محتويات هذا المقال ☟
ما هي خطورة تقليص القوات الفرنسية في غرب أفريقيا وهل تعلم الغرب دروس الهزيمة ؟
قالت صحيفة ”واشنطن بوست“ الأمريكية إن تقليص الوجود العسكري الفرنسي في منطقة غرب أفريقيا يعزز آمال المتطرفين في تحقيق انتصار على طريقة حركة طالبان في أفغانستان، حيث يرى المتمردون المؤيدون لتنظيمي القاعدة وداعش أن صمود طالبان ضد القوى الأجنبية يمثل ”استراتيجية رابحة“.
وأضافت في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني أنه ”في الوقت الذي سقطت فيه أفغانستان في أيدي طالبان الشهر الجاري، فإن أحد أبرز المتطرفين في منطقة غرب أفريقيا أشاد بمن وصفهم بأشقائه، على خلفية ما صوره بأنها استراتيجية ناجحة“.
ونقلت الصحيفة عن إياد غالي، زعيم فرع تنظيم القاعدة، الذي يريد السيطرة على مالي، قوله: ”عقدين من الصبر“، في إشارة إلى الحرب الأمريكية في أفغانستان، والتي أسفرت في بداية المطاف عن الإطاحة بحكم طالبان، التي عادت مرة أخرى إلى السلطة بعد 20 عامًا.
انهيار أفغانستان
واعتبرت الصحيفة أن ”هذا البيان العلني النادر يؤكد كيف أدى انهيار أفغانستان إلى رفع الروح المعنوية، وقدم حافزًا جديدًا للجماعات المتشددة، التي تقود حركات التمرد المتصاعدة بشكل سريع في منطقة غرب أفريقيا“.
وتابعت: ”المتمردون في مناطق عديدة في القارة الأفريقية، الذين أعلن الكثير منهم ولاءه لتنظيمي القاعدة وداعش، احتفلوا علانية بسيطرة طالبان على أفغانستان، بوصفه ثمرة الصمود أمام الولايات المتحدة والقوات الغربية“.
وأردفت: ”الآن، وبعد أن أعلنت فرنسا خططًا لبدء تقليص وجودها العسكري في غرب أفريقيا بمقدار النصف تقريبًا خلال العام المقبل، يرى بعض الذين عانوا ما يقرب من عقد من التطرف أن هناك تشابهًا مخيفًا بين السيناريو الأفغاني، وما يمكن أن يحدث غرب القارة السمراء مستقبلًا“.
ونقلت الصحيفة عن عز الدين إيشاكاني، الذي يبلغ من العمر 30 عامًا، ويرأس مجموعة شبابية في العاصمة المالية باماكو، قوله: ”أخشى أن نواجه المصير نفسه الذي يعاني منه الأفغان حاليًا“.
دروس الهزيمة في أفغانستان
من جانبه، قال الجنرال مارك فوكو، القائد السابق لعمليات مكافحة الإرهاب في مالي خلال عام 2014 إن ”كل الدول الغربية، بما فيها فرنسا، سوف يكون من الأفضل بالنسبة لها أن تتعلم دروس هذه الهزيمة المريرة في أفغانستان. سيبذل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بالتأكيد كل ما في وسعه، لتجنب مواجهة نفس مصير أصدقائنا الأمريكيين“.
وحذر المحلل إبراهيم يحيى إبراهيم، الذي يعمل لصالح مجموعة الأزمات الدولية، من أنه في حالة انسحاب فرنسا من غرب أفريقيا بالطريقة الفوضوية نفسها للولايات المتحدة في أفغانستان، فإنه من المتوقع أن يتغير ميزان القوى لصالح المتطرفين في المنطقة، مشيرًا إلى أن انتصار طالبان كان هدية للآلة الدعائية الخاصة بالجماعات المتطرفة في أفريقيا.
ولفتت ”واشنطن بوست“ إلى أن العمليات العسكرية الفرنسية في غرب أفريقيا لا تحظى بالشعبية في باريس، ونقلت عن الرئيس ماكرون، الذي يواجه انتخابات رئاسية العام المقبل، قوله إن القوات لم يكن من المفترض أن تبقى إلى الأبد.
كما أشارت الصحيفة إلى وجود منتقدين يرون أن وجود فرنسا العسكري يعرقل الحوار بين قادة الجماعات المتطرفة والحكومة في مالي.