ما حدث في الكونغرس اليوم هو أن المشرّعين صوّتوا لصالح المضي قدماً في مسار قد ينتهي بتمديد قانون قيصر لسنوات إضافية، مع تشديد بنوده وفرض شروط أكثر قسوة لرفعه، حتى مقارنة بشروط ما قبل عهد الأسد.
ماذا يعني ذلك باختصار؟
يعني أننا بدلاً من السير في اتجاه رفع قانون قيصر والتخلص منه بشكل نهائي كما كان متوقع قبل أشهر، بدأنا نسلك المسار المعاكس تماماً—مسار ترسيخ القانون وتشديده وجعله أكثر صرامة.
واللافت أن كل هذا حصل دون وجود جماعات ضغط منظمة، لا من قبل الأقليات كما يزعم البعض، ولا من قبل دول، بل كان نتيجة مجموعة من الأحداث المتسارعة داخل سوريا، أبرزها مجزرة السويداء التي كان لها الأثر الأكبر في تشكيل موقف عدواني جداً تجاه السلطات السورية في واشنطن.
أشعر شخصياً بحزن عميق لما جرى، خصوصاً أن معظم السوريين في الداخل الذين تحدثت إليهم—بمختلف انتماءاتهم السياسية—كانوا يعلّقون آمالاً كبيرة على رفع قانون قيصر وتحسين الأوضاع المعيشية في البلاد.
سوريا اليوم بحاجة إلى وقفة شجاعة وصادقة من أعلى المستويات، قبل أن تنزلق نحو مسار أكثر مأساوية على الصعيدين الاقتصادي والسياسي.