بعض الإخوة متحرقون للحرب ويعتبرونها آتية لاريب فيها في حين أن القيادة السياسية ترى الأمور بشكل أعمق. ربما النظام العسكري يلفظ أنفاسه الأخيرة و خياراته محدودة، هو في أمس الحاجة لتصعيد الموقف و الدخول في مواجهة عسكرية و لو محدودة تمكنه من ضبط الحراك و تجاوز صراع الأجنحة... الجزائر فشلت كدولة و لم يعد لها ما تخسره و الملك يعلم علم اليقين أن ردة فعلها من الخطاب ستكون كسابقتها. فالرسالة موجهة أولا للمجتمع الدولي ثم للشعب الجزائري، يوضح فيها أننا دعاة سلام و أننا نمد يدنا لجار السؤ و أننا نفرق بين النظام و بين الشعب و أن الخيار العسكري سيكون آخر مسعانا. المغرب حقق مؤخرا مكاسب ضخمة دون إطلاق رصاصة واحدة و سيستمر على هذا المنوال ما أمكن. لاتهمني ردة فعل النظام العسكري و ذبابه لأنها معروفة، مايهمني هو السياق و الظرفية. فحينما تكون منتصرا سياسيا و تسيطر على الأرض وتضع عدوك خلفك بعشرين سنة على الأقل فسيكون من الحماقة الدخول معه في حرب ليس خوفا منه و لكن تجنبا لإهدار موارد عسكرية و اقتصادية ضخمة على شيء أنت تحققه بالمقص و الطابعات. لا تنجروا وراء عواطفكم و لا تبخسوا الإنجازات العظيمة التي تحققت فالوضع الحالي مريح جدا للمغرب و الخطاب أعتبره قمة في الدهاء السياسي و التحكم في الذات. هذا أمر لا تقدر عليه إلا الدول العريقة.