هل أخطأنا في السويداء ؟!
اليوم نحن أمام مشروع دولة، كنا ولازلنا نتطلع إليه بأن يكون هو النموذج الحقيقي لبناء سوريا الجديدة الموحدة القوية، والتي تُمثلُ هويتنا الحقيقية التي عمل نظام البعث على طمسها وتشويهها عقودا من الزمن..
نحن اليوم لازلنا في إطار التكوين السياسي والاقتصادي والمجتمعي، وهذه المرحلة كل أطوارها هشّة ضعيفة، ولأجل ذلك لا ينبغي أن نذهب إلى أي خطوة مصيرية ما لم نعرف أين نضع أقدامنا !
الكل في سوريا يزعم الوطنية وحب سوريا وتوحيدها، ولكن هذا غير صحيح، فلولا الطوابير من العملاء والخونة والطامعين والمُستَخدمين لما كانت هناك إشكالية، نعم لنضع النقاط على الحروف نحن أبناء الثورة الذين ندفع ودفعنا من دمائنا لأجل نجاح هذه التجربة نخوض حربا غير معلنة مع (شركاء الوطن) من إثنيات وطوائف وفلول لا تريدُ لسوريا الاستقرار بل تبحث عن ماضٍ قريب كان الفشل هو العنوان وذلك من أجل مصالحهم الخاصة !!
لذلك كان دخول السويداء فيه عجلة، وكانت طريقة الدخول غير موفقة، وتكررت ذات الأخطاء السابقة!!
لماذا لا نتركهم هم الذين يطلبون التدخل، حينما يواجهون جميع التحديات التي صنعوها بسبب مواقفهم، ولا نمنحهم إلصاق فشلهم بالدولة، هم أرادوا اللادولة والفصائلية فلماذا لا نتركهم يُجربون مآسي الفوضى وكوارث "اللادولة" ، لقد أعطيناهم طوق النجاة ليخرجوا من الفصائلية إلى المؤسسات، ومن العمالة إلى الوطنية، فكانت ردة فعلهم أن جعلوا الطوق في أعناقنا، لنختار أحد طريقين وكان أحلاهما مُر !!
بعد خطاب الرئيس وبعد الانسحاب وبعد خوض التجربة، علينا تصحيح كل هذا، وأن يستمر بناء الدولة والجيش، وبناء الاقتصاد والسياسة، وتطوير محافظاتنا، وأن نستعيد كل شبر بحنكة سياسية، وسيأتي الجميع يبحث عن مخرج ومساعدة مما سيحل بكل باحث عن الفوضى، وبكل هارب من سيادة الدولة ..
دعهم يأتونك يتوسلون الأمن والاستقرار، فلا زالوا يعيشون بأوهام الماضي، والقضية التي لا حل لها حاليا سيحلّها الوقت والمُتغيرات، وتبقى الدولة القوية مطلوبة من الجميع، وسيقف هؤلاء في طابور الاستجداء عندما يشاهدون قوة وهيبة الدولة..
وعلينا في هذه المرحلة تصحيح الأخطاء، ومشاركة الجميع من المخلصين في القرار ، وأن نثق ببعضنا، فكلنا جنود نبحث عن نصر البناء والاستقرار..
حفظ الله سوريا وشعبها من كيد الكائدين
كتبه: خالد الحماد