محتويات هذا المقال ☟
ما الثمن الذي سيدفعه الإسرائيليين حال تمكنهم من العثور على الأسرى الستة..”ستنتهي بالدم والنار
تحدث خبير عسكري “إسرائيلي” بارز، عن الثمن الذي سيدفعه الاحتلال حال تمكنه من العثور على الأسرى الأحرار الستة، الذين حرروا أنفسهم من سجن “جلبوع” قبل أيام، مرجحا أن قصة هؤلاء الأسرى “ستنتهي بالدم والنار”.
وذكر الخبير العسكري لدى صحيفة “هآرتس” العبرية، عاموس هرئيل، أن التقديرات الأمنية تشير إلى أن العثور على الأسرى الستة الذين تحرروا عبر نفق أرض من سجن “جلبوع” سيتم خلال بضعة أسابيع على الأكثر، واصفا الضفة الغربية بأنها “أكثر المناطق الخاضعة لتغطية أمنية شاملة ومكثفة جدا في العالم”.
وقال: “آجلا أو عاجلا، يرجح أن يحدث أثر استخباري يخبر الشاباك عن مكان الأسرى”، مؤكدا أن “عملية الهروب من السجن، حدث استثنائي، مهين لمصلحة السجون والحكومة”.
وتابع بأن “مطاردة الأسرى، لا تختلف كثيرا عن جهود اعتقال فلسطيني بعد تنفيذ عملية، وفي هذه الحالة، هوية أهداف المطاردة أصبحت معروفة الآن، وشبكة علاقاتهم يتم تحليلها مؤخرا بالتفصيل، مع التذكير أن الشاباك واستخبارات الجيش يقومون بعملية مراقبة لكل أنواع التوثيق (الكاميرات على أنواعها) ووسائل الاتصال (الهواتف المحمولة والإنترنت)، التي لها علاقة بالأسرى ومسارهم”.
الشاباك
وأشار هرئيل إلى أن “الجمهور الإسرائيلي، عرف أخيرا عن جزء من قدرات التغطية للشاباك، خاصة في فترة تفشي كورونا، في حينه وعقب استخدامه لمعرفة اتصالات المصابين المؤكدين بكورونا، كشفت المعطيات عن الوسيلة المخيفة لهذا الجهاز، وهي مخزون من المعلومات قادر على مراقبة وتحليل بسرعة تقريبا كل اتصال إلكتروني في إسرائيل وفي المناطق”.
وشككك في صحة حديث العديد من المراسلين عند زعمهم “غياب طرف خيط”، للعثور على الأسرى الأحرار؛ لأن أجهزة الأمن لا تظهر ما هو معروف لديها، مضيفا أن “مصير الأسرى الستة، سيتقرر بدرجة كبيرة حسب المنطقة التي يوجدون فيها”.
وقال: “في حال تبين أنهم نجحوا في اجتياز الحدود نحو الأردن، وهي الإمكانية الأقل ترجيحا، فمن المحتمل جدا أنهم قد نجوا بحياتهم، فالأردن سيجد صعوبة في إعادتهم إلى إسرائيل لأنهم يعتبرون أبطالا، وهي (المملكة) بالتأكيد لن تفعل ذلك بدون ضمانات إسرائيلية على أمنهم، وإذا ما زال الستة يوجدون داخل الخط الاخضر مثلما تشير التفتيشات التي جرت في الجليل، فإن الأمر يمكن أن يقلص احتمالات أن يكونوا قد تزودوا بالسلاح، وطالما أنهم غير مسلحين، هناك احتمالية العثور دون قتال”، بحسب تقديره.
شمال الضفة الغربية
وفي حال تمكن الأسرى من الوصول إلى شمال الضفة الغربية، “ربما أنهم يكونون بهذا قد حسموا مصيرهم؛ فالمشهور بينهم، رجل فتح زكريا الزبيدي، قضى معظم سنوات حياته في مخيم جنين للاجئين، وكان يتنقل وهو مسلح بسلاح شخصي، وإذا عاد إلى البيت، سيكون هناك من سيزوده بالسلاح.
وتابع بأن “دخول أي قوة إسرائيلية لجنين، يرافقه في الأشهر الأخيرة تبادل شديد لإطلاق النار مع مسلحين فلسطينيين. وأجهزة الأمن التابعة للسلطة، تتجنب تقريبا بشكل كامل الدخول إلى المخيم لنفس السبب، وإذا كانت هذه القصة ستنتهي في مخيم اللاجئين، ستكون لها فقط نهاية واحدة وهي الدم والنار”.
وأضاف: “عملية الهرب المدهش للأسرى، أحدثت هزة في الأقسام الأمنية في السجون الإسرائيلية، خاصة بعد أن قررت إدارة السجون أن تنقل بين السجون أسرى الجهاد الإسلامي”، موضحا أن “الأسرى، يحتلون مكانة رئيسية في روح النضال الفلسطيني، وكل تطور دراماتيكي في السجون ينعكس بالسلب على التوتر في المناطق، وأي مس إسرائيلي بالأسرى الستة سيزيد من حدة الردود”.
ورأى هرئيل أن “الخطر لا يقتصر فقط على أعمال المحاكاة والتماهي في الضفة، بل سيؤدي إلى تصعيد في قطاع غزة”، منوها إلى أن “الجهاد الإسلامي وحماس، سبق وهددوا بإطلاق الصواريخ إذا تم المس بالأسرى”.
ولفت إلى أن “الحدث بالنسبة لحماس، يوفر ذريعة ممتازة لمواجهة جديدة مع إسرائيل، ويبدو أن قيادة حماس في القطاع تسير بهذا الاتجاه على خلفية محاولاتها، أن تفرض على إسرائيل عودة كاملة إلى الوضع الذي ساد قبل 10 أيار/مايو الماضي، وهو اليوم الذي بدأ فيه العدوان الإسرائيلي على غزة، واستمر 11 يوما”.