حصلت صحيفة كييف إندبندنت، بالشراكة مع OCCRP، على تسريب يحتوي على آلاف رسائل البريد الإلكتروني الداخلية لشركة Roseelectronics، وهي شركة تابعة لشركة الأسلحة العملاقة الروسية Rostec .
يكشف التسريب أن المملكة العربية السعودية وافقت على دفع أكثر من 2 مليار يورو لروسيا بموجب عقد تم توقيعه في عام 2021 يتعلق بشركات تعرضت لعقوبات متكررة، قبل وبعد الغزو الروسي الكامل لأوكرانيا.
ولا يبدو أن المملكة العربية السعودية قد ألغت العقد بعد بدء الغزو، على الرغم من خطر العواقب من جانب الولايات المتحدة ــ المورد الرئيسي للأسلحة إلى المملكة العربية السعودية.
وتُظهر البيانات المضمنة في التسريب أيضًا أن روسيا واصلت بيع الأسلحة إلى ما يصل إلى اثنتي عشرة دولة منذ بدء غزوها لأوكرانيا، مما عزز إنتاجها الدفاعي وجهودها الحربية.
وبالإضافة إلى المملكة العربية السعودية، تكشف الوثائق عن عقود مع مشترين تقليديين للأسلحة الروسية، مثل الهند والصين والجزائر، ولم يتوقف أي منها عن شراء الأسلحة من روسيا.
وبحسب الوثائق المسربة، وافقت السعودية على دفع 2.17 مليار يورو لتوريد بطاريات بانتسير ومعدات وذخائر إضافية وتدريب المشغلين.
وتكشف التسريبات بأن العقد تم توقيعه في 8 أبريل/نيسان 2021، وكان من المتوقع أن يستمر لمدة 58 شهرًا، أي حتى عام 2026.
وقد قامت وزارة الدفاع السعودية بدفع دفعة مقدمة قدرها 15% من العقد، أو 326 مليون يورو، في 5 أغسطس/آب 2021، مما أدى إلى تغذية الآلة العسكرية الروسية بالنقود قبل ستة أشهر فقط من الغزو الروسي الكامل لأوكرانيا.
ومن المقرر تسليم الدفعة الأولى من أنظمة الدفاع الجوي والمعدات ذات الصلة في نهاية عام 2023.
وتشير التسريبات بأن السعوديين قاموا بطلب :
• 39 مركبة PantsirS1M، و 10 مركبات قيادة وتحكم، و 9 مركبات قيادة لاسلكية، و20 مركبة تحميل، ومئات الصواريخ، وعشرات الآلاف من الخراطيش.
• ولصيانة نظام PantsirS1M ، تم طلب 7 مركبات إصلاح، و 5 شاحنات إخلاء، و 7 شاحنات خدمة وقود، و7 مركبات تخزين ونقل، ومعدات أخرى.
• وتضمنت كذلك أجهزة محاكاة لتدريب منسوبي الدفاع الجوي.
• و يتضمن أيضًا خدمات "التكامل"، أي دمج مجمع بانتسير في نظام القيادة والاتصالات والاستخبارات في المملكة العربية السعودية.
نقل التكنولوجيا الروسية إلى السعودية
وبالإضافة إلى العقد الذي تبلغ قيمته ملياري يورو، تشير الوثائق التي تصف مشروع Project 82P إلى جزء رئيسي ثان من التعاون.
يتضمن ذلك توطين إنتاج منظومة "بانتسير" الروسية في السعودية، وإنشاء مراكز صيانة في البلاد، وإنشاء مركز للتدريب.
وكان توطين الإنتاج مستقبلاً أحد شروط المملكة العربية السعودية لتوقيع أول عقد لتوريد أنظمة الدفاع الجوي.
تتضمن رسالة مسربة بعنوان "خطة التوطين" وثيقة مكونة من 69 صفحة بعنوان "اقتراح لتوطين إنتاج مجمع بانتسير-إس1إم". ويتضمن الاقتراح ثلاثة برامج توطين.
• يصف الأول التجميع واسع النطاق لـ 15 بطارية PantsirS1M في المملكة العربية السعودية.
• يتضمن برنامج التوطين الثاني إنشاء شبكة من مراكز الخدمة لصيانة بانتسير (خمسة مراكز إقليمية وورشة إصلاح مركزية واحدة).
• ويتضمن البرنامج الثالث إنشاء مركز تدريب في جدة، ويتطلب المركز إنشاء مبنى دراسي بمساحة 15 ألف متر مربع.
المصدر
Investigation: How Russia profits from arms exports to Saudi Arabia despite sanctions — leaked emails