تقرير استخباراتي يزعم تطوير إيران رؤوس غير تقليدية لصواريخها الباليستية
تقرير استخباراتي يزعم وجود برنامج إيراني سري يغير حسابات المنطقة (مصدر الصورة: Iranian News Agency)
نقل موقع "إيران إنترناشيونال" عن مصادر عسكرية مطلعة، أن فيلق الحرس الثوري الإيراني قد بدأ العمل على تطوير رؤوس حربية غير تقليدية تشمل حمولات كيميائية وبيولوجية، بهدف تركيبها على ترسانته الواسعة من
الصواريخ الباليستية وذلك وفقا لتقرير نشر على موقع Army Recognition.
ويأتي هذا الكشف المزعوم في وقت تتحرك فيه وحدات إطلاق الصواريخ المتنقلة ووحدات الدعم المرتبطة بها نحو المناطق الشرقية الإيرانية، في نمط نشر يرى محللون أنه قد يعكس حالة استعداد متزايدة وسط تصاعد التوترات الإقليمية.
ووفق الموقع فإن المصادر التي طلبت عدم الكشف عن هويتها، تشير إلى أن العمل على هذه الرؤوس تسارع خلال الأشهر الأخيرة، وذلك وسط مخاوف طهران المتزايدة من مواجهة متجددة مع إسرائيل والولايات المتحدة.
التفاصيل الفنية والاستراتيجية المقلقة
وبحسب الموقع يركز البرنامج المزعوم على تكييف الصواريخ الباليستية ذات الوقود الصلب الحالية لحمل هذه الحمولات غير التقليدية، فمن الناحية الفنية قد يتضمن ذلك تصميماً لرؤوس حربية موحدة أو تحتوي على ذخائر عنقودية مصممة لنشر العوامل الكيميائية أو البيولوجية، بدلا من تأثيرات الانفجار أو الشظايا.
كما أفادت المصادر بأن فيلق الجو التابع للحرس الثوري يعمل أيضاً على ترقية أنظمة القيادة والسيطرة الخاصة بهذه الصواريخ، في خطوة تهدف إلى ضمان تفويض مركزي آمن لاستخدامها، وهو أمر بالغ الأهمية نظراً للعواقب السياسية والاستراتيجية الجسيمة المترتبة على أسلحة كهذه.
ولفت الموقع إلى أن إيران تمتلك بالفعل أكبر وأكثر ترسانة صواريخ باليستية تنوعاً في الشرق الأوسط، بما في ذلك عائلات "فاتح-١١٠" و"ذوالفقار" قصيرة ومتوسطة المدى، وأنظمة أطول مدى مثل "شهاب-٣" التي تتجاوز مداها ١٠٠٠ كم.
صاروخ "شهاب-3" الباليستي العمود الفقري لمنظومة الردع الإيرانية وتطوراتها التقنية (مصدر الصورة: defense-arab.com)
استراتيجية الردع والتحدي للرواية الرسمية
وزعم الموقع أن تطوير هذه الرؤوس، ينظر إليه كعامل ردع تكميلي وليس بديلاً عن القدرات الصاروخية التقليدية، وفي هذا الإطار ستكون الرؤوس الكيميائية والبيولوجية وسيلة لرفع تكلفة أي عمل عسكري ضد إيران في سيناريوهات تعتبرها تهديداً وجودياً.
وتعد هذه الرواية المزعومة تناقضاً صارخاً مع السرد الرسمي الإيراني الطويل الأمد، الذي يشدد على وضع إيران كضحية للأسلحة الكيميائية خلال الحرب مع العراق، مستشهداً بهجمات الغاز التي استهدفت مدنا مثل سردشت، وتشير المصادر إلى أن اعتبارات البقاء الاستراتيجي بدأت تطغى على القيود الدبلوماسية والشواغل الاخرى داخل أجنحة من الحرس الثوري.
الانعكاسات الإقليمية والعالمية المحتملة
ويحذر المحللون العسكريون وفقا للموقع من أن تأكيد وجود مثل هذه الرؤوس سيمثل تحولاً جذرياً في توازن الردع الإقليمي، ومن شأن هذا التطور أن يؤدي على الأرجح إلى إدانة دولية شديدة، وتوسيع العقوبات، وزيادة الاستعدادات العسكرية عبر الشرق الأوسط، وحتى النشر المحدود سيعقد إدارة الأزمات، ويزيد من خطر التصعيد السريع، ويضع ضغطاً إضافياً على أنظمة الدفاع الصاروخي الحالية في المنطقة.
فبينما تواصل طهران نفيها السعي وراء أسلحة غير تقليدية والتأكيد على أن برنامجها الصاروخي دفاعي، فإن أي تأكيد مستقبلي لهذا التقرير سيشكل واحدة من أكثر التطورات خطورة وعدم استقراراً في الاستراتيجية الصاروخية الإيرانية خلال العقود الأخيرة.
تقرير استخباراتي ينقل عن مصادر عسكرية يزعم أن الحرس الثوري الإيراني يعمل على تطوير رؤوس حربية كيميائية وبيولوجية لصواريخه الباليستية، في خطوة تثير قلقاً إقليمياً وعالمياً.
alnahdanews.com