محتويات هذا المقال ☟
حرب أهلية ”على المحك“ في لبنان
رأت صحيفة ”واشنطن بوست“ الأمريكية في تحليل لها، ”أن الأحداث الدامية التي شهدتها العاصمة اللبنانية بيروت، أمس الخميس، تستحضر ذكريات الحرب الأهلية في البلاد، وتهدد بإغراق الدولة الهشة مرة أخرى في أعمال العنف بين الفصائل“.
وقالت الصحيفة: ”يدعي حزب الله، الذي نظم الاحتجاجات للمطالبة بإقالة القاضي، طارق بيطار، الذي يُحقق في انفجار مرفأ بيروت الذي وقع العام الماضي، أن القوات اللبنانية هي من بدأت بالهجوم على مقاتليه وعناصر من حركة أمل، مما أدى إلى مواجهة مُكثفة بين الطرفين“.
أزمة اقتصادية
وأضافت الصحيفة: ”مع دخول البلاد بالفعل في أزمة اقتصادية، فإن الصدام حول التحقيق الجاري في انفجار مرفأ بيروت قد يكون القشة التي قصمت ظهر البعير“.
ونقلت عن باسل صلوخ، المحلل السياسي اللبناني قوله، إن ”الانتخابات مقررة العام المقبل، ولا تهتم الأحزاب السياسية الطائفية بتهدئة التوترات مع حشد مؤيديها، فبدلا من الضغط عليهم وتحملهم المسؤولية تجاه وطنهم، فإنهم يجرون البلاد إلى ألعاب طائفية يعرفون كيف يلعبونها بشكل جيد، الاشتباكات وضع مربح للجماعتين لأن بإمكانهما استخدام ذلك لتعبئة جماهيرهما خلفهما، وفي الفترة التي تسبق الانتخابات البرلمانية“.
نيران طائفية
أما صحيفة ”الغارديان“ البريطانية فقد قالت في تقرير لها: ”اتسم العنف الدموي بنبرة طائفية استحضرت صور الحرب الأهلية اللبنانية وأزعج السكان الذين كانوا يخشون منذ فترة طويلة من أن تؤدي الأزمات المُتعددة التي تعصف بالبلاد إلى اندلاع حريق مميت“.
وأوضحت: ”كان مرفأ بيروت نموذجا مصغرا لسياسة لبنان، التي تدار من قبل الإقطاعيات وينتشر فيها الكسب غير المشروع الذي أدى إلى الإفلاس، وكان أصحاب المصلحة خلف بوابات الميناء موالين للسادة السياسيين الذين ظلوا في السلطة منذ نهاية الحرب الأهلية“.
ورأت الصحيفة في تقريرها أن ”المطالب بالتحقيق في جميع جوانب الانفجار تبدو شبه مستحيلة، مع استدعاء الوزراء للتحقيق ورفضهم الحضور، ورفع آخرون دعاوى قضائية ضد القاضي“.
تضخم مُفرط
من جانبها، قالت صحيفة ”وول ستريت جورنال“ الأمريكية في تقرير لها: ”يخشى الكثير من اللبنانيين أن يأتي الأسوأ بعد هذه الاشتباكات مع حدوث تضخم مُفرط، تجاوز 400% للطعام، وتزايد مُعدلات القتل والسرقات، بالإضافة إلى ذكريات مؤلمة عن أسوأ أيام الحرب الأهلية في لبنان، والتي قسمت بيروت إلى أحياء يحكمها أمراء حرب متنافسون“.
واعتبرت الصحيفة أن ”حسن نصر الله، هو من ساعد في ضبط الحالة المزاجية في الحشد في وقت سابق من الأسبوع“، قائلا إن ”التحقيق كان استهدافا سياسيا وليس له علاقة بالعدالة والحقيقة في خطاب مُتلفز، يوم الإثنين الماضي“.
واختتمت تقريرها بالقول: ”ينظر الكثيرون في لبنان وعائلات ضحايا الانفجار إلى بيطار على أنه مُستقل سياسيا وفرصتهم الوحيدة لرؤية بعض المساءلة، ويقولون إن الجهود المبذولة لمنعه تظهر فقط أنه الرجل المناسب للوظيفة“.