رئيس تايوان يتعهد بـ40 مليار دولار إضافية للدفاع في مواجهة الصين
تخطط تايوان لإنفاق 40 مليار دولار إضافية على تعزيز دفاعاتها، وفق ما قاله الرئيس لاي تشينغ تي في مقال رأي نشرته صحيفة "واشنطن بوست". ووصف لاي هذه الخطوة -التي جرى التمهيد لها منذ فترة طويلة- بأنها ضرورية لردع الصين عن استخدام القوة ضد النظام الديمقراطي في الجزيرة.
أوضح لاي أن هذه النفقات ستكون جزءاً من ميزانية دفاعية تكميلية ستقدمها الحكومة بهدف "تمويل عمليات شراء كبيرة جديدة للأسلحة من الولايات المتحدة الأميركية، وتعزيز القدرات غير المتكافئة لتايوان بشكل واسع". لكنه تجنب الخوض في تفاصيل حول مصادر تمويل هذه المبالغ.
حماية تايوان
قال لاي: "لا توجد دولة ستكون أكثر تصميماً على حماية مستقبل تايوان منا نحن"، في تعليق يأتي بعد تصريح للرئيس دونالد ترمب، خلال حملته العام الماضي، قال فيه إن الجزيرة المتمتعة بالحكم الذاتي "يجب أن تدفع" مقابل الحماية الأميركية من العدوان العسكري الصيني.
تزامن مقال لاي مع وقوع تايوان في صلب خلاف دبلوماسي بين بكين وطوكيو، شاركت فيه الولايات المتحدة الأميركية. كانت رئيسة الوزراء اليابانية ساناي تاكايشي قد أثارت غضب الصين مؤخراً بعدما أصبحت أول رئيس وزراء يابانية منذ عقود تربط علناً بين أزمة محتملة في مضيق تايوان وإمكانية نشر قوات من بلادها.
خلال مكالمة هاتفية استمرت ساعة مع ترمب أمس الأول، استغل الرئيس الصيني شي جين بينغ الخلاف مع اليابان للتأكيد على سيادة الصين على تايوان، وربما للتأثير على السياسة الأميركية في هذا الملف. بعد ساعات، قالت تاكايشي إن ترمب تواصل معها لاطلاعها على تفاصيل حديثه مع شي، ولتجديد الروابط مع أحد أهم حلفاء الولايات المتحدة الأميركية في آسيا.
يمثل المقال المنشور في "واشنطن بوست" أحدث مثال على لجوء لاي لوسائل إعلام أميركية لإيصال رسالته مباشرة إلى واشنطن. يصعب ذلك على قادة تايوان عادة، نظراً لرفض الصين قيام الدول التي ترتبط معها بعلاقات رسمية بأي تواصل مع تايبيه.
التجارة مع الولايات المتحدة
في وقت سابق العام الجاري، كتب لاي مقال رأي في "بلومبرغ" قال فيه إن حكومته ملتزمة بمعالجة اختلالات التجارة مع الولايات المتحدة الأميركية عبر شراء المزيد من منتجات الطاقة والمنتجات الزراعية والبضائع الصناعية الأميركية.خلال حملته الانتخابية في 2023، تعهد في مقال رأي نُشر في "وول ستريت جورنال" بالحفاظ على الوضع القائم في العلاقات مع الصين إذا فاز بالانتخابات، في موقف هدفه طمأنة الناخبين والولايات المتحدة الأميركية إلى أنه قادر على إدارة العلاقة الصعبة مع بكين.
تؤكد تصريحات لاي بشأن زيادة الإنفاق الدفاعي الرقم الذي جرى الكشف عنه الشهر الماضي؛ إذ قال وانغ تينغ يو، وهو نائب تايواني ورئيس لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في البرلمان، إن الميزانية العسكرية الخاصة قد تصل إلى 1.3 تريليون دولار تايواني (42.5 مليار دولار).
تأتي الزيادة في الإنفاق الدفاعي ضمن مسعى لاي لرفع ميزانية الدفاع إلى 5% من الناتج المحلي الإجمالي بحلول 2030، لمواجهة الصين التي تعتبر الجزيرة جزءاً من أراضيها، وقد تعهدت بإعادتها إلى سيطرة بكين يوماً ما، ولو بالقوة إذا لزم الأمر.
وتُستخدم الميزانيات الخاصة في تايوان لتكميل خطط الإنفاق السنوي المعتادة، وتوفير التمويل لطارئ أو لمشروعات تحتاج إلى سنوات لإنجازها. وقد استخدمت تايوان هذه المخصصات في السابق لشراء أسلحة بينها طائرات مقاتلة وأنظمة صاروخية.
تطوير الأسلحة
وكان لاي قد أعلن في أكتوبر الماضي أن تايوان ستسرع العمل على تطوير نظام دفاع جوي شامل يُعرف باسم "تي-دوم" (T-Dome)، من المتوقع أن يدمج أسلحة محلية وأخرى أميركية الصنع.رغم ذلك، من المرجح أن تواجه مقترحات الميزانية الخاصة عقبات عندما تقدمها حكومة لاي رسمياً، نظراً لأنها تحتاج إلى موافقة البرلمان الذي تسيطر عليه المعارضة. يُفضل حزب المعارضة الرئيسي، "الكومينتانغ"، تعزيز العلاقات مع الصين، قائلاً إن ذلك سيؤدي إلى خفض التوترات بين جانبي المضيق.
المصدر : https://asharqbusiness.com/politics/108723/تايوان-تتعهد-بقيمة-40-مليار-دولار-إضافية-للدفاع-ضد-الصين/


