إسرائيل تخطط بذكاء… وإيران ترد بعشوائية
في زمن لا تُدار فيه الحروب فقط عبر البنادق والصواريخ، بل عبر الإعلام والدبلوماسية والتخطيط طويل المدى، تظهر الفجوة الكبيرة بين العقل الإسرائيلي البارد والتصرفات الإيرانية المرتجلة.
إسرائيل، ورغم كل أجرامها، لا تتحرك قبل أن تدرس كل خطوة بعناية. حين قررت الهجوم الإيراني، لم تكن فقط تُفكر في الرد الإيراني والتصدي للصواريخ، بل كانت تُفكر بما هو أبعد, كيف تُكسب الشرعية الدولية؟ كيف تُظهر نفسها كضحية؟ كيف تجذب التعاطف العالمي؟ فتم تفريغ الأحياء السكنية في أماكن الهجوم مسبقًا، حتى إذا سقط صاروخ هناك، لا يُصاب أحد، لكن تظهر الصورة أن "المدنيين كانوا مهددين"، وهكذا يتم استدعاء الموقف الأمريكي ووسائل الإعلام الدولية لدعم الموقف الإسرائيلي تحت عنوان "الحق في الدفاع عن النفس".
على الطرف الآخر، يتحرك النظام الإيراني المجرم أيضاً بأسلوب عشوائي لا يستند لأي منطق سياسي أو عسكري حقيقي. مئات الصواريخ تُطلق دفعة واحدة دون رؤية واضحة، ودون خطة متكاملة لما بعد الضربة ,اغلبهم صواريخ فارغة، وهو مجرد إثبات وجود. والمحصلة؟ يخسر إيران سياسيًا أمام العالم، ويُمنح خصومها الذريعة الكاملة للرد والتصعيد، وربما حتى لتوسيع نطاق الحرب.
الفرق بين من يُجيد الشطرنج ومن يرمي الحجارة دون هدف، هو الفرق بين إسرائيل والنظام الإيراني في هذه المواجهة. الأولى تلعب بعقول العالم، والثانية تكتفي بالضجيج.