محتويات هذا المقال ☟
إنهيار الدولة اللبنانية والمؤسسات العسكرية سيرفع حزب الله اللبناني بديلا للدولة..
كشف تقرير نشرته صحيفة ”لوريون لوجور“ اللبنانية الناطقة بالفرنسية أنّ الغرب يبدي حرصا على عدم بلوغ لبنان درجة الانهيار التام وخاصة مؤسساته العسكرية خشية أن يكون صعود ”حزب الله“ بديلا عن الدولة اللبنانية.
وقال التقرير إنّ هناك حدثين يحملان نفس الرسالة تجاه لبنان وهما مبادرة باريس لدعم الجيش اللبناني والزيارة التي قام بها إلى بيروت يومي السبت والأحد الماضيين جوزيب بوريل المسؤول الخارجي والأمني بالاتحاد الأوروبي.
ونقل التقرير عن مصدر دبلوماسي غربي قوله إنه من خلال مبادرة باريس ومحادثات بوريل مع المسؤولين اللبنانيين تظهر الفكرة نفسها ويمكن تلخيصها على النحو التالي: الغرب لا يريد لبنان أن ينهار بالكامل وسيبذل قصارى جهده لمنع ذلك.
وهذا هو السبب في أنه في كل مرة تقترب فيها الدولة من نقطة اللاعودة يتم إطلاق مبادرة لوقف العملية وضمان الحد الأدنى من الإنقاذ في اللحظة الأخيرة“ بحسب تعبيره.
الغرب يسعى لتجنب سقوط لبنان
وبحسب التقرير فإن ”هذا التطور هو علامة ملموسة على أن الغرب لا يريد أن يصل لبنان إلى الحضيض وسيحاول مساعدته على تجنب السقوط، لكن هذا لا يعني أن الوقت قد حان لإيجاد حلول“.
وأضاف نقلا عن المصدر الدبلوماسي الغربي أنّ ”لبنان هو الآن بشكل ما في العناية المركزة وللغرب أسبابه الخاصة في تفادي انهيار لبنان لأنه قد يخلق وضعا لا يمكن السيطرة عليه كليا، ويكون له تداعيات على المنطقة بأسرها وقد يعرض مصالح الغرب والأوروبيين خصوصا للخطر“.
وأوضح أن طبيعة المخاوف الغربية ومنها وجود اللاجئين السوريين والفلسطينيين الذين يمكن أن يتدفقوا بأعداد كبيرة إلى أوروبا إذا تدهور الوضع الأمني في لبنان، وكذلك احتمال شنّ المنظمات الفلسطينية هجمات ضد إسرائيل من الأراضي اللبنانية.
ومن جهة أخرى ”في حال انهيار الدولة اللبنانية فمن نتحدث معه بعد ذلك لتجنب أي تصعيد مع حزب الله؟“ وفق تساؤل المصدر ذاته.
سيناريوهات يخشاها الغرب
وأكد التقرير أنّ هذه النقطة الأخيرة هي من السيناريوهات التي يخشى الغربيون وقوعها عند مقاربتهم للمسألة اللبنانية مؤكدا أنّه ”ليست لديهم بعد إجابة واضحة بشأن سيناريو ”ما بعد الانهيار“ ومن سيكون في وضع يمكنه من التعامل مع الفوضى“.
ووفق الصحيفة اللبنانية فإنّه ”بحسب بعض التقارير التي وصلت إليهم فإن سيناريوهين محتملين لملء الفراغ الذي تخلفه الدولة ومؤسساتها؛ الأول أن يؤدي إلى تقسيم البلاد على أسس مناطقية ومذهبية بشكل يحافظ على قوة حزب الله المثبتة على الحدود .
مع إسرائيل دون تغيير، والثاني السماح لهذا التشكيل بالسيطرة على البلاد علما أنه رغم بعض المحاولات (المفترضة أو الحقيقية) لإعادة هيكلة الميليشيات إلا أنها غير قادرة على مواجهة قوة حزب الله“ بحسب تعبيرها.
وأكد التقرير أنّه ”لكل هذه الأسباب فإن الغرب والأوروبيين على وجه الخصوص لا يريدون انهيارًا تامًا للبلاد حتى لو انتهجوا سياسة تطويق غير مباشر للبنان من خلال إجراءات مختلفة تمنعه من الحصول على اعتمادات جديدة“.
وحتم التقرير بالقول: ”هذا هو السبب في أن كل الجهود الغربية تركز حاليًا على مساعدة الجيش وهو أحد المؤسسات العامة القليلة التي لا تزال تتمتع بالمصداقية، ولكنها أيضًا يمكن أن تكون حصنًا ضد الميليشيات وضد حزب الله، لذلك في الوقت الحالي.
يتحرك الغرب لمساعدة الجيش الذي يرفض دائما الانجرار إلى الجدل السياسي ويعتبر أنّ أولوياته هي ضمان أمن واستقرار البلد مع الحفاظ على تماسك القوات الذي يبقى أملًا للبنانيين“.