محتويات هذا المقال ☟
ما المعوقات التي تمنع العراق من إمتلاك طائرات بيرقدار التركية؟
لا تزال تصريحات وزير الدفاع العراقي جمعة عناد، عن رغبة بلاده في الحصول على عرض تركي لشراء طائرات مسيرة، يأخذ حيزا في الإعلام العراقي والتحليلات السياسية.
وقال جمعة عناد، الأسبوع الماضي، إن العراق يرغب في شراء مسيرات “بيرقدار” المسلحة “TB2″، ومروحيات أتاك الهجومية “T129″، وأسلحة متطورة من تركيا.
وأوضح أن العراق توصل لاتفاق مع تركيا حول شراء بيرقدار “TB2″، مشيرا إلى أنها “متطورة جدا وحققت نجاحات كبيرة، هذه المسيرات قادرة على القيام بمهمات ليلية، ولهذا ستفيدنا كثيرا في مكافحة تنظيم داعش”.
وتباينت تحليلات مراقبين عراقيين حول إمكانية استجابة أنقرة لطلب بغداد، ولا سيما في ظل أزمة منطقة سنجار العراقية، التي تشهد تواجدا لحزب العمال الكردستاني واستهدافهم المستمر من الطيران التركي.
حاجة تركية
من جهته، قال الخبير السياسي والاستراتيجي العراقي، غانم العابد في حديث لـ”عربي21″ إن “العراق بدأ ينوع من مصادر التسليح خصوصا في مجال الطائرات فهو ذهب إلى تركيا، وقريبا أيضا سيتسلم 12 طائرة من باكستان، وهذا في الاتجاه الصحيح”.
وأضاف العابد: “أما موضوع الطائرات المسيرة، فإنها لا تعتمد فقط على التصنيع الخارجي، فبإمكان أي مليشيا أو فصيل متطرف إنتاج هذه الطائرات محليا، وهذا لاحظناه في أيام المعارك ضد تنظيم الدولة، وحتى الطائرات التي استهدفت مطار أربيل وقاعدة عين الأسد”.
وتابع: “إن مجال التصنيع المحلي للطائرات المسيرة موجود، وأعتقد أن هذه الأطراف لديها وفرة فيه، لذلك لا أعتقد أن استيراد طائرات من تركيا، سيؤثر فيه موضوع مليشيات حزب العمال الكردستاني”.
وأردف العابد قائلا: “العراق لم يعد كما كان في السابق، هو أن تأخذ المليشيات طائرات مسيرة وتوجهها ضد دول أخرى، وهنا أتحدث عن طائرات مستوردة رسميا وليست المصنعة محليا أو القادمة من إيران”.
ولفت إلى أنه “إذا تسربت هذه التقنية المستوردة من تركيا، فهذا سيؤدي بالتأكيد إلى مشاكل كبيرة، لأن العراق ساحة للصراعات سواء بين إيران وأمريكا أو تركيا وإيران على الساحة العراقية، ولا سيما التنافس في سنجار حيث يجري استخدام كل الأوراق المتاحة سواء المليشيات أو حزب العمال الكردستاني في هذا الصراع”.
ورأى العابد أن “تركيا بحاجة للعراق اقتصاديا على جميع المستويات وهي تسعى إلى الدخول بقوة للسوق العراقية، وأن تكون أكبر مصدّر للعراق ليس على مستوى السلاح، وإنما في الجوانب الاقتصادية الأخرى”.
واستبعد الخبير العراقي أن “تنتظر تركيا شكل الحكومة العراقية المقبلة لإتمام صفقة الطائرات، هذا كان واضحا في مؤتمر الشراكة والتعاون الأخير في بغداد، فكثير من الدول تريد دخول الأسواق العراقية، وتركيا تريد أن تكون اللاعب الاقتصادي الأول وتنافس إيران”.
“خطأ فادح”
وفي المقابل، استبعد الباحث في الشأن السياسي العراقي، زهير فاضل أن “ترتكب تركيا مثل هذا الخطأ الفادح وتسلم أقوى تقنياتها العسكرية إلى العراق الذي تستبيحه المليشيات الموالية لإيران، وتسيطر على قراراته السياسية والعسكرية وحتى الاقتصادية”.
ورأى فاضل في حديث لـ”عربي21″ أن “وصول طائرات مسيرة تركية إلى العراق، لا يجعل أنقرة تتحكم فيها كما هو الحال مع طائرات إف 16 الأمريكية، التي لا تزال واشنطن هي من تتحكم بطلعاتها الجوية، فضلا عن سيطرتها على الأجواء العراقية بالكامل”.
وأوضح الباحث أنه “رغم أن تركيا منفتحة على العراق سياسيا واقتصاديا وأمنيا، لكنها ربما تنتظر إلى ما بعد الانتخابات البرلمانية في 10 تشرين الأول/ أكتوبر المقبل، لإتمام أي صفقة قد تحصل بخصوص الطائرات المسيرة، وذلك لمعرفة من هو رئيس الوزراء الجديد والجهة المعنية بتشكيل حكومة بغداد”.
ولفت فاضل إلى أن “تركيا اليوم لديها تحد كبير في العراق يتمثل بحزب العمال الكردستاني، ولا سيما في منطقة سنجار، وهناك من يدعم هذه المنظمة ولا سيما من الحشد الشعبي ومن خلفهم إيران، لذلك أستبعد أن تسلم تركيا طائرات مسيرة للعراق”.
وفي 19 آب/ أغسطس المنصرم، استهدفت طائرات تركية، سيارة في السوق القديم بمركز قضاء سنجار، ما أدى إلى مقتل قيادي في “وحدات مقاومة سنجار” وإصابة أربعة آخرين. ويعتقد أن قائد حزب العمال الكردستاني “بي كاكا” في سنجار، مظلوم روسي، قد قتل خلال القصف.
الحشد الشعبي العراقي
وأعلنت هيئة الحشد الشعبي العراقية بعد ذلك مقتل آمر الفوج 80 بالحشد، خلال قصف الطائرات التركية للسوق القديم، في وقت أعلنت فيه وزارة الدفاع التركية، “تحييد 10 عناصر من حزب العمال الكردستاني” في منطقة سنجار، بشمال العراق.
وعلق زعيم مليشيا “عصائب أهل الحق”، قيس الخزعلي، على “تويتر” قائلا إن “السكوت السياسي عما يحصل من اعتداءات واغتيالات، وآخرها ما حصل من عمليات اغتيال في سنجار، أمر مخز وغريب في نفس الوقت”.
يشار إلى أن عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي، شاخوان عبد الله، قال إن حكومة بغداد ترسل عن طريق ميزانية الحشد الشعبي رواتب مقاتلي حزب العمال الكردستاني في سنجار.
ونقلت شبكة “رووداو” في كانون الأول/ ديسمبر 2016 عن شاخوان (نائب في الدورة السابقة) قوله: “لدينا معلومات بأن بغداد ترسل بأسماء خاصة وضمن ميزانية الحشد الشعبي رواتب القوات التابعة لحزب العمال الكردستاني في سنجار ومناطق عراقية أخرى، لكون هذه القوات أجنبية، وتركيا وصفت هذه القوات بأنها عدو مباشر بالنسبة لها”.