تتواصل في مدينة جنيف السويسرية المفاوضات بين وفدين يمثلان الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا الاتحادية، بشأن التوصل إلى معاهدة جديدة لتقليص الأسلحة النووية في كلا الدولتين، تحل محل معاهدة “ستارت 1″، التي انتهى العمل بها في الخامس من ديسمبر/ كانون الأول الجاري.
وتجري المفاوضات، التي يشارك فيها عسكريون ودبلوماسيون كبار من كلا الدولتين، وسط أجواء إيجابية، في ظل تعهدات سابقة قطعتها كل من واشنطن وموسكو، بأن يتم التوصل إلى المعاهدة البديلة “ستارت 2″، قبل نهاية العام 2009 الجاري، خاصة أن الجانبين اتفقا بالفعل على معظم بنود المعاهدة الجديدة.
وزاد من التفاؤل الاتصال الهاتفي الذي جرى بين الرئيسين الروسي دمتري ميدفيديف، والأمريكي باراك أوباما، في وقت سابق السبت، لاستعراض نتائج وآفاق انتهاء العمل الجاري حالياً على إعداد معاهدة جديدة بين موسكو وواشنطن، حول مواصلة تقليص الأسلحة الإستراتيجية الهجومية “ستارت 2” لدى الطرفين.
وجاء في بيان صدر عن “الكرملين” أن ميدفيديف وأوباما “سجلا إحراز تقدم ملموس وجوهري في هذه العملية، واتفق الرئيسان على تكليف وفدي البلدين بمواصلة العمل بهدف التوصل إلى اتفاقات نهائية، بشأن كل القضايا ذات الصلة، المطروحة على طاولة المباحثات.”
يُذكر أن سريان مفعول معاهدة تقليص الأسلحة الإستراتيجية الهجومية “ستارت 1″، التي وقعتها موسكو وواشنطن في 31 يوليو/ تموز من العام 1991، لفترة 15 سنة، ودخلت حيز التنفيذ في عام 1994، انتهى في الخامس من الشهر الجاري دون أن تحل محلها أي وثيقة جديدة ذات طابع ملزم قانونياً.
وقبل يوم من انتهاء العمل بـ”ستارت 1″، أصدر الرئيسان الروسي والأمريكي بياناً مشتركاً في الرابع من ديسمبر/ كانون الأول الجاري، أكدا فيه عزمهما على مواصلة التعاون، بعد انتهاء فترة المعاهدة الحالية، وفقاً لما نقلت وكالة “نوفوستي” الروسية للأنباء.
وجاء في البيان: “في الوقت الذي نقر فيه بسعينا المتبادل لدعم الاستقرار الإستراتيجي بين روسيا والولايات المتحدة، نعلن عن رغبتنا المبدئية بمواصلة التعاون في روح معاهدة تقليص الأسلحة الإستراتيجية الهجومية بعد انتهاء فترة سريانها، وكذلك عزمنا الثابت على تأمين دخول المعاهدة الجديدة حيز التنفيذ في أقرب وقت ممكن.”
وتعهدت كل من واشنطن وموسكو، بموجب معاهدة “ستارت 1″، بتقليص مخزون كل منهما من الرؤوس النووية إلى ستة آلاف رأس، وتقليص وسائل نقل هذه الرؤوس، إلى 1600 قطعة ما بين صواريخ وغواصات وقاذفات، أما المعاهدة التي تتفاوض الدولتان بشأنها، تتضمن خفض ترسانتهما النووية إلى ما بين 1675 و1500 رأساً نووية، وما بين 1100 و500 وسيلة نقل، وفقاً لوثيقة تفاهم وقعها الرئيسان الروسي والأمريكي الصيف الماضي.