محتويات هذا المقال ☟
الجيش السوري يدخل مدينة درعا لأول مرة منذ 10 سنوات
حيث دخلت القوات الحكومية السورية مدينة درعا البلد، التي انطلقت منها الاحتجاجات ضد الحكم، للمرة الأولى، منذ أن فقدت الحكومة السورية السيطرة عليها قبل عشر سنوات.
وأقامت وحدات الجيش ما لا يقل عن تسع نقاط تفتيش في أنحاء المدينة، بموجب اتفاق توسطت فيه روسيا بين الجيش والمعارضة المسلحة، قبل أن يتوصلا إليه في نهاية المطاف الأسبوع الماضي.
وقالت الحكومة إن سلطة الدولة بُسطت أخيرا لاستعادة النظام والأمن، في منطقة تفجرت فيها أولى الاحتجاجات السلمية المناهضة للحكومة عام 2011، قبل أن تتخذ قوات الأمن إجراءات صارمة بحق المشاركين فيها وتتحول الاضطرابات إلى حرب أهلية.
قصف متواصل
وكانت وحدات من الجيش قصفت على مدى قرابة الشهرين المنطقة في محاولات عديدة فاشلة للسيطرة عليها، وضربت حصارا على أحياء يسكنها أكثر من 50 ألف نسمة، مانعة الغذاء والدواء من الوصول إليها، وفتحت كذلك ممرا لكثير من المدنيين للفرار.
وفي 2018، استعاد الجيش السوري، بدعم من القوة الجوية الروسية وميليشيات مدعومة من إيران، السيطرة على جنوب سوريا على الحدود مع الأردن وهضبة الجولان، التي تحتلها إسرائيل إلى الغرب.
وبموجب اتفاق أشرفت عليه روسيا في ذلك الوقت، سلم مقاتلو المعارضة المدعومون من الغرب أسلحتهم الثقيلة، لكن سُمح لهم بمواصلة إدارتهم لدرعا البلد.
كما قدمت موسكو ضمانات لإسرائيل والولايات المتحدة في 2018 بأنها ستمنع الميليشيات الموالية لإيران من توسيع نطاق نفوذها في المنطقة الحدودية الحساسة.
وبعد استسلام محافظة درعا، آثر كثير من السكان البقاء بدلا من التوجه إلى ما تبقى من المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في شمال سوريا، حيث تجمع عشرات الآلاف ممن نزحوا من الأراضي التي استعادتها الحكومة مجددا.
الشرطة العسكرية الروسية تتمركز في درعا
وقال شهود إن عشرات من أفراد الشرطة العسكرية الروسية اتخذوا مواقع في المنطقة التي دمرتها الحرب مع تسليم المعارضين السابقين والمدنيين الأسلحة الخفيفة في مراكز أقامها الجيش، مثلما يشترط اتفاق السلام.
ويأمل المسؤولون المحليون أن تكبح روسيا جماح الميليشيات المحلية المدعومة من إيران، والتي يقولون إنها تتصرف دون خوف من العقاب ولها الغلبة حاليا في المنطقة الحدودية.
ونظمت درعا البلد وبلدات أخرى في جنوب سوريا احتجاجات متفرقة ضد الأسد منذ استعادة الدولة السيطرة على المحافظة، في مشهد نادر في المناطق الخاضعة لهيمنة الحكومة.
وقال الزعيم المحلي جاسم محاميد: ”نحن نشعر بالعجز والإحباط. تعودنا نكون أحرارا، رح نرجع نعيش أذلاء“.
واستعادت قوات الحكومة السورية نحو 70 في المئة من البلاد منذ 2015، وتراجع القتال الواسع النطاق في الصراع المتعدد الأطراف الذي أودى بحياة مئات الآلاف وشرد الملايين، واجتذب إليه دولا مجاورة وقوى عالمية، وسبب أكبر أزمة نزوح منذ الحرب العالمية الثانية.