محتويات هذا المقال ☟
ما أهمية صفقة مقاتلات رافال للجيش المصري التي دخلت حيز التنفيذ ؟
أثار إعلان شركة “داسو أفياسيون” الفرنسية، دخول عقد توريد 30 مقاتلة من طراز “رافال” للجيش المصري حيز التنفيذ، ردود فعل مرحبة في مصر، وسط إشادات بإمكانياتها وقدراتها الهائلة.
وكانت الشركة الفرنسية كشفت أن عدد طائرات رافال التي باتت تمتلكها القوات الجوية المصرية سيرتفع إلى 54، مما يجعلها ثاني أكثر دولة في العالم امتلاكا لطائرات رافال، بعد القوات الجوية الفرنسية.
ومطلع مايو من العام الجاري، أعلنت القيادة العامة للقوات المسلحة المصرية، أن مصر وفرنسا وقعتا عقد توريد 30 طائرة، على أن يتم تمويل العقد المبرم من خلال قرض تمويلي يصل مدته كحد أدنى إلى 10 سنوات.
وهذه الصفقة ليست الأولى من نوعها بالنسبة للقوات المسلحة المصرية، إذ أبرمت مصر وفرنسا عام 2015، عقدا لتوريد 24 طائرة طراز رافال لصالح القوات الجوية المصرية.
وأشاد خبراء عسكريون ومحللون بالصفقة العسكرية الجديدة لمصر، وبالقدرات التي تتميز بها مقاتلات الرافال بما في ذلك تنفيذ المهام بعيدة المدى.
وقال المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية العليا وعضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، هشام الحلبي، في تصريحات خاصة لموقع “سكاي نيوز عربية”، إن دخول عقد توريد مقاتلات الرافال حيز التنفيذ، يعد إضافة للقوات الجوية المصرية لأن العدد سيصبح 54 طائرة، وهذا مناسب للغاية للقيام بأي عمليات على أكثر من اتجاه استراتيجي.
مميزات خاصة
وأوضح “الحلبي” أن للطائرات الرافال عدة مميزات، على رأسها أنها ذات مدى كبير يصل إلى أكثر من 3500 كيلومتر، إضافة إلى أنها تمتاز بإمكانية التموين الجوي سواء من طائرة “تنكر” أو التموين لطائرة أخرى.
وأضاف: “هذه المزايا تُضاعف المدى الخاصة بالطائرة، كما تتضمن 11 نقطة لتحميل الذخائر بأسفلها، كما يصل إجمالي الوزن الذي تتحمله 9.5 طن وهذا وزن كبير جدا ومتنوع سواءً تسليح جو/جو، أو جو/أرض أو منظومات الحرب الإلكترونية المهمة للغاية في التعامل مع الأهداف باختلاف أنواعها؛ لأن تكنولوجيا الحرب الإلكترونية أصبحت موجودة في كل التسليح وبالتالي هذه الطائرة تستطيع التعامل مع الأهداف الجوية والأرضية والحرب الإلكترونية في وقت واحد”.
وأوضح الخبير العسكري المصري أن مقاتلة الرافال تُصنف على أنها “طائرة كل المهام”؛ لأنها تستطيع العمل على عدة مهام في وقت واحد، وهذه سمة الجيل الرابع المتقدم من طائرات القتال.
وإلى جانب تميز الطائرات طراز رافال بقدرات قتالية عالية لتنفيذ المهام بعيدة المدى، فإنها تمتلك منظومة تسليح متطورة، وقدرة عالية على المناورة، وتعدد أنظمة التسليح بها، بالإضافة إلى تميزها بمنظومة حرب إلكترونية متطورة تمكنها من القدرة على تنفيذ كافة المهام التي توكل إليها بكفاءة واقتدار.
أهمية الصفقة
ويرى المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية أن مصر تحتاج لهذا النوع من طراز المقاتلات الجوية، للعمل خارج الحدود؛ لأن لدينا أمرين في غاية الأهمية، الأول المياه الاقتصادية بما فيها من إمكانيات عالية القيمة مثل حقول البترول والغاز، إلى جانب خطوط الملاحة البحرية، ومن الأهمية امتلاك قدرات لتأمين هذه الأهداف.
وأشار إلى أن الأمر الثاني يتعلق بالإرهاب العابر للحدود، وما يتعلق بتهديد الأمن القومي لمصر على أي اتجاه، فلابد من امتلاك القوة والقدرة على الرد السريع والحاسم.
وهذا ما أشار إليه رئيس جهاز الاستطلاع الأسبق والمستشار بأكاديمية ناصر العسكرية نصر سالم، بأن إضافة الـ 30 طائرة رافال سوف يزيد من القدرة القتالية للقوات الجوية المصرية، وبالتالي زيادة قدرات الدولة الشاملة لتحقيق استراتيجية الردع التي تضمن تأمين مقدرات الدولة والحفاظ على الأمن القومي، دون الاضطرار للدخول في الحروب التقليدية.
وقال “سالم”، إن مصر “دولة تحمي ولا تهدد، تصون ولا تبدد”، ومن ثمَّ تتخذ استراتيجية الردع كاستراتيجية ثابتة للحفاظ على أمنها القومي.
تعاون استراتيجي
وعاد اللواء هشام الحلبي، إلى أن سرعة تنفيذ التعاقد بالصفقة الثانية للرافال نتيجة أن الطيارين المصريين والأطقم الفنية استوعبوا التفاصيل الفنية لهذه الطائرة في زمن قياسي، كما أن دخول الطائرات السابقة في الخدمة بالقوات الجوية المصرية ساهم في رفع قيمة الطائرات كسلاح، ولذا لجأت عدة دول للتعاقد مع الشركة الفرنسية لشراء صفقات رافال.
وأشار إلى أن فرنسا كانت حريصة على تنفيذ العقد الثاني بصورة سريعة نتيجة استيعاب السلاح بصورة عالية ودخوله خطة العمليات، كما ظهرت الطائرة الرافال في مناورات متعددة بالذخيرة الحية داخل مصر.
وفي هذا الصدد، قال “داسو أفياسيون” إن “عقد توريد 30 طائرة رافال يمثل علامة فارقة جديدة في الشراكة الاستراتيجية بين مصر وفرنسا، كما يظهر مدى رضا السلطات المصرية عن العقد الأول. كذلك، يؤكد هذا العقد الامتياز التكنولوجي والتشغيلي لطائرات رافال ونجاح تصديرها”.
وكالات