محتويات هذا المقال ☟
في ظل حالة نتيجة التصعيد المتواصلة بين الاحتلال الإسرائيلي وطهران، على خلفية البرنامج النووي والصاروخي للأخيرة.وقعت انفجارات غامضة خلال الأسبوعين الماضيين، بمواقع إيرانية متعددة، لعل أبرزها المنشأة النووية “نظنز”.
وظهرت مؤشرات ودلائل عدة، توحي بأن الاحتلال الإسرائيلي يقف خلف عدد من هذه التفجيرات، بهدف عرقلة جهود إيران المتسارعة في برنامجها النووي، ما يثير تساؤلات مهمة، حول حجم التأثر، وطبيعة الرد الإيراني بحال ثبتت الهجمات الإسرائيلية.
ليست المرة الأولى
وبهذا الصدد، يقول الخبير بالشأن الإيراني طلال عتريسي إن “هذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها تخريب برامج إيران النووية”، مشيرا إلى أن ذلك حصل سابقا من خلال هجمات سيبرانية، وأيضا اغتيال علماء إيرانيين بشكل مباشر.
وأضاف عتريسي أن “هذا الأمر كان يؤدي إلى تأخير مؤقت للبرنامج النووي دون إلغائه”، معتقدا أن “البرنامج النووي السلمي بالنسبة لطهران، هو خيار ثابت واستراتيجي”.
الضربات تؤخر البرنامج النووي الإيراني
وأوضح أن “مثل هذه الضربات قد تؤخر البرنامج النووي الإيراني، لكن يعود ذلك لحجم التخريب والتفجير الحاصل , ربما يتأخر لأشهر أو أكثر أو أقل ، المسألة مرتبطة بحجم ونوع التخريب من ناحية، وقدرة الخبراء الإيرانيين على ترميم ذلك من ناحية أخرى”.
وحول خيارات الرد الإيران، توقع عتريسي أن “يكون بالطريقة نفسها، من خلال محاولة تخريب برامج نووية إسرائيلية، أو اختراق برامج مختلفة سواء سياسية أو أمنية”، لافتا إلى أن هناك أنباء قبل أيام، تحدثت عن خرق إيراني لهاتف أحد القيادات الأمنية الإسرائيلية.
طبيعة الرد
وشدد على أن “الحرب مشتعلة بين الطرفين، لكن في نطاق الهجمات السيبرانية، ومن المستبعد أن يكون هناك رد عسكري أو قصف”، مضيفا أن “إيران تمتلك إمكانيات للرد بالطريقة نفسها، لكن موعد التنفيذ مرتبط بالظروف”.
ورجح عتريسي أن “يكون الرد الإيراني بنفس طريقة الاعتداء الذي حصل مؤخرا، حتى تثبت طهران قدرتها وخبرتها على فعل ذلك”، مشيرا إلى أنها فعلت ذلك سابقا، عندما أسقطت الطائرة المسيرة، بوسائل تكنولوجية.
تدمير البنية التحتية للبرنامج النووي الإيراني
وفي سياق متصل، ذكر المحلل العسكري الإسرائيلي ألكس فيشمان أن الانفجارات الأخيرة بإيران، ترتبط بالبنية التحتية الوطنية، مشيرا إلى أن هناك موقعين على الأقل، ضمن المشروع النووي الإيراني، وهما منشأة “نظنز” الخاصة بتطوير وتخصيب أجهزة الطرد المركزي، ومنشأة “بارشين” الخاصة بأبحاث الصواريخ الباليستية.
واستدرك فيشمان في تحليل نشرته صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، ، بقوله: “حتى لو تعرض كلا الموقعين لهجوم سيبراني، فمن الواضح أن الضرر الذي لحق به، لن يؤدي إلى توقف الطموحات النووية الإيرانية”.
إيران على بعد أشهر من صنع قنبلتها النووية الأولى
ولفت فيشمان إلى أن المخابرات الأمريكية، تفيد بأن إيران على بعد ثلاثة أشهر، من الوصول للهدف المتمثل في رفع تخصيب 25 كيلوغراما من اليورانيوم إلى 90 بالمئة، وهي النسبة اللازمة لصنع قنبلة نووية واحدة.
مضيفا أن “الأضرار التي لحقت بمنشأة نطنز، بالكاد ستؤخر إيران في تحقيق هذه الخطوة الحاسمة، نظرا لامتلاكها آلاف أجهزة الطرد المركزي القديمة، والقادرة على إنجاز المهمة”.
صواريخ إيران الباليستية خطرة
وتابع: “لا يزال من الصعب حساب إجمالي الأضرار التي لحقت في منشأة (بارشين)، لكن يجب معرفة أن إنجاز إيران خلال العام الجاري، يتمثل في إرسال قمر صناعي للفضاء”، معتبرا أن ذلك دليل على امتلاك طهران لصواريخ باليستية، قادرة على الوصول لأي مسافة بحدود 2000 كيلومتر.وهي صواريخ خطرة .
وشدد المحلل الإسرائيلي على أهمية أن تأخذ تل أبيب الاتهامات الإيرانية على محمل الجد، مستدركا: “من المفترض أنه منذ الهجوم السيبراني على مرافق المياه الإسرائيلية، فإن أنظمة الدفاع الإسرائيلية بحالة تأهب قصوى، لمنع أي محاولة إيرانية جديدة”.
واستبعد فيشمان أن ترد إيران على هذه الهجمات الإسرائيلية، بمواجهة مفتوحة، على الأقل قبل الانتخابات الأمريكية، والتي ينتظر فيها النظام الإيراني خروج الرئيس دونالد ترامب من منصبه.