المنشورات، أو لتنظيم العصابات، أو لتتبع المعارضة، قل ما شئت: أنا أملكه".
https://ar.quora.com/profile/Micheal-Rung
حدث هذا في أغسطس 1953م، وقاد العملية ضابط المخابرات كيرميت روزفلت، (حفيد الرئيس الأمريكي تيودور روزفلت)
حيث زرعت المخابرات الأمريكية عملائها في المظاهرات الإيرانية التي كانت تخرج لتأييد محمد مصدق بعد رحيل الشاه، وكان هؤلاء العملاء يقومون برمي الحجارة والتعدي على الممتلكات الخاصة والمساجد وعلى رجال الدين، حتى يوهموا الإيرانيين بأن مصدق شيوعي يحارب الدين والحريات.
في نفس الوقت وفرت المخابرات البطانيات، الأحذية، الملابس، مولدات الكهرباء، والإعانات الطبية على الناس من جانب عملاء آخرين يؤيدون الشاه كي يوهموا الناس أن الشاه المنفي حريص على شعبه ورؤف بهم.
ثم نظموا حملة إعلامية لتشويه مصدق في كافة ربوع الدولة الإيرانية.
لكن مع كل ذلك فشلت عملية أجاكس في البداية حيث تأخر الانقلاب عن موعده المقرر عدة أيام، فتسربت أخباره إلى مصدق، فسحق جنوده جنود الشاه، وتم القبض على العشرات والمئات من العناصر الانقلابية.
فهل سكتت المخابرات الأمريكية ؟ .. بالطبع لا
في اليوم التالي بدأ عملاء المخابرات الأمريكية بتقديم الرشوة لكل من تقع أيديهم عليه: الساسة، رجال الدين (الملا)، المسؤولين في الجيش والشرطة، وكل من يستطيع تحريك وتثوير الجماهير.
ثم خرجت العصابات المأجورة لإثارة الشغب والفوضى في الشوارع، ونهب المحلات، وتدمير صور الشاه، وسرقة الممتلكات الخاصة، وإطلاق الرصاص على المدنيين، وهم يحملون صور مصدق ليوهموا الناس أنهم من أنصاره.
ونجحت الخطة في إيهام الشعب أن العاصمة طهران خرجت عن السيطرة وأن مصدق لم يعد قادراً على التحكم في الوضع، ثم تقديم طوق النجاة للشعب في صورة عودة الشاه عبر حشد شعبي ضخم في اليوم الرابع خرج يرفع صور الشاة ويهاجم مصدق وحكومته.
ورأى الإيرانيون أن المظاهرات المؤيدة للشاه لا تنهب الممتلكات ولا تخرب المحلات، فتعاطفوا معها ورأوا فيها أناس محترمين أفضل من غوغاء مصدق، فانضموا إلى المظاهرات.
ومن عجائب التخطيط أن المظاهرات المؤيدة للشاه بدأت بعروض استعراضية من الرياضيين والمصارعين والبهلوانات، لجذب المارة ثم أُزيلت الاحتفالات الكرنفالية ورُفعت شعارات تأييد الشاه وبدأت العصابات في الهتاف باسم الشاه.
الفصل الأخير
بعد ذلك سيطرت العصابات المأجورة من قبل المخابرات الأمريكية على كل الميادين الرئيسية في طهران، وحرقت المؤسسات الحكومية ومقرات الشرطة وحررت الضباط الانقلابيين المقبوض عليهم في المحاولة الأولى للانقلاب. وانضم إلى العصابات المواطنون الساخطون على مصدق، بالإضافة إلى مؤيديه السابقين الذين رفضوا سياساته مؤخرًا كنتيجة للبروباجندا الأمريكية ضد مصدق.
وحكم على مصدق بثلاث سنوات من السجن الانفرادي خرج بعدهم إلى الإقامة الجبرية في بيته بطهران، وعاش معزولًا بقية حياته لا يستطيع أحد زيارته إلا أٌقربائه، حتى توفي بسبب مرض السرطان عام 1967م.
لكن ما الذي جعل الخطة تنجح؟ ولماذا خانوا مصدق؟
الإجابة باختصار : المال
فقد استخدمت ال CIA أسلوب الرشوة لشراء ولاءات معلقي الأخبار، والصحفيين، ورجال الدين (الملا)، والسياسيين، ورجال الجيش. وقدمت لهم عشرات الآلاف من الدولارات شهريًا، لدرجة أن بعض التقديرات تقول أن إجمالي ما تم إنفاقه لإسقاط مصدق يصل إلى 19 مليون دولار (وهذا في الخمسينات).
وفي إحدى لقاءات قائد العملية مع الشاه للتخطيط للانقلاب، أخبره أنه يملك تحت يديه "العديد من المتخصصين والمنظمين لتوزيع المنشورات، أو لتنظيم العصابات، أو لتتبع المعارضة، قل ما شئت: أنا أملكه".
https://ar.quora.com/profile/Micheal-Rung