استطاعت ليبيا تحقيق اختراق في ترسانتها العسكرية بتوقيع اتفاق مع روسيا يعزز قدراتها الدفاعية ويرقى بها إلى مستويات متقدمة.
وقعت ليبيا صفقة الأسلحة بقيمة 1.3 مليار يورو (1.8 مليار دولار) مع روسيا أثناء زيارة اللواء أبوبكر يونس جابر وزير الدفاع الليبي (أمين اللجنة العامة للدفاع) إلى روسيا في الأسبوع الماضي.
وصرح الوزير الليبي لدى وصوله إلى روسيا قائلا إن بلاده ترغب شراء نحو 20 طائرة
مقاتلة وعشرات دبابات “ت-90 س” ومجموعة من وسائل الدفاع الجوي “س-300 ب م أو” وأسلحة أخرى.
وأكد رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين في 30 كانون الثاني/ يناير أن بلاده وقعت عقداً مع ليبيا لبيعها أسلحة بقيمة 1.8 مليار دولار أميركي.
ونقلت وكالة الأنباء الروسية “نوفوستي” عن بوتين قوله إن العقد وُقع يوم الجمعة 29 كانون الثاني/ يناير، وهو “لا يقتصر على الاسلحة الصغيرة والخفيفة”.
وجاء إعلان بوتين بعد ما نفى أناتولي إيسايكين، مدير عام شركة “روس أوبورون إكسبورت” الروسية، في وقت سابق توقيع أي اتفاق مع ليبيا لبيعها أسلحة، مؤكداً أن المحادثات مستمرة بهذا الشأن.
وكان إيسايكين يردعلى تقارير إعلامية أشارت إلى أن عقوداً بقيمة ملياري دولار لبيع مقاتلات روسية وأنظمة دفاع جوي إلى ليبيا وقعت خلال زيارة وزير الدفاع الليبي يونس جابر إلى موسكو في 26 و27 كانون الثاني/يناير الحالي.
وقال الخبير الإستراتيجي الروسي رسلان بوخوف في مقابلة مع صحيفة “نيزافيسيمايا غازيتا” إن أهمية هذه الصفقة تكمن في أنها تمهد الطريق لتوقيع مزيد من صفقات شراء ليبيا لمنتجات صناعة الدفاع الروسية، وبالأخص طائرات “سو-35” المقاتلة.
وعلى حسب الخبير فإن ليبيا تعتزم شراء طائرات مقاتلة جديدة تحل محل الطائرات المتقادمة التي تستخدمها القوات الجوية الليبية الآن، وقد بدت حظوظ طائرة “يوروفايتر” قوية في الفوز بالعقد الذي تنافسها عليه أيضا طائرة “رافال” الفرنسية وطائرة “سوخوي 35” الروسية. واعتبر الخبير أن توقيع ليبيا لصفقة أسلحة كبيرة مع روسيا يجعل فرص “سوخوي 35” تتزايد للفوز بالعقد، وقد تتعاقد ليبيا على شراء 12 إلى 24 طائرة من طراز “سو-35” في أقرب وقت وفق ما ذكره الخبير.
وكان ميخائيل زافالي، رئيس وفد مؤسسة “روس اوبورون اكسبورت” التي تدير الصادرات العسكرية الروسية، إلى معرض دبي للطيران، قد أخبر وكالة أنباء نوفوستي في نوفمبر الماضي بأن ليبيا تخطط لشراء مقاتلات سوخوي وطائرات “إيل-76” في روسيا.
وقالت “نيزافيسيمايا غازيتا” إن صفقة الأسلحة التي وقعتها ليبيا في يوم الجمعة الفائت والتي أعلن عنها رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين في اجتماع مع رئيس مصنع “إيجماش” أحد مصانع الإنتاج الحربي الروسية الذي ينتج على وجه التحديد رشاشات كلاشنيكوف، تمثل دعما كبيرا لصناعة الدفاع الروسية.
ولم يعلن عن ماهية الأسلحة التي تعاقدت ليبيا على شرائها. واكتفى بوتين بالقول “إنها ليست أسلحة نارية خفيفة فحسب”.
ورجح الخبير بوخوف أن تتضمن الصفقة أيضا تشغيل المصنع الذي تم تشييده في ليبيا لإنتاج رشاشات كلاشنيكوف. ويُفترض أيضا أن تعتزم ليبيا شراء دبابات من إنتاج مصنع “اورال فاغون زافود” الروسي.